حوار خاص

بشار عبدالله لـ «الراي»: البرتغال استحقت بلوغ النهائي ... والإعلام ساهم في سقوط إنكلترا

تصغير
تكبير
طبيعي جداً أن تكون أفضلية النهائي لمنتخب فرنسا الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره بالإضافة إلى الحلول الفردية الموجودة لديه

كونتي كان المدرب الأميز... تعامل بواقعية ودقة في تسخير امكانات لاعبيه وفق المثل الإنكليزي «ليس كل شيء تعرفه تستطيع فعله»

لم يولد أي نجم من رحم البطولة ولم يظهر النجوم الموجودون أصلاً في قمة مستواهم

هناك أكثر من منتخب من الممكن أن نصف أداءه بالسيئ
كان جيلاً ذهبياً بمفرده، له موقع راسخ من النجومية لم ينازعه عليه أحد. مهاراته الفنية أكبر من أن تُنسى ودهاؤه الكروي كان بلا حدود.

هو بشار عبدالله النجم السابق لمنتخب الكويت والمحلل الفني في قناة «الدوري والكاس».

اتجه «بشاردو» بعد اعتزاله إلى التحليل الفني وأجاد كما فعل لاعباً داخل «المستطيل الأخضر».

أثبت بأنه صاحب نظرة فنية ثاقبة، دقيق النظرة وعميق الفكرة ودائما ما ينظر إلى البعد الأهم عندما يتناول المباراة فنياًز

«الراي» حاورت بشار في كثير من الأمور المتعلقة بالمستوى الفني لـ «يورو 2016» حيث كشف عن أهم ايجابيات وسلبيات البطولة التي تختتم غدا الأحد وتجمع في مباراتها النهائية بين فرنسا والبرتغال.

? من هي برأيك أسوأ المنتخبات من ناحية الأداء الفني في «يورو 2016»؟

- في الحقيقة هناك أكثر من منتخب من الممكن أن نصف أداءه بالسيئ لكن بشيء من التفصيل منتخب السويد لم يقدم أي شيء يذكر في البطولة من الناحية الفنية. قد يكون أسوأ المنتخبات من الناحية الفنية، لكن السويد ليست منتخبا كبيرا بينما يصنف المنتخب الانكليزي بالكبير، وهو صاحب سمعة في القارة العجوز والعالم. هو أيضا قدم مستوى هزيلا لكن ليس أسوأ من السويد. تحديد الأسوأ أمر صعب لأن تقييم المستويات متفاوت ما بين المنتخبات، فالمنتخب الإنكليزي أسوأ الفرق الكبيرة إن جاز التعبير، ومنتخب بلجيكا كذلك لم يستفد من درس اخفاق كأس العالم 2014 خصوصا ان لديه مجموعة من النجوم الكبار لكن تواضع فكر المدرب يجعله متواضعا في أي بطولة يخوض غمارها.

? ما السبب في سوء أداء منتخب انكلترا؟

- هناك أكثر من سبب أدى إلى ظهور الإنكليز بشكل هزيل. الإعلام كان سببا رئيسيا لأنه يقوم بتضخيم اللاعبين بشكل غير منطقي. من غير المعقول أن يتم تضخيم لاعب مثل ديللي آلي ووصفه بالنجم الكبير. فقد قدم آلي مع ناديه توتنهام موسما جيدا وهو جيد طبعا لكن المديح المبالغ فيه يؤدي إلى عدم عكس الواقع. هناك أكثر من لاعب ساهم الإعلام مساهمة سلبية في ترويجه. أضف الى ذلك أن روي هودجسون لا يعد من المدربين الكبار ولا يتمتع بفكر متطور من الناحية التكتيكية. الإنكليز يحتاجون الى مدرب له سعة أفق تكتيكية كبيرة. وعلى سبيل المثال هودجسون لم يستطع أن يستفيد من جيمي فاردي وهو يعيش أفضل حالاته الفنية والنفسية، وهذا أمر غير منطقي.

? لمَ لم تشهد البطولة مولد نجم جديد؟

- صحيح أنه لم يولد أي نجم من رحم هذه البطولة وكذلك لم يظهر النجوم الموجودون أصلا في قمة مستواهم. هذا يعود الى أكثر من سبب. فالمجهود الذي يبذله اللاعبون مع الأندية في البطولات المختلفة من الضروري أن يؤثر عليهم سلبا خاصة وأن تلك المسابقات تشهد منافسة شديدة. كما ان عامل اللعب الفعلي في المباراة يؤثر على العامل البدني ما يؤدي إلى اجهاد اللاعبين ويمنع بزوغ النجوم. أضف الى ذلك ان عدد الكيلومترات التي يقطعها كل لاعب بات في ارتفاع ملحوظ. كرة القدم باتت أصعب من الناحية الفنية والتكتيكية كما تطورت الخطط الدفاعية القادرة على تحجيم بروز النجوم. وفي هذه البطولة كل تلك العوامل كانت متوافرة لذلك لم نشهد نجوما مميزين.

? هل هناك مدربون مميزون لفتوا الأنظار؟

- لا شك في أن انتونيو كونتي مدرب منتخب ايطاليا كان بين الأميز. تعامل بواقعية ودقة في تسخير امكانات لاعبيه خلال البطولة. هناك من يقول ان كونتي قام بمسلمات كرة القدم في النهج الدفاعي، وهذا الكلام غير صحيح. هناك مثل إنكليزي يقول: «ليس كل شيء تعرفه تستطيع فعله». نظريا من السهل الحديث عن التنظيم الدفاعي ونهج الهجمات المرتدة لكن تطبيق هذا الأسلوب بالدقة المطلوبة من الصعب القيام به. لم يكن منتخب ايطاليا يلعب كل مباراة بدفاع بحت. فقد اعتمد أمام اسبانيا شيئاً من التوازن الهجومي الدفاعي وكانت له هجمات أخطر وأكثر. مدرب منتخب ويلز كان متميزا ومنح المنتخب شخصية قوية داخل المستطيل الأخضر وأثبت أنه ليس منتخب النجم الأوحد وهو ما بات واضحا إذ أن غاريث بايل ليس سر القوة الوحيد. التنظيم الجماعي هو موطن قوة منتخب ويلز وهذا الشيء يحسب للمدرب.

? هل تتفق مع مقولة ان منتخب البرتغال محظوظ في وصوله الى النهائي؟

- لا بالطبع. ليس للحظ أي علاقة بوصول منتخب البرتغال الى نهائي «يورو 2016». صحيح أنه لم يفز بأي مباراة في الدور الأول لكنه لم يخسر أيضا. لمَ لا نتحدث عن عدم الخسارة؟ كرة القدم فيها خيارات متعددة لنيل الألقاب، ليس منها الخسارة وهذا هو الأهم. وكذلك لا أقبل عذر من يقول ان طريق منتخب البرتغال سهل جدا. فلمَ لم يفز أي منتخب على ايسلندا؟ ألم يكن منتخبا سهلا؟ ثقافة الفوز هي الأهم في البطولات، طبعا مع الإمكانات الفنية للاعبين. لا شك في أن لدى منتخب البرتغال مواهب مميزة وليس أدل على ذلك ما يفعله كريستيانو رونالدو ولويس ناني وبيبي وغيرهم. عوامل النجاح موجودة.

? ما رأيك بالمردود الفني لخط وسط فرنسا خاصة بول بوغبا ونغولو كانتي؟

- بكل صراحة، أصابني بول بوغبا بالحيرة. في الحقيقة لم استطع الحكم على مستواه. فهو لاعب محير. تارة تجده نجما كببرا وتارة تراه عبئا على الفريق. حتى هذه اللحظة ليست لدي مقدرة على تقييم مستوى هذا اللاعب. أما كانتي فلا شك في أنه من خيرة لاعبي الارتكاز في العالم. هو صاحب مجهود جبار ولديه قدرة بدنية عالية ويعتبر مكسباً لأي مدرب اذا تم توظيفه فنيا بالشكل الأمثل. كانتي لا يخذل أي مدرب في تطبيق الجانب الدفاعي. قد يكون لديه قصور في الإمكانات الهجومية لكن دوره ومركزه يحتمان عليه التألق بالشق الدفاعي وأظن أن دوره سيكون مهما جدا في النهائي أمام البرتغال.

? كيف ترى نهائي «يورو 2016» من الناحية الفنية؟

- طبيعي جدا أن تكون هناك أفضلية حتمية لمنتخب فرنسا الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره. هذه ميزة لا يختلف عليها اثنان. أضف إلى ذلك أن الحلول الفردية موجودة لدى منتخب فرنسا أكثر مما هو موجود لدى البرتغال، وأقصد هنا عدد اللاعبين أصحاب الحلول الفردية والمهارية في خطي الوسط والهجوم. لكن المنتخب البرتغالي يمتلك رغبة جامحة في تحقيق بطولة تاريخية، وليس هناك فرصة أفضل من هذه الفرصة بالنسبة الى رونالدو ليكتب اسمه من ذهب في تاريخ الكرة البرتغالية. هو لاعب مهم جدا ومؤثر في المناسبات. وعلى الرغم من قوة منتخب فرنسا ومن كونه يلعب على أرضه وبين جماهيره، إلا أن الفرنسيين أسهل على البرتغال من منتخب ألمانيا صاحب الخبرة في النهائيات. وهذه ميزة كرة القدم التي تتأثر بمجموعة عوامل. ربما نقص الخبرة عند فرنسا سيجعل المنتخب البرتغالي ندا قويا لها في النهائي. طبعاً تبقى حظوظ «الديوك» أكبر، لكن في كرة القدم يبقى كل شيء جائزاً.

ألمانيا تأثرت بالغيابات

يرى بشار عبدالله بأنه من الطبيعي أن تؤثر كثرة الغيابات سلبياً على منتخب ألمانيا خاصة ماريو غوميز.

وقال: «غياب غوميز مؤثر لأنه رأس حربة صريح وعنصر مهم جدا في تكتيك الفريق. كان محطة مهمة في خط الهجوم وتحركاته في العمق تسهل على لاعبي الوسط عملية تمرير الكرة».

وتابع: «في أول مباراتين لالمانيا، لم يلعب فرأينا كيف كان هجوم الألمان الذي افتقد الى العمق. ولكن بعد أن أصبح ماريو أساسيا، ظهر الانسجام بين الوسط والهجوم»، واضاف: «أمام فرنسا تأثرت ألمانيا بالغيابات لكن الديوك كانوا أفضل وأثبت انطوان غريزمان بأنه من الطراز الرفيع. لقد استحقت فرنسا الوصول الى النهائي».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي