ولي رأي

سلبيات في شهر الطاعات!

تصغير
تكبير
منذ سنوات بدأت تطفو على السطح بعض المظاهر السلبية في شهر رمضان، تزعج الصيام والقيام. أولها تلك المسلسلات التلفزيونية مكررة الفكرة، والطرح، التي تصوّر مجتمعنا الكويتي المحافظ بصورة سيئة، كأن العاملين فيها لا يهتمون بسمعة هذا المجتمع، وتشوّه لهجتنا الجميلة لأن معظم الممثلين ليسوا من أهل الكويت، ويتكلفون في نطق بعض المفردات التي بتنا نحن الكويتيين لم نعد نتكلم بها، ولا يهم منتجو هذه المسلسلات إلا الربح فقط.

وثاني تلك السلبيات، هذا العراك السياسي الذي لا يكاد ينتهي في الدواوين وعلى صفحات الجرائد، وشاشات التلفزيون، بسبب إقرار الصوت الانتخابي الواحد، حيث انقسمت غالبية الشارع السياسي إلى ثلاثة أقسام: مؤيد لهذا المرسوم، ومخالف له، أو عائد عن المقاطعة، وأصبح تبادل الاتهامات والتخوين، هما غالبية حديث المنتديات الكويتية.


بل وصل الجدال إلى قضايا فقهية حسمها المشرّع منذ قرون بالإباحة والتسهيل وحرية الاختيار حسب الطاقة والظروف، وسار عليها أسلافنا كما تعلموها ممن قبلهم، فبدأنا نختلف على صلاة التراويح هل هي فرض، أم سنة، أم نفل، وكم عدد ركعاتها، وأين ومتى تقام؟ وزكاة الفطر، هل هي من قوت غالب أهل البلد، أم يجوز إخراجها نقداً، وأيهما أفضل؟ بل حتى القرقيعان، وهي عادة شعبية يمارسها الأطفال مع منتصف الشهر الفضيل، دخلت في الطائفية البغيضة، فهناك من وصفها بالبدعة المكروهة، وآخرون بالعادة المستحبة.

وضيّق علينا حتى في إخراج زكواتنا، زكاة المال وزكاة الفطر، ومُنعنا من إيصالها لإخواننا المنكوبين في الدول العربية، في العراق وسورية واليمن، بدعوى الخوف من وصولها إلى المنظمات الإرهابية، والإرهاب لا يشكو من قلة التمويل، فمن صنعه دولٌ كبرى ووكالات استخباراتية، ومن يموت جوعاً وعطشاً هم المدنيون الأبرياء.

لذا نأمل من مؤسسات الدولة الرسمية والجمعيات الخيرية المعروفة والموثوق بها أن تسعى لإيقاف هذه المظاهر السلبية، التي بدأت تزعج الصيام والقيام في الشهر الفضيل، وأن تأخذ على يدي من يقوم بها.

إضاءة

استأذنك عزيزي القارئ في التوقف عن الكتابة حتى نهاية عيد الفطر السعيد، متفرغاً للطاعات والتواصل مع الأرحام والأصدقاء في شهر الخيرات، على أن أعود لك بعد ذلك بإذن الله، متمنياً للكويت وأهلها والمقيمين فيها صياماً مقبولاً، وعيداً سعيداً، وكل عام والجميع بخير.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي