نسمات

خبز خبزتيه...!

تصغير
تكبير
أصبحت الأحداث تمر علينا يومياً كشريط مصور مليء بالمفاجآت والصور الغريبة، فما أن ننام ليلاً ونحن متأثرون بحدث من الأحداث، حتى نستيقظ صباحاً على حدث أشد تأثيراً ينسينا أحداث الأمس! الكثيرون يعتقدون بأن ما يجري في عالمنا اليوم هو مؤشر واضح على نهاية العالم وبأنه مجرد سنوات قبل أن تقوم الساعة!

لكن بالطبع فإن هذه أمور غيبية ولا يمكن الجزم بها، لكننا نسأل الله تعالى اللطف والعافية، ويجب أن نتعامل مع واقعنا بعقلانية وواقعية، ويجب أن نتصدى للشر في عالمنا ونسعى لفعل الخير!


العمليات الإرهابية الكثيرة التي تحدث اليوم في الدول الأوروبية والتي تدل على تفاهة منفذيها وضيق صدورهم بالعالم وربما برغبتهم في التخلص سريعاً من حياتهم طمعاً في دخول الجنة، لا نريد مناقشة المجانين بمنطق العقلاء، فالمثل يقول «حدث العاقل بما لا يعقل، فإن صدقك فلا عقل له».

لكننا نعتقد بأن تلك الأحداث الغريبة التي تحدث في أوروبا والقتل الوحشي الذي يقوم به بعض الشباب المسلم من دون وعي على الرغم من بشاعته يوصل للأوروبيين والأميركيين رسالة واضحة بأن المارد الذي كان مصفداً في القمقم في البلاد العربية وكأن العقلاء في بلادنا يحرصون على محاربته ومنع خروجه، هذا المارد قد تم إخراجه وإطلاقه من معقله بسبب السياسات الأميركية والأوروبية الخرقاء التي كان همها الوحيد هو إضعاف المسلمين وزيادة الفرقة بينهم!

عندما قامت الثورة السورية في بدايات العام 2011 وكان همها تخليص الشعب السوري من طاغية مجرم توالى هو وأبوه على مدى أربعين عاماً في قتل هذا الشعب واضطهاده ومنعه من تقرير مصيره، لقد كان بوسع الغرب خلعه وإيقاف نزيف الدم الذي تسبب به والوحشية التي رد بها على شعبه، ولكن الغرب كان سعيداً باستعار المعارك بينه وبين شعبه، ومنع دولاً وأفراداً من مساعدة الشعب السوري وتحقيق آماله، وشاهدنا على مدى ما يقارب السنوات الست المجازر التي كان يتفنن بارتكابها واستخدام أبشع أنواع الأسلحة الفتاكة ضدهم وقتل الأطفال والنساء!

فماذا كان موقف الغرب من كل ذلك؟ لقد كان سعيداً بالقتل والتدمير، وقد صرح بعض كبار المسؤولين الأميركان بأن ذلك فخار يكسر بعضه بعضاً، وإننا سعيدون بما يجري للسوريين وننتظر تدمير بعضهم لبعض لكي لا يقوم لهم كيان حر يتسبب بالضغط على الكيان الصهيوني ولإقامة سورية جديدة ممزقة ومجردة من كل مقومات الدولة الحرة! إذاً فإسرائيل هي مقياس السياسة الأميركية في بلادنا!

على الجانب الآخر فقد تم فتح الأبواب على مصراعيها لجميع الدول والعصابات التي جاءت لدعم النظام السوري ومنعه من السقوط، وسمحوا لهم بارتكاب أفظع أنواع الجرائم بحق الشعب السوري وإدخال جميع أنواع السلاح المحرم دولياً للفتك بالأبرياء، وأتوا بروسيا - المجرم الكبير - لتستكمل ما فعلوه في سورية وتقتل من لم يقتله النظام!

لقد كذب علينا أوباما عندما برر اتفاقه النووي مع إيران ورفع العقوبات الاقتصادية عنها بأن هدفه ردعها ومنعها من الاستمرار في عدوانها على جيرانها، فقد ازداد سلوك إيران العدواني واعتداءاتها!

إذاً، فما يحدث في أوروبا من إجرام على أيدي مسلمين ما هو إلا ارتداد للسياسات الغربية المنحرفة والكيل بمكيالين، والتي يستشعرها الشباب المسلم في الغرب ويشعر بالاضطراب النفسي بسببها ومن ثم يتصرف بطيش لتصحيح الأمور!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي