ذكرى جميلة تحل في منتصف شهر رمضان المبارك، حيث يطوف الأطفال في الفرجان والسكك والبرايح، وهم ينشدون اهازيج القريعان، حيث تقدم لهم خلطة من المكسرات وهم ينشدون اهازيجهم المختلفة في جو مطمئن تسوده السكينة مفعم بالاستقرار ولم يزل كذلك ان شاء الله الكريم، في وقت نرى بلداناً كثيرة في عالمنا العربي، حرم الاطفال من هذه الذكرى فيها، وهم مشردون في ارض الله لا يطلبون القرقيعان انما الدفء وكأسا من اللبن حتى تقوى قلوبهم على العيش وقد حرموا من نعم التعليم، وهم يتنفسون هواء ممتلئاً بتلوث ازيز الطائرات ودخان المدافع.
عجيب امر هذه الدنيا!
قست القلوب ولم تمل لهداية
تبا لهاتيك القلوب القاسية
نسأل الله الكريم ان يعود الدفء إلى تلك الدول ويستقر اطفالها ويستمتعون بذكرياتهم الجميلة، كما يستمتع اطفالنا بنعمة الاستقرار وهم يحتفلون بذكرى القريعان. فليت هذه الذكرى تفعل التفعيل الصحيح حتى يشعر الاطفال بتراث الماضي وهم يتجولون من بيوت الفريج ولو اختلفت مواد القرقيعان، الا ان الذكرى لم تزل تفعل وتفعل مع الاطفال وهم ينشدون:
سلم ولدهم يا الله
خله لأمه يا الله
ولا تكون في المؤسسات أو في الهيئات
عجيب!!
ما اطلعنا عليه أخيراً من توصية للجنة الميزانيات في مجلس الامة اثناء مناقشة ميزانية الهيئة العامة للشباب للسنة المالية 2016/2017 بعدم تحميل بند الضيافة والحفلات مصاريف انشاء مخيمات او حفلات قرقيعان تجنباً لهدر المال العام.
ما اجمل ان تفعل الذكرى باسلوب تراثي جميل يغرس سمات المجتمع وخصائصه وتعرف البعض على البعض الآخر.
فعسى ان تكون هذه الذكرى مناسبة كي يتعرف ابناء الفريج بعضهم على بعض عن طريق القرقيعان، ولو في السنة مرة فيكون شهر رمضان وليلة القرقيعان هي ليلة كي يتعرف الأطفال بعضهم على بعض وتنتشر الألفة والمحبة بين افراد المجتمع كما كانت قديماً.
ولنقرأ ما كانت تنشده بنات هذه الديرة الحبيبة وهن يرتدين دراريعهن الجميلة وبخانقهن الموشاة بالزري البراق.
قرقيعان وقرقيعان
بيت اقصير ورميضان
عادت عليكم صيام
كل سنة وكل عام
عساكم من عواده