Offside

تستحق «احتفالاً» ... وفارق بين بيرلو وبيلّي

تصغير
تكبير
* يوم غد الجمعة 8 يوليو، تكون 34 سنة بالتمام والكمال مرّت على المباراة «المجنونة» بين ألمانيا الغربية وفرنسا في نصف نهائي كأس العالم 1982 في اسبانيا.

لكن اليوم هو الخميس 7 يوليو 2016. الدور هو نفسه على الرغم من اختلاف المناسبة: فرنسا تلتقي ألمانيا في نصف نهائي الـ «يورو».

في كل مرة يجري فيها الحديث عن مباراة بين فرنسا وألمانيا، تعود الذاكرة سنوات إلى الوراء وتحديدا إلى 8 يوليو 1982 حين التقى المنتخبان على استاد «رامون سانشيز بيزخوان» في أشبيلية والذي شهد ربما أفضل مباراة كرة قدم على الاطلاق، بالنظر الى صفتها المؤهلة الى نهائي المونديال وبالاستناد الى السيناريو المجنون الذي تنقلت فيه بطاقة التأهل من حضن «الديوك» الى جيب الـ «ناسيونال مانشافت» في اكثر من مناسبة قبل ان يخوض الجانبان وللمرة الاولى في تاريخ كؤوس العالم «فقرة» ركلات الترجيح التي ابتسمت لألمانيا. كان الأجدى بالاتحاد الأوروبي للعبة، بالتعاون ربما مع نظيره الدولي، العمل على تخليد ما يعتبره الملايين «مبارة القرن العشرين» من خلال اقامة احتفالية «عابرة» قبل مباراة اليوم للتذكير بمواجهة 1982 الأكثر استحقاقاً لتفسير معاني كرة القدم الحقيقية.

لمَ لم توجَّه الدعوة الى رموز مباراة 1982 من أمثال هيرست روبيش صاحب الركلة الترجيحية الحاسمة وكارل هاينتس رومينيغه الذي نزل بديلاً في الدقائق الأخيرة وقلص الفارق الى 2-3 وكلاوس فيشر بطل المقصية الخلفية التي انفجرت في مرمى الحارس جان لوك ايتوري هدف تعادل 3-3 لا ينسى قاد الفريقين الى ركلات الترجيح.

لمَ لم يحضر من الجانب الفرنسي كلٌ من ميشال بلاتيني و«القزم المبدع» الان جيريس صاحب هدف الـ3-1 أو جان تيغانا أو ماريوس تريزور اللاعب الاسمر الذي مزّق شباك الحارس هارالد توني شوماخر بتسديدة طائرة كسر فيها التعادل 1-1.

ربما كان لزاما على فرنسا وألمانيا ان تتواجها في «يورو 2016» تخليدا لـ «ذكرى 82» بعد ان مرت مرور الكرام في مباريات ودية سابقة لم تحظ فيها ولو بقدر بسيط من «التكريم المناسب».

* لا يمكن لأي متابع أن ينسى ركلة الترجيح الذي لعبها الإيطالي أندريا بيرلو امام انكلترا في ربع نهائي «يورو 2012».

فإلى جانب الاداء الرائع الذي قدمه طيلة المباراة رغم تقدمه بالعمر (33 عاما في حينه)، توج بيرلو جهوده المميزة بالركلة الترجيحية التي نفذها على طريقة «بانينكا» وقاد فريقه الى نصف النهائي.

الارقام التي حققها بيرلو في تلك المباراة مذهلة حتى وان لم تتمكن ايطاليا من ترجمة افضليتها المطلقة الى اهداف خلال الدقائق الـ120، اذ لعب نجم ميلان ويوفنتوس السابق 31 تمريرة ناجحة في الربع الهجومي الاخير كما كان خلف 19 فرصة تسجيل لمنتخب بلاده في المنطقة الانكليزية.

لم يكن هناك اي شك حول هوية اللاعب الذي يستحق جائزة افضل لاعب في تلك المباراة، وقد انصفه الحظ من خلال فوز بلاده عبر ركلات الترجيح.

قبل ايام قليلة، خسرت ايطاليا امام المانيا بـ «الترجيحية» في ربع نهائي «يورو 2016».

غرازيانو بيلّي كان احد اللاعبين الطليان الذي اضاعوا ركلة ترجيح بشكل ساذج.

وكان بيلّي أشار الى الحارس الهادئ مانويل نوير، قبل التسديد بأنه سيقوم بتنفيذ الركلة على «طريقة بانينكا»، لكنه سدد الكرة في النهاية خارج الخشبات الثلاث.

وذكر في تصريح صحافي: «لم أكن أقصد إهانة نوير أو السخرية منه. كنت فقط أريد أن أشتت تركيزه وهو تفهّم قصدي، وقال لي: أنت لاعب ممتاز، والشيء نفسه قاله توماس مولر. هم يعرفون جيداً أنه ليس من طبعي الاستهانة بأحد».

واضاف: «أطلب من الجميع السماح. أعلم أنني كنت سبباً في قضائهم ليلة حزينة. لن أسامح نفسي على ما حدث، وأتمنى أن يسامحوني».

مقارنة بين بيرلو وبيلّي تكفي لإثبات أن إيطاليا استحقت الخروج من ربع نهائي «يورو 2016»، إذ لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يصل لاعبون بعقلية بيلّي إلى حيث وصل لاعبون عمالقة بعقلية وتواضع بيرلو.

SOUSPORTS@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي