حروف باسمة

نماين من العكوس

تصغير
تكبير
الحياة تتعدد صورها وتختلف وتتباين وتتباعد، والمتأمل في صور الحياة قد تنتابه الحيرة ويشعر بنوع من الكآبة لما فيها من مآس وويلات وظلم. واذا اطلق المرء العنان لعقله وتصور صوراً اخرى، فإنها تبعث على الارتياح وتفضي الى فسحة من الامل.

كثيرة هي العكوس نشاهدها خلال هذا الشهر الفضيل، منها ما يريح النفس ويجعل القلب يستقر في اطمئنان عندما يشعر بأن الانسان هو اخ الانسان.


ما اجمل ان تذهب وجبات الافطار الى اصقاع شرد اهلها من اهل هذه الارض الطيبة. ما اجمل ان تكون موائد الافطار عامرة في اماكن كثيرة في هذه الارض الطيبة.

ما اجمل ان يتحنن على الفقراء والمعوزين في هذه الايام المباركة.

صور جميلة يحبها الله وتفضي الى السعادة. وصور اخرى تبعث على القلق منها صور مادية نلحظها ونشاهدها عن يميننا وشمالنا. رعونة في السياقة وتشفيط في بعض الاماكن في وقت الافطار وحتى الاطفال الذين ذهبوا في ممارسة ذكرى القرقيعان لم يأمن بعضهم من القيادة المجنونة. صور معنوية اخرى قد نقرأها وتؤثر في القلوب.

عجيب امر الاحصائية المذهلة حيث ان 224 شخصا انتقلوا الى رحمة الله ولم تزل تصرف لهم اعانات اجتماعية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

اين مخافة الله؟ وأين المشرفون على صرف هذه الاعانات؟

وما حال الذين يتقاضون هذه الاعانات ظلماً وجوراً؟

الجميع يشترك في الجريرة وان حكومة الله تنتقم من الظالمين.

عكوس تجعل من ينظر اليها يخفق قلبه من الخوف.

أمهات وآباء وابناء يعتدى عليهم وتزهق ارواحهم في الشهر الفضيل.

ظلام دامس نسأل الله الكريم ان يبعث النور وتبرز الغزالة من خدرها وينتشر الضياء في القلوب المظلمة. وصورة اخرى كبيرة تبعث على الأسى والحزن.

ان المطلع على الاحصائية الاممية التي تقول ان عدد النازحين في العالم 65 مليوناً نزحوا في ارضهم وخارج بلدانهم وهم يعانون في العراء ويغرقون في البحر حتى الاطفال حرموا من جرعة اللبن.

ويلٌ للذين اقترفت أيديهم السوء في نشر الفساد وتبديد النور وبث الظلمة واخراج الناس من موطن الحضارة الى أراض جدباء.

وما لنا إلا ان نفكر في الصورة التي رسمها ابو ماضي:

وطريقي ما طريقي

أطويل أم قصير؟

هل أنا أصعد أم اهبط

فيه أم أغور

أأنا قائد دربي في مسيري

أم مقود

أتمنى انني أدري

ولكن لست أدري
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي