حديث الذكريات / «جولييت جاردن سيتي» حاورت محمد نجيب والسادات وعبدالناصر وعمرها 17 عاماً (1 - 3)
لبنى عبدالعزيز لـ «الراي»: أنا... «ناصرية» الهوى!
لبنى عبدالعزيز
تمثيلها مع فريد الأطرش في «رسالة من امرأة مجهولة» أثار غيرة عبدالحليم
ظهرت كضيفة شرف في فيلم «أدهم الشرقاوي»
مع عبدالحليم في مشهد من «الوسادة الخالية»
كنتُ أصغر مذيعة في الإذاعة... ولم أكن أتابع السينما المصرية!
أعشق شادية... ولا أنسى مقالب رشدي أباظة
عبدالحليم كان يغار من نجاحي مع فريد الأطرش
كوَّنت مع زوجي الأول رمسيس نجيب ثنائياً فنياً ناجحاً
نجيب لم يمنعني من التعاون مع منتج آخر
شادية قالت لي: «الوسادة الخالية» حقق لكِ شهرةً لم يحصدها وجه جديد من قبل
أعشق شادية... ولا أنسى مقالب رشدي أباظة
عبدالحليم كان يغار من نجاحي مع فريد الأطرش
كوَّنت مع زوجي الأول رمسيس نجيب ثنائياً فنياً ناجحاً
نجيب لم يمنعني من التعاون مع منتج آخر
شادية قالت لي: «الوسادة الخالية» حقق لكِ شهرةً لم يحصدها وجه جديد من قبل
تنتمي بجمالها الأخاذ وأدائها المميَّز إلى جيل العصر الذهبي للسينما المصرية والعربية!
إنها الفنانة المصرية الكبيرة لبنى عبدالعزيز، التي لا تزال باقية في الذاكرة العربية بأدوارها المغايرة، والشخصيات العميقة التأثير التي جسدتها على الشاشة الفضية!
فعلى رغم أن رصيدها الفني لا يتعدى 20 فيلماً، لكنها في وقت قصير استطاعت أن تحفر اسمها بسطور من نور في تاريخ السينما، بتنوع أفلامها والرسائل التي حملت على عاتقها توصيلها إلى الجمهور.
وفي حوارها مع «الراي»، فتحت الملقبة بـ «جولييت جاردن سيتي»، قلبها وتحدثت عن بداية دخولها الفن، وذكريات عملها كأصغر مذيعة في الإذاعة، ومحاورتها لثلاثة رؤساء حكموا مصر، وعلاقاتها بأبطال أفلامها، وتفاصيل أخرى.
لبنى عبدالعزيز تحدثت، عن طبيعة علاقتها بالوسط الفني، وكشفت عن أسباب رفضها عقد احتكار من إحدى شركات السينما العالمية في الستينيات.
وأكدت، في حوارها، أن الفنان المصري عمر الشريف هو النموذج الاستثنائي العربي الذي استطاع أن يفرض نفسه على السينما العالمية، رغم محاولات عدد من الفنانين في جيله مثل رشدي أباظة وفاتن حمامة وأحمد رمزي.
وكشفت لبنى عبدالعزيز، عن السر وراء اعتقال نظام عبدالناصر لزوجها الراحل الدكتور إسماعيل لمدة 24 ساعة، ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالهجرة خارج مصر.
كما تحدثت، عن اختيارها - بعد تجربة الاغتراب - البقاء في بلدها مصر حتى آخر يوم في عمرها، مُصرّة على أن تقضي ما تبقى من عمرها على أرض الوطن الذي حُرمت منه، طوال فترة هجرتها إلى الولايات المتحدة.
• فلنبدأ من محطة مهمة في حياتك، وهي التحاقك بالإذاعة... حدثينا عن تلك المرحلة؟ ـ الإذاعة ستظل عشقي الأول، على رغم حبي للتمثيل، فقد بدأت عملي بها مبكراً، فلم تكن سني جاوزت الـ 17 عاماً. لذلك، كنت أصغر مذيعة تتحدث عبر أثير ميكروفون الإذاعة، وفي الوقت نفسه كنتُ طالبة في الجامعة الأميركية، وقد قدمتُ العديد من البرامج مثل «شخصية الأسبوع» و«بورتريه».
• وهل تتذكرين مواقف استثنائية في هذه الفترة؟
- من الوقائع التي لا أنساها، أنني علمتُ أثناء تسجيلي لأحد برامج الأطفال أن الرئيس محمد نجيب موجود في الإذاعة، فحاولت مقابلته، غير أن الأمن رفض، وعندما رفعتُ صوتي وسمعني الرئيس وهو داخل الاستوديو أدخلوني إليه، وطلبت منه وقتها أن يقول كلمة للأطفال بمناسبة أعياد الكريسماس، فرحب جداً، ووصفني بـ «الشقية». واكتشفتُ أنه لطيف وطيب جداً، وبعد هذه المقابلة بشهور أجريتُ معه حواراً للإذاعة، وكنت أصغر مذيعة تحاور رئيس الجمهورية.
• وماذا عن جمال عبدالناصر؟
ـ أنا ناصرية الهوى، وعندما قامت الثورة كان عمري وقتها 10 سنوات، وتفتحت عيناي على مبادئ ثورة 23 يوليو والمشروع الناصري، لأن عبدالناصر غيّر نظرة الغرب إلينا، ورنين كلامه وقراراته كان يُسمع في كل أنحاء العالم، بعد أن كانت السمعة المعروفة عن مصر بأنه يحكمها ملك فاسد. وبرغم حبي الشديد له، لكن في فترة من الفترات ظهرت هناك حالة ديكتاتورية في القرارات.
• لكن قيل إن عبدالناصر كان يرعاك فنياً في بدايات دخولك الفن؟
ـ عبدالناصر كان يرعى الفن كله وليس شخصي أنا، وهذا واضح على مستوى الفن والأدب والثقافة في عصره، وأتذكر أن رئيس التلفزيون الأسبق أمين حماد نقل إليّ رغبة الرئيس عبدالناصر في أن أقوم بتقديم برنامج عن نشأة التلفزيون العربي، لكنني اعتذرت وقتها لأنني أرى نفسي في الإذاعة أكثر من التلفزيون.
• حدثينا عن كواليس محاورتك لانور السادات في الإذاعة؟
ـ هذا كان قبل احترافي التمثيل وانشغالي بالفن، وكان هو عضواً في مجلس قيادة الثورة، وأثناء حواري معه انتابني شعور غريب بأنه يوماً ما سيحكمنا هذا الرجل، فعيناه مشعتان بالذكاء والحيوية والقوة والقدرة على إدارة الأمور بشكل عقلاني.
ومن الطرائف أنه نادى على ابنته لكي تحضر تسجيل الحوار لكي تتعلم مني، وبعدما أصبحت ممثلة التقيتُه في بعض الاحتفالات، وآخر مرة قابلته فيها بعد سفري إلى أميركا واعتزالي، وهذه المقابلة كانت بالمصادفة في عشاء خاص في البيت الأبيض أقامه الرئيس الأميركي كارتر للسادات وأسرته، وعندما شاهدني هو وزوجته السيدة جيهان وبناته سلموا عليَّ وسألوني عن أحوالي، وهل سأعود إلى التمثيل مرة أخرى أم لا، لدرجة أن كارتر تعجب من حرارة معاملته لي، خصوصاً أنه لا يعرفني كممثلة.
• حدثينا عن كواليس دخولك الفن وانتقالك من ميكروفون الإذاعة إلى أضواء السينما وتصدُّر أغلفة المجلات الفنية؟
ـ الموضوع جاء بالمصادفة، والتمثيل لم يكن في ذهني بالمرة، والموضوع بدأ عندما كان المخرج صلاح أبوسيف يجهز لفيلم «الوسادة الخالية» مع عبدالحليم حافظ، وقتها شاهدني على مسرح الجامعة الأميركية مع صديق والدي، الذي كان جارَنا أيضاً، الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس، فكلاهما كان يعمل في الصحافة، وكان عبدالقدوس وصلاح أبوسيف يطلبان مني دائماً أن أحترف التمثيل، فقد كنتُ عاشقة للمسرح العالمي، ولا أعرف شيئاً عن الفنانين المصريين حتى عبدالحليم حافظ. وعندما وافقت على «الوسادة الخالية»، طلب مني صلاح أبوسيف مشاهدة آخر أفلامه لأعرف أسلوبه في التمثيل، وأذكر أنه كان فيلم «شباب امرأة»، وأعجبت به جداً، ومن هنا بدأت أتابع السينما المصرية.
• المنتج رمسيس نجيب يمثل لخطواتك الفنية مرحلة مهمة... ماذا عنها؟ وهل أثَّر زواجك منه على اختياراتك الفنية؟
ـ بالتأكيد أثر عليّ وعلى السينما المصرية كلها، فأنا أول فنانة اكتشفها رمسيس نجيب، بعدها قدّم معظم نجمات جيلي، وظهرت صناعة النجم في مصر، وكنتُ أشجعه على ذلك، وأساعده، فقد كنتُ آخذ الوجوه الجديدة وأساعدهم وأذهب بهم إلى مدرسين في التمثيل والموسيقى والإتيكيت.
• وهل منعك أن تشتغلي مع منتج غيره؟
ـ لم يمنعني، لكنني أحببت العمل معه، وبيننا كيمياء واتفاق، وكنت أختار ما أريد أن أقدمه، فقد اجتمعنا على حب السينما.
• الجميع يعلم بصداقتك الكبيرة لعبدالحليم حافظ... فهل كنت تعلمين شيئاً عن زواج حليم من سعاد حسني؟
ـ لم يكن لي حياة اجتماعية في السينما، وصداقتي بحليم كانت فنية، وليست شخصية، و«الشلة» التي كنتُ دائماً عضوةً فيها كانت شلة كامل الشناوي التي ضمت كمال الملاخ وإحسان وأنيس منصور وفتحي غانم. وكنتُ أنا لعبتهم، لأني وقتها كنت صغيرة، ووالدي كان صحافياً في الأهرام معهم، وكنت أحب أن أكون موجودة في هذه الصحبة، لأن معظمهم مفكرون وأدباء أستفيد بخبرتهم وفكرهم، أما موضوع زواج عبدالحليم وسعاد فلا أعلم شيئاً عنه.
• هل صحيح أن عبدالحليم غضب منك عندما قدمت فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» مع فريد الأطرش؟
ـ فعلاً... لأنه في هذا التوقيت كان يريدني أن أشاركه أحد أفلامه، لكنني اعتذرت بسبب فيلم فريد. وأتذكر أنه قاد حملة هجوم قبل بداية تصوير الفيلم، وكان يحرّض نقاداً وصحافيين لكي يهاجمونني، ومنهم إحسان عبدالقدوس، وهذا من منطلق غيرته فنياً على أفلامي، لدرجة أنه في يوم عزمني على السينما هو وصلاح أبوسيف، وكان فيلماً لفريد الأطرش، وطوال مشاهدتي للفيلم كان يؤكد لي أن فريد الأطرش سيكرر نفسه في فيلمي معه ولن يقدم جديداً، لكنني كنتُ مُصرّة، وبالفعل نجح الفيلم.
• حدثينا عن آخر لقاء جمع بينك وبين عبدالحليم؟
ـ كان هذا قبل سفري إلى أميركا، فقد أصر أن يكون آخر شخص أراه في المطار. وقتها أوصاني أن أعود إلى وطني ولا أبعد عنه كثيراً، لذلك بعد عودتي لمصر كان أول شيء أفعله هو زيارة قبر حليم.
• وما الذي تخبريننا به عن علاقتك برشدي أباظة؟
ـ رشدي من أكثر الفنانين الذي دبروا لي مقالب حتى أكثر من عبدالحليم، فقد كان يتمتع بخفة ظل وروح حلوة، وصعب أن أجد شخصاً مثله، فدائماً كنتُ في أول يوم تصوير لا بُد أن أجد غرفتي مملوءة بالورد. ولا أنسى مقلباً عمله فيّ بالاشتراك مع فطين عبدالوهاب أثناء تصوير «آه من حواء»، عندما كنتُ أمثل مشهداً وأنا أحاول أن «أطفش» عريساً تقدم لخطبتي، وتركوني أحرك أنفي وحواجبي نصف ساعة، من دون أن يوقفوا التصوير «وهمَّ ميتين من الضحك خلف الكاميرا».
• وهل هناك أفلام قدمتِها مجاملة لأصحابها؟
ـ هناك فيلمان شاركت فيهما كضيفة شرف، أحدهما مع الفنانة شادية، التي أكنّ لها كل احترام وتقدير، وكنتُ في هذا الفيلم أجسد دور ابنتها. والفيلم الآخر هو «أدهم الشرقاوي»، الذي يعد أول بطولة مطلقة لعبدالله غيث، وأردتُ مساعدته في بداية طريقه، ونجح هذا الفيلم، وأعتقد أن أحد أهم أسرار نجاحه هو أغاني حليم.
• وكيف كانت العلاقة بينك وبين نجمات جيلك، مثل شادية وفاتن حمامة؟
ـ شادية من أطيب الشخصيات التي قابلتُها في الوسط الفني، وأذكر أول مرة كلمتني فيها بعد فيلم «الوسادة الخالية» التي كانت مرشحةً له هي وفاتن حمامة، وقالت لي بالنص: «إنتِ قدمتِ الدور أحسن مما كنت هقدمه»، وأضافت قائلةً: «انتِ حققتِ شهرة ونجومية لم يحققها وجه جديد من قبل»، وهذه الكلمات أعتز بها جداً حتى الآن، وهذا ما جعلني أوافق على مشاركتها كضيفة شرف في أحد أعمالها.
في الحلقة المقبلة:
• لم أكن أحب الاختلاط بالوسط الفني وارتياد الحفلات... فاتهموني بالغرور!
• نظام عبدالناصر اعتقل زوجي يوماً... فقررنا الهجرة إلى أميركا
• كان يسعدني وصفي بالثقافة والخُلُق وجودة التمثيل أكثر من الجمال
• لا أخجل من أفلامي... وأعتز جداً بفيلم «وا إسلاماه» لتجسيده عظمة ديننا
• أين الأفلام التي نقدمها للعالم لتصحيح الأخطاء المنتشرة عن الإسلام؟
• عالمية عمر الشريف نموذج استثنائي... «عمل اللي محدش عمله»!
• كنتُ المرشحة الأولى لـ «خلي بالك من زوزو»... وسفري منعني من تقديمه
إنها الفنانة المصرية الكبيرة لبنى عبدالعزيز، التي لا تزال باقية في الذاكرة العربية بأدوارها المغايرة، والشخصيات العميقة التأثير التي جسدتها على الشاشة الفضية!
فعلى رغم أن رصيدها الفني لا يتعدى 20 فيلماً، لكنها في وقت قصير استطاعت أن تحفر اسمها بسطور من نور في تاريخ السينما، بتنوع أفلامها والرسائل التي حملت على عاتقها توصيلها إلى الجمهور.
وفي حوارها مع «الراي»، فتحت الملقبة بـ «جولييت جاردن سيتي»، قلبها وتحدثت عن بداية دخولها الفن، وذكريات عملها كأصغر مذيعة في الإذاعة، ومحاورتها لثلاثة رؤساء حكموا مصر، وعلاقاتها بأبطال أفلامها، وتفاصيل أخرى.
لبنى عبدالعزيز تحدثت، عن طبيعة علاقتها بالوسط الفني، وكشفت عن أسباب رفضها عقد احتكار من إحدى شركات السينما العالمية في الستينيات.
وأكدت، في حوارها، أن الفنان المصري عمر الشريف هو النموذج الاستثنائي العربي الذي استطاع أن يفرض نفسه على السينما العالمية، رغم محاولات عدد من الفنانين في جيله مثل رشدي أباظة وفاتن حمامة وأحمد رمزي.
وكشفت لبنى عبدالعزيز، عن السر وراء اعتقال نظام عبدالناصر لزوجها الراحل الدكتور إسماعيل لمدة 24 ساعة، ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالهجرة خارج مصر.
كما تحدثت، عن اختيارها - بعد تجربة الاغتراب - البقاء في بلدها مصر حتى آخر يوم في عمرها، مُصرّة على أن تقضي ما تبقى من عمرها على أرض الوطن الذي حُرمت منه، طوال فترة هجرتها إلى الولايات المتحدة.
• فلنبدأ من محطة مهمة في حياتك، وهي التحاقك بالإذاعة... حدثينا عن تلك المرحلة؟ ـ الإذاعة ستظل عشقي الأول، على رغم حبي للتمثيل، فقد بدأت عملي بها مبكراً، فلم تكن سني جاوزت الـ 17 عاماً. لذلك، كنت أصغر مذيعة تتحدث عبر أثير ميكروفون الإذاعة، وفي الوقت نفسه كنتُ طالبة في الجامعة الأميركية، وقد قدمتُ العديد من البرامج مثل «شخصية الأسبوع» و«بورتريه».
• وهل تتذكرين مواقف استثنائية في هذه الفترة؟
- من الوقائع التي لا أنساها، أنني علمتُ أثناء تسجيلي لأحد برامج الأطفال أن الرئيس محمد نجيب موجود في الإذاعة، فحاولت مقابلته، غير أن الأمن رفض، وعندما رفعتُ صوتي وسمعني الرئيس وهو داخل الاستوديو أدخلوني إليه، وطلبت منه وقتها أن يقول كلمة للأطفال بمناسبة أعياد الكريسماس، فرحب جداً، ووصفني بـ «الشقية». واكتشفتُ أنه لطيف وطيب جداً، وبعد هذه المقابلة بشهور أجريتُ معه حواراً للإذاعة، وكنت أصغر مذيعة تحاور رئيس الجمهورية.
• وماذا عن جمال عبدالناصر؟
ـ أنا ناصرية الهوى، وعندما قامت الثورة كان عمري وقتها 10 سنوات، وتفتحت عيناي على مبادئ ثورة 23 يوليو والمشروع الناصري، لأن عبدالناصر غيّر نظرة الغرب إلينا، ورنين كلامه وقراراته كان يُسمع في كل أنحاء العالم، بعد أن كانت السمعة المعروفة عن مصر بأنه يحكمها ملك فاسد. وبرغم حبي الشديد له، لكن في فترة من الفترات ظهرت هناك حالة ديكتاتورية في القرارات.
• لكن قيل إن عبدالناصر كان يرعاك فنياً في بدايات دخولك الفن؟
ـ عبدالناصر كان يرعى الفن كله وليس شخصي أنا، وهذا واضح على مستوى الفن والأدب والثقافة في عصره، وأتذكر أن رئيس التلفزيون الأسبق أمين حماد نقل إليّ رغبة الرئيس عبدالناصر في أن أقوم بتقديم برنامج عن نشأة التلفزيون العربي، لكنني اعتذرت وقتها لأنني أرى نفسي في الإذاعة أكثر من التلفزيون.
• حدثينا عن كواليس محاورتك لانور السادات في الإذاعة؟
ـ هذا كان قبل احترافي التمثيل وانشغالي بالفن، وكان هو عضواً في مجلس قيادة الثورة، وأثناء حواري معه انتابني شعور غريب بأنه يوماً ما سيحكمنا هذا الرجل، فعيناه مشعتان بالذكاء والحيوية والقوة والقدرة على إدارة الأمور بشكل عقلاني.
ومن الطرائف أنه نادى على ابنته لكي تحضر تسجيل الحوار لكي تتعلم مني، وبعدما أصبحت ممثلة التقيتُه في بعض الاحتفالات، وآخر مرة قابلته فيها بعد سفري إلى أميركا واعتزالي، وهذه المقابلة كانت بالمصادفة في عشاء خاص في البيت الأبيض أقامه الرئيس الأميركي كارتر للسادات وأسرته، وعندما شاهدني هو وزوجته السيدة جيهان وبناته سلموا عليَّ وسألوني عن أحوالي، وهل سأعود إلى التمثيل مرة أخرى أم لا، لدرجة أن كارتر تعجب من حرارة معاملته لي، خصوصاً أنه لا يعرفني كممثلة.
• حدثينا عن كواليس دخولك الفن وانتقالك من ميكروفون الإذاعة إلى أضواء السينما وتصدُّر أغلفة المجلات الفنية؟
ـ الموضوع جاء بالمصادفة، والتمثيل لم يكن في ذهني بالمرة، والموضوع بدأ عندما كان المخرج صلاح أبوسيف يجهز لفيلم «الوسادة الخالية» مع عبدالحليم حافظ، وقتها شاهدني على مسرح الجامعة الأميركية مع صديق والدي، الذي كان جارَنا أيضاً، الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس، فكلاهما كان يعمل في الصحافة، وكان عبدالقدوس وصلاح أبوسيف يطلبان مني دائماً أن أحترف التمثيل، فقد كنتُ عاشقة للمسرح العالمي، ولا أعرف شيئاً عن الفنانين المصريين حتى عبدالحليم حافظ. وعندما وافقت على «الوسادة الخالية»، طلب مني صلاح أبوسيف مشاهدة آخر أفلامه لأعرف أسلوبه في التمثيل، وأذكر أنه كان فيلم «شباب امرأة»، وأعجبت به جداً، ومن هنا بدأت أتابع السينما المصرية.
• المنتج رمسيس نجيب يمثل لخطواتك الفنية مرحلة مهمة... ماذا عنها؟ وهل أثَّر زواجك منه على اختياراتك الفنية؟
ـ بالتأكيد أثر عليّ وعلى السينما المصرية كلها، فأنا أول فنانة اكتشفها رمسيس نجيب، بعدها قدّم معظم نجمات جيلي، وظهرت صناعة النجم في مصر، وكنتُ أشجعه على ذلك، وأساعده، فقد كنتُ آخذ الوجوه الجديدة وأساعدهم وأذهب بهم إلى مدرسين في التمثيل والموسيقى والإتيكيت.
• وهل منعك أن تشتغلي مع منتج غيره؟
ـ لم يمنعني، لكنني أحببت العمل معه، وبيننا كيمياء واتفاق، وكنت أختار ما أريد أن أقدمه، فقد اجتمعنا على حب السينما.
• الجميع يعلم بصداقتك الكبيرة لعبدالحليم حافظ... فهل كنت تعلمين شيئاً عن زواج حليم من سعاد حسني؟
ـ لم يكن لي حياة اجتماعية في السينما، وصداقتي بحليم كانت فنية، وليست شخصية، و«الشلة» التي كنتُ دائماً عضوةً فيها كانت شلة كامل الشناوي التي ضمت كمال الملاخ وإحسان وأنيس منصور وفتحي غانم. وكنتُ أنا لعبتهم، لأني وقتها كنت صغيرة، ووالدي كان صحافياً في الأهرام معهم، وكنت أحب أن أكون موجودة في هذه الصحبة، لأن معظمهم مفكرون وأدباء أستفيد بخبرتهم وفكرهم، أما موضوع زواج عبدالحليم وسعاد فلا أعلم شيئاً عنه.
• هل صحيح أن عبدالحليم غضب منك عندما قدمت فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» مع فريد الأطرش؟
ـ فعلاً... لأنه في هذا التوقيت كان يريدني أن أشاركه أحد أفلامه، لكنني اعتذرت بسبب فيلم فريد. وأتذكر أنه قاد حملة هجوم قبل بداية تصوير الفيلم، وكان يحرّض نقاداً وصحافيين لكي يهاجمونني، ومنهم إحسان عبدالقدوس، وهذا من منطلق غيرته فنياً على أفلامي، لدرجة أنه في يوم عزمني على السينما هو وصلاح أبوسيف، وكان فيلماً لفريد الأطرش، وطوال مشاهدتي للفيلم كان يؤكد لي أن فريد الأطرش سيكرر نفسه في فيلمي معه ولن يقدم جديداً، لكنني كنتُ مُصرّة، وبالفعل نجح الفيلم.
• حدثينا عن آخر لقاء جمع بينك وبين عبدالحليم؟
ـ كان هذا قبل سفري إلى أميركا، فقد أصر أن يكون آخر شخص أراه في المطار. وقتها أوصاني أن أعود إلى وطني ولا أبعد عنه كثيراً، لذلك بعد عودتي لمصر كان أول شيء أفعله هو زيارة قبر حليم.
• وما الذي تخبريننا به عن علاقتك برشدي أباظة؟
ـ رشدي من أكثر الفنانين الذي دبروا لي مقالب حتى أكثر من عبدالحليم، فقد كان يتمتع بخفة ظل وروح حلوة، وصعب أن أجد شخصاً مثله، فدائماً كنتُ في أول يوم تصوير لا بُد أن أجد غرفتي مملوءة بالورد. ولا أنسى مقلباً عمله فيّ بالاشتراك مع فطين عبدالوهاب أثناء تصوير «آه من حواء»، عندما كنتُ أمثل مشهداً وأنا أحاول أن «أطفش» عريساً تقدم لخطبتي، وتركوني أحرك أنفي وحواجبي نصف ساعة، من دون أن يوقفوا التصوير «وهمَّ ميتين من الضحك خلف الكاميرا».
• وهل هناك أفلام قدمتِها مجاملة لأصحابها؟
ـ هناك فيلمان شاركت فيهما كضيفة شرف، أحدهما مع الفنانة شادية، التي أكنّ لها كل احترام وتقدير، وكنتُ في هذا الفيلم أجسد دور ابنتها. والفيلم الآخر هو «أدهم الشرقاوي»، الذي يعد أول بطولة مطلقة لعبدالله غيث، وأردتُ مساعدته في بداية طريقه، ونجح هذا الفيلم، وأعتقد أن أحد أهم أسرار نجاحه هو أغاني حليم.
• وكيف كانت العلاقة بينك وبين نجمات جيلك، مثل شادية وفاتن حمامة؟
ـ شادية من أطيب الشخصيات التي قابلتُها في الوسط الفني، وأذكر أول مرة كلمتني فيها بعد فيلم «الوسادة الخالية» التي كانت مرشحةً له هي وفاتن حمامة، وقالت لي بالنص: «إنتِ قدمتِ الدور أحسن مما كنت هقدمه»، وأضافت قائلةً: «انتِ حققتِ شهرة ونجومية لم يحققها وجه جديد من قبل»، وهذه الكلمات أعتز بها جداً حتى الآن، وهذا ما جعلني أوافق على مشاركتها كضيفة شرف في أحد أعمالها.
في الحلقة المقبلة:
• لم أكن أحب الاختلاط بالوسط الفني وارتياد الحفلات... فاتهموني بالغرور!
• نظام عبدالناصر اعتقل زوجي يوماً... فقررنا الهجرة إلى أميركا
• كان يسعدني وصفي بالثقافة والخُلُق وجودة التمثيل أكثر من الجمال
• لا أخجل من أفلامي... وأعتز جداً بفيلم «وا إسلاماه» لتجسيده عظمة ديننا
• أين الأفلام التي نقدمها للعالم لتصحيح الأخطاء المنتشرة عن الإسلام؟
• عالمية عمر الشريف نموذج استثنائي... «عمل اللي محدش عمله»!
• كنتُ المرشحة الأولى لـ «خلي بالك من زوزو»... وسفري منعني من تقديمه