أصبوحة

المتاجرة بقضايا الشعوب

تصغير
تكبير
تاجر الجميع بقضية الشعب الفلسطيني، كل الأنظمة والتنظيمات السياسية الإسلامية، لكنهم في الواقع لا يأبهون بقضية فلسطين ولا بشعبها الشقيق، ومعاناته مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يستولي على أراضيه وما زال، ويعتقل ويقتل كل إنسان فلسطيني، سواء كان رجلا أو امرأة أو عجوزا أو طفلا.

هناك أنظمة عربية وإقليمية تطبع العلاقات مع إسرائيل، تحت الشروط الإسرائيلية والامبريالية، التي تتسم بالغطرسة والتعالي، والرضوخ لأوامر الولايات المتحدة، غير آبهة بمعاناة الشعب الفلسطيني، ولا بمشاعر شعوبهم العربية والإسلامية.


كما أن جماعات الإسلام السياسي، التي كانت سابقاً لا تريد دعم فصائل المقاومة الفلسطينية، على اعتبار أنها علمانية ذات منحى يساري، الآن هي تتاجر بقضية فلسطين لسببين، هما وجود تنظيم للاخوان المسلمين في فلسطين (حماس)، ولكسب شعبية من أجل الانتخابات النيابية، لكنهما عبارة عن شعارات رنانة دون مبادرات حقيقية، من أجل تسيدهم كتنظيمات سياسية، وانتشارهم بدعم من الأنظمة العربية والإقليمية، ومن أجل الحصول على مقاعد في البرلمان، رغم أنهم لا يؤمنون بالنظام الديموقراطي.

ولنتذكر صدام حسين الذي خدع الشعوب العربية، بقوله ان تحرير فلسطين يمر عبر الكويت، لكي يحظى بتأييد الشعوب العربية لاحتلاله الكويت، لكنه في الواقع كان يطمع بالثروة النفطية، ومن أجل ذلك قتل واعتقل وعذب أبناء وبنات الشعب الكويتي العربي.

ولعبت الخلافات بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وصراعها من أجل كسب ود الشعب الفلسطيني دوراً، متناسية صراعها الرئيسي مع عدوها الصهيوني، وكل منها يريد المجد لنفسه ولمصلحته.

لقد ضاعت آمال وأحلام الشعوب العربية، وتخلفت عن ركب الدول المتقدمة، التي تريد أن تظل دولنا في الصف الأخير، عن طريق تبعية الأنظمة العربية للامبريالية العالمية، والعدوان الإسرائيلي المستمر على شعوبنا.

وها هي تركيا التي طبل الإسلاميون لها، واعتبروها مدافعة عن القضايا العربية والإسلامية، تعلن عن تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، وشبهت بعض التنظيمات الإسلامية هذا التطبيع بصلح الحديبية، أليس ذلك مدعاة للسخرية ؟

osbohatw@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي