حديث الذكريات / «جولييت جاردن سيتي» حاورت محمد نجيب والسادات وعبدالناصر وعمرها 17 عاماً (2 - 3)
لبنى عبدالعزيز لـ «الراي»: وصْفي بـ «الجمال»... كان يُغضبني!
لبنى عبدالعزيز
لبنى في صباها
في مشهد من فيلم «وا إسلاماه»
مع عمر الشريف في «غرام الأسياد»
لم أكن أحب الاختلاط بالوسط الفني وارتياد الحفلات... فاتهموني بالغرور!
نظام عبدالناصر اعتقل زوجي الدكتور إسماعيل يوماً... فقررنا الهجرة إلى أميركا!
لا أخجل من أفلامي... وأعتز جداً بفيلم «وا إسلاماه» لتجسيده عظمة ديننا
أين الأفلام التي نقدمها للعالم لتصحيح الأخطاء المنتشرة عن الإسلام؟
عالمية عمر الشريف نموذج استثنائي... «عمل اللي محدش عمله»!
كنتُ المرشحة الأولى لـ «خلي بالك من زوزو»... وسفري منعني من تقديمه
نظام عبدالناصر اعتقل زوجي الدكتور إسماعيل يوماً... فقررنا الهجرة إلى أميركا!
لا أخجل من أفلامي... وأعتز جداً بفيلم «وا إسلاماه» لتجسيده عظمة ديننا
أين الأفلام التي نقدمها للعالم لتصحيح الأخطاء المنتشرة عن الإسلام؟
عالمية عمر الشريف نموذج استثنائي... «عمل اللي محدش عمله»!
كنتُ المرشحة الأولى لـ «خلي بالك من زوزو»... وسفري منعني من تقديمه
تنتمي بجمالها الأخاذ وأدائها المميَّز إلى جيل العصر الذهبي للسينما المصرية والعربية!
إنها الفنانة المصرية الكبيرة لبنى عبدالعزيز، التي لا تزال باقية في الذاكرة العربية بأدوارها المغايرة، والشخصيات العميقة التأثير التي جسدتها على الشاشة الفضية!
فعلى رغم أن رصيدها الفني لا يتعدى 20 فيلماً، لكنها في وقت قصير استطاعت أن تحفر اسمها بسطور من نور في تاريخ السينما، بتنوع أفلامها والرسائل التي حملت على عاتقها توصيلها إلى الجمهور.
وفي حوارها مع «الراي»، فتحت الملقبة بـ «جولييت جاردن سيتي»، قلبها وتحدثت عن بداية دخولها الفن، وذكريات عملها كأصغر مذيعة في الإذاعة، ومحاورتها لثلاثة رؤساء حكموا مصر، وعلاقاتها بأبطال أفلامها، وتفاصيل أخرى.
لبنى عبدالعزيز تحدثت، عن طبيعة علاقتها بالوسط الفني، وكشفت عن أسباب رفضها عقد احتكار من إحدى شركات السينما العالمية في الستينات.
وأكدت، في حوارها، أن الفنان المصري عمر الشريف هو النموذج الاستثنائي العربي الذي استطاع أن يفرض نفسه على السينما العالمية، رغم محاولات عدد من الفنانين في جيله مثل رشدي أباظة وفاتن حمامة وأحمد رمزي.
وكشفت لبنى عبدالعزيز، عن السر وراء اعتقال نظام عبدالناصر لزوجها الراحل الدكتور إسماعيل لمدة 24 ساعة، ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالهجرة خارج مصر.
كما تحدثت، عن اختيارها - بعد تجربة الاغتراب - البقاء في بلدها مصر حتى آخر يوم في عمرها، مُصرّة على أن تقضي ما تبقى من عمرها على أرض الوطن الذي حُرمت منه، طوال فترة هجرتها إلى الولايات المتحدة.
• تنتمين إلى العصر الذهبي للسينما المصرية... حدثينا عن علاقتك بفناني جيلك وشكل المنافسة بينكم؟
ـ منذ دخولي الفن لم تكن لي أي علاقات داخل الوسط الفني، خصوصاً أنني دخلته بالمصادفة. صحيح أنني كنت ممثلةً وأدرس الدراما في الجامعة الأميركية، لكن حتى ذلك الوقت لم يكن التمثيل مقبولاً من العائلات وقتها. غير أنني أردتُ أن أجرب، وإحسان عبدالقدوس جاري وصديق العائلة كان يشجعني على خوض هذه التجربة، ويلح عليّ أن أقدم «أنا حرة»، لأنها قصة حياتي أنا وهو، وفي هذا الوقت عبدالحليم كان بيجهز فيلم «الوسادة الخالية»، وأنا قلت أجرَّب في هذا الفيلم أولاً، وكان شرطي عليهم ألا أوقع عقداً إلا بفيلم واحد، وإذا نجح أستمر.
• وما الأعمال التي تحبين مشاهدتها؟
ـ من زمان لا أحب الذهاب إلى السينما، وكنت لا أذهب إليها إلا عندما يقال إن هناك فيلماً جيداً، حتى بعد عودتي من أميركا حاولتُ أن أرى أعمالاً قُدمت في الفترة التي غبت فيها لأرى ما فاتني.
• فيلم «وا إسلاماه» من أهم المحطات في تاريخك... ما ذكرياتك مع هذا العمل؟
ـ أنا أعتز جداً بفيلم «وا إسلاماه»، لأنه فيلم يوضح عظمة الإسلام والمسلمين، وصُرف عليه بشكل جيد، والشركة الإيطالية التي أنتجته لم تبخل عليه بأي شيء، حيث أتت بكاتب سيناريو ومخرج أميركي حاصلين على الأوسكار، وصمم الملابس له شادي عبدالسلام، وتمت ترجمته إلى اللغة الإيطالية، وعُرض في إيطاليا. ولا أنسى رد فعل الأجانب أثناء عرضه، خصوصاً مشهد هجوم التتار على المسلمين أثناء الصلاة، حيث صفق له الجمهور الإيطالي بشدة. وهذا يجعلني أتساءل: أين الفيلم الإسلامي والسينما الإسلامية التي نقدمها للعالم، حتى نصحح للغرب المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين الذين يصفونهم بالإرهاب والتطرف.
• ولماذا لا تحبين أن تري نفسك على الشاشة؟
ـ لأنني دائماً أشعر بأن هناك شيئاً ناقصاً كان يجب أن أعمله.
• هل مقياس الجمال في جيلك كان مغايراً لنظيرتها في الجيل الجديد؟
ـ لكل عصر جماله، ولم أفكر طوال عمري أنني جميلة، وكنت أغضب جداً عندما ينظرون إليّ على أني ممثلة جميلة. والحمد لله الأدوار القليلة التي قدمتُها خرجت من منطقة الجمال واعتمدت أكثر على التمثيل. فأنا أُفضل أن يصفوني بالذكاء والثقافة والخُلق عن أن يقولوا إنني بنت جميلة، لكن في العموم الجمال في السينما أول شيء يُنظر إليه.
• هل قدَّمت في بداياتك أعمالاً بهدف الانتشار؟
ـ لحسن حظي أن الـ 18 فيلماً التي قدمتُها على مدار مشواري ليس فيها فيلم واحد لا يحمل مضموناً أو لا يقدم رسالة.
• في فترة الستينات... هل تعرضتِ لمضايقات من جانب مخابرات صلاح نصر في عهد عبدالناصر كمحاولة لدفعك إلى العمل معهم، مثلما حدث مع فنانات أخريات؟
- لم يحدث هذا، لكن زوجي الدكتور إسماعيل تعرض لمضايقات، ففي أحد الأيام فوجئنا بإلقاء القبض عليه أمام منزله، واعتقلته قوات الأمن لمدة 24 ساعة، وعندما علمتُ بالأمر اتصلتُ بوالدي ليجري اتصالات لمعرفة الحقيقة ووقتها تدخل رئيس مخابرات الجيش وخرج زوجي في اليوم نفسه.
• وما سبب القبض عليه؟
- الفتن وقتها كانت كثيرة، حيث أشيع أن زوجي يتحدث عن الرئيس عبدالناصر بشكل غير لائق، ومنذ ذلك الموقف قرر الهجرة خارج مصر. في هذا الوقت، أنا كنت بعيدة عن السياسة، ولم أتعرض لأي مضايقات من جانب السلطة، وسافرت مع زوجي بإرادتي، وقد يكون انزعج من الموقف الذي حصل معه فقرر السفر، وهذا الأمر كان قبل نكسة 1967.
• حدثينا عن تجربتك في السينما العالمية؟
- قدمتُ النسخة الإيطالية من فيلم «وا إسلاماه» وهذا كان نتاج تعاوني مع رمسيس نجيب، حيث أعطاني كتاب «وا إسلاماه» للكاتب علي أحمد باكثير، وسافرت إلى أميركا وأجريت اتصالاتي مع الوسط الفني هناك، واستعنا بكاتب سيناريو ومخرج كلاهما حاصل على الأوسكار، وتولى شادي عبدالسلام تصميم الملابس ونُفذت في إيطاليا، كما استعنا بممثلين إيطاليين قدَّما دوري فريد شوقي وتحية كاريوكا، وهذا الفيلم وقتها كان فكرة جديدة على السينما.
• ولماذا لم تكملي الطريق؟
- بعد سفري جاءت إليّ عروض عالمية، ومثلت فيلماً إنكليزياً صورتُه في لندن باستوديو شبرتن وفرحت به جداً، لأن فلوسه كثيرة، لكن بعدها جاءني عرض احتكار من شركة «أم تي أم» التي اشترطت عليّ شروطاً قاسية لمدة سبع سنوات، وألا أتحرك أي خطوة إلا بموافقتهم، وألا أزور مصر أو أرى أهلي خلالها فرفضت.
• وكيف ترين تجربة الفنان المصري في السينما العالمية؟
- عمر الشريف الوحيد «اللي عمل اللي محدش عمله» في السينما المصرية، ووصل إلى العالمية على الرغم من أن رشدي أباظة وأحمد رمزي كانا مرشحين أيضاً للمشاركة في «لورانس العرب»، كما قدَّمت فاتن حمامة أيضاً فيلم «كايرو»، لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى المكانة العالمية التي حققها عمر الشريف، فالمجتمع العالمي ينظر إلى هذا الأمر نظرة مختلفة، فهناك نجوم لهم شهرة كبيرة في بلدهم وموهوبون، لكنهم لا يصلون إلى النجومية على مستوى العالم.
• وهل تدخل الحسابات السياسية في ذلك؟
- لا أعتقد ذلك، فالفن منفصل عن السياسة.
• وكيف كانت علاقتك بالوسط الفني قبل سفرك؟
- علاقة جيدة، فأنا لستُ اجتماعية، ولا أحب الاختلاط أو جو الحفلات، وهو ما جعل الكثيرين يتهمونني دائماً بالغرور. لكن الموضوع - ببساطة - أنني أحب الوحدة، وعلاقتي كانت أكثر بالكتاب والصحافيين خاصة في صالونات إحسان عبدالقدوس، حتى عبدالحليم حافظ قابلتُه في بيت تماضر توفيق المذيعة.
• متى أخذتِ قرار اعتزال الفن والهجرة خارج مصر؟
- موضوع الاعتزال لم يكن في ذهني بالمرة، فعندما تزوجتُ من الدكتور إسماعيل طلب مني أن أسافر معه عدة شهور لترتيب حياته في أميركا، وبالفعل سافرت بنية العودة بعد شهور، بدليل أنني وقعت 3 أفلام مع سعد الدين وهبة، وكان من بينها فيلم «خلي بالك من زوزو» الذي كان يحمل اسم «بنت العالمة»، لكن عندما سافرتُ شعرتُ بأن أسرتي تحتاج إليّ كثيراً، ويتعين عليّ أن أختار بينها وبين الفن، فاخترت الأسرة.
• وهل ساوركِ الندم على هذا القرار؟
- إطلاقاً، لستُ نادمةً... والحمد لله، لقد كوَّنت أسرةً وأولاداً أتشرف بهم.
في الحلقة المقبلة:
• في أميركا تحولتُ إلى «ربة بيت عادية»... تطبخ وتغسل وترعى الأولاد
• حرَصْنا على تعليم ابنتينا ديننا وتقاليدنا... وهما متزوجتان من أميركيَّين أشهرا إسلامهما
• رمضان «لا طعم له ولا رائحة» خارج مصر... والفول طبقي الرئيسي على الفطور
• أقاطع مسلسلات رمضان... لأنها تُهينه بدلاً من تكريمه وتقديسه
• زواجي من رمسيس نجيب أغضب أسرتي... برغم إشهاره إسلامَه
• متصالحة مع نفسي... وقاومتُ لقب «جولييت جاردن سيتي» برغم انتمائي إلى طبقته
• ابنتاي لم ترثا حب الفن... وأنا وزوجي ندمنا لعدم تعليمهما اللغة العربية
• تأخُّر تكريمي من الدولة متعمَّد... واسمي حُذف من قائمة المُكرَّمين قبل عامين
إنها الفنانة المصرية الكبيرة لبنى عبدالعزيز، التي لا تزال باقية في الذاكرة العربية بأدوارها المغايرة، والشخصيات العميقة التأثير التي جسدتها على الشاشة الفضية!
فعلى رغم أن رصيدها الفني لا يتعدى 20 فيلماً، لكنها في وقت قصير استطاعت أن تحفر اسمها بسطور من نور في تاريخ السينما، بتنوع أفلامها والرسائل التي حملت على عاتقها توصيلها إلى الجمهور.
وفي حوارها مع «الراي»، فتحت الملقبة بـ «جولييت جاردن سيتي»، قلبها وتحدثت عن بداية دخولها الفن، وذكريات عملها كأصغر مذيعة في الإذاعة، ومحاورتها لثلاثة رؤساء حكموا مصر، وعلاقاتها بأبطال أفلامها، وتفاصيل أخرى.
لبنى عبدالعزيز تحدثت، عن طبيعة علاقتها بالوسط الفني، وكشفت عن أسباب رفضها عقد احتكار من إحدى شركات السينما العالمية في الستينات.
وأكدت، في حوارها، أن الفنان المصري عمر الشريف هو النموذج الاستثنائي العربي الذي استطاع أن يفرض نفسه على السينما العالمية، رغم محاولات عدد من الفنانين في جيله مثل رشدي أباظة وفاتن حمامة وأحمد رمزي.
وكشفت لبنى عبدالعزيز، عن السر وراء اعتقال نظام عبدالناصر لزوجها الراحل الدكتور إسماعيل لمدة 24 ساعة، ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالهجرة خارج مصر.
كما تحدثت، عن اختيارها - بعد تجربة الاغتراب - البقاء في بلدها مصر حتى آخر يوم في عمرها، مُصرّة على أن تقضي ما تبقى من عمرها على أرض الوطن الذي حُرمت منه، طوال فترة هجرتها إلى الولايات المتحدة.
• تنتمين إلى العصر الذهبي للسينما المصرية... حدثينا عن علاقتك بفناني جيلك وشكل المنافسة بينكم؟
ـ منذ دخولي الفن لم تكن لي أي علاقات داخل الوسط الفني، خصوصاً أنني دخلته بالمصادفة. صحيح أنني كنت ممثلةً وأدرس الدراما في الجامعة الأميركية، لكن حتى ذلك الوقت لم يكن التمثيل مقبولاً من العائلات وقتها. غير أنني أردتُ أن أجرب، وإحسان عبدالقدوس جاري وصديق العائلة كان يشجعني على خوض هذه التجربة، ويلح عليّ أن أقدم «أنا حرة»، لأنها قصة حياتي أنا وهو، وفي هذا الوقت عبدالحليم كان بيجهز فيلم «الوسادة الخالية»، وأنا قلت أجرَّب في هذا الفيلم أولاً، وكان شرطي عليهم ألا أوقع عقداً إلا بفيلم واحد، وإذا نجح أستمر.
• وما الأعمال التي تحبين مشاهدتها؟
ـ من زمان لا أحب الذهاب إلى السينما، وكنت لا أذهب إليها إلا عندما يقال إن هناك فيلماً جيداً، حتى بعد عودتي من أميركا حاولتُ أن أرى أعمالاً قُدمت في الفترة التي غبت فيها لأرى ما فاتني.
• فيلم «وا إسلاماه» من أهم المحطات في تاريخك... ما ذكرياتك مع هذا العمل؟
ـ أنا أعتز جداً بفيلم «وا إسلاماه»، لأنه فيلم يوضح عظمة الإسلام والمسلمين، وصُرف عليه بشكل جيد، والشركة الإيطالية التي أنتجته لم تبخل عليه بأي شيء، حيث أتت بكاتب سيناريو ومخرج أميركي حاصلين على الأوسكار، وصمم الملابس له شادي عبدالسلام، وتمت ترجمته إلى اللغة الإيطالية، وعُرض في إيطاليا. ولا أنسى رد فعل الأجانب أثناء عرضه، خصوصاً مشهد هجوم التتار على المسلمين أثناء الصلاة، حيث صفق له الجمهور الإيطالي بشدة. وهذا يجعلني أتساءل: أين الفيلم الإسلامي والسينما الإسلامية التي نقدمها للعالم، حتى نصحح للغرب المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين الذين يصفونهم بالإرهاب والتطرف.
• ولماذا لا تحبين أن تري نفسك على الشاشة؟
ـ لأنني دائماً أشعر بأن هناك شيئاً ناقصاً كان يجب أن أعمله.
• هل مقياس الجمال في جيلك كان مغايراً لنظيرتها في الجيل الجديد؟
ـ لكل عصر جماله، ولم أفكر طوال عمري أنني جميلة، وكنت أغضب جداً عندما ينظرون إليّ على أني ممثلة جميلة. والحمد لله الأدوار القليلة التي قدمتُها خرجت من منطقة الجمال واعتمدت أكثر على التمثيل. فأنا أُفضل أن يصفوني بالذكاء والثقافة والخُلق عن أن يقولوا إنني بنت جميلة، لكن في العموم الجمال في السينما أول شيء يُنظر إليه.
• هل قدَّمت في بداياتك أعمالاً بهدف الانتشار؟
ـ لحسن حظي أن الـ 18 فيلماً التي قدمتُها على مدار مشواري ليس فيها فيلم واحد لا يحمل مضموناً أو لا يقدم رسالة.
• في فترة الستينات... هل تعرضتِ لمضايقات من جانب مخابرات صلاح نصر في عهد عبدالناصر كمحاولة لدفعك إلى العمل معهم، مثلما حدث مع فنانات أخريات؟
- لم يحدث هذا، لكن زوجي الدكتور إسماعيل تعرض لمضايقات، ففي أحد الأيام فوجئنا بإلقاء القبض عليه أمام منزله، واعتقلته قوات الأمن لمدة 24 ساعة، وعندما علمتُ بالأمر اتصلتُ بوالدي ليجري اتصالات لمعرفة الحقيقة ووقتها تدخل رئيس مخابرات الجيش وخرج زوجي في اليوم نفسه.
• وما سبب القبض عليه؟
- الفتن وقتها كانت كثيرة، حيث أشيع أن زوجي يتحدث عن الرئيس عبدالناصر بشكل غير لائق، ومنذ ذلك الموقف قرر الهجرة خارج مصر. في هذا الوقت، أنا كنت بعيدة عن السياسة، ولم أتعرض لأي مضايقات من جانب السلطة، وسافرت مع زوجي بإرادتي، وقد يكون انزعج من الموقف الذي حصل معه فقرر السفر، وهذا الأمر كان قبل نكسة 1967.
• حدثينا عن تجربتك في السينما العالمية؟
- قدمتُ النسخة الإيطالية من فيلم «وا إسلاماه» وهذا كان نتاج تعاوني مع رمسيس نجيب، حيث أعطاني كتاب «وا إسلاماه» للكاتب علي أحمد باكثير، وسافرت إلى أميركا وأجريت اتصالاتي مع الوسط الفني هناك، واستعنا بكاتب سيناريو ومخرج كلاهما حاصل على الأوسكار، وتولى شادي عبدالسلام تصميم الملابس ونُفذت في إيطاليا، كما استعنا بممثلين إيطاليين قدَّما دوري فريد شوقي وتحية كاريوكا، وهذا الفيلم وقتها كان فكرة جديدة على السينما.
• ولماذا لم تكملي الطريق؟
- بعد سفري جاءت إليّ عروض عالمية، ومثلت فيلماً إنكليزياً صورتُه في لندن باستوديو شبرتن وفرحت به جداً، لأن فلوسه كثيرة، لكن بعدها جاءني عرض احتكار من شركة «أم تي أم» التي اشترطت عليّ شروطاً قاسية لمدة سبع سنوات، وألا أتحرك أي خطوة إلا بموافقتهم، وألا أزور مصر أو أرى أهلي خلالها فرفضت.
• وكيف ترين تجربة الفنان المصري في السينما العالمية؟
- عمر الشريف الوحيد «اللي عمل اللي محدش عمله» في السينما المصرية، ووصل إلى العالمية على الرغم من أن رشدي أباظة وأحمد رمزي كانا مرشحين أيضاً للمشاركة في «لورانس العرب»، كما قدَّمت فاتن حمامة أيضاً فيلم «كايرو»، لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى المكانة العالمية التي حققها عمر الشريف، فالمجتمع العالمي ينظر إلى هذا الأمر نظرة مختلفة، فهناك نجوم لهم شهرة كبيرة في بلدهم وموهوبون، لكنهم لا يصلون إلى النجومية على مستوى العالم.
• وهل تدخل الحسابات السياسية في ذلك؟
- لا أعتقد ذلك، فالفن منفصل عن السياسة.
• وكيف كانت علاقتك بالوسط الفني قبل سفرك؟
- علاقة جيدة، فأنا لستُ اجتماعية، ولا أحب الاختلاط أو جو الحفلات، وهو ما جعل الكثيرين يتهمونني دائماً بالغرور. لكن الموضوع - ببساطة - أنني أحب الوحدة، وعلاقتي كانت أكثر بالكتاب والصحافيين خاصة في صالونات إحسان عبدالقدوس، حتى عبدالحليم حافظ قابلتُه في بيت تماضر توفيق المذيعة.
• متى أخذتِ قرار اعتزال الفن والهجرة خارج مصر؟
- موضوع الاعتزال لم يكن في ذهني بالمرة، فعندما تزوجتُ من الدكتور إسماعيل طلب مني أن أسافر معه عدة شهور لترتيب حياته في أميركا، وبالفعل سافرت بنية العودة بعد شهور، بدليل أنني وقعت 3 أفلام مع سعد الدين وهبة، وكان من بينها فيلم «خلي بالك من زوزو» الذي كان يحمل اسم «بنت العالمة»، لكن عندما سافرتُ شعرتُ بأن أسرتي تحتاج إليّ كثيراً، ويتعين عليّ أن أختار بينها وبين الفن، فاخترت الأسرة.
• وهل ساوركِ الندم على هذا القرار؟
- إطلاقاً، لستُ نادمةً... والحمد لله، لقد كوَّنت أسرةً وأولاداً أتشرف بهم.
في الحلقة المقبلة:
• في أميركا تحولتُ إلى «ربة بيت عادية»... تطبخ وتغسل وترعى الأولاد
• حرَصْنا على تعليم ابنتينا ديننا وتقاليدنا... وهما متزوجتان من أميركيَّين أشهرا إسلامهما
• رمضان «لا طعم له ولا رائحة» خارج مصر... والفول طبقي الرئيسي على الفطور
• أقاطع مسلسلات رمضان... لأنها تُهينه بدلاً من تكريمه وتقديسه
• زواجي من رمسيس نجيب أغضب أسرتي... برغم إشهاره إسلامَه
• متصالحة مع نفسي... وقاومتُ لقب «جولييت جاردن سيتي» برغم انتمائي إلى طبقته
• ابنتاي لم ترثا حب الفن... وأنا وزوجي ندمنا لعدم تعليمهما اللغة العربية
• تأخُّر تكريمي من الدولة متعمَّد... واسمي حُذف من قائمة المُكرَّمين قبل عامين