أطفال حكموا العالم

جنكيز خان... مؤسس الإمبراطورية المنغولية / 27

تصغير
تكبير
| القاهرة - من نعمات مجدي |
«هل حكم أطفال أو صغار؟» وهل تقلدوا زمام الأمور ومقاليد الحكم في بلدانهم؟
سؤال قد تكون الاجابة عليه لـ «الوهلة الأولى» لا، أو لا نعرف أو قد لكن من ومتى وأين؟
ونحن نقلب في أوراق قديمة جدا أو قديمة فقط، أو حتى حديثة، كانت المفاجآت تتوالى تباعا حيث اتضح أن الكثير من هؤلاء بالفعل حكموا وصالوا وجالوا وأيضا أخطأوا وارتكبوا مخالفات أثرت على شعوبهم.
ونحن نقلب في أوراق مختلفة أتضح أن كثيرا من المجتمعات «شمالية وجنوبية شرقية وغربية» حكمت من خلال أطفال وفتيان وشبان صغار.
وجدنا هذا في الممالك القديمة «مصر والعراق» ووجدناه في العصر الإسلامي ووجدناه في أوروبا وآسيا وغيرهما.
عثرنا على ما يؤكد أن طفلا في السابعة «حكم» وأن أكبر منه بسنوات قليلة قاد بلده وأن من هم في العشرين «كثر» تقلدوا زمام الأمور.
الأمر مع غرابته لا يخلو حتما من الطرائف والعجائب والمواقف الساخنة والمعارك المشتعلة حتى إن هذه الأمور حفرت في ذاكرة الشعوب أو في مجلدات تراثية.
«الراي» قلبت كثيرا في أوراق تراثية وقديمة ومتوسطة وحديثة واقتربت من حكايات غريبة وعجيبة مع أطفال وصغار وشبان حكموا وفي السطور التالية تفاصيل كثيرة.
ونبقى في الشرق... وهذه المرة شرق آسيا... حيث إمبراطورية عظيمة... أسسها قائد... عندما تولى مقاليد الحكم كان أيضا صغيرا... إنه «جنكيزخان».
وليس هناك شك في أن «جنكيز خان» واحد من أقسى الغزاة الذي نجح بشخصيته القوية وقوة عزيمته ونفاذ بصيرته في أن يؤسس إمبراطورية المغول وقبائل القرغيز كما كان يسميها المؤرخون المسلمون، فكان يجلّ العلماء ويحترمهم ويلحقهم بحاشيته معتقدا بأنهم ثروة لا يمكن تجاهلها.
بل كان يحرص على أن يكون له مستشارون من الأمم التي اجتاحها من ذوي الخبرة ما كان له أثر عظيم في تنظيم الدولة والنهوض بها والارتقاء بنواحيها الإدارية والحضارية.
نشأته واسمه
اسمه الحقيقي «تيموجين بن سيوكاي بهادر»، وقد سمي بهذا الاسم تيمنا بمولده في يوم انتصاره الموافق 549 ... هـ - الموافق 1155م - على إحدى القبائل التتارية التي كان يتنازع معها، وتمكن أبوه من القضاء على زعيمهم الذي كان يحمل هذا الاسم.
حيث عرف بالشدة والبأس وكانت تخشاه القبائل الأخرى حتى قتل في «561 هـ ـ1167م» تاركا حملا ثقيلا ومسؤولية كبيرة لـ «تيموجين» الابن الأكبر الذي لم يتجاوز عمره آنذاك الثالثة عشرة من عمره، وما كان ليقوى على حمل تبعات قبيلة كبيرة مثل «قياد»، وبالرغم من انه نجح في احتلال أجزاء واسعة من الصين ثم انطلق غربا وجنوبا فدمر الدولة الخوارزمية التي كانت تحكم أراضي آسيا الوسطى «أوزبكستان وقازاخستان وقرغيزيا وتركمانستان» وامتد حكمه إلى أفغانستان،
وقام باحتلال أجزاء من إيران، ولكن سرعان ما توقف نفوذه بعد انصراف أتباعه عنه... حيث استغلت قبيلته صغر سنه، ورفضت في بداية حكمه الدخول في طاعته والانصياع لأوامره على الرغم من كونه الوحيد الذي يعتبر الوريث الشرعي لرئاسة قبيلته،
وبالرغم من كل ما قام به «جنكيز خان» في إقامة امبراطورية واسعة إلا أن أفراد قبيلته التفوا حول زعيم آخر بعد مرور 7 سنوات فقط من توليه الحكم، وفقدت الأسرة الجاه والسلطان الذي تركه والده وعاش حياة قاسية تخلى خلالها عن كل مظاهر الرفاهية والبذخ التي عاش فيها، وبدأت الخلافات الداخلية تنتهك الإمبراطورية.
الأسرة المستضعفة
ونجحت أم تيموجين في أن تجمع الأسرة المستضعفة وتلم شعثها وتحث أبناءها الأربعة على الصبر والكفاح وتفتح لهم باب الأمل وتبث فيهم العزم والإصرار حتى صاروا شبابا أقوياء.
وبخاصة جنيكزخان الذي ظهرت عليه إمارات القيادة والنزوع إلى الرئاسة... حيث استطاع «جنكيز خان» أن يوحد القبائل المنغولية ويؤسس الإمبراطورية المنغولية التي غزت معظم آسيا.
ولقد فسر المؤرخون لفظ «جنكيزخان» بأنه إمبراطور العالم، فكان المغول يعيشون في بلادهم شظف العيش يعيشون على الصيد والرعي في حياة كلها ترحال وتجوال وكانوا في نزاع وحروب مستمرة فيما بينهم وفي غارات وهجمات علي المناطق الخصبة المجاورة.
استسلام الصينيين
وقامت قوات «جنكيز خان» بفتح السدود فأغرقت الأرياف بالمياه، وتم غلق قنوات الري الذي أدى إلى إتلاف المحاصيل الزراعية وهلاك الحيوانات الداجنة، ونتيجة لهذه الإجراءات الوحشية حصلت مجاعات رهيبة.
واضطر الصينيون إلى الاستسلام أمام قوات «جنكيز خان» بعد مقاومة ضارية، وقد تم حرق العاصمة «بكين» بأكملها واستمرت الحرائق فيها لمدة 70 عاما.
وفي العام 1220 م... استطاع جنكيز خان أن يدمر الإمبراطورية التركية «تركمانستان الحالية»، ثم استمرت جيوشه في التقدم باتجاه بحر قزوين، ومن هناك دخلت إلى بلاد الروس والبلغار، وبدأ الأوروبيون يسمعون للمرة الأولى باسم جنكيزخان... حيث كان سكانها ينتظرون وصول الغزاة بقلق كبير.
فاضطرت القوات المدافعة عن المدينة إلى الفرار خارج المدينة، إلا أن القوات المنغولية طاردتهم واستطاعت إلقاء القبض عليهم عند وصولهم إلى شاطئ أحد الأنهار فمزقوهم إربا إربا.
لم يراع جنكيزخان حرمة الجوامع في مدينة بخارى... حيث دخل أحد الجوامع ممتطيا حصانه... وقال للمصلين في الجامع... بأن بلادهم لا يوجد فيها عشب كثير، وأنه يريد علفا لجياد جنوده ثم أمر جنوده برمي جميع الكتب في ساحة الجامع لكي تكون مفروشة للدواب.
معركة شرسة
كانت هذه المعركة أشرس المعارك التي خاضها «جنكيزخان»... حيث أمر بقتل الشيوخ والأطفال واستباحة النساء، وذلك بعد أن دمر المدينة بأكملها... حيث أجبر الرجال الأقوياء من سكان المدينة على الانضمام إلى جيشه لمحاربة إخوانهم في المناطق الأخرى، وبعدها توجه إلى مدينة سمرقند لاحتلالها وفي طريقه إليها دمر الحصون والقلاع المقامة في المنطقة من دون شفقة أو رحمة... حيث كان يقتل كل من يراه على طريقه ما دفع سكان المدينة للاستسلام بعد أن أدركوا أنهم غير قادرين على التصدي لقوات «جنكيز خان» فسلموا مفاتيح المدينة له.
ثم قام «جنكيزخان» العام 1258م بدخول بغداد تلك المدينة صاحبة الحضارة، ولم تسلم من قوته الباطشة فقام بتدميرها واصطبغت مياه نهر دجلة باللون الأحمر نتيجة الدماء الغزيرة لسكان بغداد الأبرياء التي سفكها «جنكيز خان»... حيث أمر قواته بإلقاء جميع الكتب التي كانت موجودة في نهر دجلة وبذلك ضاعت حضارة تلك المدينة التي استمرت لآلاف من السنين.
تربية ومعارك
ونجحت أم تيموجين... في أن تربي «جنكيزخان» على كيفية خوض المعارك بشجاعة دون الهزيمة أو الاستسلام... حيث تمكن من المحافظة على أسرته وتحسين أحوالهم المعيشية حتى إنه استطاع أن يجبر المنشقين على قبيلته وأقاربه للعودة مرة أخرى ودخل في صراع مع الرافضين للانصياع للعودة مرة أخرى ودخل في صراع مع الرافضين للانصياع لأوامره والخضوع لقيادته،
ولكنه استطاع وهو في الثالثة عشرة من عمره أن يسيطر على جميع الأوضاع داخل قبيلته حتى نجح في أن تدين قبيلته «فتيان» بالولاء له وهو لم يكمل عامه العشرين، وفي يوم من الأيام تم القبض عليه، ولكنه تمكن من الهرب واختبأ في نهر مجاور، وعندما انتبه الجنود لهروبه قاموا بالبحث عنه، فوجده أحد الجنود.
وقال له: اهرب لن أخبرهم أني وجدتك فإنهم يقولون إن عينيك تشعان نورا وبالفعل هرب وعاد من هذه المعركة الخاسرة برزمة من الجيوش فواصل خطته في التوسع على حساب جيرانه حتى تمكن من بسط سيطرته على منطقة شاسعة من إقليم منغوليا تمتد حتى صحراء جوبي... بعد صراعات مع حليفه رئيس قبيلة الكراييت حتى تمكن من السيطرة على عاصمة «قرة قروم» وجعلها قاعدة لملكه... حيث أصبح جنكيز خان بعد انتصاره أقوى شخصية منغولية وعرف باسم «جنكيزخان» أي إمبراطور العالم.
الإمبراطورية المنغولية
بعد أن تم انتخاب «جنكيزخان» لرئاسة القبائل المنغولية قام بالعديد من الأعمال المهمة... حيث تم توزيع الوظائف المهمة على معاونيه سواء كانت حربية أو مدنية، وعين حرسا خصوصيين لحمايته وتوفير المؤن... والتأكد من تنفيذ أوامره وعين صديق عمره «بوريتشو»، الذي أنقذ بعد وقوعه في الأسر في مهمة الإشراف على كل هؤلاء.
ثم قام بالتغلب على جميع أعدائه من قبائل «التايجوت» وهم من أعدائه القدامى وبعدها استطاع التغلب على حكومة الصين الشمالية،
وعين «1206» حكام على جميع القبائل المغولية، وعندما تم تعيينه وضع تشريعات «السياسا» وهي التي انشقت منها كلمة «سياسة»... حيث نصت على تنظيم العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة وحللت زواج الرجل من أختيه... كما أحلت زواج الابن من زوجات أبيه - باستثناء أمه - كما وضع تشريعا بأنه لا يجوز أن يترك أي جائع أو عطشان في القبيلة لأن عقوبتها الموت.
بعد أن استتب الأمر اتجه «جنكيزخان» لإصلاح شؤون بلده الداخلية فأنشأ مجلسا للحكم يسمى «قوريلتاي» العام 603 هـ الموافق 1206م ودعاه للاجتماع، وفيه تحددت للمرة الأولى شارات ملكه، ونظم إمبراطوريته ووضع لشعبه دستورا محكما يسمى «قانون الياسا» لتنظيم الحياة، بعد أن رأى أن الآداب والأعراف والتقاليد المغولية لا تفي بمتطلبات الدولة الجديدة،
القوات الصينية
فاشتبك معها للمرة الأولى في سنة «608 هـ - 1211م»، واستطاع أن يحرز عددا من الانتصارات على القوات الصينية ويخضع البلاد الواقعة في داخل سور الصين العظيم ويعين عليها حكاما من قبله... ثم قرر غزو الصين مرة ثانية...بعد أن حشد لذلك جموعا هائلة سنة «610 هـ - 1213م».
لكنه لم يحرز نصرا حاسما ثم جرت محاولة للصلح بين الطرفين، لكنها لم تفلح، فعاود «جنكيزخان» القتال، واستدار بجيشه الذي كان عائدا إلى بلاده واشتبك مع جحافل الصين التي لم تكن قد ابتعدت للقتال وانتصر عليها في معركة فاصلة، سقطت على اثرها العاصمة بكين في سنة «615 هـ - 1215م»، وكان لسقوطها دوي هائل، ونذير للممالك الإسلامية التي آدت الفارين من أعدائه وأظهرت ما كان يتمتع به الرجل من مواهب عسكرية في ميادين الحرب والقتال.
الاتجاه غربا
بعد أن فرغ «جنكيزخان» من حربه مع الصين اتجه إلى الغرب، وعزم على القضاء على أعدائه من قبائل النايمان والماركييت، وكان كوجلك خان بن تايانك زعيم التايمان... قد تمكن بالتعاون مع السلطان محمد بن خوارزم شاه سلطان الدولة الخوارزمية من اقتسام الدولة القراخطانية سنة «607 هـ - 1210م»، وأقام دولة امتدت من بلاد التبت وحتى حدود الدولة الخوارزمية لكنه لم ينعم كثيرا... فقد أرسل إليه «جنكيزخان» جيشا كبيرا يقوده أحد رجاله الأكفاء وتمكن من القضاء على كوجلك وجيشه في سنة «615 هـ - 1218م»، كما أرسل إبنه جوجي لتعقب زعيم قبيلة المركيب فتمكن من القضاء عليه وعلى اتباعه.
لم يكن «جنكيزخان» بعد أن اتسع سلطانه وامتد نفوذه يسعى للصدام مع «السلطان محمد بن خوارزم شاه»، بل كان يرغب في إقامة علاقة طيبة وإبرام معاهدات تجارية معه فأرسل إليه «3» من التجار المسلمين لهذا الغرض، فوافق السلطان محمد على ذلك... توجه عقب ذلك وفد تجاري كبير من المغول يبلغ نحو «450» تاجرا كانوا كلهم من المسلمين يحملون أصنافا مختلفة من البضائع واتجهوا إلى مدينة «أنزار».
وبدلا من أن يمارسوا عملهم في البيع والشراء، اتهمهم حاكم المدينة «نيال خان» بأنهم جواسيس يرتدون زي التجار وبعث إلى السلطان يخبره بذلك... فصدقه وطلب منه مراقبتهم حتى يرى رأيه في شأنهم لكن «نيبال خان» قتلهم وصادر تجارتهم واستولى على ما معهم،
ويذكر بعض المؤرخين أن السلطان محمد هو الذي أمر بذلك وأن واليه لم يقدم على هذا التصرف الأحمق من تلقاء نفسه... غضب «جنكيزخان» واحتج على هذا العمل الطائش، وأرسل إلى السلطان محمد يطلب منه «سليم» «نيال خان» ليعاقبه على جريمته لكن السلطان رفض الطلب، ولم يكتف بذلك بل قتل الوفد الذي حمل الرسالة قاطعا كل أمل في التفاهم مع المغول، وكان ذلك العام «1218»م.
الدولة الخوارزمية
استعد «جنكيزخان» لحملة كبيرة على الدولة الخوارزمية وتحرك بجيوشه الجرارة إلى بلاد ما وراء النهر... فلما بلغها قسم جيوشه عليها وتمكن بسهولة من السيطرة على المدن الكبرى مثل «انزار» وبخارى، وسمرقند، ولم يجد ما كان ينتظره من مقاومة ودفاع وأحرق «جنكيزخان» بخاري عن آخرها، واستباحوا حرمة مسجدها الجامع الكبير وقتلوا الآلاف من سكانها الأبرياء، وواصل الزحف بجيوشه متعقبا السلطان محمد الذي زلزل الخوف قلبه، وفقد القدرة على المقاومة والصمود، فظل ينتقل من بلد إلى آخر، حتى لجأ إلى إحدى الجزر الصغيرة في بحر قزوين... حيث اشتد به المرض وتوفي سنة «617 هـ -1220م».
جنكيز وجلال
تحمل جلال الدين فبكرتي... لواء المقاومة بعد أبيه، وكان أثبت جنانا وأقوى قلبا ونجح في المقاومة وجمع الأتباع وحشد الأنصار وألحق الهزيمة بالمغول في معركة «براون» سنة «1221م».
فلما سمع الناس بهذا النصر فرحوا فرحا شديدا بعد أن استبد بهم اليأس، وثارت بعض المدن على حاميتها من المغول، وكان يمكن لهذا النصر أن تتلوه انتصارات أخرى لو خلصت النية وصدقت العزيمة ولكن سرعان ما نشب خلاف بين قادة جيوش جلال الدين وانسحب أحدهم ومن معه غير مدرك لعظم المسؤولية فانهار حلم الدفاع وتهاوى جلال الدين أمام جحافل المغول وتوالت الهزائم بعدما خارت العزائم.
واضطر جلال الدين إلى الانسحاب والفرار إلى الهند وعندما اطمأن «جنكيزخان» إلى ما حقق عاد إلى منغولين لإخماد ثورة قامت ضده هناك، وبالفعل تمكن من ذلك وبعدها لم يتمكن «جنكيزخان» من مواصلة العمل العسكري وتوفي في 11 رمضان العام 1227م ودفن في منغوليا وخلفه في الحكم ابنه «أوكتاي».
مات «جنكيزخان» بعد أن حقق بفضل أساليبه العسكرية الذكية أوسع إمبراطورية عرفها العالم إذ امتدت فتوحاته في أقل من 30 عاما من المحيط الهادي إلى نهر الدنيستر، ومن سيبريا حتى سهول الهند، أما الصين ودوقيات أوروبا فقد أرغم حكامها على دفع الضرائب له حتى إن البابا... ولويس التاسع الفرنسي... أرسلا إليه البعثات الديبلوماسية لاسترضائه... حيث بنى «جنكيزخان» إمبراطوريته على أسس دينية... تقر بإله واحد وأبقى تسلسل الطبقات.
حيث كانت في القمة عائلة «جنكيزخان» التي تستولي بنفسها على البلاد المحتلة تليها طبقة النبلاء فطبقة الرجال الأحرار أو المحاربين... ثم طبقة العبيد وهم من غير المغول كما أبقى على التنظيم العشائري لكنه كان يحتفظ لنفسه بصلاحية تنظيم العلاقات بين الطبقات والعشائر وتحديدها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي