«سلّة البلاد الغذائية» لم تصل إليها يد التطوير فتعيش حالة من الإهمال وتردي الخدمات
نهضة الكويت الحضارية وقفت عند حدود «الوفرة»
المنظر العام لمحلات مركز الضاحية
بقايا التفحيط
ادفع قبل التعبئة
حال المحلات التجارية
الصالون والمصبغة والمصور
أكوام المخلفات تملأ طرق الوفرة
اللوحة الارشادية بلا أرقام للقطع ولم تسلم من هواة الكتابة
اخدم نفسك بنفسك في المستوصف
أحد أفرع الجمعية
الوضع في مركز الضاحية
مركز الضاحية ومحلاتها شبرات «شينكو» وحبال لنشر ملابس العمال
لوحة القطع بلا ترقيم والطرقات حلبات للاستعراض والتفحيط
جدران مبنى الجمعية أصبحت دفاتر لهواة كتابة الذكريات
في المستوصف يكتب المريض بياناته بنفسه للدخول إلى الطبيب
الدفع قبل التعبئة في محطة الوقود لضمان عدم هروب صاحب السيارة
لوحة القطع بلا ترقيم والطرقات حلبات للاستعراض والتفحيط
جدران مبنى الجمعية أصبحت دفاتر لهواة كتابة الذكريات
في المستوصف يكتب المريض بياناته بنفسه للدخول إلى الطبيب
الدفع قبل التعبئة في محطة الوقود لضمان عدم هروب صاحب السيارة
على الرغم من النهضة العمرانية والحضارية التي شهدتها الكويت في العصر الحديث، ولاسيما في مرحلة ما بعد الغزو الغاشم، وما واكب ذلك من حركة تطوير شملت كل جوانب الحياة، من حيث البناء والخدمات، فإن هذه الحركة يبدو أنها وقفت عند حدود منطقة الوفرة ولم تصل إليها، فظلت تلك المنطقة خارج حدود نهضة الكويت الحديثة.
وفي الوقت الذي تعمل الدولة جاهدة لتوفير كل السبل والقوانين والخدمات الرئيسية التي تساهم في دعم القطاعات الاستثمارية والاقتصادية والتنموية في البلاد، من خلال رؤية مستقبلية لتكون الكويت عاصمة تجارية واقتصادية في المنطقة، الا ان قطاعا حيويا يعتبر بمثابة القلب بالنسبة للجسم، ونقصد به القطاع الزراعي الذي يشكل نقطة الارتكاز الاساسية للمحصول الزراعي المحلي في الكويت، يعاني من أوضاع صعبة ومريرة، لا تعكس تلك الصورة والوجه الحضاري لدولة تعيش في القرن الواحد والعشرين.
ولعل معلمي التاريخ الذين يريدون واقعا عمليا لتدريسهم تاريخ الكويت في مرحلة ما قبل الطفرة النفطية، يمكنهم أن يجعلوا طلبتهم يعيشون الواقع حيا بتنظيم زيارة إلى أقصى جنوب البلاد الى منطقة الوفرة، المنطقة الزراعية التي يفتخر بها المواطنون لانها المصدر الرئيسي للمحاصيل والسلع المحلية الطازجة.
تعيش الوفرة في حالة من الفوضى وعدم النظام، وخصوصا ان الخدمات الضرورية التي تقدم لأصحاب المزارع ومرتادي المنطقة من اجانب يتوافدون مع نهاية كل اسبوع اليها هي اشبه بالخدمات الموجودة في القرى والمناطق النائية في البلدان الفقيرة. والحديث عن مشاكل هذه المنطقة طويل ولا ينتهي، حيث حاولت «الراي» بتقريرها المصور تسليط الضوء على هذه المشاكل، لعل تلفت أنظار المعنيين ذوي الشأن للالتفات إليها.
المعاناة تبدأ أولا بعدم وجود نظام سليم وآمن لطريقة توزيع التقاطعات والطرق المرورية التي استغلها بعض الشباب المستهتر، فانتشرت في المنطقة ظواهر «التفحيط» وازعاج رواد المنطقة وتعريض حياة الاخرين للخطر، ولعل مشاهد الاطارات المحترقة المتناثرة على جنبات الطريق وسواد احتراق الاطارات المطبوع على الاسفلت توحي بأن هناك حربا جرت في هذا المكان، هذا إضافة إلى أن اللوحة الإرشادية للقطع رفعت من غير وضع ارقام على القطع. أما مركز الضاحية فيعاني من عدم وجود الخدمات الضرورية، في الجمعية والمحال التجارية وشبرة الخضار والفواكه، فوصلت الحال من الاهمال الكبير وغير المعقول، إلى وضع مزرٍ، ولايمكن ان يتقبلها المواطن والمقيم في دولة غنية. فالمبنى الخارجي للجمعية، تحول إلى صفحة ذكريات لكل من يهوى كتابة الذكريات، في الحين تبدو محال الخدمات مثل المصبغة والحلاق والمطعم في شبرات «شينكو» تكسوها الاوساخ والسواد. ومن يتجول بينها يشاهد مكان سكن العاملين فيها، وهي عبارة عن شبرات تنتشر حولها اكوام القمامة والملابس الداخلية المعلقة على حبال التنشيف.
ننتقل إلى مستوصف الوفرة الذي من المفترض ان يكون مركزا صحيا متكاملا يحتوي على كل الوسائل الطبية الضرورية لتوفير الرعاية الصحية الرئيسية لمرتادي المنطقة والعاملين بها، في ظل وجود أقرب مركز طبي على بعد اكثر من 40 دقيقة. لكن واقع الحال أن المركز يخيم الهدوء داخل اروقته باستثناء الدكتور وبعض عمال النظافة والخدمات، وتركت ورقة الفحص «الروشته» مع القلم عند شباك التسجيل من دون اي موظف مسؤول، في حين تم تحويل صالة انتظار الرجال الى غرفة تمريض من خلال وضع ستارة عليها فقط، فيما وصف احد المواطنين التقته «الراي» وكان يعالج عاملا يعمل عنده في المزرعة، هذا المستوصف بان مركز البيطرة افضل حالا منه!
واما بخصوص محطة الوقود الموجودة بالقرب من الجمعية، فقد وضعت عند مدخلها لافتة كبيرة غير موجودة في كل محطات الوقود المنتشرة في البلاد، تقول «عزيزنا العميل يجب الدفع قبل التعبئة»، وعند سؤال العاملين بالمحطة عن سبب هذا الاجراء، اشاروا إلى ان الاونة الاخيرة شهدت الكثير من حوادث الهروب بعد ان تمت تعبئة السيارة بالوقود، وهذا ماجعل العاملين من الجنسية الآسيوية او مدير المحطة يدفعون النقص من جيوبهم الخاصة، معتبرين ان هذه الخطوة احترازية لضمان عدم تكرار هذه الحوادث.
وفي الوقت الذي تعمل الدولة جاهدة لتوفير كل السبل والقوانين والخدمات الرئيسية التي تساهم في دعم القطاعات الاستثمارية والاقتصادية والتنموية في البلاد، من خلال رؤية مستقبلية لتكون الكويت عاصمة تجارية واقتصادية في المنطقة، الا ان قطاعا حيويا يعتبر بمثابة القلب بالنسبة للجسم، ونقصد به القطاع الزراعي الذي يشكل نقطة الارتكاز الاساسية للمحصول الزراعي المحلي في الكويت، يعاني من أوضاع صعبة ومريرة، لا تعكس تلك الصورة والوجه الحضاري لدولة تعيش في القرن الواحد والعشرين.
ولعل معلمي التاريخ الذين يريدون واقعا عمليا لتدريسهم تاريخ الكويت في مرحلة ما قبل الطفرة النفطية، يمكنهم أن يجعلوا طلبتهم يعيشون الواقع حيا بتنظيم زيارة إلى أقصى جنوب البلاد الى منطقة الوفرة، المنطقة الزراعية التي يفتخر بها المواطنون لانها المصدر الرئيسي للمحاصيل والسلع المحلية الطازجة.
تعيش الوفرة في حالة من الفوضى وعدم النظام، وخصوصا ان الخدمات الضرورية التي تقدم لأصحاب المزارع ومرتادي المنطقة من اجانب يتوافدون مع نهاية كل اسبوع اليها هي اشبه بالخدمات الموجودة في القرى والمناطق النائية في البلدان الفقيرة. والحديث عن مشاكل هذه المنطقة طويل ولا ينتهي، حيث حاولت «الراي» بتقريرها المصور تسليط الضوء على هذه المشاكل، لعل تلفت أنظار المعنيين ذوي الشأن للالتفات إليها.
المعاناة تبدأ أولا بعدم وجود نظام سليم وآمن لطريقة توزيع التقاطعات والطرق المرورية التي استغلها بعض الشباب المستهتر، فانتشرت في المنطقة ظواهر «التفحيط» وازعاج رواد المنطقة وتعريض حياة الاخرين للخطر، ولعل مشاهد الاطارات المحترقة المتناثرة على جنبات الطريق وسواد احتراق الاطارات المطبوع على الاسفلت توحي بأن هناك حربا جرت في هذا المكان، هذا إضافة إلى أن اللوحة الإرشادية للقطع رفعت من غير وضع ارقام على القطع. أما مركز الضاحية فيعاني من عدم وجود الخدمات الضرورية، في الجمعية والمحال التجارية وشبرة الخضار والفواكه، فوصلت الحال من الاهمال الكبير وغير المعقول، إلى وضع مزرٍ، ولايمكن ان يتقبلها المواطن والمقيم في دولة غنية. فالمبنى الخارجي للجمعية، تحول إلى صفحة ذكريات لكل من يهوى كتابة الذكريات، في الحين تبدو محال الخدمات مثل المصبغة والحلاق والمطعم في شبرات «شينكو» تكسوها الاوساخ والسواد. ومن يتجول بينها يشاهد مكان سكن العاملين فيها، وهي عبارة عن شبرات تنتشر حولها اكوام القمامة والملابس الداخلية المعلقة على حبال التنشيف.
ننتقل إلى مستوصف الوفرة الذي من المفترض ان يكون مركزا صحيا متكاملا يحتوي على كل الوسائل الطبية الضرورية لتوفير الرعاية الصحية الرئيسية لمرتادي المنطقة والعاملين بها، في ظل وجود أقرب مركز طبي على بعد اكثر من 40 دقيقة. لكن واقع الحال أن المركز يخيم الهدوء داخل اروقته باستثناء الدكتور وبعض عمال النظافة والخدمات، وتركت ورقة الفحص «الروشته» مع القلم عند شباك التسجيل من دون اي موظف مسؤول، في حين تم تحويل صالة انتظار الرجال الى غرفة تمريض من خلال وضع ستارة عليها فقط، فيما وصف احد المواطنين التقته «الراي» وكان يعالج عاملا يعمل عنده في المزرعة، هذا المستوصف بان مركز البيطرة افضل حالا منه!
واما بخصوص محطة الوقود الموجودة بالقرب من الجمعية، فقد وضعت عند مدخلها لافتة كبيرة غير موجودة في كل محطات الوقود المنتشرة في البلاد، تقول «عزيزنا العميل يجب الدفع قبل التعبئة»، وعند سؤال العاملين بالمحطة عن سبب هذا الاجراء، اشاروا إلى ان الاونة الاخيرة شهدت الكثير من حوادث الهروب بعد ان تمت تعبئة السيارة بالوقود، وهذا ماجعل العاملين من الجنسية الآسيوية او مدير المحطة يدفعون النقص من جيوبهم الخاصة، معتبرين ان هذه الخطوة احترازية لضمان عدم تكرار هذه الحوادث.