العرض يعتمد الخدع البصرية ويبث رسائل توجيهية للطفل

«جوزة والشريرة زوزة»... للسعي إلى الخير رغم الحرمان!

تصغير
تكبير
«الكل بحاجة إلى نصيحة... والجميع لا بد أن يسعى للخير ولو كان محروماً في حياته»!

إنه اختصار للرسالة التي تقدمها مسرحية «جوزة والشريرة جوزة» التي بدأ عرضها أول أيام عيد الفطر السعيد، وحضرت «الراي» حفل افتتاحها في الكواليس وبين الجمهور، بدعوة من فريق عملها.

العمل من إنتاج شركة بترا للإنتاج المسرحي لصاحبها عبدالكريم العنزي، ومن إخراج مبارك المزعل. وتدور الأحداث في البداية حول قرية يجمعها الحب والسلام، إلى أن تدخل الشريرة «زوزة» التي تعتمد على أرواح البنات الطيبات كونها تطمح إلى أن تكون محافظة على شبابها دوماً. لذلك، تقرر أن تدخل حياة أميرة وابنها «سلمار» كي تأخد طيبة قلب الأميرة. لذا، تنتقم «زوزة» وتشوه الأمير بالخطأ، فيكبر ويسعى إلى رد اعتبارة بعد وفاة والدته الأميرة الطيبة حسرة عليه.

تدخل «زوزة» في وقت لاحق كذلك حياة «جوزة»، وهي الفتاة البسيطة والمسالمة التي تعيش مع والدها المسن، وتبدأ الصراعات حين يقرر الأخير أن يتزوج لتأتي الزوجة المتسلطة وتزداد صراعات «جوزة» وتُظلم في حياتها، ولا تجد من يقف إلى جوارها باستثناء الحيوانات.

المسرحية لا تخلو من بعض التوجيهات، التي قدمها فريق العمل خلال الأحداث، منها حب الأصدقاء وضرورة التعاون والتكاتف، إضافة إلى الكلمة الطيبة التي تعمر وتساهم في إيجاد الأمل... وكذلك التروي وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، إلى جانب التقيد بالبيت وسماع كلمة الأهل وإن كانت قاسية، لأن الأهل يخافون على بعضهم البعض... وغيرها من التوجيهات الأخرى التي قُدمت بسلاسة للطفل خلال السياق الدرامي للعمل.

اعتمد العرض على شاشات وإكسسوارات ملفتة، تعبّر عن مكان كل حدث. كما أن المؤثرات الصوتية والألحان خدمت المسرحية وأبدع بها المخرج مبارك المزعل، الذي جمع بين المسرح الجماهيري والأكاديمي بكل سلاسة ومؤثرات تناسب الطفل. كذلك ظهرت التقنيات والخدع البصرية، منها الشبح معاون «زوزة» الشريرة الذي دخل المسرح بين الجمهور من فوق وهو معلق على طائرة إلكترونية، وجاء من الخلف إلى الخشبة ليقف بجوار «زوزة» ويحزنها بكوميديا لكسر حدة الشر.

المسرحية من بطولة زهرة الخرجي، شوق، نواف نجم، غادة السني وعلي الحمدان وغيرهم. وأجادت الخارجي دور الشر بخفة وحيوية، وهذا ليس بغريب عليها مسرحياً. أما شوق، فاستطاعت أن تلوّن شخصيتها وتقلبات الدور، وكذلك فعلت غادة السني التي أثبتت أنها ممثلة على المسرح، حيث مزجت الشر والكوميديا معاً. أما الفنان نواف نجم، فعرف كيف يخاطب جمهور الطفل بعد عودته إلى المسرح بعد سنوات غاب فيها عن الخشبة. ومن الوجوه الجديدة طيف العروج التي جسدت دور الأرنب صديقة جوزة وكانت موفقة بعفوية الأداء التمثيلي. كما كان واضحاً انسجام كل الشخصيات على المسرح.

أما لناحية النص، فقد جمعت مؤلفة المسرحية داليدا حمدان عدداً من المواضيع وعدداً من الحكايات في «جوزة والشريرة جوزة»، وسلطت قصصاً متعددة في الوقت نفسه، حركها ممثلو العمل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي