وقل رب زدني علماً

... لعلكم ترحمون!

تصغير
تكبير
عندما تجلس مع أحد الأصدقاء مثلاً وتتكلمان في شتى المواضيع، يكون اهتمامك منصباً على ما يقوله حتى تستفيد من المناقشة الدائرة بينكما، فلا تترك الأفكار تأخذك يميناً وشمالاً، بل يكون التركيز هو شغلك الشاغل، حتى تنتهي المناقشة، أما إذا كنت تتكلم

وصديقك في واد آخر، فلا فائدة تذكر من المناقشة، هذا المثال يجرنا إلى موضوع آخر شبيه بذلك، وهو أنك عندما تقرأ أو تسمع القرآن الكريم مثلا، أتعرف الوضع الذي أنت فيه؟ هل تعلم بأن الله سبحانه وتعالى بجلالة قدره وعلوه على خلقه أجمعين يكلمك؟ (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) الأعراف 204، (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم،

وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون) الأنفال 2، الله سبحانه وتعالى يدعونا إلى الاستماع والإنصات إلى القرآن في الصلاة الجهرية، متأثرين بكلامه ومستفيدين من كل كلمة نسمعها، لكي نزيد من رصيدنا الإيماني، ونقوى على مجابهة الحياة، وما فيها من أشياء قد تنقص من حسناتنا وتضعف إيماننا،

ونأخذ من التقوى زاداً لنا لمواجهة الشيطان،

والنفس الأمّارة بالسوء والهوى، وغيرها من العوامل المحيطة بنا، وفي هذا رحمة كبيرة لنا.

والمؤمن الحقيقي هو الذي إذا ذكر الله سبحانه وجل قلبه أي: فزع ورق استعظاماً وهيبة ورهبة، مما يسمع من كلام الله العزيز القهار، وكلما تليت عليه آيات الله الكبير المتعال ازداد إيمانا وتوكلا على الله الذي (له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمَنْ يشاء ويقدر، إنه بكل شيء عليم) الشورى 12، نعم، فمَنْ غيره سبحانه الذي له مفاتيح خزائن السماوات والأرض،

وبيده مغاليق الخير والشر ومفاتيحها، فما يفتح من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل لها من بعده. هذا الكلام موجه إلى مَنْ يُجل كلام الله سبحانه وتعالى، والذي سكن الإيمان قلبه،

وحرك جوارحه لصيانته من كل امتهان ونقص، ولكن هناك ملاحظة لا أقول إنها جديدة بل هي قديمة أحب التذكير بها فقط لأهميتها، ألا وهي رمي الجرائد وغيرها مما قد تحمل بعض الآيات القرآنية في صناديق الزبالة، وقد يكون رب المنزل من المصلين.

يا إخواني الكرام: كلام الله سبحانه له احترامه وحتى لو كتب على ورقة صغيرة، فأين تقديرك وهيبتك من خالقك بهذا الفعل، وهل تعلم بأن الله جل جلاله سوف يسألك عن هذا، يا أحبائي:

ضعوا كل هذه الأشياء في أكياس خاصة معزولة حتى تجمع أو أرسلوها إلى الحاويات الخاصة لذلك، وهذا هو أقل فعل قد تؤجرون عليه. ودمتم سالمين.

nn477601@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي