نسمات

بقي ثلثا رمضان... فرصة؟!

تصغير
تكبير
مضى ثلث شهر رمضان الفضيل بسرعة كبيرة، ولا نذكر إلا أول يوم بدأنا فيه الصيام كان صعبا على الكثيرين ثم مالبثنا الا ان تعودنا على الصيام واصبحنا لا نفكر فيه، حتى موائدنا التي امتلأت بشتى اصناف الطعام وقت الفطور قد مللنا من كثرة ما تذوقنا فيها من اصناف!!

لم يبق امامنا من حديث نكرره ونستمتع به غير كتاب الله تعالى، وللاسف فان مساجدنا هجرها القراء القدامى الذين كانوا يقرأون جزءا كاملا في كل ليلة او اكثر، وبقي ائمة يتسابقون على ارضاء الناس بقراءات قصيرة قد لا نشعر بها بالخشوع، والكل قد تعلق قلبه ببرنامج ما بعد التراويح وكم من الدواوين وراءه ليمر عليها ويهنئ من فيها او الغبقات الليلية التي لا تنتهي!!


لسنا يائسين من بطء استجابة قلوبنا ومشاعرنا للوحي القرآني والتفاعل مع كتاب الله، ونسأل الله تعالى ان يكون في ما تبقى من هذا الشهر الفضيل مجال للتعلم والاستفادة من مدرسة القرآن الكريم ولتعويض ما فاتنا من تفريط فيه، فلابد من تشمير الساعد لتدارك ما فات ولاغتنام ما تبقى من خيرات وبركة في رمضان، لاننا ان لم نفعل ذلك هذا العام، فمن يدري هل سنعيش إلى رمضان القادم لنستدرك ما فاتنا!!

الغرب يتفاعل مع رمضاننا!

اوروبا والولايات المتحدة الأميركية عاشت مآسينا في هذا الشهر الكريم، ونحن عشنا مآسيها، فلاشك ان العمليات الارهابية التي قام بها مسلمون في فلوريدا وفرنسا قبل ايام قد اقضّت مضاجع الغرب وجعلتهم يتساءلون: لماذا يكرهنا المسلمون إلى هذه الدرجة ويسعون لقتل ابنائنا!!

بل ان تلك الاحداث المؤلمة كانت فرصة سانحة للسياسيين الغربيين لاثبات حبهم لبلدانهم عن طريق اثارة الكراهية ضد المسلمين فقد شاهدنا المرشح الجمهوري ترامب يستغل تفجيرات فلوريدا لكي يطالب اوباما بالتنحي عن الرئاسة لانه فشل في حماية الولايات المتحدة من الخطر الاسلامي القادم، واتهم المرشحة هيلاري كلينتون بالخوف من ذكر كلمة الخطر الاسلامي، بينما رد عليه اوباما بقوة قائلا له بأنك بهذا الاتهام تعزز كلام «داعش» عن كراهية الغرب للاسلام وتشجع المزيد من المسلمين على سلوك منهج التطرف والعنف!!

والحقيقة هي اننا ضحية منهجين اميركيين متضادين لكنهما يؤديان إلى نفس النتيجة: منهج ترامب وهو نفس منهج سابقه جورج بوش الذي اراد تأديب المسلمين - المجرمين!! - عن طريق احتلال بلادهم وقتل شعوبهم وفرض التعليمات الانجيلية عليهم غصبا، وبين منهج اوباما ومن بعده كلينتون اللذين يغدقان علينا من المدح والثناء ويرفضان استخدام العبارات الجارحة ضدنا، لكنهم يتبعان سياسات الاقصاء والتهميش ضدنا، ويدعمان اعداءنا لتحقيق ما يريدون من تآمر ضدنا!!

اذا دعونا لا نهتم كثيرا لتنافس مرشحي الرئاسة الأميركية في شتمنا، ففي النهاية، نحن لسنا الا جسرا يعبرون عليه لتحقيق طموحاتهم وتنفيذ التآمر الغربي ضدنا!!

اما كوننا نعيش مآسي اوروبا فيتمثل في اندفاع شبابنا المحموم تجاه المباريات الاوروبية ونسيانهم ما يتطلبه الشهر الفضيل من روح ايمانية وتفرغ للعبادة من اجل متابعة الدوري الاوروبي الحالي!!

وهنالك سؤال طالما سألته: تصوروا لو ان مباراة مهمة جرت ليلة السابع والعشرين من الشهر، فهل سيتركها الشباب من اجل العبادة ام العكس؟!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي