حديث الذكريات / «مارلين مونرو الشرق» استعادت عبر «الراي» ذكرياتها وأهم محطاتها الرئيسية (1 - 2)

جاكلين: «دلَعي» كان طبيعياً... «منّي وفييِّ»!

تصغير
تكبير
سعيد فريحة أسماني «جاكلين مونرو»... لكنني لم أحب هذا اللقب!

كنتُ شغوفةً بأن أكوّن شخصية مستقلة «أيقونة للموضة»... وأنا أول واحدة ارتدت الضيِّق

في سن السابعة قدَّمتُ أغنية خاصة بي... وعاصي الرحباني رغب في دعمي فنياً لكن منصور منعه

كنتُ قاصراً حين تزوجت الملحِّن عفيف رضوان وأهلي غضبوا عليّ بسبب اختلافنا في الدين

محمد بديع سربية أحبّني سرّاً... وعرفتُ الأمر مصادفةً

فخورة بتاريخي الفني ... ولا أخجل منه أو أندم على أي أغنية
لُقِّبَت بـ «مارلين مونرو» الشرق ثم «ملكة الإغراء»، وكانت أول فنانة في عصرها تعتمد الموضة المثيرة والغريبة، حتى أن البعض انتقدوها لترويجها ظاهرة فنيّة اختلفت عما كان سائداً آنذاك.

إنها الفنانة اللبنانية جاكلين التي خرجت عن القاعدة، في زمن أم كلثوم وفيروز وفايزة أحمد وصباح وكثيرات غيرهن، راسمةً لنفسها خطاً مختلفاً انطلق من مدرسة فنيّة افتتحتها في الستينات من القرن الماضي وأصبحت رائجة حتى يومنا هذا.


وعلى رغم أنها «امرأة لا تبيع الحب» (كما يقول آخر أفلامها الأحد عشر) فإنها أثارت الجدل في الوسط الفنّي، وقيل إن عاصي الرحباني كان معجباً بها وحاول تبنيها فنياً، لكن شقيقه منصور منعه... بينما تكشف هي الغطاء عن إعجاب فريد الأطرش بها إلى حد تشاجره مع زوجها، أما عبدالحليم حافظ فكانت هي تبادر بالاتصال به هاتفياً، وتغازله بكلمات المحبة والتقدير، مؤكدةً أنه كان يبادلها الإعجاب!

الفنانة جاكلين تحدثت مع «الراي»، وهي لا تزال لديها ما تقوله... تستعيد ذكرياتِها في الزمن الجميل، وتُدلي برأيها في ما يدور الآن في ميدان الغناء، وتروي رحلتها في الغناء والتمثيل وتفتح صندوق علاقاتها مع كبار الفنانين في مصر ولبنان:

? بدأتِ مشوارك الفنّي وأنتِ طفلة صغيرة جداً، أخبرينا عن البداية وكيف انطلقتِ في عالم الغناء؟

- بدأتُ الغناء وأنا لا أزال في سن الخامسة. كنتُ أغني لغيري من الفنانات، ولكن بعد سنتين أصبحت لي أغنية خاصة هي «أنا اسمي جاكلين وعمري سبع سنين».

ومنذ طفولتي أغني وأرقص الروسي والهندي والـ «روك أند رول»، كنتُ جريئة جداً على المسرح وأواجه الجمهور بثقة، ولكن في حياتي العامة العادية أنا خجولة جداً فوق ما تتصور.

? إذاً اسمك الحقيقي هو جاكلين ولم تختاري اسماً فنياً كزميلاتك؟

- اسمي الحقيقي هو «جاكلين بازلكيان»، والدي أرمني وأمي لبنانية، وعندما دخلتُ المجال الفنّي لم يغيّر والدي اسمي، لكنه اختصره باسمي الأول وهو في كل الأحوال اسم فنّي.

? بعد فترة الطفولة كيف احترفتِ الفن فعلياً؟ وهل توقّفتِ عن تحصيلك العلمي؟

- الحقيقة أنني بعد سن سبع سنوات توقفتُ قليلاً عن الغناء، وكانت تلك الفترة بمنزلة هواية بسيطة. ولكن في سن السادسة عشرة تركتُ الدراسة ولجأتُ إلى المسرح، وكان الملحّن الراحل جورج يزبك أول مَن ساعدني وقدّم لي أغنية «زهر الليمون»، ومن بعدها انطلقتُ مع ملحنين آخرين أبرزهم عفيف رضوان، الذي تزوجته لاحقاً، وميشال طعمة، وقد قدّما لي أهمّ الأغنيات، طبعاً إلى جانب أعمال من ألحان وكلمات الأخوين الرحباني، إلياس الرحباني ونور الملاح وفيصل المصري.

? تزوجتِ من عفيف رضوان في سن صغيرة، كما كان يخالفك في الدين، كيف جرت الأمور وما كان موقف الأهل؟

- تزوجت من عفيف وأنا في سن السابعة عشرة من عمري، أُعجبت به جداً مع أنه كان يكبرني بنحو عشر سنوات، وكان قدّم لي أجمل الألحان. وطبعاً رفض أهلي الأمر تماماً، فتزوّجنا «خطيفة»، وغضب والدي عليّ لكنه سامحني بعدما أنجبت ابني «رضوان» وهو وحيدي، واليوم أصبح طبيباً ناجحاً في فرنسا. وزواجي من عفيف لم يدم كثيراً لأنه كان يغار جداً عليّ لدرجة الجنون، ولم يعد يتحمل نجاحي وتَهافُت المعجبين حولي، فحصل الطلاق، ولا أزال أحترمه حتى اليوم، رحمه الله.

? مَن أطلق عليكِ لقب «جاكلين مونرو»؟

- حبيب قلبي الصحافي الكبير سعيد فريحة، مؤسس «دار الصياد» ومجلة «الشبكة»، هو مَن أسماني «جاكلين مونرو»، لكنني لم أكن أحب هذه التسمية، إذ كنتُ أرغب في أن أكوّن شخصية مستقلة، فأنا لم ألبس الضيّق فقط، ولم أحب أن تتكوّن عني فكرة أنني فنانة إغراء فقط، فأنا كنتُ فنانة شاملة أملك الصوت والأداء التمثيلي، وكان فريحة يقيم دائماً الحفلات في دار الصياد ويدعوني مع كبار الفنانين من مصر ولبنان وسورية، وكان يحبني كثيراً، ومن كثرة محبته واحترامه لي، أًحبّني الصحافيون كثيراً واهتموا بي مثل سعيد، ولا سيما أن بعضهم كان ينتقدني، لكن بعد تعرُّفهم عليّ من كثب تبدلّتْ الأحوال.

? كيف تسترجعين ذكرياتك مع الصحافيين، وأخبرينا بصراحة: هل كنتِ تدفعين المال لبعضهم كي لا ينتقدوكِ؟ وهل عادة الدفع كانت رائجة يومذاك؟

- أقسم أنني لم أدفع في حياتي ليرة واحدة لأحد. لم أحتج إلى ذلك، إذ كنت نجمة بيروت اللامعة، والجميع يأتون ليشاهدوني مع فنانين آخرين. بصراحة، كنا ندفع جميعاً ثمن الغلاف، ولكن سعيد فريحة لم يقبض مني ولا مرة ثمن أي غلاف، وبالنسبة إلى المجلات الأخرى مثل «الموعد» و«الحوادث» و«الكواكب» المصرية لم أكن أدفع أي ليرة كما يفعل فنانو اليوم فقط للتطاول بعضهم على بعض. وبالنسبة إلى علاقتي مع الصحافي الراحل جورج إبراهيم الخوري، فهي كانت جيدة جداً لكن بعد فترة لم تعدْ كذلك، ولا أعرف السبب ولماذا بدأ يهاجمني لاحقاً (رحمه الله). وحتى الساعة لم أعرف السبب. أما محمد بديع سربية (صاحب مجلتي الموعد ونورا)، فكان يحترمني جداً ثم تطوّر احترامه إلى حب كبير، لكنه لم يبُح به. وبالمصادفة وعن طريق بعض الأصدقاء المشتركين، وبعد سنوات علمتُ بحبه الكبير لي. وفي الحقيقة قدّرتُ هذا الأمر، ولكنني لم أكن أبادله الإعجاب، مع تقديري له، والراحل الكبير سليم اللوزي كان يحترمني ويعتبرني فراشة الفن، وكنا نلتقي دائماً في السهرات ولم يهاجمني في حياته.

? البعض من فنانات جيلك ومن الصحافيين اتهموك، بطريق غير مباشر، بأنك روّجتِ للإغراء والموضة المثيرة، كيف تبررين الأمر؟

- في كل زمان وكل مجال هناك مَن يعتبر الجديد غريباً. وقتها كنا في عز الشباب والعطاء، وكانت الغيرة موجودة، وأنا أوجدتُ موضة جديدة في الغناء والأزياء كي لا أشبه أحداً، ومَن حاربوني قلائل، لكن مع الوقت وبعد مرور الزمن بردت النفوس. وبالنسبة إلى الأزياء والموضة، ليس هناك أي شك في أنني كنت «أيقونة للموضة»، أنا أول واحدة لبست الضيّق حيث كان المصمم شفيق خوري يجلب لي قطعة سوداء من القماش «جورسيه» ويربطها ويقول لي هيّا اصعدي على خشبة المسرح، والكل حينها قلّدني.

? على سيرة «الموضة»، هل صحيح أن المصمم العالمي إيلي صعب كانت أولى تجاربه في تصاميم الأزياء معك؟

- أعرف إيلي منذ أن كان في عمر الـ 15 سنة، كان يحبني كثيراً وأهله جيراني في منطقة فرن الشباك (بيروت)، وكان أسبوعياً يزورني ويأخذ رأيي في تصاميمه، كما أهداني العديد من الفساتين الجميلة، وكان يرسل إليّ فساتين إلى لندن حين كنتُ أزور ابني، أو في حال كنت أصوّر عملاً ما، وكان يلبّسني في لبنان، كان وجهي خير عليه، أحبّه كثيراً، وهو أهداني أكثر من فستان.

? بحكم ملابسك و«غنجك» في الأداء الغنائي على المسرح، هل تعرضتِ يوماً لموقف محرج أو حادثة طريفة؟

- فعلاً حصلت مرة حادثة طريفة معي، ذلك أنه أثناء إحيائي حفلة منقولة مباشرة عبر شاشة التلفزيون، وكنت أرتدي فستاناً ضيّقاً وأغنّي «مفتاح السيارة»، وكنت أرمي المفاتيح على الجمهور وأطلب منهم رميها لي كنوع من التفاعل المهضوم مع كلمات الأغنية، وإذ بالفستان يتمزق من الخلف، وقد تابعتُ الغناء وأنا مرتبكة وتوجهتُ نحو الموسيقيين وقلت لهم: «دخيلكن ساعدوني»!

? هناك انقسام في الرأي حول بعض أغنياتك، فمنهم من انتقدها واعتبرها هابطة، وبعضهم استقبلها بإيجابية، اليوم. ماذا تقولين عنها؟

- أنا فخورة بتاريخي الفني ولا أخجل منه أو أندم على أي أغنية، هذا كان أسلوبي وخطّي المميز. مثلاً، هناك مَن انتقد أغنية «قوم طفي اللمبة» التي غنيتُها في الستينات، وبعضهم وصفها بالإباحية. الأغنية يقول مطلعها «قوم طفّي اللمبة وتعا تنرقص سامبا». كنتُ في العشرينات من عمري حين غنّيتُها، وهي من كلمات الشاعر الكبير توفيق بركات الذي أعطى أرقى الأعمال لأهمّ الفنانين، «إنّو شو فيها، ليش هلأ شو عم بيغنوا؟»، دلَعي لم يكن مصطنعاً، بل كان طبيعياً «منّي وفيي»، وهذه شخصيتي. لقد غنّيتُ جميع الألوان ونجحتُ. قدّمتُ اللبناني، المصري، الخليجي، البدوي والديسكو، وأسموني حينها في الإذاعة اللبنانية «جميلة»، كما غنيتُ للأخوين رحباني، وكانت أغنيات قدمتُها في الأفلام التي مثلتُها وكانت جميلة جداً، ولكن النقاد لا يتذكرون سوى ما يريدونه.

? تعاونتِ مع الأخوين رحباني في أغنيات جميلة جداً، لماذا كانت قليلة العدد، ولم تستمري بالتعاون معهما؟

- الأخوان رحباني قدّما لي أغنية «خدني عالتلج» التي ما زال الناس يرددونها لغاية اليوم، وأغنية «أنا ويّاك»، كما غنيتُ لهما «كيف حالك يا أسمر» ضمن سياق فيلم «كواكب» مع الراحلة صباح وكانت جميع أغنيات الفيلم من ألحانهما.

وغنّيتُ أيضاً مع السيدة فيروز أغنية «غيب غيب يا قمر»، كنتُ صغيرة حينها، وفي فرقة الكورال معها. وكنتُ أريد أن أتابع مع عاصي بعد الأغنيتين اللتين ذكرتهما سابقاً، لكن ظروفاً ما وقفت في دربي.

في الحلقة المقبلة:

? أغنية «سيرة الحب» طلعت من بيتي... وبليغ حمدي كان معجباً بي قبل زواجه بالفنانة وردة

? فيروز كانت شخصيةً ناضجةً فلم تكن تغار من علاقتي بعاصي... وتدرك أنها لا تتعدى «مغنية وملحن»

? كنتُ أتصل بعبدالحليم وأغازله عبر الهاتف... وعندما أُعجب بساعتي رفضت إعطاءه إياها

? عبدالوهاب كان يريدني أن أغير اسمي إلى «جيهان»... حتى يُعجب أبناء الدول الخليجية!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي