«طقوس» غير مألوفة و«مجنون ألمانيا» يخطف الأضواء
أعلام المنتخبات غائبة عن شرفات لبنان
شرفة منزل «مجنون ألمانيا» في برج حمود
الدراجة التي رفض «عاشق المانشافت» بيعها «فدا الألمان»
أعلام للبيع... ومَن يشترون قلائل
برج حمود «ألمانية»
أكثر بعد الاعتراف بالإبادة الأرمنية
«عاشق المانشافت»: كلّفتني الزينة 700 دولار ولن أبيع دراجتي «فدا الألمان»
«عاشق المانشافت»: كلّفتني الزينة 700 دولار ولن أبيع دراجتي «فدا الألمان»
لبنان بلا «غابات أعلام»، وشوارع العاصمة بيروت خارجة عن المألوف. فاللبناني المعروف بحماسته ومتابعته لكرة القدم العالمية بعيد عنها هذه السنة من حيث «طقوس» التشجيع.
فبعد نحو اسبوع من انطلاق «يورو 2016» تكاد تغيب عن الطرق والشرفات والسيارات «عُدة» الحماسة و«إعلان الانتماءات» الكروية، باستثناء المحلات التي اعتادت انتظار «مواسم» البطولات الدولية للتجارة بأكسسوارات المناسبة.
الفارق بين تَعامُل اللبناني مع «المونديال» الماضي الذي استضافته البرازيل وبطولة اوروبا ظاهر للعيان.
فبعد جولة قامت بها «الراي» على شوارع بيروت لم تجد أثراً يوحي بأن هناك مَن يهتمّ للـ «يورو» من زاوية «شهْر» الأعلام الصغيرة او العملاقة التي باتت «ضيفة» أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي التي يعبّر فيها اللبنانيون عن تشجيعهم لهذا الفريق او ذاك، كما على المقاهي التي ارتدت «حلّة اليورو» لزوم استقطاب الرواد الذين لا ينقطعون عنها في زمن البطولات الكروية.
لكن غير بعيد من العاصمة، وفي واحدة من ضواحي بيروت الكبرى وبالتحديد في برج حمود - المنطقة التي لم تدخل في «مدار» بطولة اوروبا من حيث «مجاهرة» أهلها بدعم هذا المنتخب او ذاك - يعاكس شارعٌ المزاج العام، اذ تلفت الأنظار شرفة تقع في الطبقة الاولى من احد المباني القديمة... عشرات الاعلام الألمانية من كل الأحجام، ودراجة هوائية مع شمسية لزوم الزينة، كيف لا وهي تخص «السفير الالماني» كما يسمّيه ابناء المنطقة، المعروف بعشقه للمنتخب الالماني.
هو عبود الداموري الذي قال لـ «الراي»: «منذ أعوام وأنا أشجع هذا الفريق العريق، عشقي له تخطى الجنون، أنتظر كل البطولات وأبدأ بالتحضيرات قبل أسابيع. أقطع عن نفسي لأشتري الزينة التي كلّفتني هذه المرة نحو 700 دولار».
عبود (55 سنة) الذي كان يعمل «دي جاي»، يكمل حديثه: «كل تفكيري ينصبّ على مباريات منتخب ألمانيا، وحين يخسر لا أخرج من غرفتي ليومين. فعلاً أشعر بالضيق والاختناق، فحب هذا الفريق يجري في عروقي الى درجة أن شخصاً دفع لي ألف دولار لأبيع الدراجة كونها من ماركة معروفة لكنني رفضت(فدا الالمان)، فأنا أعمل على تطوير الزينة وأفكر كيف يمكن ان أكرّم هذا الفريق بأطول علم في العالم أضعه على مركب أطوف به البحر او على بالون غاز ليرتفع في السماء».
واذا خسرت ألمانيا بطولة اوروبا؟ يجيب: «الأمر سيان فهي بطلة كأس العالم ومع ذلك لا أنفي أنني سأحزن».
في برج حمود، التي تسكنها غالبية أرمنية، كان لألمانيا هذه السنة مكانة خاصة تداخلت معها الرياضة بالسياسة. فهنا يتردّد صدى اعتراف البرلمان الالماني قبل نحو اسبوعين بالإبادة الأرمنية، حتى صار لمحبي «المانشافت» سبباً مضاعفاً لتشجيع الألمان. اما غير المهتمين اساساً بهذه الرياضة او الذين لا يؤيدون منتخب ألمانيا، فوجدوا في إقرار برلين قانون «إبادة الأرمن» مبرراً تلقائياً للتعاطف مع «المانشافت» بعد «الهدف الذهبي» الذي سجّلته برلين في مرمى أنقرة.
وهذا ما عبّر عنه جوزف، رجل سبعيني لبناني من أصل ألماني اذ قال: «الألمان في القلب. منذ العام 1974 عندما فازوا بكأس العالم وانا أشجّعهم، ولكن حبي لهم زاد مع دفاعهم عن الأرمن واعترافهم بالمجزرة التي قام بها العثمانيون بحقنا».
واذا كان اللبنانيون ابتعدوا عن «زينة» البطولة الاوروبية، فهم لم يتخلوا عن حماسة التشجيع لهذا الفريق او ذاك، ولكل منهم حججه. بعضهم يناصر منتخب ايطاليا ومن هؤلاء «كريم» الذي برر ذلك بالقول: «هو اول منتخب في اوروبا يحرز كأس العالم، وأول منتخب اوروبي في التاريخ يحرز كأس العالم مرتين متتاليتين، وأول منتخب في التاريخ يحرز كل البطولات الممكنة (كأس عالم، امم اوروبا، اولمبياد)، وهو صاحب أكبر سلسلة بعدم الخسارة بالمباريات الرسمية 49 مباراة، وأكثر منتخب بتاريخ اليورو يحافظ على نظافة شباكه 16 مرة، اي انه يتفوّق على كل منتخبات اوروبا المتوّجة بالمواجهات الرسمية المباشرة، واختار الفيفا مباراته التي فاز بها في نصف نهائي كأس العالم 1970 ضد ألمانيا كأفضل مباراة في القرن العشرين».
وعما اذا كان يتابع المباريات في المنزل أم في المقاهي أجاب: «هذه المرة أتابعها من المنزل كوننا في شهر رمضان، اذ أفضّل البقاء مع العائلة ومشاهدة لعب الابطال».
أما «عماد»، الذي يتابع هو الآخر المباريات من المنزل فيشجع منتخب اسبانيا ويعلق: «تشجيعي لإسبانيا نابع من متابعة الجمهور اللبناني لفريقيْ برشلونة وريال مدريد، هذان الفريقان العريقان جعلا الجماهير تتعلق بكل ما هو اسباني، فاللعب الاسباني له نكهة خاصة، وخصوصا ان لاعبي المنتخب عبارة عن فرقة متجانسة تلعب مع بعضها البعض لان غالبيتهم من فريق برشلونة، فتشعرين بأنك تتابعين منتخباً مألوفاً. أما أسلوب اللعب الاسباني فيتميّز بقربه من الاسلوب البرازيلي حيث المهارات الفردية والفنيات، اضافة الى اسلوب ما يسمى بالـ Tiki taka الذي يمتاز بالتمريرات السريعة والقريبة، بما يضفي على اللعبة الحماسة المطلوبة ويُشعِر المُشاهد بمتعة كرة القدم».
ولباقي المنتخبات نصيبهم من تشجيع اللبنانيين، وإن لم يحرّكوا سوق بيع الاكسسورات. وكما شرح أحد التجار الرئيسيين للأعلام في بيروت فإن «لا مبيع أبداً في هذه البطولة، بالرغم من ان سعر العلم يراوح بين الفين (1.3 دولار) وعشرة آلآف ليرة (نحو 7 دولارات). وقد يعود الأمر الى رمضان أو الى الوضع الاقتصادي المتردي، ومع ذلك لا نعوّل كثيراً سوى على كأس العالم».
فبعد نحو اسبوع من انطلاق «يورو 2016» تكاد تغيب عن الطرق والشرفات والسيارات «عُدة» الحماسة و«إعلان الانتماءات» الكروية، باستثناء المحلات التي اعتادت انتظار «مواسم» البطولات الدولية للتجارة بأكسسوارات المناسبة.
الفارق بين تَعامُل اللبناني مع «المونديال» الماضي الذي استضافته البرازيل وبطولة اوروبا ظاهر للعيان.
فبعد جولة قامت بها «الراي» على شوارع بيروت لم تجد أثراً يوحي بأن هناك مَن يهتمّ للـ «يورو» من زاوية «شهْر» الأعلام الصغيرة او العملاقة التي باتت «ضيفة» أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي التي يعبّر فيها اللبنانيون عن تشجيعهم لهذا الفريق او ذاك، كما على المقاهي التي ارتدت «حلّة اليورو» لزوم استقطاب الرواد الذين لا ينقطعون عنها في زمن البطولات الكروية.
لكن غير بعيد من العاصمة، وفي واحدة من ضواحي بيروت الكبرى وبالتحديد في برج حمود - المنطقة التي لم تدخل في «مدار» بطولة اوروبا من حيث «مجاهرة» أهلها بدعم هذا المنتخب او ذاك - يعاكس شارعٌ المزاج العام، اذ تلفت الأنظار شرفة تقع في الطبقة الاولى من احد المباني القديمة... عشرات الاعلام الألمانية من كل الأحجام، ودراجة هوائية مع شمسية لزوم الزينة، كيف لا وهي تخص «السفير الالماني» كما يسمّيه ابناء المنطقة، المعروف بعشقه للمنتخب الالماني.
هو عبود الداموري الذي قال لـ «الراي»: «منذ أعوام وأنا أشجع هذا الفريق العريق، عشقي له تخطى الجنون، أنتظر كل البطولات وأبدأ بالتحضيرات قبل أسابيع. أقطع عن نفسي لأشتري الزينة التي كلّفتني هذه المرة نحو 700 دولار».
عبود (55 سنة) الذي كان يعمل «دي جاي»، يكمل حديثه: «كل تفكيري ينصبّ على مباريات منتخب ألمانيا، وحين يخسر لا أخرج من غرفتي ليومين. فعلاً أشعر بالضيق والاختناق، فحب هذا الفريق يجري في عروقي الى درجة أن شخصاً دفع لي ألف دولار لأبيع الدراجة كونها من ماركة معروفة لكنني رفضت(فدا الالمان)، فأنا أعمل على تطوير الزينة وأفكر كيف يمكن ان أكرّم هذا الفريق بأطول علم في العالم أضعه على مركب أطوف به البحر او على بالون غاز ليرتفع في السماء».
واذا خسرت ألمانيا بطولة اوروبا؟ يجيب: «الأمر سيان فهي بطلة كأس العالم ومع ذلك لا أنفي أنني سأحزن».
في برج حمود، التي تسكنها غالبية أرمنية، كان لألمانيا هذه السنة مكانة خاصة تداخلت معها الرياضة بالسياسة. فهنا يتردّد صدى اعتراف البرلمان الالماني قبل نحو اسبوعين بالإبادة الأرمنية، حتى صار لمحبي «المانشافت» سبباً مضاعفاً لتشجيع الألمان. اما غير المهتمين اساساً بهذه الرياضة او الذين لا يؤيدون منتخب ألمانيا، فوجدوا في إقرار برلين قانون «إبادة الأرمن» مبرراً تلقائياً للتعاطف مع «المانشافت» بعد «الهدف الذهبي» الذي سجّلته برلين في مرمى أنقرة.
وهذا ما عبّر عنه جوزف، رجل سبعيني لبناني من أصل ألماني اذ قال: «الألمان في القلب. منذ العام 1974 عندما فازوا بكأس العالم وانا أشجّعهم، ولكن حبي لهم زاد مع دفاعهم عن الأرمن واعترافهم بالمجزرة التي قام بها العثمانيون بحقنا».
واذا كان اللبنانيون ابتعدوا عن «زينة» البطولة الاوروبية، فهم لم يتخلوا عن حماسة التشجيع لهذا الفريق او ذاك، ولكل منهم حججه. بعضهم يناصر منتخب ايطاليا ومن هؤلاء «كريم» الذي برر ذلك بالقول: «هو اول منتخب في اوروبا يحرز كأس العالم، وأول منتخب اوروبي في التاريخ يحرز كأس العالم مرتين متتاليتين، وأول منتخب في التاريخ يحرز كل البطولات الممكنة (كأس عالم، امم اوروبا، اولمبياد)، وهو صاحب أكبر سلسلة بعدم الخسارة بالمباريات الرسمية 49 مباراة، وأكثر منتخب بتاريخ اليورو يحافظ على نظافة شباكه 16 مرة، اي انه يتفوّق على كل منتخبات اوروبا المتوّجة بالمواجهات الرسمية المباشرة، واختار الفيفا مباراته التي فاز بها في نصف نهائي كأس العالم 1970 ضد ألمانيا كأفضل مباراة في القرن العشرين».
وعما اذا كان يتابع المباريات في المنزل أم في المقاهي أجاب: «هذه المرة أتابعها من المنزل كوننا في شهر رمضان، اذ أفضّل البقاء مع العائلة ومشاهدة لعب الابطال».
أما «عماد»، الذي يتابع هو الآخر المباريات من المنزل فيشجع منتخب اسبانيا ويعلق: «تشجيعي لإسبانيا نابع من متابعة الجمهور اللبناني لفريقيْ برشلونة وريال مدريد، هذان الفريقان العريقان جعلا الجماهير تتعلق بكل ما هو اسباني، فاللعب الاسباني له نكهة خاصة، وخصوصا ان لاعبي المنتخب عبارة عن فرقة متجانسة تلعب مع بعضها البعض لان غالبيتهم من فريق برشلونة، فتشعرين بأنك تتابعين منتخباً مألوفاً. أما أسلوب اللعب الاسباني فيتميّز بقربه من الاسلوب البرازيلي حيث المهارات الفردية والفنيات، اضافة الى اسلوب ما يسمى بالـ Tiki taka الذي يمتاز بالتمريرات السريعة والقريبة، بما يضفي على اللعبة الحماسة المطلوبة ويُشعِر المُشاهد بمتعة كرة القدم».
ولباقي المنتخبات نصيبهم من تشجيع اللبنانيين، وإن لم يحرّكوا سوق بيع الاكسسورات. وكما شرح أحد التجار الرئيسيين للأعلام في بيروت فإن «لا مبيع أبداً في هذه البطولة، بالرغم من ان سعر العلم يراوح بين الفين (1.3 دولار) وعشرة آلآف ليرة (نحو 7 دولارات). وقد يعود الأمر الى رمضان أو الى الوضع الاقتصادي المتردي، ومع ذلك لا نعوّل كثيراً سوى على كأس العالم».