No Script

حمام بارد يضرب الاتحاد الأوروبي

تصغير
تكبير
رأى العديد من الخبراء الاقتصاديين العالميين أن بريطانيا وجهت صفعة قاسية للاتحاد الأوروبي. وتساءل هؤلاء «هل نحن أمام أزمة أو كارثة مالية مالية عالمية جديدة في الفترة القصيرة المقبلة؟».

وقد شبه الخبير في «ساكسو بنك» كرستوفر ديمبيك، الخروج المفاجئ لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي بـ «الحمام البارد» الذي لم ينتظره أي شخص، وضربة للأسواق العالمية ولخبراء الاقتصاد الذين كانوا واثقين من بقائها في التحالف الأوروبي. وأضاف أنه من وجهة نظر مالية، يمكن وقف تدهور الأسواق العالمية، من خلال إجراءات سريعة ومنسقة من قبل البنوك المركزية في العالم، لافتاً إلى أنه سيكون هناك ذعر كبير من قبل المودعين في البنوك خلال الفترة المقبلة، ومتابعاً «نحن أمام فترة من عدم اليقين».


وأبدى ديمبيك خشيته من تدهور كبير للجنيه الإسترليني في حال عدم إيقاف تراجع الأسواق العالمية بسرعة، منوهاً بأنه هناك دول أخرى كالصين التي يمكن أن تقوم بخفض قيمة عملاتها.

وتابع ديمبيك «سيكون لدينا طلبات مستقبلية للخروج من «اليورو» خصوصاً من قبل دول شرق ووسط أوروبا، وتوقعوا خطاباً متصاعداً ضد الاتحاد الأوروبي، وأولها الاستفتاء المجري المرتقب».

ورأى أنه خلال السنوات العشرين الأخيرة، حصل خلل معين في الاتحاد الأوروبي فهم تفسيره، واليوم تضعف صورة الحكومات في كل مكان، والدمج صعب ولا يكون أي رابط بين الدول، وهناك خطر الموت البطيء أو التحلل لأوروبا، وسيكون هناك صراع بين ألمانيا وفرنسا، وأوروبا تحتاج إلى ميزانية مشتركة، وتكامل اقتصادي ومالي أكبر.

من ناحيته، رأى كبير الاقتصاديين في الاتحاد المصرفي الخاص في أوروبا باتريس غوتري، أن «الأسواق لم يكن لديها رغبة بالضحك صباح أمس، فحتى مساء الخميس كان الجميع واثقاً من بقاء بريطانيا في الاتحاد، لقد وقعنا في الفخ»

وطالب غوتري بحماية الأسواق بشكل سريع في الأيام المقبلة، ومراجعة السياسات الخاصة بأسعار الفائدة، والذهب، مؤكداً «نحن مقبلون على فترة من عدم اليقين والتقلبات، ونأمل ألا تطول».

ولفت إلى أنه ليس خشية من المخاطر النظامية، لأن البنوك المركزية ستتحرك بسرعة، وستتشاور فيما بينها بسرعة من أجل احتواء التقلبات في أسعار العملات، والإشراف على الأسواق المالية، كما هناك ضرورة لتدخل كبير من قبل قادة الدول خصوصاً من ألمانيا وفرنسا لاحتواء الآثار السلبية على شعوبها ودولها.

واعتبر أنه سيكون هناك تحول كبير في النظرة إلى بريطانيا، وسيكون هناك حالة من عدم الثقة بالاستثمار فيها، في حين سيكون هناك خسارة بعض نسب النمو، ألمانيا وبلجيكا وهولندا ودول شرق أوروبا ستكون الأكثر تأثراً في الفترة المقبلة من نتيجة الاستفتاء البريطاني».

من جهته، رأى كبير الاقتصاديين في بنك «ديغروف بيتيركام» برونو كولمانت، أن تأثير الخروج البريطاني من «اليورو» أكبر بكثير من التوقعات، وسيكون هناك شك في مصداقية على العملة الموحدة، وسكيون هناك زيادة في علاوات المخاطر في البلدان الهشة، وستظهر معدلات نمو منخفضة.

وأضاف كولمانت أنه البنوك المركزية ستزيد من تعاملاتها مقابل الدولار، ولكنها ستكون محدودة.

ولفت إلى أنه على صعيد الاقتصاد الكلي، سيكون هناك انهيار في التبادلات والتدفقات التجارية، ولن يكون هذا الأمر سيئاً بدرجة كبير للبريطانيين، في حين ستكون الخسارة أكبر بالنسبة للدول الأخرى في الاتحاد. من جهته، قال كبير الاقتصاديين في «MIRABAUD AM» غيرو جونغ «سنشهد تقلبات كبيرة على المدى القصير والمتوسط، والاقتصاد البريطاني سيتأثر على المدى المتوسط مع انخفاض الاستثمارات المتوقعة، من دون أن يؤدي ذلك إلى كارثة اقتصادية عالمية».

وتوقع انخفاض معدلات النمو البريطاني إلى 0.5 نقطة في الأرباع الثمانية المقبلة، والاستثمارات الخراجية في المدن البريطانية ستقل.

(نقلاً عن «LE FIGARO»)
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي