الدجل في حياة المشاهير
إبراهيم الفقي... في قفص الاتهام / 26
في برنامجه
إبراهيم الفقي
| القاهرة - من دعاء فتوح |
دائما نخشى الغيب... فهو البوابة السحرية لمعرفة أقدارنا نحن البشر التائهين، نعرف أننا سنرحل، ولكن لا نعرف كيف؟ ومتى؟، ولا نملك من حطام دنيانا بخلاف اللحظة الحالية شيئا.
لذلك يلجأ بعضنا لمعرفة أقدارهم وطوالعهم عن طريق المتنبئين والفلكيين، أو عن طريق الدجالين والمشعوذين.
وثبت في أذهاننا أن هؤلاء المهتمين بهذا «العالم الخرافي»... هم أشخاص يفتقدون للثقافة الكافية والمعرفة... أوهم ممن يعيشون في القرى والمناطق العشوائية... حيث ارتبط الدجل والشعوذة بضعاف النفوس الذين لا يستطيعون مواجهة مصائرهم، وأقدارهم.
لذلك كان من أكثر الأمور غرابة... هو اكتشاف مدى تعلق أصحاب السلطة من السياسيين المرموقين على مر العصور، وكذلك مشاهير الفن والرياضة والأدب، وغيرها، بتلك العلوم.
حتى إن الكثير من الأمراء والملوك... كان لديهم «مُنَجم» أو أكثر مرتبط بقصورهم مثل لورنزو منجم دوق فلورنسة، وتيموبراهة منجم إمبراطور النمسا، وإليزابيث تيسية المستشارة الروحية للرئيس الفرنسي الأسبق ميتران.
إضافة إلى أن هناك الكثير من المنجمين «المشاهير طبعا» الذين ارتبطت أسماؤهم بالملوك.
كما اهتم ملوك وأمراء العرب بتلك العلوم، ومن أشهر هؤلاء الأمراء أبو جعفر المنصور العباسي... حيث كان لا يصدر أمرا إلا باستشارة نوبخت والفزاري.
الدجل... في حياة المشاهير... في جميع المجالات... ومن خلال التقليب في كثير من الأوراق والحكايات والأساطير القديمة والحديثة... تعددت أسبابه... وتنوعت أدواته.
فهناك من أراد أن يحصل على كسب اقتصادي... أو منفعة سياسية... أو المبارزة على منصب وجاه... حتى إن الأمر ولايزال مستخدما في أجهزة استخباراتية، وفي انتخابات رئاسية في دول كبرى... وفي حكايات وارتباطات المشاهير بالدجل... مفاجآت كثيرة... في السطور التالية... كثير من بينها.
عندما نسمع كلمة «دجل» يتبادر إلى أذهاننا «قارئ الطالع أو المشعوذ أو الساحر»، ولكن التفسير والمعنى الحقيقي لكلمة دجل هو: «الخلط واللبس والتمويه».
والدجال هو المموه الكذاب، وسمي الدجال «دجالا»... لأنه يغطي الحق بالباطل، ولن ننكر أننا جميعا معرضون للخلط واللبس والتمويه، والدجل يعتبر جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية فلا يوجد أكثر من التصريحات والوعود السياسية الكاذبة.
فهل ينكر أحد أن احتلال أميركا لأفغانستان والعراق كان دجلا بيّنا وانعكاسا واضحا لتغطية الحق بالباطل، كما أن احتلال العراق للكويت أيضا لم يكن سوى ضرب آخر من ضروب الدجل.
وانتشار الدجل في حياة العامة... مجرد نتيجة منطقية لانتشاره في حياة الصفوة، والأفكار التي بها خلط... عادة هي الأخطر فكلنا نستطيع الفصل بين آراء حواة السياسة ومعرفة المخادع من غيره... عن طريق السياسة التي يتبعها وما يترتب عليها من نماء ورخاء سياسي واقتصادي واجتماعي.
أما العلوم المختلطة والمستحدثة التي تثير الحيرة والتساؤل، فقد تكون علوما تعتمد على قول «حق يقصد به باطل»، أو علوما تعتمد على باطل يقصد به حق.
لذلك في هذه الحلقة نلقي الضوء على أحد تلك العلوم وهو «البرمجة اللغوية والعصبية» أحد فروع التنمية البشرية ومؤسسه في مصر والعالم العربي الدكتور «إبراهيم الفقي» الذي اختلفت حوله الآراء ما بين مؤيد ومعارض... لدرجة أن بعض علماء الدين اعتبروا هذا العلم «شركا».
من هو الفقي؟
إبراهيم الفقي... هو مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنويم بالإيحاء (CTCH) والمركز الكندي للتنمية البشرية (CTCHD) والمركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية (CTCNLP)، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة كيوبس (CIS).
وهو دكتور في علم الميتافيزيقا من جامعة ميتافيزيق بـ «لوس أنجلوس» بالولايات المتحدة الأميركية، وهو المؤلف لعلم ديناميكية التكيف العصبي، ومؤسس علم قوة الطاقة البشرية، ومدرب معتمد في البرمجة اللغوية العصبية (NLP) من المؤسسة الأميركية للبرمجة اللغوية العصبية... ومدرب معتمد للعلاج بالتنويم المغناطيسي من المؤسسة الأميركية للتنويم المغناطيسي، ومدرب معتمد للعلاج بخط الحياة.
ومدرب معتمد للذاكرة من المعهد الأميركي للذاكرة بنيويورك، ومدرب معتمد للتنمية البشرية من حكومة «كيبيك» بكندا... للشركات والمؤسسات... ومدرب «ريكي» من The Reiki Training Center of Canada بكندا ومن Global Reiki Association.
وحاصل على مرتبة الشرف الأولى في السلوك البشري من المؤسسة الأميركية للفنادق، وحاصل على مرتبة الشرف الأولى في الإدارة والمبيعات والتسويق من المؤسسة الأميركية للفنادق، وحاصل على 23 دبلوما و«3» من أعلى التخصصات في علم النفس والإدارة والمبيعات والتسويق والتنمية البشرية.
كما أنه شغل منصب المدير العام لعدة فنادق خمس نجوم في مونتريال كندا... وله مؤلفات عدة ترجمت إلى ثلاث لغات «الإنكليزية والفرنسية والعربية» حققت مبيعات لأكثر من مليون نسخة في العالم، وقام بتدريب أكثر من 600 ألف شخص في محاضراته حول العالم وهو يحاضر ويدرب بثلاث لغات «الإنكليزية والفرنسية والعربية». كما أنه أيضا بطل مصر السابق في تنس الطاولة وقد مثل مصر في بطولة العالم في ألمانيا الغربية العام 1969، ويعيش في مونتريال بكندا مع زوجته آمال وابنتيهما التوأم «نانسي ونرمين».
وسؤالنا هنا: ماذا يقول الناس عن الدكتور إبراهيم الفقي؟
قالوا عنه
- قوة وطاقة لا محدودة وبراعة منقطعة النظير في فن التقديم «مشيرة البرادعي... مديرة الموارد البشرية في الجامعة الأميركية بالقاهرة».
- من أبرز المتخصصين في التنمية البشرية في العالم «دارلين مونتجومري تلفزيون لويزيانا. الولايات المتحدة الأميركية».
- لم أر أحدا في مثل علمه اللا محدود «إيلان بلوتز تلفزيون T.V.A كندا».
- شخصية محببة للنفس... متمكن لأبعد الحدود وقادر على توصيل المعلومة بكل سهولة... «براد مايرز، لندن إنكلترا».
- طاقة جبارة, رائع, موهوب, موسوعة معلومات, نفتخر به كأول عربي مسلم. «زهرة عبد الحميد العيسى... مؤسسة عبد الحميد العيسى - الكويت».
- أفضل من رأيت... «سعيد عبد الله المظلوم, مدير مراقبة الجودة - شرطة دبي».
- من المحاضرين القلائل في العالم الذين يتمتعون بمثل هذه القدرات والمهارات, وقد أفادني أكثر مما توقعت... «يوسف أحمد جبريل... هيئة التخطيط والتطوير - دبي».
- خيالي... مبدع، ديناميكي، لم أكن أتوقع أن أرى مثله في عالمنا العربي... «فيصل مشاري المعمر, الشرطة الوطنية للخدمات الصحية المحدودة - السعودية».
- إنه ليس بصريا، ولا حسيا، ولا سمعيا... إنه ملائكي... «عمر أحمد كمال... رئيس محكمة وزارة العدل - القاهرة».
- الدكتور الفقي قدوة ومثل ورؤية ورسالة.... هو معجزة هذا القرن. «ريا محمد سلطان... معلمة علوم - الشارقة».
- عبقري.... فذ.... قائد، وعنده رسالة سامية للأجيال... محمد ناجي الحمادي... منسق ضمان الكفاءة شركة جاسكو - أبو ظبي».
ثقة وحب
مما سبق يتضح لنا أننا أمام شخصية فذة استطاعت أن تكتسب ثقة وحب الكثير كما أن بداية «إبراهيم الفقي» بكندا من مجرد عامل بسيط يغسل الصحون بأحد الفنادق إلى كل هذه المراكز المرموقة دليل على مدى كفاءته وقدرته على النجاح.
إلا أن هذا لا يجعلنا متغافلين عن ماهية ما يقدم لنا ومدى صحته وملاءمته لنا ولقيمنا الإنسانية والدينية، فنحن لسنا مجرد آلات، وقوالب تتم برمجتها وضبطها في إيقاع واحد.
فالتقدم والتطور ضد النمطية والنفعية... فمع الأسف علوم البرمجة اللغوية والعصبية هي أحد القوانين المادية التي تتعامل مع النفس الإنسانية باعتبارها صورا مكررة من بعضها البعض عكس الشائع عنها بأنها تراعي الفروق بين الأفراد.
كما أن هناك انتقادات كثيرة توجه إلى الدكتور «إبراهيم الفقي» توضح أن غالبية التعاليم التي يقوم بتدريسها منقولة عن دين جديد منتشر في أميركا بقيادة الممثل والنجم المعروف «توم كروز» يدعى « السينتولوجي»... وأن غالبية التعاليم النفعية التي تتعامل مع الحياة بمنطق المال والمكسب... والغاية التي تبرر الوسيلة هي الحقيقة التي يحاول البعض إخفاءها وهي حقيقة تلك العلوم.
نشأة البرمجة
بدأت معرفة هذا العلم في منتصف السبعينات... حين وضع قواعده العالمان الأميركيان الدكتور « جون غرندر» عالم لغويات، و«ريتشارد باندلر» عالم رياضيات ومن دارسي علم النفس السلوكي وهو مبرمج كمبيوتر أيضاً.
وكان هذان العالمان فذين في تخصصهما غير أنهما كانا يرويان أن هناك «روتين» ظلّ يسود العلوم الإنسانية، وقد بنيا هذا العلم على جهود آخرين على رأسهم العالم النفساني والمتخصص في اللغويات «ميلتون أريكسون» والعالمة الاجتماعية والمختصة في علاج الأسرى «فرجينيا ساتير» وعالم السلالات الإنسانية «جورج ريبيرتس».
وقد فكرا لماذا تكون لدى بعض الناس مهارة ليست لدى غيرهم؟ ولم يكن اهتمامهما ينصب على معرفة ماذا يفعل الناجحون وإنما كيف يفعلون، وقد اهتما بدراسة وتحليل ثلاثة من أبرز الناجحين في العلاج النفسي في زمانهما، منهم الخبير النفسي الدكتور «ميلتون أركسون»، وقد نشرا اكتشافيهما لأساسيات الـبرمجة اللغوية العصبية عام 1975م في كتاب من جزئين.
ثم خطا هذا العلم خطوات في الثمانينات... وانتشرت مراكزه، وتوسعت معاهد التدريب عليه في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وبعض البلدان الأوروبية الأخرى، ولا نجد اليوم بلداً من بلدان العالم الصناعي إلا وفيه عدد من المراكز والمؤسسات لهذه التقنية الجديدة.
البرمجة اللغوية العصبية
البرمجة اللغوية العصبية... علم يدرس طريقة التفكير في إدارة الحواس ومن ثمّ يبرمج ذلك وفق الطموحات التي يضعها الإنسان لنفسه، كما أنها فن الوصول بالإنسان إلى درجة الامتياز التي بها يستطيع أن يحقق أهدافه ويرفع دائماً من مستوى حياته، وكلمة Neuro تعني «عصبي» أي متعلق بالجهاز العصبي.
فالجهاز العصبي هو الذي يتحكم في وظائف الجسم وأدائه وفعالياته:- كالسلوك والتفكير، والشعور، وكلمة «Linguistic» تعني لغوي أو متعلق باللغة: فاللغة هي وسيلة التعامل مع الآخرين، وكلمة «Programming» تعني برمجة: فالبرمجة هي طريقة تشكيل صورة العالم الخارجي في ذهن الإنسان، أي برمجة دماغ الإنسان.
أما مصطلح البرمجة اللغوية العصبية (Neuro Linguistic Programming) يطلق على علم جديد يستند إلى التجربة والاختيار ويقود إلى نتائج محسوسة ملموسة ينظر إلى قضية النجاح والتفوق على أنها عملية يمكن صناعتها، وليست وليدة الحظ أو الصدفة.
واستنادا إلى إحدى قواعد الهندسة النفسية التي تقول: إنه ليس هناك حظ بل هو نتيجة، وليست هناك صدفة بل هناك أسباب ومسببات، ويتم التعامل مع «البرمجة اللغوية العصبية» على أنها طريقة أو وسيلة تعين الإنسان على تغيير نفسه وإصلاح تفكيره وتهذيب سلوكه وتنقية عاداته وشحذ همته وتنمية ملكاته ومهاراته... وكذلك الهندسة النفسية طريقة ووسيلة تعين الإنسان على التأثير في غيره... فوظيفة هذا العلم إذا وظيفتان وهما التغيير والتأثير. تغيير النفس وتغيير الغير، كما أن «البرمجة اللغوية العصبية» تنظر إلى قضية النجاح والتفوق على أنها عملية يمكن صناعتها وليست هي وليدة الحظ أو الصدفة.
ذلك أن إحدى قواعد هندسة النفس الإنسانية تقول: إنه ليس هناك حظ بل هناك نتيجة وليست هناك صدفة بل هناك أسباب ومسببات.
فتاوى الشيوخ
نختلف أحيانا مع كثير من الدعاة والأئمة... لأنهم يقومون بالحكم على بعض الأفكار العلمية والابداعات الفكرية والأدبية من دون قراءة حقيقية لها وبخوف يبدو مرضيا على الدين على الرغم من قوة الدين ومقدرته على الرد والدفاع.
فديننا ليس بالهشاشة التي يخشى عليها البعض دون داع حقيقي، إلا أن هذا لا يمنع أن هناك بالفعل علوما مثل البرمجة اللغوية والعصبية تدعو للوقوف، والتأمل ليس لأنها سلاح ذو حدين وقوانينها تتأرجح ما بين البناء والهدم حسب المغزى الذي يراد منها، إلا أنها أيضا، علوم نفعية تفرغ الإنسان من إنسانيته وتميزه الفطري.
ولا ننكر احتياجنا كبشر للتهذيب والتوجيه السليم لتلك الفطرة... وهذه هي وظيفة الأديان السماوية وهذه هي الآراء المختلفة لبعض الأئمة حول علوم البرمجة اللغوية والعصبية.
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى -سابقاً- والداعية المعروف الشيخ الدكتور سفر الحوالي... يقول: «يجب علينا جميعا أن نعلم أن الأمر إذا تعلق بجانب التوحيد وبقضية «لا إله إلا الله» وبتحقيق العبودية لله تبارك وتعالى فإننا لابد أن نجتنب الشبهات ولا نكتفي فقط بدائرة الحرام... وهذه البرمجة العصبية وما يسمى بعلوم الطاقة تقوم على اعتقادات وعلى قضايا غيبية باطنية مثل الطاقة الكونية والطاقة الأنثوية والذكورية، والإيمان بالأثير وقضايا كثيرة جدا، وقد روّج لها مع الأسف كثير من الناس مع أنه لا ينبغي بحال عمل دعاية لها. وقال: « أعجب كيف بعد كل هذه الحجج يتشبث المدربون بتدريبات أقل ما يقال عنها إنها تافهة، فكيف وهي ذات جذور فلسفية عقدية ثيوصوفية خطيرة ؟! أنتم على ثغرة وأرجو أن أجد وقتاً للمساهمة ببيان خطرها للناس فليس وراء عدم كتابتي في هذا الموضوع إلا الانشغال الشديد».
أما الشيخ محمد صالح المنجد فيقول: «أي راحة هذه التي يريد بعض أتباع الـ «NLP» وغيرها أن يدخلوا المسلمين في متاهاتها» استرخي... إحلم... وتخيل...! ثم إذا أوقظت للعمل في ثاني يوم، وإذا واجهت الواقع راحت الأحلام والخيالات!! أتضحك على نفسك؟! ما هذا الهراء الذي يقولونه... فعلاً إنها مأساة عقل...».
أما الدكتور يوسف القرضاوي فيقول عن علوم البرمجة: البرمجة اللغوية العصبية تغسل دماغ المسلم وتلقنه أفكارًا في اللاواعي ثم في عقله الواعي من بعد ذلك، مفاد هذه الأفكار أن هذا الوجود وجود واحد، ليس هناك رب ومربوب، وخالق ومخلوق، هناك وحدة وجود. إنها الأفكار القديمة التي قال بها دعاة وحدة الوجود، يقول بها هؤلاء عن طريق هذه البرمجة التي تقوم على الإيحاء والتكرار، وغرس الأفكار في النفوس. إن برامجهم التي يعلمون بها الناس تقف وراءها أهداف خبيثة، ومقاصد بعيدة، وكل هذه ألوان من الغزو ويقصدون بها غزو العقل المسلم، وهو ما ينبغي أن نحرص على أن يظل بعيدا عن هذا الغزو.
والشيخ خالد الشايع يقول: «هذا الذي يسمى «علم البرمجة اللغوية العصبية» ما يجب تحذير أهل الإسلام من الاغترار بما فيه من الإيجابيات المغمورة بكثير من السلبيات».
أسئلة وإجابات
ادعى كثير من المروجين لعلوم «البرمجة اللغوية والعصبية»... أن المفكرين والقادة والمصلحين ورجال التربية يقولون: يجب على الإنسان أن يكون مثابراً مجدا صبوراً متقناً لعمله منظماً لوقته... إلى آخر القائمة الطويلة من مفردات «الجودة».
ولكنهم لم يقولوا كيف يمكن للإنسان أن يفعل ذلك. كما أن علم النفس لا يهتم بالإجابة على هذا السؤال... بينما هندسة النفس الإنسانية تجيب عليه... وعلم النفس يناقش التشخيص ووضع الحلول دون أن يبيّن الكيفية... أما البرمجة اللغوية العصبية فتناقش الكيفية وتهتم بها... كما أن علم النفس يدرس السلبيات وأسبابها وكيفية التخلص منها... أما الـ «NLP» فيدرس الإيجابيات وكيفية الوصول إليها، ولكنهم لم يشيروا أبدا إلى السلبيات الكثيرة التي تتضمنها تلك العلوم.
وعموما الدجل في حياتنا لن يقتصر فقط على الأفكار المغلوطة ولكنه سينتشر بداخل سلوكياتنا المغلوطة، والأسوأ هو أن القائمين على تلك العلوم والمروجين لها هم صفوة المتعلمين والمبدعين وهذا هو الخطر الحقيقي الذي جعلنا نهتم بموضوع هذه الحلقات.
دائما نخشى الغيب... فهو البوابة السحرية لمعرفة أقدارنا نحن البشر التائهين، نعرف أننا سنرحل، ولكن لا نعرف كيف؟ ومتى؟، ولا نملك من حطام دنيانا بخلاف اللحظة الحالية شيئا.
لذلك يلجأ بعضنا لمعرفة أقدارهم وطوالعهم عن طريق المتنبئين والفلكيين، أو عن طريق الدجالين والمشعوذين.
وثبت في أذهاننا أن هؤلاء المهتمين بهذا «العالم الخرافي»... هم أشخاص يفتقدون للثقافة الكافية والمعرفة... أوهم ممن يعيشون في القرى والمناطق العشوائية... حيث ارتبط الدجل والشعوذة بضعاف النفوس الذين لا يستطيعون مواجهة مصائرهم، وأقدارهم.
لذلك كان من أكثر الأمور غرابة... هو اكتشاف مدى تعلق أصحاب السلطة من السياسيين المرموقين على مر العصور، وكذلك مشاهير الفن والرياضة والأدب، وغيرها، بتلك العلوم.
حتى إن الكثير من الأمراء والملوك... كان لديهم «مُنَجم» أو أكثر مرتبط بقصورهم مثل لورنزو منجم دوق فلورنسة، وتيموبراهة منجم إمبراطور النمسا، وإليزابيث تيسية المستشارة الروحية للرئيس الفرنسي الأسبق ميتران.
إضافة إلى أن هناك الكثير من المنجمين «المشاهير طبعا» الذين ارتبطت أسماؤهم بالملوك.
كما اهتم ملوك وأمراء العرب بتلك العلوم، ومن أشهر هؤلاء الأمراء أبو جعفر المنصور العباسي... حيث كان لا يصدر أمرا إلا باستشارة نوبخت والفزاري.
الدجل... في حياة المشاهير... في جميع المجالات... ومن خلال التقليب في كثير من الأوراق والحكايات والأساطير القديمة والحديثة... تعددت أسبابه... وتنوعت أدواته.
فهناك من أراد أن يحصل على كسب اقتصادي... أو منفعة سياسية... أو المبارزة على منصب وجاه... حتى إن الأمر ولايزال مستخدما في أجهزة استخباراتية، وفي انتخابات رئاسية في دول كبرى... وفي حكايات وارتباطات المشاهير بالدجل... مفاجآت كثيرة... في السطور التالية... كثير من بينها.
عندما نسمع كلمة «دجل» يتبادر إلى أذهاننا «قارئ الطالع أو المشعوذ أو الساحر»، ولكن التفسير والمعنى الحقيقي لكلمة دجل هو: «الخلط واللبس والتمويه».
والدجال هو المموه الكذاب، وسمي الدجال «دجالا»... لأنه يغطي الحق بالباطل، ولن ننكر أننا جميعا معرضون للخلط واللبس والتمويه، والدجل يعتبر جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية فلا يوجد أكثر من التصريحات والوعود السياسية الكاذبة.
فهل ينكر أحد أن احتلال أميركا لأفغانستان والعراق كان دجلا بيّنا وانعكاسا واضحا لتغطية الحق بالباطل، كما أن احتلال العراق للكويت أيضا لم يكن سوى ضرب آخر من ضروب الدجل.
وانتشار الدجل في حياة العامة... مجرد نتيجة منطقية لانتشاره في حياة الصفوة، والأفكار التي بها خلط... عادة هي الأخطر فكلنا نستطيع الفصل بين آراء حواة السياسة ومعرفة المخادع من غيره... عن طريق السياسة التي يتبعها وما يترتب عليها من نماء ورخاء سياسي واقتصادي واجتماعي.
أما العلوم المختلطة والمستحدثة التي تثير الحيرة والتساؤل، فقد تكون علوما تعتمد على قول «حق يقصد به باطل»، أو علوما تعتمد على باطل يقصد به حق.
لذلك في هذه الحلقة نلقي الضوء على أحد تلك العلوم وهو «البرمجة اللغوية والعصبية» أحد فروع التنمية البشرية ومؤسسه في مصر والعالم العربي الدكتور «إبراهيم الفقي» الذي اختلفت حوله الآراء ما بين مؤيد ومعارض... لدرجة أن بعض علماء الدين اعتبروا هذا العلم «شركا».
من هو الفقي؟
إبراهيم الفقي... هو مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنويم بالإيحاء (CTCH) والمركز الكندي للتنمية البشرية (CTCHD) والمركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية (CTCNLP)، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة كيوبس (CIS).
وهو دكتور في علم الميتافيزيقا من جامعة ميتافيزيق بـ «لوس أنجلوس» بالولايات المتحدة الأميركية، وهو المؤلف لعلم ديناميكية التكيف العصبي، ومؤسس علم قوة الطاقة البشرية، ومدرب معتمد في البرمجة اللغوية العصبية (NLP) من المؤسسة الأميركية للبرمجة اللغوية العصبية... ومدرب معتمد للعلاج بالتنويم المغناطيسي من المؤسسة الأميركية للتنويم المغناطيسي، ومدرب معتمد للعلاج بخط الحياة.
ومدرب معتمد للذاكرة من المعهد الأميركي للذاكرة بنيويورك، ومدرب معتمد للتنمية البشرية من حكومة «كيبيك» بكندا... للشركات والمؤسسات... ومدرب «ريكي» من The Reiki Training Center of Canada بكندا ومن Global Reiki Association.
وحاصل على مرتبة الشرف الأولى في السلوك البشري من المؤسسة الأميركية للفنادق، وحاصل على مرتبة الشرف الأولى في الإدارة والمبيعات والتسويق من المؤسسة الأميركية للفنادق، وحاصل على 23 دبلوما و«3» من أعلى التخصصات في علم النفس والإدارة والمبيعات والتسويق والتنمية البشرية.
كما أنه شغل منصب المدير العام لعدة فنادق خمس نجوم في مونتريال كندا... وله مؤلفات عدة ترجمت إلى ثلاث لغات «الإنكليزية والفرنسية والعربية» حققت مبيعات لأكثر من مليون نسخة في العالم، وقام بتدريب أكثر من 600 ألف شخص في محاضراته حول العالم وهو يحاضر ويدرب بثلاث لغات «الإنكليزية والفرنسية والعربية». كما أنه أيضا بطل مصر السابق في تنس الطاولة وقد مثل مصر في بطولة العالم في ألمانيا الغربية العام 1969، ويعيش في مونتريال بكندا مع زوجته آمال وابنتيهما التوأم «نانسي ونرمين».
وسؤالنا هنا: ماذا يقول الناس عن الدكتور إبراهيم الفقي؟
قالوا عنه
- قوة وطاقة لا محدودة وبراعة منقطعة النظير في فن التقديم «مشيرة البرادعي... مديرة الموارد البشرية في الجامعة الأميركية بالقاهرة».
- من أبرز المتخصصين في التنمية البشرية في العالم «دارلين مونتجومري تلفزيون لويزيانا. الولايات المتحدة الأميركية».
- لم أر أحدا في مثل علمه اللا محدود «إيلان بلوتز تلفزيون T.V.A كندا».
- شخصية محببة للنفس... متمكن لأبعد الحدود وقادر على توصيل المعلومة بكل سهولة... «براد مايرز، لندن إنكلترا».
- طاقة جبارة, رائع, موهوب, موسوعة معلومات, نفتخر به كأول عربي مسلم. «زهرة عبد الحميد العيسى... مؤسسة عبد الحميد العيسى - الكويت».
- أفضل من رأيت... «سعيد عبد الله المظلوم, مدير مراقبة الجودة - شرطة دبي».
- من المحاضرين القلائل في العالم الذين يتمتعون بمثل هذه القدرات والمهارات, وقد أفادني أكثر مما توقعت... «يوسف أحمد جبريل... هيئة التخطيط والتطوير - دبي».
- خيالي... مبدع، ديناميكي، لم أكن أتوقع أن أرى مثله في عالمنا العربي... «فيصل مشاري المعمر, الشرطة الوطنية للخدمات الصحية المحدودة - السعودية».
- إنه ليس بصريا، ولا حسيا، ولا سمعيا... إنه ملائكي... «عمر أحمد كمال... رئيس محكمة وزارة العدل - القاهرة».
- الدكتور الفقي قدوة ومثل ورؤية ورسالة.... هو معجزة هذا القرن. «ريا محمد سلطان... معلمة علوم - الشارقة».
- عبقري.... فذ.... قائد، وعنده رسالة سامية للأجيال... محمد ناجي الحمادي... منسق ضمان الكفاءة شركة جاسكو - أبو ظبي».
ثقة وحب
مما سبق يتضح لنا أننا أمام شخصية فذة استطاعت أن تكتسب ثقة وحب الكثير كما أن بداية «إبراهيم الفقي» بكندا من مجرد عامل بسيط يغسل الصحون بأحد الفنادق إلى كل هذه المراكز المرموقة دليل على مدى كفاءته وقدرته على النجاح.
إلا أن هذا لا يجعلنا متغافلين عن ماهية ما يقدم لنا ومدى صحته وملاءمته لنا ولقيمنا الإنسانية والدينية، فنحن لسنا مجرد آلات، وقوالب تتم برمجتها وضبطها في إيقاع واحد.
فالتقدم والتطور ضد النمطية والنفعية... فمع الأسف علوم البرمجة اللغوية والعصبية هي أحد القوانين المادية التي تتعامل مع النفس الإنسانية باعتبارها صورا مكررة من بعضها البعض عكس الشائع عنها بأنها تراعي الفروق بين الأفراد.
كما أن هناك انتقادات كثيرة توجه إلى الدكتور «إبراهيم الفقي» توضح أن غالبية التعاليم التي يقوم بتدريسها منقولة عن دين جديد منتشر في أميركا بقيادة الممثل والنجم المعروف «توم كروز» يدعى « السينتولوجي»... وأن غالبية التعاليم النفعية التي تتعامل مع الحياة بمنطق المال والمكسب... والغاية التي تبرر الوسيلة هي الحقيقة التي يحاول البعض إخفاءها وهي حقيقة تلك العلوم.
نشأة البرمجة
بدأت معرفة هذا العلم في منتصف السبعينات... حين وضع قواعده العالمان الأميركيان الدكتور « جون غرندر» عالم لغويات، و«ريتشارد باندلر» عالم رياضيات ومن دارسي علم النفس السلوكي وهو مبرمج كمبيوتر أيضاً.
وكان هذان العالمان فذين في تخصصهما غير أنهما كانا يرويان أن هناك «روتين» ظلّ يسود العلوم الإنسانية، وقد بنيا هذا العلم على جهود آخرين على رأسهم العالم النفساني والمتخصص في اللغويات «ميلتون أريكسون» والعالمة الاجتماعية والمختصة في علاج الأسرى «فرجينيا ساتير» وعالم السلالات الإنسانية «جورج ريبيرتس».
وقد فكرا لماذا تكون لدى بعض الناس مهارة ليست لدى غيرهم؟ ولم يكن اهتمامهما ينصب على معرفة ماذا يفعل الناجحون وإنما كيف يفعلون، وقد اهتما بدراسة وتحليل ثلاثة من أبرز الناجحين في العلاج النفسي في زمانهما، منهم الخبير النفسي الدكتور «ميلتون أركسون»، وقد نشرا اكتشافيهما لأساسيات الـبرمجة اللغوية العصبية عام 1975م في كتاب من جزئين.
ثم خطا هذا العلم خطوات في الثمانينات... وانتشرت مراكزه، وتوسعت معاهد التدريب عليه في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وبعض البلدان الأوروبية الأخرى، ولا نجد اليوم بلداً من بلدان العالم الصناعي إلا وفيه عدد من المراكز والمؤسسات لهذه التقنية الجديدة.
البرمجة اللغوية العصبية
البرمجة اللغوية العصبية... علم يدرس طريقة التفكير في إدارة الحواس ومن ثمّ يبرمج ذلك وفق الطموحات التي يضعها الإنسان لنفسه، كما أنها فن الوصول بالإنسان إلى درجة الامتياز التي بها يستطيع أن يحقق أهدافه ويرفع دائماً من مستوى حياته، وكلمة Neuro تعني «عصبي» أي متعلق بالجهاز العصبي.
فالجهاز العصبي هو الذي يتحكم في وظائف الجسم وأدائه وفعالياته:- كالسلوك والتفكير، والشعور، وكلمة «Linguistic» تعني لغوي أو متعلق باللغة: فاللغة هي وسيلة التعامل مع الآخرين، وكلمة «Programming» تعني برمجة: فالبرمجة هي طريقة تشكيل صورة العالم الخارجي في ذهن الإنسان، أي برمجة دماغ الإنسان.
أما مصطلح البرمجة اللغوية العصبية (Neuro Linguistic Programming) يطلق على علم جديد يستند إلى التجربة والاختيار ويقود إلى نتائج محسوسة ملموسة ينظر إلى قضية النجاح والتفوق على أنها عملية يمكن صناعتها، وليست وليدة الحظ أو الصدفة.
واستنادا إلى إحدى قواعد الهندسة النفسية التي تقول: إنه ليس هناك حظ بل هو نتيجة، وليست هناك صدفة بل هناك أسباب ومسببات، ويتم التعامل مع «البرمجة اللغوية العصبية» على أنها طريقة أو وسيلة تعين الإنسان على تغيير نفسه وإصلاح تفكيره وتهذيب سلوكه وتنقية عاداته وشحذ همته وتنمية ملكاته ومهاراته... وكذلك الهندسة النفسية طريقة ووسيلة تعين الإنسان على التأثير في غيره... فوظيفة هذا العلم إذا وظيفتان وهما التغيير والتأثير. تغيير النفس وتغيير الغير، كما أن «البرمجة اللغوية العصبية» تنظر إلى قضية النجاح والتفوق على أنها عملية يمكن صناعتها وليست هي وليدة الحظ أو الصدفة.
ذلك أن إحدى قواعد هندسة النفس الإنسانية تقول: إنه ليس هناك حظ بل هناك نتيجة وليست هناك صدفة بل هناك أسباب ومسببات.
فتاوى الشيوخ
نختلف أحيانا مع كثير من الدعاة والأئمة... لأنهم يقومون بالحكم على بعض الأفكار العلمية والابداعات الفكرية والأدبية من دون قراءة حقيقية لها وبخوف يبدو مرضيا على الدين على الرغم من قوة الدين ومقدرته على الرد والدفاع.
فديننا ليس بالهشاشة التي يخشى عليها البعض دون داع حقيقي، إلا أن هذا لا يمنع أن هناك بالفعل علوما مثل البرمجة اللغوية والعصبية تدعو للوقوف، والتأمل ليس لأنها سلاح ذو حدين وقوانينها تتأرجح ما بين البناء والهدم حسب المغزى الذي يراد منها، إلا أنها أيضا، علوم نفعية تفرغ الإنسان من إنسانيته وتميزه الفطري.
ولا ننكر احتياجنا كبشر للتهذيب والتوجيه السليم لتلك الفطرة... وهذه هي وظيفة الأديان السماوية وهذه هي الآراء المختلفة لبعض الأئمة حول علوم البرمجة اللغوية والعصبية.
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى -سابقاً- والداعية المعروف الشيخ الدكتور سفر الحوالي... يقول: «يجب علينا جميعا أن نعلم أن الأمر إذا تعلق بجانب التوحيد وبقضية «لا إله إلا الله» وبتحقيق العبودية لله تبارك وتعالى فإننا لابد أن نجتنب الشبهات ولا نكتفي فقط بدائرة الحرام... وهذه البرمجة العصبية وما يسمى بعلوم الطاقة تقوم على اعتقادات وعلى قضايا غيبية باطنية مثل الطاقة الكونية والطاقة الأنثوية والذكورية، والإيمان بالأثير وقضايا كثيرة جدا، وقد روّج لها مع الأسف كثير من الناس مع أنه لا ينبغي بحال عمل دعاية لها. وقال: « أعجب كيف بعد كل هذه الحجج يتشبث المدربون بتدريبات أقل ما يقال عنها إنها تافهة، فكيف وهي ذات جذور فلسفية عقدية ثيوصوفية خطيرة ؟! أنتم على ثغرة وأرجو أن أجد وقتاً للمساهمة ببيان خطرها للناس فليس وراء عدم كتابتي في هذا الموضوع إلا الانشغال الشديد».
أما الشيخ محمد صالح المنجد فيقول: «أي راحة هذه التي يريد بعض أتباع الـ «NLP» وغيرها أن يدخلوا المسلمين في متاهاتها» استرخي... إحلم... وتخيل...! ثم إذا أوقظت للعمل في ثاني يوم، وإذا واجهت الواقع راحت الأحلام والخيالات!! أتضحك على نفسك؟! ما هذا الهراء الذي يقولونه... فعلاً إنها مأساة عقل...».
أما الدكتور يوسف القرضاوي فيقول عن علوم البرمجة: البرمجة اللغوية العصبية تغسل دماغ المسلم وتلقنه أفكارًا في اللاواعي ثم في عقله الواعي من بعد ذلك، مفاد هذه الأفكار أن هذا الوجود وجود واحد، ليس هناك رب ومربوب، وخالق ومخلوق، هناك وحدة وجود. إنها الأفكار القديمة التي قال بها دعاة وحدة الوجود، يقول بها هؤلاء عن طريق هذه البرمجة التي تقوم على الإيحاء والتكرار، وغرس الأفكار في النفوس. إن برامجهم التي يعلمون بها الناس تقف وراءها أهداف خبيثة، ومقاصد بعيدة، وكل هذه ألوان من الغزو ويقصدون بها غزو العقل المسلم، وهو ما ينبغي أن نحرص على أن يظل بعيدا عن هذا الغزو.
والشيخ خالد الشايع يقول: «هذا الذي يسمى «علم البرمجة اللغوية العصبية» ما يجب تحذير أهل الإسلام من الاغترار بما فيه من الإيجابيات المغمورة بكثير من السلبيات».
أسئلة وإجابات
ادعى كثير من المروجين لعلوم «البرمجة اللغوية والعصبية»... أن المفكرين والقادة والمصلحين ورجال التربية يقولون: يجب على الإنسان أن يكون مثابراً مجدا صبوراً متقناً لعمله منظماً لوقته... إلى آخر القائمة الطويلة من مفردات «الجودة».
ولكنهم لم يقولوا كيف يمكن للإنسان أن يفعل ذلك. كما أن علم النفس لا يهتم بالإجابة على هذا السؤال... بينما هندسة النفس الإنسانية تجيب عليه... وعلم النفس يناقش التشخيص ووضع الحلول دون أن يبيّن الكيفية... أما البرمجة اللغوية العصبية فتناقش الكيفية وتهتم بها... كما أن علم النفس يدرس السلبيات وأسبابها وكيفية التخلص منها... أما الـ «NLP» فيدرس الإيجابيات وكيفية الوصول إليها، ولكنهم لم يشيروا أبدا إلى السلبيات الكثيرة التي تتضمنها تلك العلوم.
وعموما الدجل في حياتنا لن يقتصر فقط على الأفكار المغلوطة ولكنه سينتشر بداخل سلوكياتنا المغلوطة، والأسوأ هو أن القائمين على تلك العلوم والمروجين لها هم صفوة المتعلمين والمبدعين وهذا هو الخطر الحقيقي الذي جعلنا نهتم بموضوع هذه الحلقات.