تحليل

جماهير القادسية وريال مدريد... الأسعد حظاً

تصغير
تكبير
ريال مدريد الاسباني والقادسية الكويتي كان بينهما عامل مشترك منذ بداية الموسم وحتى نهايته.

فعلى الرغم من الظروف السيئة التي تعرضا لها خلال سير المسابقات، والتي كانت تؤشر الى خروجهما خاليي الوفاض إلا انهما نفضا الغبار عن كاهليهما وكانا على العهد «الملكي».

ريال مدريد حقق كأس دوري ابطال اوروبا للمرة 11 في تاريخه بعد فوزه في المباراة النهائية على مواطنه أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح 5-3 في لقاء جمعهما السبت الماضي على معلب «سان سيرو» في مدينة ميلانو الايطالية، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.

هذا اللقب منح ريال أريحية كبيره على صعيد توسيع الفارق عن أقرب ملاحقيه ميلان الايطالي الذي يملك 7 ألقاب فقط.

ريال لم يكن مؤهلاً لتحقيق أي لقب هذا الموسم نهائياً خصوصاً بعد انتهاء القسم الأول من الدوري الاسباني، بل انحصر طموحه في حجز مقعد في دوري الابطال بعدما ساءت نتائجه بشكل أرعب جماهيره.

وقد تكون الخسارة المذلة على أرضه وبين جماهيره في «سانتياغو برنابيو» على يد غريمه اللدود برشلونة برباعية فتحت الجروح التي تسبب بها مدربه رافائيل بينيتيز الذي لم تهضمه الجماهير منذ الاعلان عن الارتباط به خلفاً للإيطالي كارلو أنشيلوتي.

أيام سوداء عاشتها العاصمة أبان فترة تولي بينيتيز، حتى فاض الكيل بكل جماهير ريال في العالم.

وأمام هذا الواقع، لم يملك رئيس النادي فلورنتينو بيريز سوى الرضوخ للمطلب الجماهيري، فالتفت يميناً ويساراً بحثاً عن بديل يناسب حجم ناديه الا انه لم يجد ضالته «الفورية».

تردد كثيراً في اختيار الفرنسي زين الدين زيدان للمهمة الصعبة على الرغم من القبول «الشعبي» الذي سانده في اتخاذ القرار المصيري.

وافق بيريز ويده على قلبه، خصوصاً أن زيدان لا يملك سجلاً تدريبياً يليق باسم «الملكي» الا ان الرئيس نفسه لم يكن يعلم أن «زيزو» سيكون في 28 مايو «الملك» المطلق لأوروبا.

لم يكن مطلوبا من زيدان بعد توليه المهمة أن يصنع المعجزات لفريق أقصي من كأس الملك بسبب خطأ إداري، بعد إشراك الروسي دينيس تشريشيف في لقاء الاياب أمام قادش، وكان في الوقت نفسه يجر ذيول الخيبة في مسعاه لاستعادة لقب الدوري بعد أن وصل الفارق بينه وبين برشلونة المتصدر الى 12 نقطة.

لم يبق أمامه سوى دوري الابطال، لكن وسط تلك الظروف استبعدته الترشيحات وصبت في خانة برشلونة وبايرن ميونيخ الالماني.

بدأ زيدان مغامرته الصعبة وسط تأييد ومساندة كبيرة من الجماهير واللاعبين. حقق المعادلة الصعبة في النتائج حتى أصبح الفارق بينه وبين برشلونة نقطة واحدة قبل الجولة الاخيرة التي حسمها الفريق الكاتالوني وسط حالة من القلق والتوتر الشديد من قبل أنصاره.

لم تتوقف نتائج «زيزو» على «الليغا» فقط، بل جعل أنصار «الملكي» يطمعون في تحقيق «الابطال»، فقد قاد لاعبيه بنجاح كبير لتخطي كل الخصوم حتى وضع قدمهم في النهائي الحلم.

هنا بدأت الأحزان بالابتعاد عن الجماهير خصوصا ان لقباً اوروبياً جديداًُ سيجعله مجدداً «كبير القارة العجوز».

زيدان حقق لريال مدريد يوم السبت الماضي بطولة حفظت له كبريائه، ومسح فيها كل الإخفاقات بعد ان استعاد ثقة اللاعبين بأنفسهم. أنقذ «زيزو» تاريخاً كاد أن يضيعه بينيتيز.

الأمر نفسه عاشه القادسية الذي مر بانتكاسات مريرة خلال الموسم قبل الماضي حين حل في المركز الخامس في «دوري فيفا».

عاش فترة من التغييرات الإدارية والفنية أثرت على نتائجه، حتى أصبح خارج حسابات المنافسة.

عرف فترة من الفوضى في عملية اختيار المدرب حتى أستقر به الأمر على المساعد الكرواتي داليبور ستاركيفيتش الذي لم يكن في حسبان أحد.

لكن ما حصل ان القادسية نفض عن نفسه غبار المشاكل وانتفض بقوة واضعاً نصب عينيه انتزاع اللقب الـ17 القياسي على مستوى الدوري وفض شراكته مع غريمه التقليدي العربي.

بدأ دالبيور العمل بجد وتركيز عال، نجح في الامساك بصدارة الدوري بعد صراع كبية مع «الكويت» بطل النسخة الماضية والسالمية العائد بقوة وبطل كأس ولي العهد.

المهمة والاجواء المحيطة لداليبور لم تكن مشجعه، لكنه ركز على تفعيل ارادة اللاعبين وعزيمتهم في السير نحو اللقب. وبالفعل كانت خطوات الفريق واضحة المعالم، وظهرت فيها شخصية «الملكي القدساوي» الذي انتزع اللقب في نهاية المطاف وأنقذ موسمه.

جماهير ريال مدريد والقادسية هي الأسعد حظاً، فقد تحقق لها الأهم في نهاية موسم بدا أنه بخيل قبل أن يغدق بخيراته كاملة على الفريقين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي