طلبة «الخدمة الاجتماعية» لـ «الراي»: إلى متى يستمر وقف الابتعاث في القسم؟

تصغير
تكبير
حمود القشعان: طرح درجة الماجستير في الخدمة الاجتماعية العام الدراسي المقبل

علي الزعبي: كادر المعلمين تسبّب في نفور الطلبة من تخصص «الخدمة الاجتماعية»

حسن عرب: مواصلتنا لتعليمنا ستسهم في صقل شخصياتنا وزيادة خبراتنا لتنعكس فائدتها على القسم

أسماء معرفي: سبب غلق باب الابتعاث غير منطقي أبداً

نور الهران: هناك حاجة لتوفير التنوع من الدكاترة من خلال الابتعاث

أسماء الهزاع: سيحتاج القسم على المدى المنظور إلى أساتذة يسدون النقص الذي سيواجهه
اشتكى عدد من الطلبة الفائقين في تخصص الخدمة الاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت من استمرار قرار وقف ابتعاث طلبة القسم إلى الخارج لإكمال دراستهم الجامعية العليا في الماجستير والدكتوراه، مبينين أن «هذا القرار الذي صدر منذ سنين مجحف بحق الطلبة المتميزين الذين حرموا من فرصة إكمال دراستهم العليا»، لافتين إلى أن «الوقت قد حان للعدول عن هذا القرار والرجوع مرة أخرى إلى ابتعاث الطلبة حتى يتمكنوا من الدراسة والعودة إلى الجامعة كأساتذة يخدمون القسم كما فعل الأساتذة الذين كانوا من قبلهم في الجامعة».

وشدد الطلبة خلال حديثهم الى «الراي» على حاجتهم إلى إكمال دراستهم في الخارج حتى يتمكنوا من الاستفادة من التخصص الذي لا يجد اهتماماً كبيراً لاسيما في الجانب التدريبي في الكويت، مشيرين إلى أن التعليم المستمر هو المفتاح للارتقاء بالأداء المهني والأكاديمي، ومواصلة تعليمهم من خلال ابتعاثهم سيسهم في بناء شخصياتهم وسيسمح لهم بالتعامل مع نماذج أخرى من الناس، ومن الضروري للمتخصص في مثل هذا المجال أن يتعامل معهم.

وقال عميد كلية العلوم الاجتماعية الدكتور حمود القشعان إنه «لا يتم الإعلان عن البعثات في الكلية إلا وفقاً لعدة إجراءات، إذ يوجد في كل قسم لجنة تسمى لجنة الجدول، مهمتها أن تنظر إلى عدد أعضاء هيئة التدريس مقارنة بأعداد الطلبة، وإذا كان هناك حاجة للدكاترة في القسم ترفع توصية الى لجنة التعيينات، وبدورها تبحث هذا الأمر وتعرضه على مجلس القسم، وهو بدوره يعلن حاجته عن التوظيف إذا وجد ذلك».

وبين أن «قسم الخدمة الاجتماعية لم يطلب خلال هذه السنة مقاعد للابتعاث بسبب اكتفائه، وهناك مبتعثون من طلبة القسم هم في مراحلهم النهائية في الدراسة»، لافتاً إلى أن «وجودهم سيكون كافياً وبزيادة»، مشيراً أن «الأقسام الأخرى في الكلية قابلت عددا من الطلبة وكان عدد المتقدمين للعلوم السياسية 5 طلاب وفي الجغرافيا 6 وفي المكتبات لم يكن هناك إعلان، وقسم الاجتماع كان فيه إعلان لكن لم يتقدم له أحد».

وأكد القشعان أن من يريد أن يكمل دراسته العليا من طلبة القسم «فأنا أبشره بأن كلية العلوم الاجتماعية افتتحت برنامج الماجستير وهو برنامج تطبيقي معتمد، نريد أن نحقق فيه حاجة سوق العمل، ليس فقط لإجراء أوراق وبحوث، وإنما في إتقان الطالب مهارات التعامل مع المشاكل المتنوعة، وسوف يكون البرنامج متميزاً على مستوى الوطن العربي لأن المعايير التي نتبعها هي معايير عالمية، ومن سيحصل على الماجستير من جامعة الكويت فسيجد أن الكورسات في أي جامعة تدرس خدمة اجتماعية تعفيه عن برامج الدكتوراه».

وقال رئيس قسم الخدمة الاجتماعية في الكلية الدكتور علي الزعبي، إن «تخصص الخدمة الاجتماعية أصبح غير جاذب للطلبة، خصوصاً بعد رفع كادر المعلمين وعدم رفعه للاخصائيين، ففي السابق كنا نستقبل سنوياً نحو 400 طالب وطالبة في التخصص، لكن مع إقرار كادر المعلمين أخذ الرقم في هبوط مستمر، حتى وصل هذا العام إلى 4 فقط!»، مبيناً أن «كادر المعلمين أثر بشكل كبير على عدم انجذاب الطلبة لتخصص الخدمة الاجتماعية، ومن وضع هذا الكادر تجاهل الاخصائيين حتى أصبحت فرصة طالب الاجتماع في أن يصبح مدرساً أكثر من الاخصائي الاجتماعي، مشيرا الى ان «من خطط لمسألة الكوادر تسبب في إيذاء الآخرين».

ولفت الزعبي الى أن قسم الخدمة الاجتماعية لديه حالياً زيادة في عدد أعضاء هيئة التدريس مقارنة بأعداد الطلبة، حيث يوجد 12 دكتورا مقابل 35 طالبا وطالبة!، وهناك دكاترة لا يستطيعون طرح مواد بسبب قلة أعداد الطلبة في الشعبة الواحدة، وأحياناً وصل عددهم في بعض المواد طالبين فقط وهو الأمر الذي لا يمكن تطبيقه في الجامعة التي تفرض قوانينها تسجيل 7 طلاب على الأقل في الشعبة الواحدة.

وأضاف الزعبي،«كنا سنوياً نبتعث 2 من طلبة القسم لإكمال دراستهم، أما اليوم فإن القسم في حالة اكتفاء»، مبيناً «لو تم ابتعاث الطلبة لن يجدوا ما يعملون به في القسم، بل ستكون لدينا بطالة»، لافتاً إلى أن القسم أوجد بديلاً للطلبة الطامحين لإكمال دراستهم في درجة الماجستير، حيث سيقوم بطرح درجة الماجستير في الخدمة الاجتماعية.

وقال نائب رئيس نادي الخدمة الاجتماعية حسن عرب، إن «البعثات العلمية في القسم توقفت منذ 8 سنوات بلا سبب مقنع، وتم إرسال طالبين فقط خلال هذه الفترة، ومنذ 8 سنوات مر على القسم الطلبة الأكفاء والمجتهدين الذين يستحقون مقعد البعثة، فكما يتم تعليمنا في مقررات المنهج بأن التعليم المستمر وبناء شخصية الاخصائي الاجتماعي لا تتوقف على مرحلة البكالوريوس، وإذا كنا نحن طلبة الخدمة الاجتماعية بحاجة للفيض المعرفي الذي ينتجه العالم فإننا وللأسف عاجزون ولا نستطيع الحصول عليه بسبب قرار وقف البعثة».

ولفت عرب إلى أن «هناك عددا من طلبة القسم قد قابلوا في وقت سابق بعض الدكاترة المسؤولين عن البعثة، ولكن للأسف كان ردهم بأنه تم طرح برنامج ماجستير فقط في القسم»، مبيناً أن «هذا البرنامج له عيوبه، فهو غير متاح للطلبة بل متاح لمن يملك 3 سنوات خبرة فقط، وهو لا يؤهل الطالب بأن يواصل الدكتوراه، كما أن رد بعض الدكاترة أن القسم مكتف ولا يحتاج، وأن أعداد الطلبة في الاصل قليل جداً ولا ينوون تجديد البعثات بسبب قلة عدد الطلبة».

وطالب عرب، بأن يتم فتح باب البعثات وزيادة المقاعد لتكون لخمسة طلبة على الأقل، بالإضافة إلى«مساواتنا مع إخواننا في الكليات الأخرى ممن يحصلون على مقاعد البعثات ولا تتوقف أبداً عليهم، علاوة على احترام رغبات الطلبة في الدراسة واستكمال مستقبلهم لأن الطالب ليس له ذنب في قلة أعداد المنتسبين للقسم».

وزاد،«أي أكاديمي يعرف أن التعليم المستمر هو المفتاح للارتقاء بالأداء المهني والأكاديمي، ومواصلة تعليمنا وابتعاثنا سيسهم في بناء شخصياتنا وسيسمح لنا بالتعامل مع نماذج أخرى من العملاء، فالمجتمع الكويتي بطبيعته أغلب عملائه مسلمون وعرب، وهذا الامر لا يسهم بتنويع رؤية الاخصائي الثقافية ولا يسهم في بناء ذاته الموضوعية التي تتطلب منه احترام كل الجنسيات والأقليات والخلفيات العرقية».

وأكد عرب على وجود النقص في القسم، إذ يوجد هناك 8 دكاترة فقط أغلبهم جاوزوا الـ60 سنة، وبعض الدكاترة يتولون مناصب إدارية في الدولة مثل وزارة التربية، وعمادة الكلية، ولا يعرف المرء متى تحدث كارثة لا سمح الله، متسائلاً«هل سنستعين في المستقبل بدكاترة إخصائيين من دول مجاورة؟، رغم وجود الطاقات الشبابية المميزة في القسم»، مضيفاً «نحزن كثيراً حين نرى أننا ندرس مقررات التخطيط والسياسة وكيف نصنع خطة اجتماعية للدولة ولا نستطيع صنع خطة لمواجهة الكوارث في القسم».

من جهتها، أوضحت الطالبة في تخصص الخدمة الاجتماعية أمينة الصندوق في نادي الخدمة الاجتماعية أسماء معرفي، أن «سبب غلق باب البعثات غير منطقي أبداً»، مبينة أنه «حتى لو كان هناك اكتفاء في عدد الدكاتره في القسم، فليس مفروضاً علينا أن نتوظف كدكاترة في هذا القسم، ومهم جداً أن أكمل دراستي في تخصص الخدمة الاجتماعية خارج الكويت، فمنها نأخذ خبرة أكثر ونصبح متمرسين في المهنة، ونكون مطلعين على مصادر معلومات جديدة تتواكب مع التقدم في هذا التخصص، ففي الخارج سوف استفيد بفارق كبير جداً من تخصصي عما يمكن الاستفادة منه في مؤسسات الكويت التي لا نستفيد منها شيئا»، لافتاُ إلى أنها حالياً دخلت في ثاني تدريب ميداني ولا تشعر بأنها مهيأة بشكل حقيقي لسوق العمل!

وتابعت،«نلاحظ أنه لا يوجد نقص في عدد الدكاترة في القسم بالإضافة إلى العدد القليل من الطلبة في هذا التخصص، لكن معظم أساتذة القسم هم كبار بالعمر»، متسائلة،«في حال إذا تقاعد أحد الدكاترة من سيحل محله؟، بالطبع هنا نحتاج إلى دكاترة ومن الأفضل أن يكونوا من القسم نفسه، يعرفون طبيعته ويدركون كيف يتعاملون مع طبيعة عمله، وهم بالتأكيد الطلبة المتميزون الحاليون في القسم».

من جهتها، دعت الطالبة في تخصص الخدمة الاجتماعية نور الهران، إلى تفعيل الابتعاث الدراسي لهذا القسم وزيادة مقاعد البعثات، مع تفضيلها أن يتم توفير بعثات في الدول العربية والتقليل من نسبة الابتعاث للخارج واستبعاد شرط الخبرة.

ونوهت الهران الى أهمية إكمالها لدراستها الجامعية من خلال البعثة الدراسية وهو أمر ينطلق من حرصها على زيادة معرفتها في مجال تخصصها، وعدم التقيد فقط بمعرفة الأساتذة،«بل يجب أن نطلع على المستجدات الحديثة في التخصص»، مبينة أن بعض الدكاترة لا يمكن أن يقدم على تدريس جميع مواد التخصص خلال مسيرة التخرج وبالتالي هناك حاجة لتوفير هذا التنوع من الدكاترة من خلال الابتعاث.

بدورها، أشارت الطالبة في قسم الخدمة الاجتماعية أسماء الهزاع الى أن هناك مواد تخصص ليست متوافرة دائماً للطلبة، وإنما تكون متوافرة في بعض الفصول الدراسية، ويأتي هذا مع وجود تزايد في أعداد الطلبة، وهذا دليل على حاجة القسم للدكاترة لسد النقص، فإن كان اليوم يمكن سده بطريقة أو أخرى ففي المستقبل من الصعب أن يتم ذلك.

وتابعت،«تخصصنا يعتبر من التخصصات الحساسة وعلى الممارس أن يكون دقيقا في كلامه وأفعاله، إذ ان تعاملاتنا تكون مع الانسان وما يحيط به، وأغلب العملاء الذين نتعامل معهم تكون لديهم مشاكل يريدون حلاً لها، لذا ينظرون إلى الاخصائي على أنه الملاك المخلص، وبالتالي على الاخصائي أن يكون بقدر كبير من الخبرة والعلم ليستطيع التعامل مع أحدث وأصعب المشاكل، مبينة أن الدراسة المجتمعية تخرج ممارسين عامين ولا تخرج متخصصين».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي