نوّه بدعم الكويت لها طوال فترة استضافتها معلناً عن جولة مقبلة يحدد مكانها وزمانها لاحقاً

ولد الشيخ: غابت الثقة فترحّلت الأزمة اليمنية

u0648u0644u062f u0627u0644u0634u064au062e u0641u064a u0627u0644u0645u0624u062au0645u0631 u0627u0644u0635u062du0627u0641u064a (u062au0635u0648u064au0631 u0623u0633u0639u062f u0639u0628u062fu0627u0644u0644u0647)
ولد الشيخ في المؤتمر الصحافي (تصوير أسعد عبدالله)
تصغير
تكبير
جولة الكويت حققت ما لم تحققه «جنيف» ولو أردنا حلاً هشاً غير مستدام لتوصلنا إليه

لم نطلب من الكويت استضافة الجولة المقبلة مع علمنا أنها مرحبة دائماً والعودة احتمال مطروح
اعتبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن «المعضلة الأكبر» في المشاورات اليمنية التي احتضنها الكويت، كانت «غياب الثقة» بين طرفي النزاع، مؤكداً أن جولة جديدة من المشاورات ستنظم قريباً، دون أن يحدد الزمان أو المكان.

وتوقع ولد الشيخ أحمد، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس مع انتهاء المشاورات ومغادرة الكويت، العودة إلى «طاولة المشاورات قريباً»، قائلاً: «سنغادر الكويت اليوم، لكن مفاوضات السلام حول اليمن مستمرة». ونفى ان تكون الامم المتحدة قد قدمت طلبا رسميا للكويت باستضافة الجولة المقبلة، موضحا ان الكويت دائما مرحبة دائما، وتبقى واحدا من الاحتمالات المطروحة للاستضافة، منوها بما قدمته الكويت من التسهيلات والدعم.


وشدد على ضرورة الاستمرار في بث الروح الإيجابية لدفع المشاورات الهادفة الى تحقيق السلام الذي يتطلع اليه الجميع. وقال ان مشاورات الكويت ساعدت في تأسيس ارضية صلبة لاتفاق «نأمل ان يرى النور قريبا» من اجل إنهاء النزاع باليمن ومعالجة مختلف القضايا الشائكة ولاسيما السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية. واعتبر مشاركة اليمنيين في مشاورات الكويت والجلوس حول طاولة حوار واحدة انجازا في حد ذاته لم تعرفه دول اخرى تشهد نزاعات مشابهة.

وأشار إلى أن «الجولة المقبلة ستشمل ضم خبراء عسكريين من الأطراف»، مضيفا «لو أردنا حلاً هشاً وغير مستدام لتوصلنا إليه، لكن الوفود المشاركة يجب أن تصنع الفرق وتتحمل مسؤولية كل تأخير».

كما نفى انحيازه الى احد الاطراف المتفاوضة على حساب الاخر، من خلال تقديم ورقة للحل، مضيفا ان «الورقة ليست احادية الجانب، وقد لمست في الايام الاخيرة استعدادا للتعاون، وخاصة بالجزء الامني الذي حظي بنقاشات جادة ممكن ان نبني عليها، ولكن هذا يحتاج الى الوقت».

وردا على سؤال حول عدم وجود بيان مشترك نهاية المحادثات واقتصار ذلك على بيان من الامم المتحدة، قال ان هذا البيان من القضايا التي طرحها على الوفدين والالتزام بالنقاط التسع الواردة موجود والاطراف اكدوا على ذلك.

واعرب ولد الشيخ عن اسفه لاستمرار الانتهاكات العسكرية اليومية على الساحة اليمينة، مشيرا الى وجود هدوء نسبي في بعض المحافظات مثل صنعاء حيث كان رمضان الماضي افضل من الذي قبله، مضيفا «اننا نفشل ومشاورات الكويت كان لها إنجازات كبيرة وحققت ما لم يحقق في جنيف، وباستمرارها يتم طرح كل القضايا وايجاد الحول، واستطاعت المشاورات ان تقطع شوطا في ظل حرب طالت 16 شهرا، ونحن لانقلل مما حصلنا عليه، وخاصة ان هناك ارضية سنبني عليها». وحول اعلان الحوثي وصالح اسماء المجلس السياسي جدد ولد الشيخ التأكيد على ما ذكره سابقا انها خطوة احادية ومثل هذه الخطوات لا تخدم الشعب اليمني.

هذا وقد أصدر اسماعيل ولد الشيخ أحمد بيانا هذا نصه:

خلال المشاورات، اجتمع وفد الحكومة اليمنية ووفد المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وجهاً لوجه في جلسات عديدة وأكد الوفدان التزامهما بضرورة التوصل الى حل سلمي ينهي النزاع في اليمن. تم التطرق الى مختلف حيثيات النزاع وطرح الحلول الممكنة التي قد تساعد في تخطي هذه المرحلة الصعبة. وجمع المشاركين على طاولة حوار واحدة انجاز بحد ذاته لم تعرفه دول أخرى تشهد نزاعات مشابهة.

ولقد تم التباحث في مواضيع شائكة وحساسة وتطلب ذلك نقاشات موسعة حتى يتمكن الأطراف من التعبير بشكل صريح عن المخاوف وطلب الضمانات والتطمينات المناسبة. كما تم التطرق الى تفاصيل معمقة للواقع الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والانساني. ولقد قدمت الأطراف مقترحات مكتوبة تتناول العناصر الرئيسية الخمسة المتفق عليها في بيال والمنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2216، وقامت الأمم المتحدة من خلال فريق من الخبراء القانونيين والعسكريين بصياغة أطر عامة تجمع بين المقترحات المقدمة وتبني على النقاشات التي دارت بين الأطراف، وقد تم طرح هذه الأفكار على الوفود بحيث يتم تركيز النقاش حول محتواها والبناء عليها لصياغة الاتفاق الشامل.

إن المعضلة الأكبر التي واجهتنا كانت انعدام الثقة بين الأطراف ولهذا كنا نركز دوماً على ضرورة تقديم التنازلات والتقدم خطوة نحو الآخر لكي يقابلها الآخر بخطوة مماثلة. وعليه فإننا نستمر في حث الأطراف على المبادرة بتنفيذ سلسلة من إجراءات بناء الثقة وعلى رأسها مواصلة الإفراج عن المعتقلين والامتناع عن اتخاذ الإجراءات الأحادية.

وبالاضافة الى المواضيع السياسية والأمنية غلب الوضع الانساني والاقتصادي على قسم كبير من الجلسات. فبالرغم من تحسن الوضع الانساني في أماكن عدة مع قدرة العاملين الانسانيين على التنقل خاصة مع وقف الأعمال القتالية الا أن الوضع الاقتصادي شهد تراجعا خطرا والمؤشرات الاقتصادية غير مطمئنة لا بل خطيرة. وأنا هنا أدق ناقوس الخطر الاقتصادي للمعنيين بالشأن الداخلي اليمني وهذا من النتائج المباشرة للحرب و«الحل الاقتصادي لن يكون الا من خلال حل سياسي مستدام».

هذه المحادثات ساعدتنا لوضع أرضية صلبة لاتفاق نأمل أن يرى النور قريبا. قد لا نتوصل الى الاعلان عنه قبل مغادرة الكويت الا أنني أكرر أننا على الطريق الصحيح وفي حال استمرت الأطراف في التجاوب قد نعود الى الطاولة قريبا عندما نتوصل الى صيغة نهائية.

اذن سنغادر الكويت اليوم ولكن مشاورات السلام لليمن مستمرة. الهيكلية وآلية العمل ستتغير خلال الأسابيع المقبلة اذ إننا سنترك المجال للأطراف لاستشارة قياداتها وسنعمل مع كل طرف على حدة لبلورة التفاصيل الدقيقة والتقنية. أنا أعيد وأكرر أن الحل المستدام هو الحل الذي يعمل عليه بترو ودراسة وبعد نظر وكل حل متسرع يأتي مبتورا و ناقصا. ولو أننا أردنا لليمن حلا هشا وغير مستدام لكنا حصلنا عليه ولكننا لن نتمكن من ضمان استمراريته. وأنا أشدد أن كل الجهود التي قمنا ولا زلنا نقوم بها لن تصل الى حل شامل ان كانت الأطراف المعنية لا تسعى اليه. فالوفود المشاركة وقياداتها هي من سيحدث الفرق وتتحمل مسؤولية كل تأخير أو تأجيل لمسار السلام.

وفي نهاية هذه المرحلة، التقيت بالأطراف في جلسات ختامية ساعدت على اعداد بيان الالتزام التسعة التي اتفق عليها. ونسعى أن تشكل هذه النقاط جوا مؤاتيا لمتابعة الحوار بهدف التوصل الى حل شامل وكامل.

شكرا للوفدين على التجاوب والالتزام بمقررات الجلسات وأنا أحثهما على المزيد من التنازلات والضمانات. شكرا لدولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا. ولا شك أن الكويت أثبتت مرة جديدة ريادتها في الحرص على السلام. فاختيار الكويت لهذه الجولة من المشاورات كان له دور أساسي فيما توصلنا اليه وهذه فرصة لتقديم بالغ التقدير لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد على قيادته الحكيمة وتدخله الشخصي في بعض الأوقات.

النقاط التسع المتفق عليها

- تجديد الالتزام بوقف الأعمال القتالية وتفعيل آليات تنفيذها بشكل عاجل.

- تفعيل لجنة التهدئة والتواصل بظهران الجنوب واللجان الأمنية المحلية بهدف تثبيت وقف الأعمال القتالية.

- اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وصول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية دون أي عوائق ومعالجة الوضع الاقتصادي.

- الإفراج العاجل عن جميع السجناء السياسيين? وجميع الأشخاص الموضوعين تحت الإقامة الجبرية أو المحتجزين تعسفياً، بما فيهم المذكورين في قرار مجلس الأمن الدولي 2216 (2015).

- الامتناع عن القيام بأي فعل أو تصعيد أو اتخاذ أي قرارات من شأنها أن تقوض فرص المشاورات والتوصل لاتفاق.

- إجراء سلسلة من المشاورات بين الوفود وقياداتها في المرحلة المقبلة حول الأفكار التي تم تداولها أثناء المشاورات ودراستها بشكل مفصل.

- الالتزام باستمرار المشاورات ومواصلة الجلسات المباشرة في غضون شهر من تاريخه في مكان يتفق عليه لاحقاً.

- التأكيد على استمرار الروح الإيجابية في التعاطي مع كل ما من شأنه تسهيل الوصول إلى حل دائم وكامل وشامل للنزاع في اليمن؛

- وفي سبيل ذلك، ضمُّ خبراء عسكريين من الأطراف لوفودها إلى الجولة المقبلة من أجل تقديم الدعم والمشورة الفنية وذلك في مجالات اختصاصهم.

المخلافي: الطرف الآخر مصرٌّ على استمرار الحرب

كونا- اعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي عن اسفه لانتهاء مشاورات السلام اليمنية التي استضافتها الكويت برعاية الامم المتحدة من دون تحقيق السلام الذي يتطلع اليه الشعب اليمني.

واتهم المخلافي في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» انصار الله والمؤتمر الشعبي العام بعرقلة مشاورات الكويت، والاصرار على استمرار الحرب. وقال ان وفد الحكومة الذي يرأسه قدم كل شيء في سبيل السلام، كما وافق على توقيع مشروع الاتفاق الذي قدمه مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد لحل الازمة اليمنية فيما رفض الطرف الاخر توقيع الاتفاق.

واضاف «سنستمر في دعم جهود المبعوث اسماعيل ولد الشيخ احمد» الهادفة الى التوصل لحل نهائي وشامل للنزاع وتحقيق السلام في اليمن. واكد انه «لن يعقد اليوم (أمس) لقاء ختامي مشترك كما لن يصدر اي بيان ختامي» عن المشاورات موضحا ان المبعوث الاممي سيكتفي فقط بإصدار بيان.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي