لبنان: الحريري قام بـ «جرْدة حساب» منذ شرب «كأس السم» بزيارة سورية
اتخذت الإطلالة الثالثة لزعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري منذ بداية شهر رمضان، مساء أول من أمس، بعداً بارزاً أضاء بقوّة على ما بدا بمثابة رسمٍ بياني أعدّه الحريري للردّ المتدرج التصاعدي على إحدى أوسع وأعنف الحملات الإعلامية والسياسية التي تستهدفه وتياره منذ انتهاء الانتخابات البلدية في لبنان قبل أسبوعين.
ذلك ان الحريري الذي درج على تنظيم سلسلة إفطارات في مقرّه في «بيت الوسط»، أقام إفطاراً حاشدا لـ «تيار المستقبل» في مجمع «البيال» في وسط بيروت رفع خلاله وتيرة مواقفه السياسية، متطرقاً بالتفصيل للمرة الاولى الى مجمل مساره السياسي والوطني في الأعوام الأخيرة، بدءاً من قبوله وساطة السعودية لإعادة رأب الصدع العربي التي حملته الى قبول ما سمّاه «شرْب كأس السمّ» بالذهاب الى سورية ولقاء الرئيس بشار الأسد بعد تسلمه رئاسة الحكومة عقب الانتخابات النيابية عام 2009 وكل المحطات الأخرى وصولاً الى الانتخابات البلدية الاخيرة.
واذ وضع الحريري مجمل هذا المسار تحت عنوان «انا مسؤول»، ليؤكد انه قام بكل خياراته للحفاظ على استقرار البلاد مشدداً على إبداء قناعته بكل ما تحمّله من تبعات في هذا السياق، قالت أوساط وثيقة الصلة بتيار «المستقبل» لـ «الراي» ان إطلالات الحريري ستتخذ طابعاً موسعاً وأكثر كثافة ودلالة لأنها ستشمل إفطاراتٍ سيقيمها تياره في مناطق مختلفة وسيكون الحريري حاضراً فيها جميعاً.
ولفتت هذه الاوساط الى ان إفطارات شعبية مماثلة ستقام في طرابلس والبقاع ومناطق أخرى لم تحددها، في ما يعني ان الحريري ماض في نهج الاختلاط والحضور المباشر مع جمهوره في كل مكان لاحتواء كل التداعيات التي أثارتها الانتخابات البلدية، والتي يبدو واضحاً ان خصوم الحريري شاؤوا جعْلها فرصة ثمينة لتضخيم بعضها من اجل تصوير أوضاع التيار كأنها تعاني أزمة قاتلة.
وأضافت الأوساط نفسها ان الوقفات المتعاقبة والمواقف التي شرع الحريري في إطلاقها تصاعدياً ستترك أثراً فعالاً في إعادة تصويب الصورة التي ركّزت الحملات الدعائية المضخّمة على إعلائها، في حين توقّعت ان تبدأ حركة الحريري بردّ المشهد الى حقيقته وتالياً إعادة فرْض حسابات مختلفة سواء على الخصوم ام على الحلفاء وداخل «تيار المستقبل» نفسه. اذ ان قرار الحريري لا يقف عند المواقف الكلامية وحدها بل يتجاوزه الى إجراءات واسعة سيبدأ تنفيذها تباعاً، من خلال عقد اجتماع للمكتب السياسي لتيار «المستقبل» اليوم يكتسب اهمية لجهة بدء ورشة مراجعة شاملة ذاتية لمسار التيار وأوضاع مؤسساته، والتي لا يُستبعد ان تطلق مساءلة هي الأولى من نوعها في تاريخ نشأة هذا التيار.
وقالت الأوساط الوثيقة الصلة بتيار «المستقبل» لـ «الراي» انه ضمن هذا السياق يبدو واضحاً ان الحريري لا يبدي اي استعداد للتراجع عن الخيارات الكبرى التي اتخذها ومن أبرزها دعمه لترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، رغم كل ما قيل وجرى بناؤه من أوهام وحسابات متسرّعة مخالِفة لدى بعض الجهات، ولا سيما منها الحلقة المحيطة بالعماد ميشال عون. وتبعاً لذلك، سيكون من الأهمية بمكان رصد ردود الفعل الجديدة على مواقف الحريري الذي كانت مختلف القوى ترصد إطلالاته ومواقفه ولا سيما منها في الجانب الرئاسي، علماً ان مضي الحريري في دعم فرنجية يشكل إثباتاً اضافياً على ان ملف الأزمة الرئاسية سيمضي الى مزيد من جمود وانسداد لان من غير المتوقع ان يطرأ اي عامل جديد داخلي او خارجي في وقت منظور من شأنه تحريك هذه الأزمة.
وكان الحريري شدّد على أن «كتلة المستقبل قامت بواجبها الدستوري وحضرت كل جلسة، وبقينا ندور في الفراغ (...) وعندما أقفلت الأبواب في وجه كل الحلفاء وفي وجه كل اسم توافقي، وأقفلت في وجه كل شيء إلا الفراغ، نعم، أنا المسؤول عن فتح باب جديد: أيّدنا ترشيح الوزير سليمان فرنجية، من ضمن لائحة بكركي، وصحيح، بعكس المزاج الشعبي لتيار المستقبل! فقط كي نكسر الحلقة المفرغة، وصحيح، من دون نتيجة حتى الآن».
وعن الانتخابات البلدية، قال: «بيت المستقبل الذي أصابته شظايا النتائج ولم ينج من سيل الحملات والمقالات والتمنيات بكسر شوكة آل الحريري، ورهان الشامتين بتصدّع جدران البيت وانهياره على رؤوس أصحابه. لقاء اليوم، أول إشارة، لمن يريد أن يسمع ويرى ويكتب ويحلل أنّ بيت المستقبل ثابت الأركان والأساسات وأنّ تيار رفيق الحريري، يستحيل أن يسقط لا بالضربة القاضية ولا بالنقاط».
وفي ما يشبه «النقد الذاتي»، اكد: «أنا المسؤول عن أنني مشيت في آفاق الدوحة بعد اجتياح بيروت بـ 7 مايو، لأن قراري كان وما يزال وسيبقى رفض اللجوء إلى السلاح في النزاعات الداخلية. وأنا المسؤول في ذاك الوقت أنّني مشيت بإرادتي وعقلي وقناعتي بالمبادرة السعودية للمصالحة العربية الشاملة، على أساس أن يكون لبنان أول مستفيد من هذه المصالحة، لأن السعودية لم ترد ولا تريد للبنان إلا الخير والاستقرار. وأنا من شربت كأس السّم! أنا من ذهبت إلى سورية لأفتدي بكرامتي الشخصية هذا الهدف العربي النبيل! السعودية كانت تريد أن تنهي النزاعات بين أطراف البيت العربي بدءاً من لبنان، وبشار الأسد كان يريد أن يغدر بالسعودية وبمبادرتها وبدورها، ويقضي على الحريرية الوطنية في لبنان».
ذلك ان الحريري الذي درج على تنظيم سلسلة إفطارات في مقرّه في «بيت الوسط»، أقام إفطاراً حاشدا لـ «تيار المستقبل» في مجمع «البيال» في وسط بيروت رفع خلاله وتيرة مواقفه السياسية، متطرقاً بالتفصيل للمرة الاولى الى مجمل مساره السياسي والوطني في الأعوام الأخيرة، بدءاً من قبوله وساطة السعودية لإعادة رأب الصدع العربي التي حملته الى قبول ما سمّاه «شرْب كأس السمّ» بالذهاب الى سورية ولقاء الرئيس بشار الأسد بعد تسلمه رئاسة الحكومة عقب الانتخابات النيابية عام 2009 وكل المحطات الأخرى وصولاً الى الانتخابات البلدية الاخيرة.
واذ وضع الحريري مجمل هذا المسار تحت عنوان «انا مسؤول»، ليؤكد انه قام بكل خياراته للحفاظ على استقرار البلاد مشدداً على إبداء قناعته بكل ما تحمّله من تبعات في هذا السياق، قالت أوساط وثيقة الصلة بتيار «المستقبل» لـ «الراي» ان إطلالات الحريري ستتخذ طابعاً موسعاً وأكثر كثافة ودلالة لأنها ستشمل إفطاراتٍ سيقيمها تياره في مناطق مختلفة وسيكون الحريري حاضراً فيها جميعاً.
ولفتت هذه الاوساط الى ان إفطارات شعبية مماثلة ستقام في طرابلس والبقاع ومناطق أخرى لم تحددها، في ما يعني ان الحريري ماض في نهج الاختلاط والحضور المباشر مع جمهوره في كل مكان لاحتواء كل التداعيات التي أثارتها الانتخابات البلدية، والتي يبدو واضحاً ان خصوم الحريري شاؤوا جعْلها فرصة ثمينة لتضخيم بعضها من اجل تصوير أوضاع التيار كأنها تعاني أزمة قاتلة.
وأضافت الأوساط نفسها ان الوقفات المتعاقبة والمواقف التي شرع الحريري في إطلاقها تصاعدياً ستترك أثراً فعالاً في إعادة تصويب الصورة التي ركّزت الحملات الدعائية المضخّمة على إعلائها، في حين توقّعت ان تبدأ حركة الحريري بردّ المشهد الى حقيقته وتالياً إعادة فرْض حسابات مختلفة سواء على الخصوم ام على الحلفاء وداخل «تيار المستقبل» نفسه. اذ ان قرار الحريري لا يقف عند المواقف الكلامية وحدها بل يتجاوزه الى إجراءات واسعة سيبدأ تنفيذها تباعاً، من خلال عقد اجتماع للمكتب السياسي لتيار «المستقبل» اليوم يكتسب اهمية لجهة بدء ورشة مراجعة شاملة ذاتية لمسار التيار وأوضاع مؤسساته، والتي لا يُستبعد ان تطلق مساءلة هي الأولى من نوعها في تاريخ نشأة هذا التيار.
وقالت الأوساط الوثيقة الصلة بتيار «المستقبل» لـ «الراي» انه ضمن هذا السياق يبدو واضحاً ان الحريري لا يبدي اي استعداد للتراجع عن الخيارات الكبرى التي اتخذها ومن أبرزها دعمه لترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، رغم كل ما قيل وجرى بناؤه من أوهام وحسابات متسرّعة مخالِفة لدى بعض الجهات، ولا سيما منها الحلقة المحيطة بالعماد ميشال عون. وتبعاً لذلك، سيكون من الأهمية بمكان رصد ردود الفعل الجديدة على مواقف الحريري الذي كانت مختلف القوى ترصد إطلالاته ومواقفه ولا سيما منها في الجانب الرئاسي، علماً ان مضي الحريري في دعم فرنجية يشكل إثباتاً اضافياً على ان ملف الأزمة الرئاسية سيمضي الى مزيد من جمود وانسداد لان من غير المتوقع ان يطرأ اي عامل جديد داخلي او خارجي في وقت منظور من شأنه تحريك هذه الأزمة.
وكان الحريري شدّد على أن «كتلة المستقبل قامت بواجبها الدستوري وحضرت كل جلسة، وبقينا ندور في الفراغ (...) وعندما أقفلت الأبواب في وجه كل الحلفاء وفي وجه كل اسم توافقي، وأقفلت في وجه كل شيء إلا الفراغ، نعم، أنا المسؤول عن فتح باب جديد: أيّدنا ترشيح الوزير سليمان فرنجية، من ضمن لائحة بكركي، وصحيح، بعكس المزاج الشعبي لتيار المستقبل! فقط كي نكسر الحلقة المفرغة، وصحيح، من دون نتيجة حتى الآن».
وعن الانتخابات البلدية، قال: «بيت المستقبل الذي أصابته شظايا النتائج ولم ينج من سيل الحملات والمقالات والتمنيات بكسر شوكة آل الحريري، ورهان الشامتين بتصدّع جدران البيت وانهياره على رؤوس أصحابه. لقاء اليوم، أول إشارة، لمن يريد أن يسمع ويرى ويكتب ويحلل أنّ بيت المستقبل ثابت الأركان والأساسات وأنّ تيار رفيق الحريري، يستحيل أن يسقط لا بالضربة القاضية ولا بالنقاط».
وفي ما يشبه «النقد الذاتي»، اكد: «أنا المسؤول عن أنني مشيت في آفاق الدوحة بعد اجتياح بيروت بـ 7 مايو، لأن قراري كان وما يزال وسيبقى رفض اللجوء إلى السلاح في النزاعات الداخلية. وأنا المسؤول في ذاك الوقت أنّني مشيت بإرادتي وعقلي وقناعتي بالمبادرة السعودية للمصالحة العربية الشاملة، على أساس أن يكون لبنان أول مستفيد من هذه المصالحة، لأن السعودية لم ترد ولا تريد للبنان إلا الخير والاستقرار. وأنا من شربت كأس السّم! أنا من ذهبت إلى سورية لأفتدي بكرامتي الشخصية هذا الهدف العربي النبيل! السعودية كانت تريد أن تنهي النزاعات بين أطراف البيت العربي بدءاً من لبنان، وبشار الأسد كان يريد أن يغدر بالسعودية وبمبادرتها وبدورها، ويقضي على الحريرية الوطنية في لبنان».