من أنتم في حضرة مارادونا؟

تصغير
تكبير
من أنتم أمام الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا؟

لم يظهر لاعب من قماشته منذ مونديال 1994 في الولايات المتحدة الاميركية والذي شهد نهاية مشواره مع «المستديرة الساحرة»، وإن كانت حزينة بعد ثبوت تناوله المنشطات وطرده إثر قيادته «راقصي التانغو» ببراعة الى دور الـ 16 الذي انتهى بإقصاء الأرجنتين.

مارادونا «أعجوبة هذا الزمان» أطلّ على العالم في مونديال اسبانيا 1982، نجماً لا يشق له غبار، راهن عليه المدرب الارجنتيني العجوز سيزار لويس مينوتي لكن الجميع يتذكر الركلة المتهورة منه ضد أحد لاعبي منتخب البرازيل في الدور الثاني وطرده على إثرها وخسارة «التانغو» 1-3 وتنازلها عن اللقب.

4 سنوات كانت الاهم في مسيرة اللاعب سواء في مسيرته الرياضية أو في مسار اللعبة بشكل عام.

فقد خلع شعار برشلونة الاسباني وانتقل الى جنوب ايطاليا الفقيرة ليستقر في نادي نابولي القادم من الدرجة الثانية بموجب صفقة كانت الأغلى في وقتها إذ صلت الى 10 ملايين دولار.

كانت بداية تاريخ ناد نقله مارادونا من الظل الى الاضواء، بل صنع له جمهورا في كل أقطار العالم، بعد فوزه بلقب الدوري وكأس إيطاليا وكأس الاتحاد الاوروبي («يوروبا ليغ» حالياً).

هو مارادونا صانع أمجاد نابولي الذي حوله في غضون 4 سنوات الى المرشح الأبرز لتحقيق الألقاب.

كان موعده مع مونديال المكسيك 1986 في مهمة شبه مستحيلة مع منتخب يفتقد الى المواهب والاسماء الكبيرة، على عكس الاجيال السابقة.

بمفرده حوّل المنتخب الى بطل للعالم، وسجل له تاريخا لم يحلم به، حتى أنه كاد أن يصنع لجيل 1990 تاريخاً أيضاً لولا ركلة الجزاء التي احتسبت لألمانيا قبل 5 دقائق من ختام المباراة النهائية والتي سجل منها المدافع اندرياس بريمه هدف تتويج «المانشافت» باللقب الثالث في تاريخها.

يا له من تاريخ للاعب صنع نادياً ومنتخباً في وقت لم يكن الى جانبه أحد، فقد تكفل بكل شيء لأن الله، عزّ وجلّ، خصّه بموهبة لا يملكها سواه.

منذ ذلك الحين والعالم يبحث عن خليفة لمارادونا.

حاول الاعلام أن يقرب بعض النجوم منه عبر لاعبين مثل البرازيلي رونالدو الملقب بـ «الظاهرة».

فقد قدم رونالدو الكثير لـ «منتخب السامبا» في مونديال فرنسا 1998، إذ قاده الى المباراة النهائية التي حسمها «الديوك» بثلاثية نظيفة، لكنه عاد مجدداً في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وحقق النجمة الخامسة للبرازيل.

كل ما قدمه كان رائعاً لكنه لا يضاهي مارادونا ولا يقارن به كون اللقب العالمي جاء من خلال وجود نجوم آخرين من وزنه مثل رونالدينيو وريفالدو وروبرتو كارلوس وكاكا وكافو وآخرين.

حاول البعض وضع الفرنسي زين الدين زيدان بالقرب من مارادونا، لكنهم وجدوا أن الفارق شاسع،على الرغم من أن «زيزو» كان نجماً ساطعاً.

تنفس العالم في 2006 الصعداء بعد بروز موهبة قادمة من أرض التانغو موطن مارادونا.

انه لونيل ميسي ابن نادي برشلونه الاسباني الذي احتضن موهبته منذ الصغر ورعاها، حتى أصبحت اسماً يقارن بأسطورة دييغو.

موهبة لا تقل عن موهبة مارادونا، لا بل تتفوق عليها في بعض الجزئيات الفنية.

«ليو» قدم كل شيء في كرة القدم، سجل أهدافا لم يسجلها غيره، لكنه عجز عن أن يصنع لنفسه مجداً مع منتخب بلاده في ثلاث محاولات ضمن كأس العالم.

لم يكن أمامه عذر في ذلك خصوصاً أنه في صلب جيل اعتبر بين الافضل في تاريخ الارجنتين، وهذا هو الفارق بينه وبين دييغو الذي حمل على عاتقه كلاً من نابولي ومنتخب بلاده.

البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي تفنن في كسر الارقام القياسية مع مانشستر يونايتد الانكليزي وريال مدريد الاسباني فشل في قيادة منتخب بلاده الى تحقيق لقب حتى الآن على الرغم من أن البرتغال تزخر بالمواهب والاسماء.

لم يشكل كريستيانو فارقا كما كان فعل مارادونا.

وثمة أسماء أخرى كثيرة مرت على العشب الأخضر وصنعت الأمجاد، لكن مارادونا يتميز عنها كلها لأنه الوحيد الذي صنع التاريخ بمفرده، سواء لنفسه أو للآخرين.?
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي