الأيام الأخيرة في حياتهم
عمرو بن العاص - رضي الله عنه - (2 من 3)
تحت هذا العنوان نعرض لحلقات يومية متتابعة على مدار أيام الشهر الفضيل، نقدم من خلالها وصفاً للأيام الاخيرة في حياة بعض الشخصيات التي كان لها اثر واضح في تاريخ الأمة الاسلامية، لنتخذ منها العبرة والعظة... والله أسأل التوفيق والسداد.
وعندما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فتح مكة كان عمر بن العاص من افراد ذلك الجيش، وبعد الفتح ارسله رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدم سواع وهو اعظم صنم لهذيل،
وشارك عمرو رضي الله عنه في غزوة حنين، وحصار الطائف وشارك في غزوة تبوك، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى (جيقر) و(عبد) ابني الجلندي ملكي عُمان بكتاب يدعوهما إلى الاسلام، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو في عُمان وبعث اليه ابوبكر الصديق رضي الله عنه طالبا منه القدوم.
جهز الخليفة ابوبكر رضي الله عنه اربعة جيوش لنشر الدعوة وتولى عمرو بن العاص امرة الجيش الرابع وتوجه إلى وادي العربة شمال خليج العقبة ووجهته فلسطين وكانت معركة اليرموك بين جند الاسلام والروم ونصر الله عباده المؤمنين وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه ركيزة من ركائز معركة اليرموك واحد رجالها البارزين،
ولما جاء امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام وصالح اهل بيت المقدس وكتب لهم الصلح في الجابيه شهد على هذا الصلح خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبدالرحمن بن عوف ومعاوية بن ابي سفيان، وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر والاسكندرية والصعيد وفتح برقة وزويلة وبلاد النوبة وطرابس كما فتح صيراته وشروس ثم منعه عمر بن الخطاب ان يتقدم اكثر من ذلك إلى جهة الغرب خوفا على المسلمين.
ولقد اشتهرت بين القصاص والوعاظ والخطباء قصة المصري مع ولد عمرو بن العاص وان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للمصري: دونك الذرة فاضرب بها ابن الاكرمين وهي قصة مشهورة يتداولها الكثير وهذه القصة واهية وسندها منقطع مظلم وفيها طعن في الصحابة،
وان اردت الاستزادة فعليك بالرجوع إلى كتاب (تحذير الداعية من القصص الواهية) للشيخ علي بن ابراهيم حشيش فهو قد اسهب في شرح هذه القصة الواهية فجزاه الله خيرا.
توفي الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 23 هـ وعمرو بن العاص واليا على مصر وفي خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه وفي عام 27 هـ عزل امير المؤمنين عثمان بن عفان عن مصر عمرو بن العاص فسار عمرو من مصر إلى الحجاز وبقي في مكة حتى انتهت خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وفي خلافة علي ابن طالب رضي الله عنه حدث الخلاف بينه وبين امير الشام معاوية فوقف عمرو بصف معاوية وكانت معركة صفين وكان عمرو يباشر القتال فيها بنفسه، وبعد انتهاء المعركة والاتفاق
على التحكيم ثم رأى الخوارج ان اصلاح الامة كما يزعمون بقتل الثلاثة علي ومعاوية وعمرو رضي الله عنهم اجمعين وقُتل علي رضي الله عنه
واصيب معاوية رضي الله عنه واما عمرو فقد اشتكى بطنه تلك الليلة ولم يخرج للصلاة وقُتل بدل عنه (خارجه بن حذافه).
ولما صار الامر لمعاوية رضي الله عنه صار عمرو بن العاص رضي الله واليا على مصر فذلك في آخر سنة تسع وثلاثين، فوالله ما مكث بها الا سنتين او ثلاثا حتى مات. (ابن سعد).
توفي عمرو بن العاص ليلة عيد الفطر وعمره سبع وثمانون سنة بمصر سنة ثلاث واربعين للهجرة، واشتهرت قصة موته على ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص وكثير من الكتاب الذين يكتبون عن الصحابة رضوان الله عليهم والقصة المشهورة هي: قال عمرو بن العاص: عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه؟
فلما نزل به الموت قال له ابنه عبدالله: «يا ابت انك كنت تقول: عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فصف لنا الموت وعقلك معك، فقال: يا بني الموت اجل من ان يوصف ولكني سأصف لك منه شيئا، اجدني كأن على عتقي جبال رضوى واجدني كأن في جوفي شوك السلاء واجدني كأن نفسي يخرج من ثقب ابرة».
وهذه القصة واهية وهي من قول الوضاع الذين يقصدون الاساءة إلى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهؤلاء يعمدون إلى خيار الامة يعادونهم فهذه القصة واهية لا اصل لها من الصحة ولك ايها القارئ العزيز ان تعود إلى الكتاب الذي ذكرناه سابقا (تحذير الداعية من القصص الواهية) فقد اسهب في شرح هذه القصة الواهية وبين اسباب وضعها المؤلف جزاه الله خيرا، وسوف ابين غدا ان شاء الله تعالى القصة الصحيحة في موت الصحابي عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه.
(يتبع غدا ان شاء الله)
وعندما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فتح مكة كان عمر بن العاص من افراد ذلك الجيش، وبعد الفتح ارسله رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدم سواع وهو اعظم صنم لهذيل،
وشارك عمرو رضي الله عنه في غزوة حنين، وحصار الطائف وشارك في غزوة تبوك، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى (جيقر) و(عبد) ابني الجلندي ملكي عُمان بكتاب يدعوهما إلى الاسلام، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو في عُمان وبعث اليه ابوبكر الصديق رضي الله عنه طالبا منه القدوم.
جهز الخليفة ابوبكر رضي الله عنه اربعة جيوش لنشر الدعوة وتولى عمرو بن العاص امرة الجيش الرابع وتوجه إلى وادي العربة شمال خليج العقبة ووجهته فلسطين وكانت معركة اليرموك بين جند الاسلام والروم ونصر الله عباده المؤمنين وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه ركيزة من ركائز معركة اليرموك واحد رجالها البارزين،
ولما جاء امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام وصالح اهل بيت المقدس وكتب لهم الصلح في الجابيه شهد على هذا الصلح خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبدالرحمن بن عوف ومعاوية بن ابي سفيان، وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر والاسكندرية والصعيد وفتح برقة وزويلة وبلاد النوبة وطرابس كما فتح صيراته وشروس ثم منعه عمر بن الخطاب ان يتقدم اكثر من ذلك إلى جهة الغرب خوفا على المسلمين.
ولقد اشتهرت بين القصاص والوعاظ والخطباء قصة المصري مع ولد عمرو بن العاص وان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للمصري: دونك الذرة فاضرب بها ابن الاكرمين وهي قصة مشهورة يتداولها الكثير وهذه القصة واهية وسندها منقطع مظلم وفيها طعن في الصحابة،
وان اردت الاستزادة فعليك بالرجوع إلى كتاب (تحذير الداعية من القصص الواهية) للشيخ علي بن ابراهيم حشيش فهو قد اسهب في شرح هذه القصة الواهية فجزاه الله خيرا.
توفي الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 23 هـ وعمرو بن العاص واليا على مصر وفي خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه وفي عام 27 هـ عزل امير المؤمنين عثمان بن عفان عن مصر عمرو بن العاص فسار عمرو من مصر إلى الحجاز وبقي في مكة حتى انتهت خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وفي خلافة علي ابن طالب رضي الله عنه حدث الخلاف بينه وبين امير الشام معاوية فوقف عمرو بصف معاوية وكانت معركة صفين وكان عمرو يباشر القتال فيها بنفسه، وبعد انتهاء المعركة والاتفاق
على التحكيم ثم رأى الخوارج ان اصلاح الامة كما يزعمون بقتل الثلاثة علي ومعاوية وعمرو رضي الله عنهم اجمعين وقُتل علي رضي الله عنه
واصيب معاوية رضي الله عنه واما عمرو فقد اشتكى بطنه تلك الليلة ولم يخرج للصلاة وقُتل بدل عنه (خارجه بن حذافه).
ولما صار الامر لمعاوية رضي الله عنه صار عمرو بن العاص رضي الله واليا على مصر فذلك في آخر سنة تسع وثلاثين، فوالله ما مكث بها الا سنتين او ثلاثا حتى مات. (ابن سعد).
توفي عمرو بن العاص ليلة عيد الفطر وعمره سبع وثمانون سنة بمصر سنة ثلاث واربعين للهجرة، واشتهرت قصة موته على ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص وكثير من الكتاب الذين يكتبون عن الصحابة رضوان الله عليهم والقصة المشهورة هي: قال عمرو بن العاص: عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه؟
فلما نزل به الموت قال له ابنه عبدالله: «يا ابت انك كنت تقول: عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فصف لنا الموت وعقلك معك، فقال: يا بني الموت اجل من ان يوصف ولكني سأصف لك منه شيئا، اجدني كأن على عتقي جبال رضوى واجدني كأن في جوفي شوك السلاء واجدني كأن نفسي يخرج من ثقب ابرة».
وهذه القصة واهية وهي من قول الوضاع الذين يقصدون الاساءة إلى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهؤلاء يعمدون إلى خيار الامة يعادونهم فهذه القصة واهية لا اصل لها من الصحة ولك ايها القارئ العزيز ان تعود إلى الكتاب الذي ذكرناه سابقا (تحذير الداعية من القصص الواهية) فقد اسهب في شرح هذه القصة الواهية وبين اسباب وضعها المؤلف جزاه الله خيرا، وسوف ابين غدا ان شاء الله تعالى القصة الصحيحة في موت الصحابي عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه.
(يتبع غدا ان شاء الله)