«الراي» عايشتْ النهائي المبكر «على الأرض»

تصغير
تكبير
رابطتا مشجعي ألمانيا وإيطاليا جمعتا الجمهور... والمطاعم غصّت بالحشود
أجواء حماسية عاشتْها العاصمة اللبنانية قبل أيام من انطلاق مباراة الدور ربع النهائي من بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) المقامة في فرنسا.

الجميع كان بانتظار عملاقيْ الكرة الاوروبية، ألمانيا وإيطاليا وما سيؤديانه على ارض الملعب في «الموْقعة» المصيرية التي جمعتهما ليل السبت.

تأييد هذا الفريق او ذاك، و«دق نفير» التشجيع ظهر بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل ان يطلق حكم المباراة صافرته ويعلن بدء المنازلة بين «الجبارين».

مطاعم لبنان تجهّزت للحدَث الكروي الكبير، شاشات عملاقة عُلقت لجذْب الجماهير، أعلام ارتفعت على الواجهات، و«المتحزبون» لـ «المانشافت» والـ «آزوري» تحضّروا لـ «طقوس» التشجيع المجنونة.

رابطة مشجعي المانيا اختارت ساحة ملاعب oppa في «الجديدة» (ساحل المتن الشمالي) لمتابعة الحدث العظيم الذي حضره موظفون في السفارة الالمانية، في حين اختار جمهور الأزوري مكاناً ليس ببعيد عنها وهو مطعم (pros) في «الجديدة» نفسها.

بملابس الفريقين حضر العدد الاكبر من المتابعين، لمتابعة الحدث الكبير.

شباب بالقمصان الزرقاء تجمعوا عند مدخل مطعم (pros) الذي زُيّنت بوابته بعلم الطليان. في الداخل كأنه «يوم الحشر»، لا مكان لكرسي فارغ، دخان النرجيلة يملأ الاجواء والشاشات العملاقة تجذب الانظار... كل شيء يدلّ على ان لا وجود للالمان في بحر مشجعي الازوري، فحتى طاولات المطعم فُرشت بألوان العلم الايطالي. لكن في القسم الثاني من المطعم اختلط مشجعو الالمان والطليان.

الأمر أقل حدة في (oppa)... أعلام كل الفرق رفعت على جانبي الساحة، وأكثرية الحضور ارتدت قمصان فريق المانيا البيضاء. لا دخان في الاجواء رغم النراجيل التي باتت رفيقة اللبناني عند متابعة المباريات، أما القاسم المشترك بين المكانين فهو الصرخات التي كانت ترتفع مع كل هدف والقبضات المتحسّرة عند كل فرصة مهدورة من هذا الفريق او ذاك.

مباراة ثأرية يعتبرها المشجعون الالمان بعد «تاريخ الخسائر» للمانشافت امام الازوري، حيث تفوّق الفريق الأخير في المباريات التنافسية الرسمية في بطولات كرة القدم الكبرى بأربعة انتصارات وأربعة تعادلات.

محمد حمدان من رابطة مشجعي المانشافت اكد لـ «الراي» مع انطلاق «الموْقعة» انها «مباراة أعصاب بكل ما للكلمة من معنى». وعن التحضيرات في حال الفوز قال: «سنحتفل في هذه الساحة، كونها مباراة ربع نهائي مع سحبٍ سيجرى على قمصان فريق ألمانيا الاصلية لمن وضع اسمه في القرعة، لكن المفاجآت الكبرى نخبئها لمباراتيْ نصف النهائي والنهائي»، مضيفاً: «هذه السنة لم ترع السفارة الالمانية الحدَث لكن هناك دعماً من اصدقاء لنا في تلك السفارة التي حضر عدد كبير من موظفيها لمتابعة المباراة».

يوسف الذي جلس يراقب بحذر وكأن ما يدور على ارض الملعب معركة شرسة يشارك فيها افراد من عائلته قال: «أتمنى فوز المانشافت، وأتوقّع ان لقاء اليوم سيحدد بطل اوروبا الجديد. صحيح ان ايطاليا هي العقبة الاصعب امام الالمان ودائماً ما تفوّق المنتخب الايطالي عليه في اللقاءات الرسمية، الا ان هذه العقدة ستفك اليوم امام الماكينات الحديدية الأقوى والأكثر حظاً. نعم سنكسر الجرّة اليوم».

بدوره قال أحمد حلاني لـ «الراي»: «نحن الألمان مكروهون من كل مشجعي الفرق الاخرى ولا سيما البرازيل التي قضت عليها الماكينات بسباعية، وطبعا الارجنتين الذين خسروا كأس العالم امام جمهورهم في اميركا اللاتينية بعد ان فزنا بهدف الغدار غوتسه ما اعطى صورة عن المانيا في المونديال الماضي على انها الوحش الذي يسحق كل من يقف في طريقه، ولحسن حظ الطليان انهم لم يلتقوا معنا في المونديال كونهم خرجوا من الدور الاول كالعادة»، مضيفاً: «اليوم وبعد 10 سنوات من خسارتنا امامهم، حان وقت رد الاعتبار، اليوم سيتغيّر التاريخ الذي يقول ان الطليان هم عقدة الالمان، ولن يذهب تعبي هدراً بالفيديوات التي منْتجتها ونشرتها على صفحتي على تويتر وفايسبوك والتي كما علمت انها وصلت الى حدود المليون مشاهد في لبنان و العالم العربي».

أعصاب مشدودة، وأمل مشجعي كل طرف بفوز فريقه كبير. حسن حمود احد اعضاء رابطة مشجعي ايطاليا في لبنان أكد لـ «الراي» انه «منذ كأس العالم 2014 بدأنا بمحاولة جمع الجماهير الايطالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لنكون كعائلة تشجع الفريق الذي أحبته، ومع الوقت عددنا يزيد، واليوم خير دليل»، لافتاً «لا دعم مادياً للرابطة كما لا مركز لها على الارض، ونتواصل مع السفارة الايطالية لدعمنا لكن الى الآن لم نتلقَ منها سوى وعود».

من جانبها اعتبرت زميلته في الرابطة انه «على الرغم من أفضلية الفريق الخصم هذه المرة كونه مكتمل اللاعبين اذ لدينا اصابات عدة وسط فريقنا، ومن ان نسبة امكانية فوزهم تراوح الستين في المئة، الا ان بامكاننا قلب الطاولة عليهم فيما لو طبّق الطليان خطة مدربهم بإحكام».

أما جورج الذي كان يتابع وعائلته المباراة فقال: «الجميع يخشى الازوري بعد أن أثبت أنه فريق جيد لا يستسلم، وكما انتصرنا على الإسبان سننتصر على الالمان».

ما يلفت الانتباه حضور بعض مشجعي فريق ايطاليا في (oppa) ومنهم فتاة ترتدي قميص الازوري. وعن سبب متابعتها المباراة وسط «بحر الالمان» أجابت: «لان ثقتي بالطليان كبيرة»، في حين ان مَن حضر من مشجعي الالمان في مطعم (pros) علّل ذلك اعتياده متابعة جميع المباريات في المكان ذاته. افتتح المنتخب الالماني التسجيل في الشوط الثاني عبر اللاعب مسعود أوزيل في الدقيقة 65، قبل أن تدرك ايطاليا التعادل بعد ضربة جزاء سددها ليوناردو بونوتشي في الدقيقة 78، ليتجه الفريقان نحو الاشواط الاضافية وسط تشنج المشجعين، قبل ان «تُحبس الأنفاس» مع بلوغ ركلات الترجيح، التي حسمت فوز الالمان ليبدأ احتفال فريقهم وسط الساحة.

هتافات نصر ورقص وتبادل التهاني ورضا عن العرض الذي قدمته «الماكينات» من دون ان ينسوا التقاط صور مع رفع العلم الالماني، اما مشجعو ايطاليا فاعتبروا الامر ليس بكارثة لا سيما وان الازوري قدم عرضاً ممتعاً والنتيجة لم تكن قاتلة!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي