خواطر صعلوك

بصراحة... كنت خايف!

تصغير
تكبير
كتبت لك عزيزي القارئ ذات يوم مقالا بعنوان (الحول في الكتابة) حيث لاحظت أنني أكتب عن الأم في العيد الوطني، وأكتب عن فلسطين بمناسبة عيد الأضحى، وأكتب عن عامل النظافة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وأكتب عن الفساد بمناسبة ذكرى الغزو.

ولكنني اكتشفت أيضاً أنني أعاني من حول في الإحساس، فربما أكتب مقالا من أجل أن يبكي الناس فأجدهم يضحكون، وربما كتبت مقالا ساخراً عن أوضاعنا فأجدهم يبكون، وربما أحدثهم عن نفسي فيعتقدون أنني أتكلم عن غيري، وعندما أحدثهم عن أنفسهم يعتقدون أنني أكتب عن نفسي!!


وعندما راجعت طبيبا نفسيا بناء على نصيحة صديق، قال لي الطبيب وقد بدا عليه القلق (هذه حالة لم ندرسها في أي مدرسة علم نفس، ولكن يبدو أنك تعاني من حول في الإحساس الثمبثاوي المنبثق من البارثمبثاوي) وبعد هذه (الثأثأة) أيقنت أنه لا علاج.

ولأنني أعاني من هذا الحول المزمن فاسمح لي اليوم أن أحدثك عن حالتي النفسية بمناسبة صلاة العيد.

لم أنجح رغم كل المحاولات في أن أركز على خطبة الإمام أو حتى صلاة العيد، والسبب هو كمية السيناريوات المحتملة التي كانت تجوب مخيلتي أثناء الصلاة والخطبة، خوفاً من وقوع تفجير محتمل على أيدي من يعتقدون أن الطريق إلى الله معبد بالجماجم، ولا أدري لماذا تذكرت أستاذ (العلوم) في المرحلة المتوسطة وهو يحدثنا عن أنه في جسم الإنسان العديد من الغدد التي تفرز هرمونات مفيدة للجسم والعقل، ولكن مكتوب علينا ألا تعمل عندنا إلا غدة واحدة وهي غدة الخوف.

وقلت في نفسي والله يغفر لي ضعفي وقلة حيلتي (ما هذا الزمن الذي أصبح الإنسان يشعر فيه بالخوف في المساجد وأماكن الدعاء؟).

إنها الفتنة...التي جعلتنا نشاهد المنابر وهي تقصف بالراجمات، ونشاهد المساجد وهي تقصف بالصواريخ، ونشاهد من يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله يسلخ وتقطع أوصاله أمامنا، وشاهدنا كيف أن قوماً من بني جلدتنا أصبحوا خواتم في يد بني جلدتهم ليفجروا في بيوت الله؟

إنها الفتنة التي أدخلت المساجد في اللعبة السياسية الكبرى في المنطقة، وجعلت الطوائف الإسلامية تتقاتل في ما بينها ولكنها تتفق على تفجير المساجد.

ولكن رغم كل هذا الفزع الذي أصابني إلا أن مشهد المصلين وأبنائهم على اختلاف أعمارهم والذين ملأوا المساجد عن آخرها بالرغم من الخوف والتهديدات والاحتياطات الأمنية التي تثير في اللاوعي الإنساني الخوف أكثر مما تبعث على الطمأنينة، هذا المشهد جعلني أشعر أن هؤلاء المصلين هم الأمة الوسط، الذين لا يقتلون أنفسهم من أجل قتل الآخرين، ولكنهم رغم ذلك لا يخافون الموت وهم في حضرة بيوت الرحمن، حتى في أحلك الظروف مازال الوسط موجوداً.

إلى هنا عزيزي القارئ انتهى المقال والذي حاولت أن أسير فيه على منهاج تتبعي لصدق مشاعري، وسندخل الآن إلى منطقة أصحاب (على منهاج العبوة) لنوجه لهم رسالة، فتستطيع أن تترك المقال بلا استئذان وأنت مسموح، لأن الكلام القادم سيكون بيني وبين السيد الإرهابي الأكبر والذي يدعم جميع إرهابيي المنطقة على اختلاف مذاهبهم. أما إذا أردت أن تكمل المقال وتمسك يدي لكي لا أخاف ونوجه له الكلمة نحن الاثنين فلا مانع عندي بشرط أن تقولها أنت ولا تذكر اسمي أو عنواني.

(الإرهابي الأكبر والدجال الأعور ومن طغى وفسد وتجبر، اجعلوا المساجد بعيدة عن لعبة المرتزقة القذرة التي تمارسونها، واعطوا أوامركم لجميع ميليشياتكم أن يكفوا عن المساجد ويكتفوا ببعضهم البعض فقط، فقد فتنتم المسلمين في كل شيء تقريباً يا (...) ولاّ بلاش، أستغفر الله).

كاتب كويتي

@moh1alatwan.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي