Offside / ميسي... أسطورة «مجتزَأة»

تصغير
تكبير
شغل الأرجنتيني ليونيل ميسي الدنيا في السنوات العشر الأخيرة.

ظهر في إعلانات عدة واستحوذ على الاهتمام بفعل نشاطات خارج «المستطيل الأخضر»، بيد أنه كان لاعب كرة قدم «أكثر من أي شيء آخر».

اعلان اعتزاله على المستوى الدولي بعيد السقوط في المباراة النهائية لبطولة «كوبا أميركا» أمام تشيلي بركلات الترجيح في الولايات المتحدة فجر أمس الإثنين، طغى على كل شيء، وتحديداً على ما يدور في فرنسا التي تستضيف «يورو 2016»، وهذا طبيعي بالنسبة الى نجم أراد البعض تنصيبه أفضل لاعب في التاريخ، وهذا رأيهم، لكنه بالتأكيد ليس من حقهم فرضه على أحد.

ثمة «قياسات معينة» في كرة القدم يجدر احترامها قبل تصنيف هذا على أنه أسطورة وذاك على أنه «فلتة شوط».

في الرياضة الأكثر شعبية في العالم، تعتبر البرازيل أمة كرة القدم لأسباب كثيرة يأتي في مقدمها واقع أنها الأكثر تتويجاً بكأس العالم (1958 و1962 و1970 و1994 و2002)، أما بيليه فهو «ملك الكرة» لأنه ساهم «بصفة جوهرية» في تحقيق بلاده ثلاثاً من تلك الكؤوس.

الأرجنتيني دييغو مارادونا ما كان ليُصنّف «أسطورة مطلقة» لو لم يقد منتخب بلاده الى أعلى نقطة من منصة التتويج في كأس العالم 1986 بعد أن قام بدور «العازف المنفرد» حيناً و«قائد الأوركسترا» حيناً آخر في الطريق الى انتزاع النجمة العالمية الثانية لـ«راقصي التانغو» بعد 1978.

كأس العالم هي المعيار ومن يصنع الأساطير، وهي من حرم الهولندي يوهان كرويف من الدخول على خط الصراع مع بيليه ومارادونا على لقب «الافضل على الإطلاق».

ميسي صنع مجده في برشلونة الاسباني حصراً، بيد أنه عجز عن نقل نبوغه الى منتخب بلاده، ففرض نفسه «أسطورة برشلونة حصراً»، وليس «أسطورة مطلقة» بعد أن خاض ثلاث كؤوس عالم (2006 و2010 و2014) وكان في كل مرة يفشل أمام الألمان الذين فرضوا أنفسهم «عقدة حياته».

حتى عندما دُعي الى التعويض في بطولة «كوبا أميركا» التي فقدت بريقها منذ زمن، فشل «البرغوث» فشلاً ذريعاً، ليفرض نفسه من دون قصد «لاعب نادي» حصراً.

الأفضل في التاريخ هو ذاك الذي يتحدّى الصعاب ويتوج باللقب الأغلى وإن كان دربه صعباً. هو ذاك الذي لا يتأثر بمحدودية مدرب وتواضع مستوى زميل، فكيف إذا تعلق الأمر بمنتخب الأرجنتين المتخم بنجوم موزعين على أعتى الأندية الأوروبية؟

كان ميسي شجاعاً للغاية عندما أعلن اعتزاله دولياً. كان اكثر شجاعة عندما صرح يوماً بأنه جاهز للتنازل عن الكرات الذهبية التي حققها كافة وعن الألقاب الأخرى مقابل الفوز بكأس عالم واحدة.

يدرك بأنه لا بد له من الفوز بكأس العالم لدخول عالم «الأسطورة المطلقة».

أيقن بأنه غير قادر على منح الأرجنتين لقباً عزّ عليها منذ 1993. سيبقى فخراً لبلاده لكنه لن يستحوذ على قلوب وعقول مواطنيه كما فعل مارادونا.

قرار جريء من لاعب في الـ 29 من العمر وعلى بعد سنتين فقط من كأس العالم 2018 في روسيا.

قد يعود لارتداء القميص الأبيض والسماوي، لكن العودة ستشكل سقوطاً قاتلاً في حال الفشل في المونديال المقبل.

على ميسي «تثبيت» اعتزاله دولياً وعدم التفكير في الرجوع عنه، فما عجز عن تحقيقه في 10 سنوات للأرجنتين لن يتمكن من «اجتراحه» في غضون شهرٍ من زمنٍ تستلزمه كأس عالم تستضيفها أوروبا التي لم يسبق أن شهدت تتويج منتخب «غريب» على أرضها باستثناء البرازيل بقيادة «الأسطورة الكاملة بيليه» في السويد عام 1958.

ما زال للتألق تتمة مع «ميسي برشلونة» الذي عشقه الملايين بقميص النادي الكاتالوني، بيد أن فشله مع منتخب الارجنتين جعله، ومن دون أدنى شك، أسطورة مجتزَأة.

SOUSPORTS@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي