Offside

لا تستحق أكثر من هكذا نهائي!

تصغير
تكبير
قبل طيّ صفحة «يورو 2016» لكرة القدم في العاصمة الفرنسية باريس على بطل قديم (فرنسا) أو بطل جديد (البرتغال)، لا بد من وضع بعض النقاط فوق الحروف.

الاتحاد الاوروبي للعبة الذي يظهر دائماً بمظهر الساعي الى الافضل، فشل تماماً في رهاناته الاخيرة.

إطالة عمر البطولة لتصبح شهراً كاملاً كما هي حال كأس العالم أثبتت أنها خيار فاشل، وذلك لأسباب عدة أبرزها أن اللاعبين أساساً قادمون من موسم طويل ومضنٍ مع أنديتهم، ولا يعني «مطّ» المسابقة لأيام سوى مباريات اضافية من شأنها استنزاف الطاقات تماماً وبالتالي تقهقر المستوى الفني.

يبقى التوقيت المثالي لإقامة البطولات الكبرى في منتصف الموسم على ان يجري تقليص عدد المراحل في الدوريات الاوروبية، لكن حرب المصالح لن تسمح بذلك.

كان بالإمكان ضغط مباريات الدور ربع النهائي التي اقيمت على مدار اربعة ايام كاملة (من 30 يونيو و الى 3 يوليو).

لكن كيف للقيّمين على الاتحاد القاري ان يفعلوا ذلك بعد ان سبق لهم زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 16 الى 24؟

ضغط مباريات ربع النهائي لتقام في يومين لن يمكّن المنتخبات من الحصول على الراحة اللازمة قبل ولوج الدور نصف النهائي، لذا جرى توزيع مواجهات دور الثمانية على 4 ايام.

المشكلة الثانية التي عاشتها البطولات السابقة كافة و«العرس القاري» الذي يختتم اليوم تتمثل في غياب تكافؤ الفرص.

صحيح ان الجولة الثالثة الاخيرة من مباريات الدور الاول لكل مجموعة اقيمت في توقيت واحد بيد ان هذا لا يكفي.

فالمنتخبات تعرف وفق الجدول المعد مسبقاً من هو الخصم المرتقب في الادوار الاقصائية وهي قادرة على اختيار مشوارها بيدها.

وربما لهذا السبب تألمت اسبانيا كثيراً بعد خسارتها في اللحظات الاخيرة امام كرواتيا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة.

لم تحزن لأنها خسرت، فهي كانت ضامنة التأهل، بل اسفت لأن الهزيمة كلّفتها خوض المسلك الصعب من البطولة حيث كانت منتخبات ايطاليا والمانيا وفرنسا وانكلترا تنتظرها بعد ان كانت موعودة لو لم تخسر، بطريق سالكة الى النهائي بمواجهة منتخبات الصف الثاني كما فعلت البرتغال.

يجدر بالاتحاد الاوروبي اجراء قرعة قبل كل دور اقصائي في البطولة واعتماد تصنيف الفرق كما يفعل لدى توزيع المنتخبات على المجموعات يوم سحب القرعة الرئيسي.

صحيح ان الاتحاد الاوروبي اعتمد أخيراً تكنولوجيا خط المرمى، وهو يشكر على ذلك، بيد أن ثمة أمراً اخر يتوجب الوقوف عنده ويتعلق بالحكام.

هناك قرارات تحكيمية تستحق المراجعة لأن من شأنها أن تغير مسيرة بطولة برمّتها. يجب ان تتواجد لجنة تحكيم داخل احدى غرف الملعب من واجبها مراجعة الحالات المشكوك بصحتها على ان تتواصل لا سلكيا مع حكم الساحة. لا يستلزم ذلك أكثر من ثوان معدودة وهي على الاقل تعطي كل صاحب حق حقه.

يجب أن يكون إحقاق الحق شاملاً كل مفاصل اللعبة، وليس خط المرمى فقط.

ملاحظة أخرى تتعلق هذه المرة بمباراة فرنسا وألمانيا.

بعيداً عن نظرية المؤامرة، ما كان يجب على الاتحاد الاوروبي ان يوكل للايطالي نيكولا ريتزولي مهمة قيادة اللقاء المهم.

الكراهية على المستويين الشعبي والرياضي كبيرة بين المانيا وايطاليا، كما ان الاولى اخرجت لتوها الثانية من الدور ربع النهائي إثر مواجهة تاريخية.

ريتزولي من افضل الحكام وهذا لا غبار عليه بيد انه كان بإمكان الاتحاد الاوروبي تحاشي الوقوع في احراج من هذا النوع خصوصا ان قرارات الحكم جاءت قاسية بعض الشيء على الـ «مانشافت» بغض النظر عن ركلة الجزاء الصحيحة التي احتسبت ضد باستيان شفاينشتايغر.

هكذا بطولة طويلة ومرهقة وغير منصفة لا تستحق الا هكذا نهائي باهت تغيب عنه الرموز الحقيقية لأوروبا.

عسى أن يتعلم الاتحاد الاوروبي من الأخطاء.

... إلى اللقاء في «يورو 2020».

SOUSPORTS@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي