Offside / كونتي... بريء

تصغير
تكبير
* بُعيد الانتصار الرائع والمستحق الذي حققه المنتخب الإيطالي على نظيره الإسباني بهدفين نظيفين ضمن الدور ثمن النهائي من «يورو 2016»، كان المدرب أنتونيو كونتي، بطبيعة الحال، في قمة السعادة.

فريقه الذي يضم أسماء عادية، كما قيل في بداية البطولة، دخل معمعة الصراع الأوروبي غير مرشح للذهاب بعيداً بيد أنه أسقط بلجيكا المرشحة لانتزاع اللقب في الدور الاول واسبانيا حاملة اللقب في النسختين السابقتين 2008 و2012 في الطريق الى ربع النهائي «الملتهب» الذي يجمعه بخصم أقوى وأكثر جدية هو المنتخب الالماني بطل العالم.

وبعيداً عن احتفال كونتي «المجنون» بالهدف الثاني والذي لا نرى فيه داعياً خصوصاً أنه سيَظهر من خلاله أمام لاعبيه والجمهور بمظهر «غير مصدق للانجاز الذي حدث»، خرج مدرب يوفنتوس السابق والذي سيتولى مقدرات تشلسي الانكليزي بعد «يورو 2016» بتصريح غلبت عليه ابتسامة رضا اذ قال: «أثبتنا للجميع بأننا لسنا فريق كاتيناتشيو فقط».

و«كاتيناتشيو» عبارة ايطالية تعني الكمّاشة وتشير الى الطابع الدفاعي الذي تشتهر به الكرة الايطالية وتتغنّى به منذ ولادتها.

ويشير تصريح كونتي، بما لا يدع اي مجال للشك، إلى أن الـ«كاتيناتشيو» ليست سوى سوسة تنخر الكرة الايطالية، وإلا لِمَ صرّح مبتسماً بأن فريقه تخلّص منها بعيد المباراة أمام اسبانيا؟

ولو كان تراث الـ«كاتيناتشيو» يمثل مفخرة للطليان، لمَ خرج مدرب منتخب ايطاليا بنفسه ليزيح عن صدره تلك الصفة التي تحولت عبر تصريحه... الى تهمة؟

بالتأكيد لم تكن زلة لسان، بل هي رغبة في التأكيد على أن ايطاليا ليست فقط دفاعاً، او ربما هي رغبة دفينة لإزالة صورة سيئة ما فتئت ترافق الكرة الإيطالية... أينما حلّت وارتحلت في نظر خصومها أصحاب النظر المنطقية.

* مَن منّا لا يتذكر الدموع الحارة التي ذرفها قائد المنتخب الألماني ميكايل بالاك بعد الخسارة امام ايطاليا في اللحظات القاتلة من نصف نهائي مونديال 2006؟

كان يدرك بالاك «القائد» قبل دقيقتين على «النهاية» بأن المباراة متجهة الى ركلات الترجيح التي قد تمنح الفوز الى أيٍّ كان، قبل ان يزرع فابيو غروسو كرته في مرمى الحارس ينز ليمان ويضيف اليساندرو دل بييرو الهدف الثاني.

وعلى بعد فترة زمنية قصيرة قبل مباراة المانيا وإيطاليا في «يورو 2016»، خرج بالاك بتصريح مقتضب رشح من خلاله منتخب بلاده للفوز على «الدابة السوداء» (وهو تعبير يستخدم في أوروبا للدلالة على الفريق العقدة).

وقال: «أثق في أن المانيا ستفوز على ايطاليا. أشك في ان الايطاليين سيكونون قادرين على بذل جهد كبير مجدداً كما فعلوا امام اسبانيا».

جميل أن يؤازر القائد السابق لمنتخب المانيا اللاعبين قبل مباراة حاسمة، بيد أنه لم يتخذ الصفة نفسها في بداية البطولة عندما اعتبر بأن الفريق يفتقد الى اللاعب القائد والى الشخصية.

من خلال تصريحه الاخير، يكون بالاك، إما تراجع عما قاله في مطلع البطولة أو أن الفريق قد تحسّن فعلاً.

ولكن في مطلق الاحول لن يكترث الالمان بما قاله بالاك بقدر ما هم واثقون بأن الوقت حان لحل العقدة الايطالية... الى الأبد.

SOUSPORTS@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي