في «تبوك»... الأخلاق هزمت «الشتيمة»

u0641u0647u062f u0627u0644u0623u0646u0635u0627u0631u064a u064au062du0630u0631 u0639u0628u062fu0627u0644u063au0646u064a u0645u0646 u0627u0644u062au0645u0627u062fu064a u0641u064a u0627u0644u0627u0633u0627u0621u0629 u0644u0647
فهد الأنصاري يحذر عبدالغني من التمادي في الاساءة له
تصغير
تكبير
عاد حسين عبدالغني الى عادته القديمة... لم نتفاجأ بما قام به اللاعب الدولي السعودي لكرة القدم لنادي النصر، تجاه الدولي الكويتي فهد الانصاري لاعب الاتحاد في اللقاء الذي جمعهما أول من أمس في ختام بطولة تبوك الودية، التي انتهت لمصلحة الاخير 3-2.

حادثة لم يكن فيها احتكاك جسدي، كما هو معتاد في لعبة كرة القدم، بل كانت تعدياً لفظياً سافراً من عبدالغني تجاه الانصاري، جعل الاخير يثور بشدة من قبح الالفاظ النابية التى وجّهها له اللاعب الدولي السابق، ومن سوء حظ الأخير أن حكم المباراة كان قريباً جداً من الحادثة ما أتاح له سماع «عبارات الشتم» فلم يتردد فى طرد عبدالغني من المباراة، وان كان تأخر فى اتخاذ هذا القرار مع اللاعب ذاته بعد قيامه بضرب لاعب الاتحاد عبدالله شهيل، بشكل عنيف جداً.

أخلاق الانصاري معروفة في الملاعب... وكذلك أخلاق عبدالغني معروفة أيضاً، وشتان ما بينهما، عبدالغني له حوادث عديدة في الملاعب، وقد سبق وأن فعلها من قبل مع اللاعب الدولي السابق عبدالله وبران فى إحدى البطولات التى جمعت المنتخبين الكويتي والسعودي، وقام بإطلاق بعض العبارات تجاه وبران الذى تفاجأ بشدة لحظتها، وكاد فيها الامر أن يتحول الى معركة، ولكن اعتذار عدد من لاعبي السعودية «طيّب خاطر» وبران.

أمير تبوك فهد بن سلمان لم يترك ما قام به عبدالغني تجاه الانصاري يمر مرور الكرام، فرفض صعود اللاعب المطرود الى المنصة بعد المباراة، وقام بالاعتذار شخصياً للانصاري وسط الحضور، في لفتة رائعة عكست تواضع وشجاعة أمير تبوك وجعلت «فهد الكويتي» ينحنى لها خجلاً.

لا أحد ينكر تاريخ عبدالغني، سواء مع ناديه السابق الاهلي أو مع النصر حالياً أو في صفوف المنتخب السعودي، ولكن الاخلاق فوق كل ذلك، وهى شعار لعبة كرة القدم داخل وخارج المستطيل.

ما حدث بين الانصاري وعبدالغني، ذكّرنا بالحادثة الشهيرة فى نهائي كأس العالم 2006 في ألمانيا بين فرنسا وايطاليا، حين قام قائد «الديوك» زين الدين زيدان بـ «نطح» المدافع الايطالي ماركو ماترازي من دون مقدمات، بشكل عنيف جعله يسقط بقوة على الارض، وسط حالة من الذهول من كل جماهير الكرة في العالم الذين كانوا يشاهدون المباراة التاريخية، ولم يتردد حكم المباراة في طرد أفضل لاعب فى البطولة ذاتها، كون اللقطة لا تحتمل التأويل أو حتى الاكتفاء باشهار البطاقة الصفراء.

خرج زيدان بهدوء وهو مثقل بالهموم، وعندما سئل لماذا فعلت ذلك فى لقاء نهائي يحلم به أي لاعب؟، قال: «لقد شتم أختي»... بالفعل، يتوقف العقل والمنطق عند هذا الفعل، ويكون الرد عليه غير طبيعي، وهو ما فعله زيدان الذي خرج طوره وارتكب «جريمة» أمام الجميع، وافتقدت فرنسا جهوده وخسرت المباراة بالركلات الترجيحية.

ماذا لو قام الانصاري - الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في الدورة - بضرب عبدالغني بعد ما سمعه من كلام قبيح؟، بكل تأكيد كان سيخسر التجربة الاحترافية الاولى له مع عميد الاندية السعودية، ولكن أخلاق الانصاري كانت غالبة وامتصت غضبه، فانتصر له الحكم، والجمهور، والاعلام، و... «أمير تبوك».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي