ذاكرة الدراما / عُرض العام 1988 وتناول قضايا اجتماعية في قالب شعبي تراثي

«مدينة الرياح»... صراع بين «عجاج» و«الحيزبون»!

تصغير
تكبير
المسلسلات الدرامية بمنزلة قافلة من الإبداع والعرق والجهد الذي يبذله العشرات من الفنانين، لكي يقدموا للجمهور قطرة ضوء، وجرعة إمتاع، ورسالة تنويرية منسوجة من الأمل والألم والرغبة في جعل حياة الناس أفضل!

ولأن المسلسل الدرامي يحمل هذه الأهمية الكبيرة، فإنه بعدما ينتهي عرضه لا يذهب سُدىً أو يضيع في الفراغ، بل إن الأعمال الناجحة تظل تعيش في قلوب الناس، وعقولهم على السواء!

وفي هذه الزاوية تسعى «الراي» إلى التقليب في الأوراق القديمة، والبحث في أرشيف الزمن الجميل، لتحيي في وجدان القارئ مسلسلات مرت على عرضها سنوات... ولكنها لا تزال باقية في «ذاكرة الدراما»!

«مدينة الرياح»!

مسلسل بقي في ذاكرة الجمهور الكويتي والخليجي. ورغم مرور نحو 30 عاما على عرضه الأول، ظل شريط أحداثه يُعيد نفسه دوماً. مسلسل حقق نجاحاً كبيراً، ولم ينس الجمهور مشاهده ووجوه فنانيه الذين كانوا يتحركون في فضاء خيالي يلامس الفانتازيا ويستحضر أجواء «ألف ليلة وليلة»، حيث كان مسلسل «مدينة الرياح» يجمع بين الحس التراثي والمذاق الشعبيمعاً، ما جعل منه عملاً محبباً لكل الفئات العمرية.

يدور الصراع بين جانب الخير «عجاج» الذي أخبره مربيه أن أباه رجل عظيم ونصحه بالرحيل إلى ‹مدينة الرياح للبحث عنه، وجانب الشر الذي يمثله «الحيزبون الأكبر» ناشر الخراب في كل مكان، ويطلب من ابنيه «علقم» و«حيزبونة» أن يعملا على تغيير «عجاج» ليتحول كاذباً ومخادعاً وحاقداً، حتى يتمكن الحيزبون الأكبر من تحقيق نبوءته القديمة بنشر الدمار في العالم عن طريق حاكم «مدينة الرياح»، وتتصاعد الأحداث وتتعقد، إلى أن يكشف الحيزبون الأكبر لعجاج سرّ أنه ابن حاكم مدينة الرياح، وبعد هجوم قام به عجاج وجماعة الحيزبون الأكبر سيطروا على مدينة الرياح ونُصب عجاج حاكماً لها، وعندما حاول الحيزبون نشر الدمار، بمساعدة عجاج يرفض الأخير طلبه، بل يتعاون مع أخيه ويجمعا الخيرين ويتخلصون معاً من الحيزبون.

ويسلط «مدينة الرياح» الضوء على حب الوطن، والحنين إلى الأرض والانتماء، وتجنب الخداع والظلم، وكذلك الحرص على الحق، وإعلاء الصداقة الوفية ومكافحة الاستغلال. كما يشدد العمل على أن الخير والحق هما اللذان ينتصران في نهاية المطاف، إلى جانب قضايا أخرى ودروس متعددة تفيد الإنسان في كل زمان ومكان.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي