الأيام الأخيرة في حياتهم
علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - (5 من 5)
تحت هذا العنوان نعرض لحلقات يومية متتابعة على مدار أيام الشهر الفضيل، نقدم من خلالها وصفاً للأيام الاخيرة في حياة بعض الشخصيات التي كان لها اثر واضح في تاريخ الأمة الاسلامية، لنتخذ منها العبرة والعظة... والله أسأل التوفيق والسداد.
خرج علي (رضي الله عنه) لقتال الخوارج، ووقعت معركة «النهروان» وهي أول معركة مع الخوارج وانتهت بمقتل الكثير من قادتهم الذين شاركوا في قتل عثمان رضي الله عنه... وبعد ذلك صار أمر علي (رضي الله عنه) يضعف، وصار أمر معاوية (رضي الله عنه) يقوى، وخرجت مصر من سلطان علي (رضي الله عنه) ودخلت في سلطان معاوية، وفي سنة أربعين للهجرة خضعت الحجاز واليمن لسلطان معاوية، وكان أهل العراق من أنصار علي عاصين له مشاغبين عليه، وكان أهل الشام من أنصار معاوية مطيعين له ملتزمين بطاعته، وكلما ازداد أهل الشام قوة ازداد أهل العراق ضعفاً وتخاذلاً. كل هذا وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) خير أهل الأرض في ذلك الزمن أعبد المسلمين وأزهدهم وأعلمهم وأخشاهم لله ومع هذا كله فقد تخلى عنه أنصاره وخذلوه، حتى كره الحياة لكثرة الفتن وظهور المحن وعجزه عن فعل أي شيء وعدم وجود جنود مطيعين له.
وفي أيام علي الأخيرة (رضي الله عنه) كان حزيناً متألماً من قومه يتمنى الموت ليستريح منهم، ومما قاله في خطبة له قبل أيام من استشهاده: «إني والله لأحسب أن هؤلاء القوم - قوم معاوية - سيظهرون عليكم وما يظهرون عليكم إلا بعصيانكم إمامكم، وطاعتهم إمامهم، وبخيانتكم، وأمانتهم وبإفسادكم في أرضكم، وإصلاحهم، ولو أئتمنت أحدكم على قدح لأخذ علاقته، اللهم إني سئمتهم، وسئموني، وكرهتهم وكرهوني، اللهم ارحمهم مني، وارحمني منهم».
البداية والنهاية
واتفقت مجموعة من الخوارج على قتل الصحابة الثلاثة علي ومعاوية وعمرو بن العاص وكانوا يرون أن هؤلاء الصحابة الثلاثة كفار وقادة الفتنة، أنجى الله عز وجل معاوية وعمرو بن العاص من هذه المؤامرة، أما علي بن أبي طالب فقد قدر الله عز وجل أن ينجح ابن ملجم في قتله.
وقبيل دخول الفجر من يوم الجمعة خرج علي (رضي الله عنه) من بيته متوجهاً للمسجد ولما وصل على باب المسجد هجم عليه ابن ملجم بسيفه المسموم فأصابه ووقع السيف في قرن رأس علي (رضي الله عنه) فسال دمه من رأسه على لحيته فقال علي والدم يسيل من رأسيه عليكم به وقدم «جعدة بن هبيرة فصلى بالناس صلاة الفجر، وحملوا علياً إلى بيته، ثم جاؤوه بعبدالرحمن بن ملجم وهو مكتوف اليدين، فقال له علي يا عدو الله ألم أحسن إليك؟
قال: بلى. قال: ما حملك على هذا؟ قال ابن ملجم: هذا سيف شحذته أربعين صباحاً، وسألت الله أن يقتل به شر خلقه وقد ضربتك به: فقال له علي: ما أراك إلا من شر خلق الله، وما أراك إلا مقتولاً بهذا السيف. ثم قال علي لمن حوله: إن مت فاقتلوه، وإن عشت فأنا أعلم كيف أصنع به، فقال له جندب بن عبدالله: يا أمير المؤمنين إن مت هل نبايع الحسن؟ فقال علي: لا آمركم ببيعته، ولا أنهاكم عنها، أنتم أبصر افعلوا ما ترونه مناسباً.
وفي ليلة الأحد التاسع عشر من رمضان سنة أربعين توفي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) متأثراً بالجرح البالغ الذي سببه له سيف ابن ملجم المسموم وبذلك لقي الله شهيداً على يد ذلك الخارجي البائس وكان عمره يوم توفي ثلاثاً وستين سنة. ولما توفي علي (رضي الله عنه) غسله ولداه الحسن والحسين رضي الله عنهما ثم تقدم الحسن فصلى عليه صلاة الجنازة ودفن ليلاً في دار الإمارة بالكوفة وأخفي قبره خشية عليه من الخوارج.
وأمر الحسن (رضي الله عنه) بقتل ابن ملجم فقتل قبحه الله -.
(البداية والنهاية)
ولأن أيام أبي الحسن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وأرضاه كلها منيرة مشرقة جعله النبي (صلى الله عليه وسلم) من عناوين الإيمان وكان يُقسم على ذلك ويقول (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إليّ أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق) رواه مسلم والنسائي.
خرج علي (رضي الله عنه) لقتال الخوارج، ووقعت معركة «النهروان» وهي أول معركة مع الخوارج وانتهت بمقتل الكثير من قادتهم الذين شاركوا في قتل عثمان رضي الله عنه... وبعد ذلك صار أمر علي (رضي الله عنه) يضعف، وصار أمر معاوية (رضي الله عنه) يقوى، وخرجت مصر من سلطان علي (رضي الله عنه) ودخلت في سلطان معاوية، وفي سنة أربعين للهجرة خضعت الحجاز واليمن لسلطان معاوية، وكان أهل العراق من أنصار علي عاصين له مشاغبين عليه، وكان أهل الشام من أنصار معاوية مطيعين له ملتزمين بطاعته، وكلما ازداد أهل الشام قوة ازداد أهل العراق ضعفاً وتخاذلاً. كل هذا وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) خير أهل الأرض في ذلك الزمن أعبد المسلمين وأزهدهم وأعلمهم وأخشاهم لله ومع هذا كله فقد تخلى عنه أنصاره وخذلوه، حتى كره الحياة لكثرة الفتن وظهور المحن وعجزه عن فعل أي شيء وعدم وجود جنود مطيعين له.
وفي أيام علي الأخيرة (رضي الله عنه) كان حزيناً متألماً من قومه يتمنى الموت ليستريح منهم، ومما قاله في خطبة له قبل أيام من استشهاده: «إني والله لأحسب أن هؤلاء القوم - قوم معاوية - سيظهرون عليكم وما يظهرون عليكم إلا بعصيانكم إمامكم، وطاعتهم إمامهم، وبخيانتكم، وأمانتهم وبإفسادكم في أرضكم، وإصلاحهم، ولو أئتمنت أحدكم على قدح لأخذ علاقته، اللهم إني سئمتهم، وسئموني، وكرهتهم وكرهوني، اللهم ارحمهم مني، وارحمني منهم».
البداية والنهاية
واتفقت مجموعة من الخوارج على قتل الصحابة الثلاثة علي ومعاوية وعمرو بن العاص وكانوا يرون أن هؤلاء الصحابة الثلاثة كفار وقادة الفتنة، أنجى الله عز وجل معاوية وعمرو بن العاص من هذه المؤامرة، أما علي بن أبي طالب فقد قدر الله عز وجل أن ينجح ابن ملجم في قتله.
وقبيل دخول الفجر من يوم الجمعة خرج علي (رضي الله عنه) من بيته متوجهاً للمسجد ولما وصل على باب المسجد هجم عليه ابن ملجم بسيفه المسموم فأصابه ووقع السيف في قرن رأس علي (رضي الله عنه) فسال دمه من رأسه على لحيته فقال علي والدم يسيل من رأسيه عليكم به وقدم «جعدة بن هبيرة فصلى بالناس صلاة الفجر، وحملوا علياً إلى بيته، ثم جاؤوه بعبدالرحمن بن ملجم وهو مكتوف اليدين، فقال له علي يا عدو الله ألم أحسن إليك؟
قال: بلى. قال: ما حملك على هذا؟ قال ابن ملجم: هذا سيف شحذته أربعين صباحاً، وسألت الله أن يقتل به شر خلقه وقد ضربتك به: فقال له علي: ما أراك إلا من شر خلق الله، وما أراك إلا مقتولاً بهذا السيف. ثم قال علي لمن حوله: إن مت فاقتلوه، وإن عشت فأنا أعلم كيف أصنع به، فقال له جندب بن عبدالله: يا أمير المؤمنين إن مت هل نبايع الحسن؟ فقال علي: لا آمركم ببيعته، ولا أنهاكم عنها، أنتم أبصر افعلوا ما ترونه مناسباً.
وفي ليلة الأحد التاسع عشر من رمضان سنة أربعين توفي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) متأثراً بالجرح البالغ الذي سببه له سيف ابن ملجم المسموم وبذلك لقي الله شهيداً على يد ذلك الخارجي البائس وكان عمره يوم توفي ثلاثاً وستين سنة. ولما توفي علي (رضي الله عنه) غسله ولداه الحسن والحسين رضي الله عنهما ثم تقدم الحسن فصلى عليه صلاة الجنازة ودفن ليلاً في دار الإمارة بالكوفة وأخفي قبره خشية عليه من الخوارج.
وأمر الحسن (رضي الله عنه) بقتل ابن ملجم فقتل قبحه الله -.
(البداية والنهاية)
ولأن أيام أبي الحسن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وأرضاه كلها منيرة مشرقة جعله النبي (صلى الله عليه وسلم) من عناوين الإيمان وكان يُقسم على ذلك ويقول (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إليّ أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق) رواه مسلم والنسائي.