«الراي» عاينتْ موقع سقوط الراقص الفلسطيني - السوري
حسن رابح... خسر بـ «رقصة الانتحار»
حسن رابح... الراقص والانسان
من سطح المبنى الذي يقطنه في شارع الحمراء في بيروت انتحر، رمى بنفسه عن علو ست طبقات منهياً حياته في لحظات، هو شاب في مقتبل العمر، فنان عشق الرقص، فكانت نهايته رقصة حزينة على أنغام أوجاعه... انه الفنان الفلسطيني ـ السوري حسن رابح الذي صدم اللبنانيين كما السوريين بخبر مماته.
في شارع المكحول وقع الحادث وبالتحديد عند الساعة التاسعة والنصف من مساء الثلاثاء الماضي، حسن كان في الشقة التي سبق ان استأجرها يتناول أحد المشروبات مع زميله محمد ورد الحموي الذي كان يشرب النسكافيه. وعندما انتهى رابح من شرب العبوة دخل محمد المطبخ، ففتح حسن باب الشقة وصعد الى سطح المبنى قبل ان يلقي بنفسه ليسمع بعدها صديقه صوتاً قوياً في الخارج. أَسْرَع الى الشرفة واذ بحسن ممدَّداً أرضاً والدم يسيل من أذنه.
في لحظات تجمّع السكان وحضر الصليب الأحمر الذي عمل على نقل حسن الى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، كما حضرت قوى الأمن التي أخبرها محمد في اللحظات الأخيرة قبل ان يلقي صديقه بنفسه، بحسب ما قال لـ «الراي» حارس المبنى الذي استأجر رابح وأصدقاء له شقّة في طبقته الأولى.
حسن (25 سنة)، أحبّ الرقص منذ طفولته. وكان مولعا بنجم البوب الراحل مايكل جاكسون، وهو درّب نفسه بنفسه فطوّر موهبته، وكان يمارس العديد من أنواع الرقص، لا سيما الراب والهيب هوب، قبل ان ينضمّ الى فرقة «سيما» ويشارك معها للمرة الأولى في عرض افتتاح مهرجان السينما السورية في دار الأوبرا العام 2009. ومع اندلاع الأحداث في سورية غادر حسن البلاد ولجأ الى لبنان، واستأجر قبل نحو ستة أشهر الشقة (في مبنى مخصص للايجار) التي تشدّ الأنظار بشرفتها المغطاة بأغصان شجرة زرعت على الرصيف.
هدوء يسيطر على المكان وكأن لا علاقة له بشارع الحمراء المعروف بضجيجه. في الحي الضيّق وفي مقابل المبنى موقف للسيارات، يسارع العامل الاجنبي فيه ليتحدث عن ما شاهده وعن حزنه على حسن الذي سقط على بوابة الموقف. ويقول متعجباً لـ «الراي» التي عاينت موقع سقوط رابح: «سمعتُ صوتاً. واعتقدتُ للوهلة الاولى أن كرتونة سقطت من أعلى لأتفاجأ بشاب ممدَّد أرضاً. لم يكن قد توفي بل يلفظ أنفاسه الأخيرة». وأضاف: «ما يثير الاستغراب انه لم يقع تحت المبنى بل على بُعد أمتار منه. حزنتُ عندما علمتُ انه حسن فهو شاب هادئ بعيد عن المشاكل يلقي التحية كلّما رآني».في أسفل المبنى محل رفض صاحبه التعليق على الحادث واختصر بالقول «يقصدني حسن لشراء العصير والبسكويت ولا شيء أكثر من ذلك». ويقاطعه ناطور المبنى: «يخرج كل يوم صباحاً مشياً على الاقدام. هو لا يملك سيارة ولا يعمل في لبنان، هم شلّة شباب اعتادوا الاجتماع والسهر، أهله في السويد وسيأتي عمه لنقل جثته ودفنها في سورية».طارق الملاح، الناشط في الحِراك المدني في لبنان، كان التقى حسن إبان تحركات المجتمع المدني مرات عدة، ولفت عبر «الراي» الى ان رابح «كان يرقص في التظاهرات، كما التقيتُه كثيراً في شارع الحمراء، وهو شاب هادئ كان يشجعني على متابعة مطالبي من الدولة ويقول لي: انا الى جانبك لا تخشى شيئاً. وقد صدمتُ عندما علمتُ بخبر انتحاره، ومع ذلك لا ألومه لا أحد يعلم ما عاناه وما دفعه الى ذلك».
وبحسب ما تداول أصدقاء حسن على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الأخير عانى ظروفاً نفسية وعصبية صعبة خلال العامين الأخيرين اللذين قضاهما في بيروت، وهذا ما أكده صديقه محمد ورد الحموي الذي لا يزال قيد التحقيق بحسب ما أكد مصدر أمني مطلع على الملف موضحاً لـ «الراي» ان «التحقيق لا يزال مستمرا لكن كل المؤشرات تشير الى انه انتحر».
وكان حسن قد نشر عبر حسابه الشخصي في موقع «فيسبوك» في 13 يونيو الماضي «بوست» ذكر فيه أنه سُجن بسبب تعاطيه الحشيش، كما كان للسياسة حصة في منشوره حيث هاجم حسن النظام السوري وإسرائيل وتنظيم «داعش» والمخابرات العالمية، خاتماً اياه «وإلى فلسطين الرجوع». كما كتب أيضاًَ «اسمي حسن والسلام عليكم سامحوني يا أصدقائي يا أهلي يا أحبابي».
في شارع المكحول وقع الحادث وبالتحديد عند الساعة التاسعة والنصف من مساء الثلاثاء الماضي، حسن كان في الشقة التي سبق ان استأجرها يتناول أحد المشروبات مع زميله محمد ورد الحموي الذي كان يشرب النسكافيه. وعندما انتهى رابح من شرب العبوة دخل محمد المطبخ، ففتح حسن باب الشقة وصعد الى سطح المبنى قبل ان يلقي بنفسه ليسمع بعدها صديقه صوتاً قوياً في الخارج. أَسْرَع الى الشرفة واذ بحسن ممدَّداً أرضاً والدم يسيل من أذنه.
في لحظات تجمّع السكان وحضر الصليب الأحمر الذي عمل على نقل حسن الى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، كما حضرت قوى الأمن التي أخبرها محمد في اللحظات الأخيرة قبل ان يلقي صديقه بنفسه، بحسب ما قال لـ «الراي» حارس المبنى الذي استأجر رابح وأصدقاء له شقّة في طبقته الأولى.
حسن (25 سنة)، أحبّ الرقص منذ طفولته. وكان مولعا بنجم البوب الراحل مايكل جاكسون، وهو درّب نفسه بنفسه فطوّر موهبته، وكان يمارس العديد من أنواع الرقص، لا سيما الراب والهيب هوب، قبل ان ينضمّ الى فرقة «سيما» ويشارك معها للمرة الأولى في عرض افتتاح مهرجان السينما السورية في دار الأوبرا العام 2009. ومع اندلاع الأحداث في سورية غادر حسن البلاد ولجأ الى لبنان، واستأجر قبل نحو ستة أشهر الشقة (في مبنى مخصص للايجار) التي تشدّ الأنظار بشرفتها المغطاة بأغصان شجرة زرعت على الرصيف.
هدوء يسيطر على المكان وكأن لا علاقة له بشارع الحمراء المعروف بضجيجه. في الحي الضيّق وفي مقابل المبنى موقف للسيارات، يسارع العامل الاجنبي فيه ليتحدث عن ما شاهده وعن حزنه على حسن الذي سقط على بوابة الموقف. ويقول متعجباً لـ «الراي» التي عاينت موقع سقوط رابح: «سمعتُ صوتاً. واعتقدتُ للوهلة الاولى أن كرتونة سقطت من أعلى لأتفاجأ بشاب ممدَّد أرضاً. لم يكن قد توفي بل يلفظ أنفاسه الأخيرة». وأضاف: «ما يثير الاستغراب انه لم يقع تحت المبنى بل على بُعد أمتار منه. حزنتُ عندما علمتُ انه حسن فهو شاب هادئ بعيد عن المشاكل يلقي التحية كلّما رآني».في أسفل المبنى محل رفض صاحبه التعليق على الحادث واختصر بالقول «يقصدني حسن لشراء العصير والبسكويت ولا شيء أكثر من ذلك». ويقاطعه ناطور المبنى: «يخرج كل يوم صباحاً مشياً على الاقدام. هو لا يملك سيارة ولا يعمل في لبنان، هم شلّة شباب اعتادوا الاجتماع والسهر، أهله في السويد وسيأتي عمه لنقل جثته ودفنها في سورية».طارق الملاح، الناشط في الحِراك المدني في لبنان، كان التقى حسن إبان تحركات المجتمع المدني مرات عدة، ولفت عبر «الراي» الى ان رابح «كان يرقص في التظاهرات، كما التقيتُه كثيراً في شارع الحمراء، وهو شاب هادئ كان يشجعني على متابعة مطالبي من الدولة ويقول لي: انا الى جانبك لا تخشى شيئاً. وقد صدمتُ عندما علمتُ بخبر انتحاره، ومع ذلك لا ألومه لا أحد يعلم ما عاناه وما دفعه الى ذلك».
وبحسب ما تداول أصدقاء حسن على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الأخير عانى ظروفاً نفسية وعصبية صعبة خلال العامين الأخيرين اللذين قضاهما في بيروت، وهذا ما أكده صديقه محمد ورد الحموي الذي لا يزال قيد التحقيق بحسب ما أكد مصدر أمني مطلع على الملف موضحاً لـ «الراي» ان «التحقيق لا يزال مستمرا لكن كل المؤشرات تشير الى انه انتحر».
وكان حسن قد نشر عبر حسابه الشخصي في موقع «فيسبوك» في 13 يونيو الماضي «بوست» ذكر فيه أنه سُجن بسبب تعاطيه الحشيش، كما كان للسياسة حصة في منشوره حيث هاجم حسن النظام السوري وإسرائيل وتنظيم «داعش» والمخابرات العالمية، خاتماً اياه «وإلى فلسطين الرجوع». كما كتب أيضاًَ «اسمي حسن والسلام عليكم سامحوني يا أصدقائي يا أهلي يا أحبابي».