عندما غزا الطاغية المقبور صدام الكويت، كان هو الآمر لهذا الغزو، ويمكن أن يكون هو المفكر... ولكن بالتأكيد لم يكن هو أول من غزا البلد.
الجنود من قاموا بهذه الفعلة التي صدمت العالم لنذالتها وخستها.
إذاً، الجنود العراقيون هم أول من نجّس أرض البلد وهم من دمّروا المنشآت، وهم من عاثوا في هذه الأرض الفساد وهم من قتلوا أهل البلد.
باختصار، صدام أمرهم وهم استساغوا هذا الأمر وقاموا بالتنفيذ.
كان باستطاعتهم الرفض والعصيان، ومن يشك بذلك فعليه مراجعة قدراته العقلية.
وبعد سقوط صدام، قامت الولايات المتحدة بتسريح كل أفراد الجيش العراقي مع منعهم من العمل في الجيش مرة أخرى.
وهذا الأمر يمكننا إسقاطه على أشياء عديدة في حياتنا... وبالطبع في دولتنا الجميلة.
فما قام به المقاول الذي سلم البيوت لوزارة الإسكان، يمكننا أن نطبق عليه القياس نفسه.
المقاول أمر بالغش وأمر بالخداع، ولكنه لم يقم بالتنفيذ.
العمال من صغيرهم إلى كبيرهم هم من قاموا بالتنفيذ.
المشرفون على البناء هم من شاهدوا الغش ولم يحاسبوا العمال.
من تسلم المشروع شاهد الغش ولم يحاسب.
باختصار، إن كنا لا نقدر على المقاول، وهو صاحب نفوذ ونحن يبدو أننا نخاف من هذا المقاول الجبار، فإننا نستطيع أن نحمي البلد من هؤلاء العمال الذين ساعدوه على تنفيذ خططه.
أقلها يا مسؤولون، حصر أسماء العمال المشاركين في هذه الجريمة ومنعهم من العمل داخل البلد، لنحمي أهل البلد من هؤلاء الغشاشين وفضحهم للدول المجاورة.
أما أن نخاف من أن نحاسب العمال، فهذا المقاول أكيد...
بدأت أخاف أكمل المقال!