نقاد وكتّاب تحدثوا لـ «الراي» عن أسباب استمرار تسيّد الرواد
سيطرة الكبار على الكوميديا... تكشف واقع نجومية الأجيال المتعاقبة

سعد الفرج

عادل إمام مع ابنه المخرج رامي إمام

عبدالحسين عبدالرضا في مشهد من «أبوالملايين»

بدر محارب

طارق الشناوي

عادل إمام

فهد الهاجري

عبدالحسين عبدالرضا

سعد الفرج في مسرحية «عنبر و11 سبتمبر»

عبدالمحسن الشمري

عبدالستار ناجي

خيرية البشلاوي

حسين المسلم















حسين المسلم: الفنانون الشباب يحصلون على الكثير من الإعجاب... لكنه شخصي ولا علاقة له بالفن
عبدالمحسن الشمري: رغم الإمكانات... الجيل الجديد لم يحقق الكثير وهناك من تفهّم النجومية بشكل مغاير
بدر محارب: الرواد حفروا في الصخر... ومن الصعب تكرار الظواهر
فهد الهاجري: الجيل الجديد مهتم بـ «السناب شات»
عبدالستار ناجي: جيل الشباب يتأثر بسرعة ويعمل مع أي كاتب من دون التفكير في مستقبله
خيرية البشلاوي: عادل إمام حالة فنية محاطة بإمبراطورية
طارق الشناوي: «الزعيم» نموذج استثنائي... وجيل هنيدي وسعد لا يتمتع بالذكاء
عبدالمحسن الشمري: رغم الإمكانات... الجيل الجديد لم يحقق الكثير وهناك من تفهّم النجومية بشكل مغاير
بدر محارب: الرواد حفروا في الصخر... ومن الصعب تكرار الظواهر
فهد الهاجري: الجيل الجديد مهتم بـ «السناب شات»
عبدالستار ناجي: جيل الشباب يتأثر بسرعة ويعمل مع أي كاتب من دون التفكير في مستقبله
خيرية البشلاوي: عادل إمام حالة فنية محاطة بإمبراطورية
طارق الشناوي: «الزعيم» نموذج استثنائي... وجيل هنيدي وسعد لا يتمتع بالذكاء
من السهل الوصول إلى القمة، لكن من الصعب الحفاظ عليها... وهذا الكلام ينطبق على صراع بين أجيال الكوميديا في الكويت ومصر والوطن العربي على القمة، وأجيال أخرى تبحث عن مخرج لتعود إلى تلك القمة.
فسيطرة الكبار والرواد على الكوميديا وغياب الجيل الثاني وجيل الشباب، خصوصاً في الأعمال الرمضانية، أمر أصبح واضحاً ويطرح الكثير من الأسئلة، في ظل توافر الإمكانات والتقنيات والوسائل العلمية التي من شأنها التي تصقل موهبة هؤلاء. وهذا ما يفسر استمرار فنانين تخصصوا وأبدعوا في الكوميديا، أمثال عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج ومن هم من جيلهما ممن رحلوا أمثال خالد النفيسي وغانم الصالح وعلي المفيدي، وكذلك في مصر أمثال الراحلين فؤاد المهندس وعبدالمنعم إبراهيم وعبدالمنعم مدبولي وإسماعيل يس، وغيرهم من العمالقة حتى نصل إلى التألق المتواصل والحضور القوي لعادل إمام هناك، أمام جيل الشباب وجيل الوسط الذي يجلس بعض منهم في بيوتهم بعد بزوغ نجمهم بفترة، أو يسطعون ثم سرعان ما يتوارون. كما أن عدم وجود تأثير لهؤلاء في الكوميديا والساحة الفنية بشكل يتناسب مع تاريخهم، يحتاج إلى تفسير ومراجعة مهمة، سواء على مستوى الأعمال أو الظهور، إذ ما زال الكبار هم من يملؤون الفراغ الكوميدي من خلال أعمال فنية ذات قيمة إبداعية حقيقية بعيدة عن اللغو، في حين الجيل الجديد منشغل بالكثير من المشاريع الفنية التي غالباً ما تغيب أو تظهر متأخرة ثم تعرض وتنتهي من دون تأثير.
«الراي» استطلعت آراء عدد من النقاد والكتّاب والصحافيين والفنانين، في الكويت ومصر، للوقوف على أسباب استمرار نجومية العمالقة، وعدم نجاح الأجيال المتعاقبة في الحفاظ على هذه النجومية.
الكاتب بدر محارب، اعتبر في كلامه لـ«الراي» أن جيل الرواد قد حفر في الصخر، وصنع نفسه من خلال إمكانات قليلة جداً، وخبرات السنين كفيلة أن تجعله رقم واحد الآن، وقال: «سيطرة جيل الرواد على الكوميديا وفشل الجيلين الثاني والثالث، أتى بسب الأخطاء التي وقعوا فيها الأخيرين في عدم تقديم أنفسهم بشكل يؤسس لهم بشكل جيد لدى الجماهير من خلال اختيار الموضوعات التي يقدمونها وكذلك عناصر العمل مثل المؤلف والمخرج، بل هم يعتمدون على أناس ضعاف للغاية»، مشيراً إلى أنهم لم يستفيدوا من وسائل الانتشار في ظل المنافسات الجديدة، خصوصاً من الفن السعودي الذي أصبح موجوداً في الساحة الفنية الخليجية.
ولفت محارب إلى ضرورة الاعتراف بالظواهر الفنية الموهوبة التي لا تتكرر، «بمعنى أن هناك عبدالحسين عبدالرضا في الخليج وفؤاد المهندس في مصر، ومن الصعب تكرار الظواهر، والدليل أن نجيب الريحاني ظاهرة وكذلك سعد الفرج وحياة الفهد وسعاد عبدالله وماري منيب وعادل خيري وعادل إمام... حتى أم كلثوم ظاهرة صعب تكرارها، والجيل الجديد الموجود لدينا حالياً، لديه جمهور، ولكن لم يشكل أحد منهم ظاهرة حتى الآن».
ووصف العميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور حسين المسلم، غالبية الجيل الثاني وجيل الشباب، بأنهم يشبهون بعضهم البعض ولا يوجد لديهم تطوير في الأداء ولم يحققوا بصمة وكأنهم كالموظف صاحب المنصب عندما يترك منصبه لا يذكره أحد. وأضاف لـ«الراي»: «علينا أولاً أن نتفق بأن موضوع الريادة في الفن يأتي دائماً مع عامل الزمن ونوعية الأعمال التي تقدم للناس، لأن الريحاني ليس أفضل من فنانين كثيرين، ولكن الجيل الثاني وجيل الشباب إذا كان لديهم مقدرة على الإبداع مع عامل الزمن، باستطاعتهم أن يحققوا نصراً جماهيرياً باقتدار، لكن مع الأسف متعجلين وليس لدى الكثير منهم تطور في الأداء، ولذلك أصبحوا متشابهين»، مشيراً إلى أن جيل الرواد أصبح ماركة في الكوميديا تحديداً، لأنه لم يكرر نفسه على الأقل في آخر 20 سنة.
واعتبر أن تكرار الفنانين لأنفسهم وانتقالهم من العمل التلفزيوني إلى الإذاعي بالشكل الذي يحدث الآن، هو استهلاك وتكرار، بل يعمل على عدم اشتياق الجمهور للفنان، مشدداً على أن عدم اعتناء الفنان بنفسه وطريقة ظهوره وما يقدمه للجمهور، سبب رئيسي في تراجعه.
وأوضح المسلم أن الفنانين الشباب يحصلون على الكثير من الإعجاب، ولكن هذا الإعجاب يكون شخصياً ولا علاقة له بالفن، فضلاً عن غياب التدريبات والاعتناء بالقدرات، وهو ما أصاب الجيل الجديد بالتراجع في الكوميديا، لافتاً إلى «أن الفنان في هوليوود ينمّي قدراته ويعمل في المسرح من وقت إلى آخر من أجل ذلك، حتى لو بالمجّان حتى يظل موهوباً».
أما عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور فهد الهاجري، فأكـــد أن الغالبية من الجيل الثاني وجيل الشباب، منهم لم يعد له تأثير في الكوميديا ولم يعد الجمهور يتقبله، ليس بسبب التكرار فحسب، ولكن بسبب غياب القيم الاجتماعية الحقيقية التي تؤثر في الناس.
وقال: «علينا أن نعترف بكل هدوء أن الكوميديا الــــتي تقدم من قبل هؤلاء لن تصل في مضمونها إلى 5 فـــــي المئة مما قدمه الرواد الذين اعتمدوا على موهبتهم واختاروا موضوعات لها علاقة مباشـــــرة بهمـــوم الناس، لذلك امتلكوا الجرأة في الطرح والتنـــاغم في الأداء»، مشـــــيراً إلـــــى أن «الكثير من نجوم الكوميديا الآن يريد أن يكون النجم الأوحد في العمل وينتقي معه مجموعة من الأسماء التي لا يعرفها أحد، لذا لن يكون له تأثير يسجل في وجدان الناس».
واعتبر الهاجري «أن الممثلين المهتمين بالكوميديا في الخليج والكويت على وجه الخصوص غالبيتهم يقوم بتصرفات غريبة الشكل في المواقع الإعلانية وبرامج الهاتف النقال، فهو يصور نفسه في (سناب شات) وهو يأكل ويشرب وهو يركب السيارة وأثناء نومه، ولولا خوفه من اللوم لصوّر نفسه في أماكن أخرى، وهذا خطأ كبير واستهلاك خطير للفنان»، مشدداً على أن الفنانين في العالم يتعاملون مع هذه الوسائل بشكل راق وفي حدود ضيقة للغاية، ويكون هناك سبب مقنع للظهور فيه.
بدوره، شدد الناقد والزميل عبدالستار ناجي على أن الرواد اعتمدوا على نصوص تؤسس لهم، فضلاً عن اختياراتهم ومن يعمل معهم ويساعدهم بشكل دقيق. وأضاف: «جيل عبدالحسين وسعد الفرج وسعاد عبدالله، يعتمد على مجاميع كبيرة تعمل معه، حتى إذا غابوا عن المشهد الكوميدي لا يهبط إيقاع العمل، بالإضافة إلى اختيارهم طريقة الظهور وما يقال وما يقــدم، في الوقت الذي يعتمد فيه الكثير من الجيل الثاني وجيل الشباب في أعمالهم على عبارات مليئة بالسخرية لمجرد الضحك، بمعنى أنه مجرد لغو».
وتساءل: «هل يُعقل أن عادل إمام منذ 50 عاماً هو الأول في الكوميديا في مصر بعدما راح الريحاني وغيره؟ أين محمد هنيدي وزملاؤه وأبناء جيله... فالقضية باختصار شديد، أن الفنان ليس كاتباً أو مخرجاً.
الكبار يختارون نصوصاً، ومن الســـهل أن يــــبتــعــــدوا إذا لم يجــــدوا أعمالاً مميــــزة، بينما جيل الشباب يتأثر بسرعة ويعمل مع أي كاتــب من دون التفكيــر في مستقبله»، لافتاً إلى أن البعض يكتب لنفسه، ولكن لن يكون كل ما يـــقــــدمه صـــواباً.
من ناحيته، شدد الناقد والزميل عبدالمحسن الشمري على أن تسيّد الرواد للكوميديا حتى الآن يعود إلى اختيارهم للأعمال المناسبة التي تحمل قيمة وفعلاً درامياً كوميدياً معتبراً. وقال: «عبدالحسين عبدالرضا أو عادل إمام وغيرهما من الرواد، يكون لديهم كمّ كبير من النصوص، ورغم ذلك يختارون نصاً واحداً من بين كمّ، لأنهم يبحثون عما يضيف إليهم بعيداً عن العواطف، بينما غالبية أبناء الجيل الذي جاء من بعدهم يتعاملون مع بعض الكتاب الذين سرعان ما يختفون من الساحة ولا أعلم لماذا، فضلاً عن وجود تسرّع عجيب لديهم»، مشيراً إلى أن عدم اختيار النص والمخرج والممثلين بشكل جيد لدى الجيل الثاني، تسبب لهم في مشكلة الاستهلاك وعدم القبول الكافي من الجمهور، رغم جميع الإمكانات المتاحة لهم.
وأضاف أن وجود كل وسائل الانتشار، وكذلك تحديث التقنيات والسينوغرافيا، ووجود كمّ هائل من التكنولوجيا الآن في صناعة الفن من دون أن يبرز الجيل الثاني وجيل الشباب ويحقق بصمة مثلما حقق الرواد، يدل على غياب الموهبة الحقيقية لدى الغالبية منهم، في الوقت الذي يؤكد على موهبة الرواد وإمكاناتهم الغزيرة، ملمحاً إلى أن هناك من تفهم النجومية بشكل مغاير ومختلف ولذلك تراجع.
في مصر، بدأ الناقد الفني المصري طارق الشناوي، حديثه عن جيل الكبار، بأنه جيل يتمتع بــالذكاء الذي يدير الموهـــبة ويجعلها تفرض نفســها مهما مرّ الزمن.
وقال الشناوي لـ «الراي»: «إذا تحدثنا عن الفنان عادل إمام، فهو نموذج استثنائي لفنان تربع على عرش الكوميديا لمدة تجاوزت 40 عاماً، وهذا ليس في مصر فقط، ولكن على مستوى العالم. فلا يوجد فنان استمر ونجمه ارتفع كلما مر به الزمن مثل عادل إمام، فهو لديه ذكاء، ودائماً يراهن في أعماله على جيل جديد وعصري في اختياراته»، لافتاً إلى «أنه يعلم جيداً مفرادات الكوميديا لهذا الجيل والزمن الذي نعيش فيه من ناحية النكت والأفشــــات والحــــركات».
وأضاف: «من يشاهد مسلسله الأخير في رمضان، يعرف جيداً أنه أصبح أكثر ذكاء، حيث أعطى مساحة ومشاهد كبيرة للشباب، مثل خالد سرحان وخالد سليم، ولم يعد يستحوذ على الشاشة كما كان في أعمال سابقة، وهذا ذكاء شديد منه».
وتابع الشناوي: «لو نظرنا إلى جيل الوسط من الكوميديانات، مثل محمد سعد وهاني رمزي وهنيدي وأحمد آدم، فهو جيل لا يتمتع بالذكاء، حيث يفتقدون العقل الذي يدير الموهبة، وهذا شيء مهم جداً، والزمن ليس في صالحهم، خصوصاً أن الكوميديا متجددة كل يوم، وإذا لم يجددوا في مفرادات الكوميديا التي يقدمونها، فلن يستطيعوا مواجهة الجيل الجديد، مثل شباب مسرح مصر، والاستثناء من هذا الجيل هو أحمد حلمي».
وأشار إلى إن إفلاس بعض الفنانين من هذا الجيل، جعلهم يقدمون أعمالاً دون المستوى، بجانب تراجع عروض المنتجين لهم. وأعطى مثالاً على ذلك تجربة هاني رمزي في برنامج «هاني في الأدغال».
وأشار كذلك إلى أحمد مكي، الذي قدم أجزاء اعتبرها غير ناجحة من مسلسل «الكبير أوي»، أما محمد سعد، فرأى أن تجاربه في الكوميديا أثبتت تراجعها، سواء في مسلسلي «أطاطا» و«شمس الأنصاري»، وأخيرا برنامج «وش السعد».
الناقدة خيرية البشلاوي، ترى أن استمرار أي فنان لفترة طويلة يرجع إلى وجود طلب عليه، فهو مثل سلعة زيادة الطلب عليها هي التي تجعلها تستمر، والفنان مثل السلعة، كلما يقبل الجمهور على أعماله، سواء في الدراما أو المسرح أو السينما، يقبل المنتجون على تقديم أعمال له ويرتفع سعره، ومن هنا يأتي الاستمرار.
وتابعت البشلاوي لـ«الراي»: «عادل إمام حالة فنية محاطة بإمبراطورية، بداية من المنتج الذي يلبي طلباته والمؤلف الذي يفصّل له الأدوار والمخرج الذي يدير الأمر، وهذا لا يعيب عادل إمام، لكن يوضح كيف يستمر، وهذا ذكاء لأنه استمر طيلة هذه السنوات على القمة واستطاع عمل اسم. المنتجون يبيعون الأعمال باسمه، وتورتة الإعلانات تقبل على الفضائيات التي تشتري أعماله، ومن الممكن أن نصفه بالماركة التي تبيع إذا تحدثنا بلغة السوق، خصوصاً أن صناعة الدراما أصبحت قائمة بالدرجة الأولى على الإعلانات».
وأضافت: «لا نستطيع أن نضع عادل إمام أو محمود عبدالعزيز أو يحيى الفخراني في مستوى مع هنيدي وسعد وآدم ورمزي وغيرهم من هؤلا النجوم، لأن هذه الأسماء لم تعد أعمالهم تبيع».
وأشارت البشلاوي، إلى أن الذي وضع عادل إمام على القمة هو ذوق الجمهور، والاستمرار لـــــهذا الفنان يعني أن ذوق الجمهور لم يتغير.
وقال الناقد الفني محمود قاسم: «إن الزعيم عادل إمام يمتلك روحاً فكاهية، بالإضافة إلى موهبته الكبيرة التي يعمل على تنميها من وقت إلى آخر، فهو يحرص على أن يبتكر في الأدوار التي يقدمها، ولا يقدم أي عمل مكرر، ما يجعل الجمهور في تشوق دائم لرؤية العمل الدرامي الذي يقدمه... هذا بالنسبة إلى الأعمال الدرامية».
وأضاف، في تصريحه لـ«الراي»: «أما في الأعمال السينمائية والمسرح، فهو يمتلك موهبة غير طبيعية تجعله قادراً على التنقل بين الأعمال الفنية بكل سهولة، ولديه القدرة على إخراج كل شكل فني على أكمل وجه من دون أن يأتي على حساب أي عمل فني يقدمه»، لافتاً إلى أن «المذاكرة الجيدة للدور، من ضمن الأسباب التي تجعل الفنان عادل إمام يتربع على عرش الكوميديا حتى اليوم، فهو يحرص باستمرار على قراءة السيناريو الذي يعرض عليه بشكل تفصيلي، ويقوم برسم مبدئي للدور المفترض أن يقوم به ويخترع له قالباً فنياً جديداً يطل به على الجمهور».
وشدد، على أن «الزعيم» لا يعتمد على موهبته الفنية فقط كما يفعل عدد كبير من الفنانين في الأيام الحالية، «فالاعتماد على الموهبة فقط من دون دراسة الدور بشكل جيد والتدريب عليه يقلل من جودة الأداء الــــذي يقـــــوم به أي فنان، وربما يكـــــون ذلك هو السبب في عدم تواجد هنيدي على الساحة مثلما بدأ مشواره الفني، وتكرار الفنان محمد سعد لطبيعة الأدوار التي يقدمها وراء اختفائه وعدم زيادة نجوميته خلال السنوات الماضية، لأن الجمــهور سرعان ما يمل ويــــبحث عــــن الجديد».
بدورها، قالت الناقدة ماجدة خيرالله: «الزعيم لديه عدد كبير من عوامل النجاح المتكاملة، كلها سبب في تواجده بشكل قوي على الساحة الفنية، ومن بينها الإنتاج الضخم والسيناريو الجيد، بالإضافة إلـــى مجهوده الشخصي الذي يقوم به قبل تقديمه لأي دور، فهو يحرص على اختيار السيناريو الذي يقدمه، سواء في السينما أو التلفزيون بشكل دقيق وتفصيلي، ويهتم بتفاصيل الشخصية التي يقدمها، بالإضافة إلى الإنتاج الضخم الذي يســــاعده على تقديم أفضل ما لديه».
وأضافت لـ«الراي»: «العمل الفني متكامل ولا يتجزأ، وهو يحرص على التركيز في كل عوامل نجاح أي عمل فني، حيث يقوم بدراسة الشخصية التي يظهر بها على الجمهور بشكل تفصيلي لناحية الشكل والمضمون وطبيعة الوقت الذي يقدم فيه الشخصية، بالإضافة إلى اختياره للمؤلف الجيد الذي يظهر الشخصية بشكل جديد، ولا نستطيع أن نغفل موهبته الكبيرة التي يعمل على تنميتها بشكل مستمر من خلال متابعة الجمهور واتجاهاته وتقديم الأعمال الفنية الــتي ترضي الجمهور».
وقالت خيرالله: «إن سبب اختفاء هنيدي ومحمد سعد، وغيرهما من نجوم هذا الجيل، هو اعتمادهم على نجاحهم الكبير في البداية واعتمادهم على شخصيات مكررة سبق أن نجحت مع الجمهور، فالزعيم رغم طول مشواره الفني، فإنه لم يقم طول مدة تاريخه الفني بتكرار أي شخصية، حتى إن كانت ناجحة ومؤثرة مع الجمهور، وهذا هو سر حب الجمهور المصري والعربي للزعيم حتى الوقت الحالي، فهو يحترم جمهوره في المقام الأول، ويحرص على إرضائه باستمرار، وبالتالي تكون النتيجة استمرار نجاحه منذ أن بدأ مشواره الفني حتى الوقت الحالي، وقدرته على الوصول لكل الفئات العمرية».
فسيطرة الكبار والرواد على الكوميديا وغياب الجيل الثاني وجيل الشباب، خصوصاً في الأعمال الرمضانية، أمر أصبح واضحاً ويطرح الكثير من الأسئلة، في ظل توافر الإمكانات والتقنيات والوسائل العلمية التي من شأنها التي تصقل موهبة هؤلاء. وهذا ما يفسر استمرار فنانين تخصصوا وأبدعوا في الكوميديا، أمثال عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج ومن هم من جيلهما ممن رحلوا أمثال خالد النفيسي وغانم الصالح وعلي المفيدي، وكذلك في مصر أمثال الراحلين فؤاد المهندس وعبدالمنعم إبراهيم وعبدالمنعم مدبولي وإسماعيل يس، وغيرهم من العمالقة حتى نصل إلى التألق المتواصل والحضور القوي لعادل إمام هناك، أمام جيل الشباب وجيل الوسط الذي يجلس بعض منهم في بيوتهم بعد بزوغ نجمهم بفترة، أو يسطعون ثم سرعان ما يتوارون. كما أن عدم وجود تأثير لهؤلاء في الكوميديا والساحة الفنية بشكل يتناسب مع تاريخهم، يحتاج إلى تفسير ومراجعة مهمة، سواء على مستوى الأعمال أو الظهور، إذ ما زال الكبار هم من يملؤون الفراغ الكوميدي من خلال أعمال فنية ذات قيمة إبداعية حقيقية بعيدة عن اللغو، في حين الجيل الجديد منشغل بالكثير من المشاريع الفنية التي غالباً ما تغيب أو تظهر متأخرة ثم تعرض وتنتهي من دون تأثير.
«الراي» استطلعت آراء عدد من النقاد والكتّاب والصحافيين والفنانين، في الكويت ومصر، للوقوف على أسباب استمرار نجومية العمالقة، وعدم نجاح الأجيال المتعاقبة في الحفاظ على هذه النجومية.
الكاتب بدر محارب، اعتبر في كلامه لـ«الراي» أن جيل الرواد قد حفر في الصخر، وصنع نفسه من خلال إمكانات قليلة جداً، وخبرات السنين كفيلة أن تجعله رقم واحد الآن، وقال: «سيطرة جيل الرواد على الكوميديا وفشل الجيلين الثاني والثالث، أتى بسب الأخطاء التي وقعوا فيها الأخيرين في عدم تقديم أنفسهم بشكل يؤسس لهم بشكل جيد لدى الجماهير من خلال اختيار الموضوعات التي يقدمونها وكذلك عناصر العمل مثل المؤلف والمخرج، بل هم يعتمدون على أناس ضعاف للغاية»، مشيراً إلى أنهم لم يستفيدوا من وسائل الانتشار في ظل المنافسات الجديدة، خصوصاً من الفن السعودي الذي أصبح موجوداً في الساحة الفنية الخليجية.
ولفت محارب إلى ضرورة الاعتراف بالظواهر الفنية الموهوبة التي لا تتكرر، «بمعنى أن هناك عبدالحسين عبدالرضا في الخليج وفؤاد المهندس في مصر، ومن الصعب تكرار الظواهر، والدليل أن نجيب الريحاني ظاهرة وكذلك سعد الفرج وحياة الفهد وسعاد عبدالله وماري منيب وعادل خيري وعادل إمام... حتى أم كلثوم ظاهرة صعب تكرارها، والجيل الجديد الموجود لدينا حالياً، لديه جمهور، ولكن لم يشكل أحد منهم ظاهرة حتى الآن».
ووصف العميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور حسين المسلم، غالبية الجيل الثاني وجيل الشباب، بأنهم يشبهون بعضهم البعض ولا يوجد لديهم تطوير في الأداء ولم يحققوا بصمة وكأنهم كالموظف صاحب المنصب عندما يترك منصبه لا يذكره أحد. وأضاف لـ«الراي»: «علينا أولاً أن نتفق بأن موضوع الريادة في الفن يأتي دائماً مع عامل الزمن ونوعية الأعمال التي تقدم للناس، لأن الريحاني ليس أفضل من فنانين كثيرين، ولكن الجيل الثاني وجيل الشباب إذا كان لديهم مقدرة على الإبداع مع عامل الزمن، باستطاعتهم أن يحققوا نصراً جماهيرياً باقتدار، لكن مع الأسف متعجلين وليس لدى الكثير منهم تطور في الأداء، ولذلك أصبحوا متشابهين»، مشيراً إلى أن جيل الرواد أصبح ماركة في الكوميديا تحديداً، لأنه لم يكرر نفسه على الأقل في آخر 20 سنة.
واعتبر أن تكرار الفنانين لأنفسهم وانتقالهم من العمل التلفزيوني إلى الإذاعي بالشكل الذي يحدث الآن، هو استهلاك وتكرار، بل يعمل على عدم اشتياق الجمهور للفنان، مشدداً على أن عدم اعتناء الفنان بنفسه وطريقة ظهوره وما يقدمه للجمهور، سبب رئيسي في تراجعه.
وأوضح المسلم أن الفنانين الشباب يحصلون على الكثير من الإعجاب، ولكن هذا الإعجاب يكون شخصياً ولا علاقة له بالفن، فضلاً عن غياب التدريبات والاعتناء بالقدرات، وهو ما أصاب الجيل الجديد بالتراجع في الكوميديا، لافتاً إلى «أن الفنان في هوليوود ينمّي قدراته ويعمل في المسرح من وقت إلى آخر من أجل ذلك، حتى لو بالمجّان حتى يظل موهوباً».
أما عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور فهد الهاجري، فأكـــد أن الغالبية من الجيل الثاني وجيل الشباب، منهم لم يعد له تأثير في الكوميديا ولم يعد الجمهور يتقبله، ليس بسبب التكرار فحسب، ولكن بسبب غياب القيم الاجتماعية الحقيقية التي تؤثر في الناس.
وقال: «علينا أن نعترف بكل هدوء أن الكوميديا الــــتي تقدم من قبل هؤلاء لن تصل في مضمونها إلى 5 فـــــي المئة مما قدمه الرواد الذين اعتمدوا على موهبتهم واختاروا موضوعات لها علاقة مباشـــــرة بهمـــوم الناس، لذلك امتلكوا الجرأة في الطرح والتنـــاغم في الأداء»، مشـــــيراً إلـــــى أن «الكثير من نجوم الكوميديا الآن يريد أن يكون النجم الأوحد في العمل وينتقي معه مجموعة من الأسماء التي لا يعرفها أحد، لذا لن يكون له تأثير يسجل في وجدان الناس».
واعتبر الهاجري «أن الممثلين المهتمين بالكوميديا في الخليج والكويت على وجه الخصوص غالبيتهم يقوم بتصرفات غريبة الشكل في المواقع الإعلانية وبرامج الهاتف النقال، فهو يصور نفسه في (سناب شات) وهو يأكل ويشرب وهو يركب السيارة وأثناء نومه، ولولا خوفه من اللوم لصوّر نفسه في أماكن أخرى، وهذا خطأ كبير واستهلاك خطير للفنان»، مشدداً على أن الفنانين في العالم يتعاملون مع هذه الوسائل بشكل راق وفي حدود ضيقة للغاية، ويكون هناك سبب مقنع للظهور فيه.
بدوره، شدد الناقد والزميل عبدالستار ناجي على أن الرواد اعتمدوا على نصوص تؤسس لهم، فضلاً عن اختياراتهم ومن يعمل معهم ويساعدهم بشكل دقيق. وأضاف: «جيل عبدالحسين وسعد الفرج وسعاد عبدالله، يعتمد على مجاميع كبيرة تعمل معه، حتى إذا غابوا عن المشهد الكوميدي لا يهبط إيقاع العمل، بالإضافة إلى اختيارهم طريقة الظهور وما يقال وما يقــدم، في الوقت الذي يعتمد فيه الكثير من الجيل الثاني وجيل الشباب في أعمالهم على عبارات مليئة بالسخرية لمجرد الضحك، بمعنى أنه مجرد لغو».
وتساءل: «هل يُعقل أن عادل إمام منذ 50 عاماً هو الأول في الكوميديا في مصر بعدما راح الريحاني وغيره؟ أين محمد هنيدي وزملاؤه وأبناء جيله... فالقضية باختصار شديد، أن الفنان ليس كاتباً أو مخرجاً.
الكبار يختارون نصوصاً، ومن الســـهل أن يــــبتــعــــدوا إذا لم يجــــدوا أعمالاً مميــــزة، بينما جيل الشباب يتأثر بسرعة ويعمل مع أي كاتــب من دون التفكيــر في مستقبله»، لافتاً إلى أن البعض يكتب لنفسه، ولكن لن يكون كل ما يـــقــــدمه صـــواباً.
من ناحيته، شدد الناقد والزميل عبدالمحسن الشمري على أن تسيّد الرواد للكوميديا حتى الآن يعود إلى اختيارهم للأعمال المناسبة التي تحمل قيمة وفعلاً درامياً كوميدياً معتبراً. وقال: «عبدالحسين عبدالرضا أو عادل إمام وغيرهما من الرواد، يكون لديهم كمّ كبير من النصوص، ورغم ذلك يختارون نصاً واحداً من بين كمّ، لأنهم يبحثون عما يضيف إليهم بعيداً عن العواطف، بينما غالبية أبناء الجيل الذي جاء من بعدهم يتعاملون مع بعض الكتاب الذين سرعان ما يختفون من الساحة ولا أعلم لماذا، فضلاً عن وجود تسرّع عجيب لديهم»، مشيراً إلى أن عدم اختيار النص والمخرج والممثلين بشكل جيد لدى الجيل الثاني، تسبب لهم في مشكلة الاستهلاك وعدم القبول الكافي من الجمهور، رغم جميع الإمكانات المتاحة لهم.
وأضاف أن وجود كل وسائل الانتشار، وكذلك تحديث التقنيات والسينوغرافيا، ووجود كمّ هائل من التكنولوجيا الآن في صناعة الفن من دون أن يبرز الجيل الثاني وجيل الشباب ويحقق بصمة مثلما حقق الرواد، يدل على غياب الموهبة الحقيقية لدى الغالبية منهم، في الوقت الذي يؤكد على موهبة الرواد وإمكاناتهم الغزيرة، ملمحاً إلى أن هناك من تفهم النجومية بشكل مغاير ومختلف ولذلك تراجع.
في مصر، بدأ الناقد الفني المصري طارق الشناوي، حديثه عن جيل الكبار، بأنه جيل يتمتع بــالذكاء الذي يدير الموهـــبة ويجعلها تفرض نفســها مهما مرّ الزمن.
وقال الشناوي لـ «الراي»: «إذا تحدثنا عن الفنان عادل إمام، فهو نموذج استثنائي لفنان تربع على عرش الكوميديا لمدة تجاوزت 40 عاماً، وهذا ليس في مصر فقط، ولكن على مستوى العالم. فلا يوجد فنان استمر ونجمه ارتفع كلما مر به الزمن مثل عادل إمام، فهو لديه ذكاء، ودائماً يراهن في أعماله على جيل جديد وعصري في اختياراته»، لافتاً إلى «أنه يعلم جيداً مفرادات الكوميديا لهذا الجيل والزمن الذي نعيش فيه من ناحية النكت والأفشــــات والحــــركات».
وأضاف: «من يشاهد مسلسله الأخير في رمضان، يعرف جيداً أنه أصبح أكثر ذكاء، حيث أعطى مساحة ومشاهد كبيرة للشباب، مثل خالد سرحان وخالد سليم، ولم يعد يستحوذ على الشاشة كما كان في أعمال سابقة، وهذا ذكاء شديد منه».
وتابع الشناوي: «لو نظرنا إلى جيل الوسط من الكوميديانات، مثل محمد سعد وهاني رمزي وهنيدي وأحمد آدم، فهو جيل لا يتمتع بالذكاء، حيث يفتقدون العقل الذي يدير الموهبة، وهذا شيء مهم جداً، والزمن ليس في صالحهم، خصوصاً أن الكوميديا متجددة كل يوم، وإذا لم يجددوا في مفرادات الكوميديا التي يقدمونها، فلن يستطيعوا مواجهة الجيل الجديد، مثل شباب مسرح مصر، والاستثناء من هذا الجيل هو أحمد حلمي».
وأشار إلى إن إفلاس بعض الفنانين من هذا الجيل، جعلهم يقدمون أعمالاً دون المستوى، بجانب تراجع عروض المنتجين لهم. وأعطى مثالاً على ذلك تجربة هاني رمزي في برنامج «هاني في الأدغال».
وأشار كذلك إلى أحمد مكي، الذي قدم أجزاء اعتبرها غير ناجحة من مسلسل «الكبير أوي»، أما محمد سعد، فرأى أن تجاربه في الكوميديا أثبتت تراجعها، سواء في مسلسلي «أطاطا» و«شمس الأنصاري»، وأخيرا برنامج «وش السعد».
الناقدة خيرية البشلاوي، ترى أن استمرار أي فنان لفترة طويلة يرجع إلى وجود طلب عليه، فهو مثل سلعة زيادة الطلب عليها هي التي تجعلها تستمر، والفنان مثل السلعة، كلما يقبل الجمهور على أعماله، سواء في الدراما أو المسرح أو السينما، يقبل المنتجون على تقديم أعمال له ويرتفع سعره، ومن هنا يأتي الاستمرار.
وتابعت البشلاوي لـ«الراي»: «عادل إمام حالة فنية محاطة بإمبراطورية، بداية من المنتج الذي يلبي طلباته والمؤلف الذي يفصّل له الأدوار والمخرج الذي يدير الأمر، وهذا لا يعيب عادل إمام، لكن يوضح كيف يستمر، وهذا ذكاء لأنه استمر طيلة هذه السنوات على القمة واستطاع عمل اسم. المنتجون يبيعون الأعمال باسمه، وتورتة الإعلانات تقبل على الفضائيات التي تشتري أعماله، ومن الممكن أن نصفه بالماركة التي تبيع إذا تحدثنا بلغة السوق، خصوصاً أن صناعة الدراما أصبحت قائمة بالدرجة الأولى على الإعلانات».
وأضافت: «لا نستطيع أن نضع عادل إمام أو محمود عبدالعزيز أو يحيى الفخراني في مستوى مع هنيدي وسعد وآدم ورمزي وغيرهم من هؤلا النجوم، لأن هذه الأسماء لم تعد أعمالهم تبيع».
وأشارت البشلاوي، إلى أن الذي وضع عادل إمام على القمة هو ذوق الجمهور، والاستمرار لـــــهذا الفنان يعني أن ذوق الجمهور لم يتغير.
وقال الناقد الفني محمود قاسم: «إن الزعيم عادل إمام يمتلك روحاً فكاهية، بالإضافة إلى موهبته الكبيرة التي يعمل على تنميها من وقت إلى آخر، فهو يحرص على أن يبتكر في الأدوار التي يقدمها، ولا يقدم أي عمل مكرر، ما يجعل الجمهور في تشوق دائم لرؤية العمل الدرامي الذي يقدمه... هذا بالنسبة إلى الأعمال الدرامية».
وأضاف، في تصريحه لـ«الراي»: «أما في الأعمال السينمائية والمسرح، فهو يمتلك موهبة غير طبيعية تجعله قادراً على التنقل بين الأعمال الفنية بكل سهولة، ولديه القدرة على إخراج كل شكل فني على أكمل وجه من دون أن يأتي على حساب أي عمل فني يقدمه»، لافتاً إلى أن «المذاكرة الجيدة للدور، من ضمن الأسباب التي تجعل الفنان عادل إمام يتربع على عرش الكوميديا حتى اليوم، فهو يحرص باستمرار على قراءة السيناريو الذي يعرض عليه بشكل تفصيلي، ويقوم برسم مبدئي للدور المفترض أن يقوم به ويخترع له قالباً فنياً جديداً يطل به على الجمهور».
وشدد، على أن «الزعيم» لا يعتمد على موهبته الفنية فقط كما يفعل عدد كبير من الفنانين في الأيام الحالية، «فالاعتماد على الموهبة فقط من دون دراسة الدور بشكل جيد والتدريب عليه يقلل من جودة الأداء الــــذي يقـــــوم به أي فنان، وربما يكـــــون ذلك هو السبب في عدم تواجد هنيدي على الساحة مثلما بدأ مشواره الفني، وتكرار الفنان محمد سعد لطبيعة الأدوار التي يقدمها وراء اختفائه وعدم زيادة نجوميته خلال السنوات الماضية، لأن الجمــهور سرعان ما يمل ويــــبحث عــــن الجديد».
بدورها، قالت الناقدة ماجدة خيرالله: «الزعيم لديه عدد كبير من عوامل النجاح المتكاملة، كلها سبب في تواجده بشكل قوي على الساحة الفنية، ومن بينها الإنتاج الضخم والسيناريو الجيد، بالإضافة إلـــى مجهوده الشخصي الذي يقوم به قبل تقديمه لأي دور، فهو يحرص على اختيار السيناريو الذي يقدمه، سواء في السينما أو التلفزيون بشكل دقيق وتفصيلي، ويهتم بتفاصيل الشخصية التي يقدمها، بالإضافة إلى الإنتاج الضخم الذي يســــاعده على تقديم أفضل ما لديه».
وأضافت لـ«الراي»: «العمل الفني متكامل ولا يتجزأ، وهو يحرص على التركيز في كل عوامل نجاح أي عمل فني، حيث يقوم بدراسة الشخصية التي يظهر بها على الجمهور بشكل تفصيلي لناحية الشكل والمضمون وطبيعة الوقت الذي يقدم فيه الشخصية، بالإضافة إلى اختياره للمؤلف الجيد الذي يظهر الشخصية بشكل جديد، ولا نستطيع أن نغفل موهبته الكبيرة التي يعمل على تنميتها بشكل مستمر من خلال متابعة الجمهور واتجاهاته وتقديم الأعمال الفنية الــتي ترضي الجمهور».
وقالت خيرالله: «إن سبب اختفاء هنيدي ومحمد سعد، وغيرهما من نجوم هذا الجيل، هو اعتمادهم على نجاحهم الكبير في البداية واعتمادهم على شخصيات مكررة سبق أن نجحت مع الجمهور، فالزعيم رغم طول مشواره الفني، فإنه لم يقم طول مدة تاريخه الفني بتكرار أي شخصية، حتى إن كانت ناجحة ومؤثرة مع الجمهور، وهذا هو سر حب الجمهور المصري والعربي للزعيم حتى الوقت الحالي، فهو يحترم جمهوره في المقام الأول، ويحرص على إرضائه باستمرار، وبالتالي تكون النتيجة استمرار نجاحه منذ أن بدأ مشواره الفني حتى الوقت الحالي، وقدرته على الوصول لكل الفئات العمرية».