«الستاتيكو» الداخلي في لبنان إلى مزيد من... «التجميد»
«مواجهة منبرية» اليوم بين الحريري ونصرالله
إفطار جمع «حزب الله» وجنبلاط في الضاحية الجنوبية
قد تختصر محطتان منبريتان منتظرتان اليوم في لبنان بعض أبرز عوامل المشهد السياسي الذاهب قدماً نحو مزيدٍ من التعقيدات الداخلية المتصلة بأزمة الفراغ الرئاسي وما يتفرّع عنها.
ذلك ان الأنظار ستكون مشدودة الى مناسبتيْن تتزامنان تباعاً: الاولى هي إطلالة للامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عبر كلمةٍ مطولة يلقيها بعد الظهر في ذكرى مرور أربعين يوماً على مقتل المسؤول الأمني البارز في الحزب مصطفى بدر الدين في ضواحي دمشق. والثانية الكلمة التي سيلقيها زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري في إفطارٍ يقيمه في «معرض رشيد كرامي الدولي» في مدينة طرابلس.
وتكتسب كل من المحطتين أهمية وخصوصية بارزتيْن من شأنهما ان يرسما كثيراً من معالم الخطّ البياني لمسار الأزمة الداخلية. ففي الكلمة المنتظرة لنصرالله، تفيد المعلومات القليلة المتوافرة عنها انه سيخصص الحيّز الأكبر منها للوضع الميداني في الحرب السورية في ظل تَعرُّض الحزب لأقوى موجات الانتقادات والإرباكات التي أصابته منذ بدء تورطه في هذه الحرب، على خلفية الانتكاسة العسكرية الضخمة التي مني بها الأسبوع الماضي في ريف حلب الجنوبي وسقوط العدد الأكبر من مقاتليه منذ معارك القصير العام 2013.
واذ تترقب الأوساط السياسية طبيعة الردّ الذي سيعلنه نصرالله، فإن التقديرات تنحو في اتجاه تَوقُّع نبرة مرتفعة تؤشّر الى استعدادات «حزب الله» لخوض مزيد من المعارك المفصلية في سورية من دون اي تَراجُع، وسط انشداد الأنظار الى كيفية تَناوُله ملفّ البحرين في ضوء البيان غير المسبوق في حدّته ضدّ حكومة المنامة بعد سحب الجنسية من رجل الدين الشيعي الشيخ عيسى قاسم، وما يُخشى ان يفضي اليه من معاودة تأجيج الأزمة بين بيروت ودول الخليج. اما في المقلب اللبناني، فإن المعلومات المتوافرة أشارت الى ان نصرالله سيتناول مسألة أزمة الحزب مع القطاع المصرفي، علماً ان معظم المعطيات يشير الى تسجيل خطوات تحققت على طريق إعادة تصويب الأزمة بهدوء ونزْعها من إطار التداول الإعلامي العلني ومعالجتها عن طريق الحوارات الجارية بعيداً عن الأضواء.
وفي ما يتصل بالحريري، فإن زيارته اليوم لطرابلس تتّسم بأهمية بالغة كوْنها الأولى للمدينة بعد الانتخابات البلدية التي أجريت في مايو الماضي وأدت الى انتكاسة كبيرة لتيار «المستقبل» والمتحالفين معه في طرابلس في مقابل انتصارٍ متوهج لوزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي الذي صار بمثابة زعامة بارزة اساسية في طرابلس خارجة من رحم الحريرية السياسية.
وبعد أقلّ من شهر من حصول هذا التطور، ترصد كل القوى السياسية حجم المشاركة الطرابلسية اليوم في إفطار الحريري كما المناخ الذي سيواكب زيارته للمدينة، ومن ثم المواقف التي سيعلنها منها، علماً ان الأوساط القريبة منه تحفّظت عن الإفصاح عن عناوينها العريضة.
وسط هذه الأجواء، أبدت مصادر سياسية مواكبة للمشهد الداخلي اعتقادها بأن الستاتيكو الداخلي يتجه الى مزيد من الجمود في شأن كل الملفات الكبيرة للأزمة السياسية، سواء ما يتصل منها بأزمة الفراغ الرئاسي او بقانون الانتخاب او بالوضع الحكومي. وقالت ان دلالات الكلمتين اللتين سيلقيهما اليوم الحريري ونصرالله لا تتصل بمضمونهما فحسب، وانما ايضاً في خلفية التأزم والإرباك الذي يعاني منهما كل من هذين الطرفيْن الاساسييْن في الصراع الداخلي، علما انه لا يمكن لاحد تجاهُل الخلفية الاقليمية والحيثية المذهبية لكل منهما وما يعنيه واقع الأزمات الذي يواجهه كل طرف.
لكن المصادر رأت ان محاصرة الإرباكات لهذين الفريقين الكبيرين المتخاصمين بقوةٍ من شأنه ان يعزز تَمسُّكهما حاليا على الأقل بالستاتيكو القائم على ربْط النزاع السياسي من خلال المحافظة على واقع الحكومة من دون اهتزازٍ مهما حصل، بدليل ان خضّة استقالة وزراء «حزب الكتائب» لم تترك اي أثر سلبي على الحكومة بل ارتدّت على الحزب نفسه من خلال «تمرُّد» الوزير سجعان قزي على قرار قيادته. كما ان «حزب الله» و«المستقبل» يستمران في حوارهما الثنائي الذي كانت آخر جولاته مساء الاربعاء تحديدا في عين التينة حيث أقام الرئيس نبيه بري إفطاراً للفريقين وحرص على حضوره شخصياً للمضي في تثبيت هذا الحوار مهما تعرّض له من خضات بسبب السجالات الحادة التي يتبادلها الطرفان.
وفي موازاة ذلك، كشفت تقارير في بيروت ان النائب وليد جنبلاط لبّى أخيراً دعوة «حزب الله» الى إفطار في مبنى كتلة نواب الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.
واعتُبر هذا اللقاء (حضره تيمور وليد جنبلاط)، وهو الاول بين الجانبين منذ وقت طويل، في سياق التواصل حول سبل تحصين الوضع اللبناني بمعزل عن الخلافات السياسية في ظل انسداد الأفق في إيجاد حلول لرئاسة الجمهورية قريباً، علماً ان جنبلاط و«حزب الله» كان اتفقا على ان لا يُفسد اختلافهما الكبير حول الملف السوري في حال «التطبيع» التي تسود علاقتهما منذ نحو 5 أعوام.
ومن هنا تقول المصادر السياسية المطلعة، ان الأشهر المقبلة من الصيف لا تبدو عرضة مبدئياً لأي تبدلات جذرية في المشهد الداخلي إلا في حالات غير محسوبة أمنياً او سياسياً في ظل التطورات اللاهبة التي تشهدها سورية والمنطقة.
ذلك ان الأنظار ستكون مشدودة الى مناسبتيْن تتزامنان تباعاً: الاولى هي إطلالة للامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عبر كلمةٍ مطولة يلقيها بعد الظهر في ذكرى مرور أربعين يوماً على مقتل المسؤول الأمني البارز في الحزب مصطفى بدر الدين في ضواحي دمشق. والثانية الكلمة التي سيلقيها زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري في إفطارٍ يقيمه في «معرض رشيد كرامي الدولي» في مدينة طرابلس.
وتكتسب كل من المحطتين أهمية وخصوصية بارزتيْن من شأنهما ان يرسما كثيراً من معالم الخطّ البياني لمسار الأزمة الداخلية. ففي الكلمة المنتظرة لنصرالله، تفيد المعلومات القليلة المتوافرة عنها انه سيخصص الحيّز الأكبر منها للوضع الميداني في الحرب السورية في ظل تَعرُّض الحزب لأقوى موجات الانتقادات والإرباكات التي أصابته منذ بدء تورطه في هذه الحرب، على خلفية الانتكاسة العسكرية الضخمة التي مني بها الأسبوع الماضي في ريف حلب الجنوبي وسقوط العدد الأكبر من مقاتليه منذ معارك القصير العام 2013.
واذ تترقب الأوساط السياسية طبيعة الردّ الذي سيعلنه نصرالله، فإن التقديرات تنحو في اتجاه تَوقُّع نبرة مرتفعة تؤشّر الى استعدادات «حزب الله» لخوض مزيد من المعارك المفصلية في سورية من دون اي تَراجُع، وسط انشداد الأنظار الى كيفية تَناوُله ملفّ البحرين في ضوء البيان غير المسبوق في حدّته ضدّ حكومة المنامة بعد سحب الجنسية من رجل الدين الشيعي الشيخ عيسى قاسم، وما يُخشى ان يفضي اليه من معاودة تأجيج الأزمة بين بيروت ودول الخليج. اما في المقلب اللبناني، فإن المعلومات المتوافرة أشارت الى ان نصرالله سيتناول مسألة أزمة الحزب مع القطاع المصرفي، علماً ان معظم المعطيات يشير الى تسجيل خطوات تحققت على طريق إعادة تصويب الأزمة بهدوء ونزْعها من إطار التداول الإعلامي العلني ومعالجتها عن طريق الحوارات الجارية بعيداً عن الأضواء.
وفي ما يتصل بالحريري، فإن زيارته اليوم لطرابلس تتّسم بأهمية بالغة كوْنها الأولى للمدينة بعد الانتخابات البلدية التي أجريت في مايو الماضي وأدت الى انتكاسة كبيرة لتيار «المستقبل» والمتحالفين معه في طرابلس في مقابل انتصارٍ متوهج لوزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي الذي صار بمثابة زعامة بارزة اساسية في طرابلس خارجة من رحم الحريرية السياسية.
وبعد أقلّ من شهر من حصول هذا التطور، ترصد كل القوى السياسية حجم المشاركة الطرابلسية اليوم في إفطار الحريري كما المناخ الذي سيواكب زيارته للمدينة، ومن ثم المواقف التي سيعلنها منها، علماً ان الأوساط القريبة منه تحفّظت عن الإفصاح عن عناوينها العريضة.
وسط هذه الأجواء، أبدت مصادر سياسية مواكبة للمشهد الداخلي اعتقادها بأن الستاتيكو الداخلي يتجه الى مزيد من الجمود في شأن كل الملفات الكبيرة للأزمة السياسية، سواء ما يتصل منها بأزمة الفراغ الرئاسي او بقانون الانتخاب او بالوضع الحكومي. وقالت ان دلالات الكلمتين اللتين سيلقيهما اليوم الحريري ونصرالله لا تتصل بمضمونهما فحسب، وانما ايضاً في خلفية التأزم والإرباك الذي يعاني منهما كل من هذين الطرفيْن الاساسييْن في الصراع الداخلي، علما انه لا يمكن لاحد تجاهُل الخلفية الاقليمية والحيثية المذهبية لكل منهما وما يعنيه واقع الأزمات الذي يواجهه كل طرف.
لكن المصادر رأت ان محاصرة الإرباكات لهذين الفريقين الكبيرين المتخاصمين بقوةٍ من شأنه ان يعزز تَمسُّكهما حاليا على الأقل بالستاتيكو القائم على ربْط النزاع السياسي من خلال المحافظة على واقع الحكومة من دون اهتزازٍ مهما حصل، بدليل ان خضّة استقالة وزراء «حزب الكتائب» لم تترك اي أثر سلبي على الحكومة بل ارتدّت على الحزب نفسه من خلال «تمرُّد» الوزير سجعان قزي على قرار قيادته. كما ان «حزب الله» و«المستقبل» يستمران في حوارهما الثنائي الذي كانت آخر جولاته مساء الاربعاء تحديدا في عين التينة حيث أقام الرئيس نبيه بري إفطاراً للفريقين وحرص على حضوره شخصياً للمضي في تثبيت هذا الحوار مهما تعرّض له من خضات بسبب السجالات الحادة التي يتبادلها الطرفان.
وفي موازاة ذلك، كشفت تقارير في بيروت ان النائب وليد جنبلاط لبّى أخيراً دعوة «حزب الله» الى إفطار في مبنى كتلة نواب الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.
واعتُبر هذا اللقاء (حضره تيمور وليد جنبلاط)، وهو الاول بين الجانبين منذ وقت طويل، في سياق التواصل حول سبل تحصين الوضع اللبناني بمعزل عن الخلافات السياسية في ظل انسداد الأفق في إيجاد حلول لرئاسة الجمهورية قريباً، علماً ان جنبلاط و«حزب الله» كان اتفقا على ان لا يُفسد اختلافهما الكبير حول الملف السوري في حال «التطبيع» التي تسود علاقتهما منذ نحو 5 أعوام.
ومن هنا تقول المصادر السياسية المطلعة، ان الأشهر المقبلة من الصيف لا تبدو عرضة مبدئياً لأي تبدلات جذرية في المشهد الداخلي إلا في حالات غير محسوبة أمنياً او سياسياً في ظل التطورات اللاهبة التي تشهدها سورية والمنطقة.