دعونا نستمتع

تصغير
تكبير
تنطلق كأس أمم أوروبا اليوم على البساط الفرنسي. بطولة تحتضن عظماء اللعبة في العالم، ولقبها يعد بلا شك الاقوى بعد كأس العالم. بطولة تفوقت كثيراً على نظيراتها من البطولات القارية، ومنها «كوبا أميركا»، وإن كان الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز يشاركان فيها.

اليوم تبدأ البطولة التي تنتظرها جماهير العالم كل 4 سنوات، بداياتها جس نبض، ووسطها تصفية الضعفاء، ونهاياتها كسر العظام.

نحن على موعد مع الإثارة والندية والانتماءات الوطنية لكل نجم كان بالأمس القريب يقاتل من أجل شعار النادي، واليوم سيكون في مهمة وطنية يقود فيها بلاده الى المجد.

إنها بطولة فرّغت كل لاعبي ريال مدريد وبرشلونة واتلتيكو في إسبانيا، وأرسنال ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول في إنكلترا وبايرن ميونيخ في ألمانيا، وباريس سان جرمان في فرنسا، وأصبحوا اليوم في مواجهة بعضهم بعضاً من أجل الوطن.

فريال مدريد بطل دوري أبطال أوروبا جمع بين البرتغالي كريستيانو رونالدو والالماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش والويلزي غاريث بايل والإسباني سيرجيو راموس، والآن هم غرباء عن بعض في اي مواجهة مقبلة تجمع منتخباتهم، والأمر كذلك لدى برشلونة اذ سيمشي المدافع جيرار بيكيه يداً بيد مع سيرجيو راموس وخيسي رودريغيز، وكذلك الكرواتي ايفان راكتيتش الذي سيمرر الكرات إلى لوكا مودريتش من أجل شعار كرواتيا.

من المؤكد أن «يورو 2016» ستلغي كل خلافات الدوريات الأوروبية، وتصفي النفوس من أجل لقب اسمى خصوصا انها بطولة أقرب من الحلم بالنسبة إلى اللاعب.

خلال شهر كامل سنكون مع رونالدو وكروس ومودريتش وبيكيه وأندريس إنييستا والإيطالي جانلويحي بوفون والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش والإنكليزيين واين روني وجيمي فاردي والألماني مسعود اوزيل وسلسلة طويلة من نجوم عاصرناهم وتابعناهم فى الدوريات الاوروبية، لننتظر في النهاية من منهم سيحمل اللقب، ومن سيحرم منه.

معظم الترشيحات تصب في مصلحة ألمانيا بطلة كأس العالم الاخيرة، وذكريات الهزيمة النكراء التي أذلت بها البرازيل 7-1 على أرضها وبين جماهيرها لا تزال عالقة فى أذهان الجماهير.

وقد يمنح عاملا الأرض والجمهور فرنسا القوة والدفعة المعنوية من أجل تكرار إنجاز «يورو 2000»، فيما تبقى إسبانيا بطلة النسخة السابقة بنجومها أنييستا وفرانشيسك فابريغاس وخوردي البا وبيكيه في قلب الترشيحات أيضاً، كما لا يمكن إغفال منتخب إنكلترا الذي لا يزال يبحث عن لقب بعد ان حقق بطولة واحدة في تاريخه تمثلت في طأس العالم 1966 في ظل وجود فاردي وهاري كاين، وإيطاليا التي دائماً ما تكون حديث البطولات.

بطولة تجمع 24 منتخبا تملك نجوماً سطروا أروع المشاهد مع أنديتهم، نجوم يحظون بجماهيرية خاصة بهم بعيدة عن ألوان منتخباتهم.

بطولة ستطفئ فيها الجماهير الكويتية حرارة وعطش الصوم الطويل وستكون على طاولة الفطور يومياً.

بطولة ستسحب البساط من كل النقاشات الاخرى وتعفينا من كل الحوارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

الجميع اليوم ولمدة شهر ستكون لغته كأس أوروبا، وهو واقع سينزل الظلم ببطولة «كوبا أميركا» التي تقام في الفترة نفسها وان كان التوقيت بين الحدثين يخدم المشاهد في الكويت.

دعونا نستمتع بكأس أوروبا وننسى الايقاف الذي قتل رياضتنا.

دعونا مع بايل وكريستيانو وانييستا وابراهيموفيتش وبوفون ونوير وكروس وفاردي واوزيل ومولر وليفاندوفسكي ومودريتش... فهم كرة القدم التي نحب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي