حوار / «لو أردتُ التعاطي مع الشعر كتجارة لوجدتَ الكثير من الراقصات يغنّين لي»

نزار فرنسيس لـ «الراي»: ملحم بركات آخر العمالقة

u0646u0632u0627u0631 u0641u0631u0646u0633u064au0633
نزار فرنسيس
تصغير
تكبير
الكويت عزيزة بشعبها وأتمنى أن تبقى منارة

الوسط الفني نال نصيبه مما أصاب لبنان
يتابع الشاعر اللبناني نزار فرنسيس مشواره الفني بكل ثقة. كيف لا وهو استطاع التحليق مع الكبار في سماء الفن العربي بعدما وقّع على الكثير من الأغنيات التي لاقت نجاحاً مدوياً ورسخت في أذهان الناس وطبعت اسمه كمبدع من هذا الشرق.

يعمل نزار فرنسيس كهاوٍ للشعر ولا يعتبرها مهنة... هكذا قال لـ «الراي» في الحوار معه، معتبراً أن ذلك يأتي حفاظاً منه على التجدد الدائم والاستمرارية، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه متصالح مع نفسه إلى درجة كبيرة ومتفائل أيضاً حيث يرى أن الوسط الفني سيتطور إيجاباً لناحية المستوى.


وخلال الحوار، تحدث فرنسيس عن تعاونه المستمر مع الموسيقار اللبناني ملحم بركات منذ 22 عاماً، والذي يرى أنه آخر العمالقة ويملك قدرة على الإبداع... و«ما في حدا مثله».

• ما جديدك؟

- لديّ 8 أغنيات مع الموسيقار ملحم بركات في الاستوديو، بينها اثنتان ستصدران في وقت قريب. ولم يتحدد موعد إصدار أي أغنية لأننا ما زلنا نضع عليها اللمسات الأخيرة.

• ما الإضافة التي أعطيتَها لملحم بركات عبر هذه الأعمال؟

- هذان العملان هما تتمة للمشوار الفني الذي جمعني بـ»أبو مجد»، والذي مضى عليه 22 عاماً. هناك أغنية جاهزة تقريباً، وهي بعنوان «مات الوفا».

• وهل «مات الوفا» في لبنان؟

- أعتقد أنه مات عند بعض الأشخاص.

• وماذا عن الوفاء في الوسط الفني؟

- الوسط الفني كالوسطين السياسي والاجتماعي في لبنان، أي يوجد الجيد من جهة ويوجد السيئ من جهة أخرى، وما زالت هناك خميرة جيدة، بما يُبقي الأمل موجوداً بأن الدنيا ستظلّ بخير.

• وكيف يتعاطى نزار فرنسيس في هذا الإطار؟

- إن لم تكن لديّ قناعة بشخصية الفنان وسُمْعته لا أتعاطى معه ولا أسلّمه كلامي من الأساس. ولو أردتُ التعاطي مع الفن بمنطق تجاري بحت، كنتَ ستجد الكثير من الراقصات يغنين لنزار فرنسيس، لكن لا أريد التجارة بالشعر.

• ومَن يعطي الراقصات شعراً، أليس شاعراً؟

- طبعاً يكون تاجراً وليس شاعراً. حتى يُعتبر شاعراً بكل ما للكلمة من معنى، يجب أن يكون لديه حدّ أدنى من الاحترام لكلمته وشعره الذي ينظمه، وعلى الأقلّ ألا يضعه بين أيدي أشخاص يجهلون قيمته ولا يستحقون أن يغنّوه.

• وهل تعتقد ان الوسط الفني بخير؟

- «كله بهذا البلد مضروب»، الوسط الفني نال نصيبه مما أصاب كل البلد. لبنان ليس بخير حتى يكون الوسط الفني بخير. لن أذهب إلى تعميم كلامي، بل أقول إنه تبقى هناك مساحات من الرقيّ والفن الحقيقي.

• إلى أين يذهب الفن اللبناني؟

- إلى تَحسُّن إن شاء الله. ما زال هناك الكثير من الأشخاص الذين لديهم إيمان بالفن الحقيقي، لكن المشكلة تكمن في أداء وعمل الإعلام الذي هو الوسيلة لنقل الأعمال الفنية. الإنترنت ومواقع الإعلام يأخذان حيزاً مهماً مع تقدُّم الوقت، وهذا ساهم في زيادة مساحة انتشار العمل الفني، وكلما زادت هذه المساحة كلما رأينا الخطأ أكبر وبشكل أوضح، لكن الجيد سيبقى جيداً، ونسبة الأعمال الجيدة ستبقى كما هي، ويمكن أن تزداد، لكنها لن تعود إلى الوراء.

• ماذا يعني لك التعامل مع ملحم بركات؟

- ملحم بركات يملك قدرة على الإبداع، وهو يتميّز عن كل مَن يتعاطى في الفن، فهو صاحب مشوار طويل ويملك أرشيفاً دسماً. مضى 50 عاماً على مشوار ملحم بركات الفني وهو نجم وناجح «وما في حدا مثله».

• ماذا تصفه بكلمة؟

- هو آخر العمالقة.

• هل يتطور الشعر مع تطور المجتمعات؟

- الفن هو حضارة المجتمع، والشاعر ابن بيئته. ولأن الأغنية تبدأ بكلمة، فهو سيكتب عن محيطه وبيئته وإحساس الناس الذين ينتمي إليهم بشرط ألا يتخلى عن هويته. الهوية الفنية للأغنية تبدأ من عند الشاعر، ولذا عليه ألا يتخلى عن هويته، بل أن يكتب حضارته وعاداته وتقاليده وألا يعتمد التصنع، وذلك حتى يستطيع أن يعكس صورة حقيقية عن مجتمعه. الأغنية هي هويتنا وهي سفيرة لنا، إذ إنها تذهب إلى مجتمعات أخرى لتعرّفهم على حضارتنا. أسهل وسيلة حتى يتعرف العالم على حضارة بعضه البعض هي الأغنيات.

• هل الشعر الغنائي مهنة يستطيع أن يعتاش منها الشاعر؟

- بالنسبة إليّ، سيبقى الشعر هواية. أنا لستُ شاعراً، بل سأبقى هاوياً للشعر. وما دمتَ تتعاطى مع عملك على أنك هاوٍ له، فسيكون لديك تجدد دائم، والتجدد يعني الاستمرارية، والاستمرارية تعني البقاء والنجاح. الشعر ليس وسيلة للعيش، إنما وسيلة إبداع وإضافة شيء على الدنيا، وهذه الإضافة أهمّ بكثير من المال.

• يقال إن الفن رسالة، ما تعليقك؟

- ألتقي بكثير من الفنانين ما زال الفن بالنسبة إليهم رسالة، وهذا يشرّفني. أنا مؤمن بأن الفن رسالة وهي تتكلم عنا وعن مجتمعنا وتقاليدنا. هو الإرث الكبير الذي تركه لنا المبدعون الذين تعبوا جداً به، فحرام أن نفرّط به بسهولة.

• مَن هي الجهة الرقابية في هذا الشأن؟

- الرقيب هو أخلاقنا، لأن الدولة اللبنانية لديها الكثير من الهموم وليست قادرة على تنفيذ قانون خاص يعنى بالشأن الفني، ولذا علينا نحن كفنانين أن نكون رقباء على ذاتنا وأعمالنا وألا نقدم أغنيات لا تشبهنا. أسمع أغنيات عبر الراديو، مع العلم أن كاتبها وملحّنها ومن يغنيها لبناني، لكنها لا تنتمي إلينا بأي صلة ولا إلى عاداتنا وتقاليدنا، وهذا مرفوض.

• وماذا تقول عما تراه من مَشاهد في العالم العربي؟

- أغرّد باستمرار عبر «تويتر» عن وجع الناس في العالم العربي الذين يموتون عن غيرهم بلا أي سبب، بمعنى أنهم «فرق عملة». أعبّر باستمرار عن ألم الناس وعما يحصل في البلدان العربية كمواطن عربي وكإنسان أولاً. وأنا أرفض ما يحصل، وكما ذكرتُ لك سابقاً، على الشاعر أن يكون ابن بيئته وأن يعبّر بكتاباته عن فرح الناس ووجعهم أيضاً.

• هل لديك طموح لتتبوأ منصباً سياسياً؟

- يكفيني ما وهبني إياه الخالق أنني شريك في الإبداع، وهذه الصفة أهمّ عندي من صفة السياسي. السياسة ليست لي، أنا سعيد بمكاني ،فالشعر هو عابر للطوائف وعابر للحدود حتى.

• تدرك حدود نفسك إذاً؟

- ليس لديّ طموح سياسي، أنا سعيد بالشعر وأعلم تماماً أنني أملك موهبة لا يتمتّع بها أي سياسي. هذه الموهبة نعمة من ربنا والناس يحبونني لأجلها.

• بماذا تتوجه إلى الخليج العربي؟

- إن شاء الله يبقى الخليج العربي بأمان ويشهد المزيد من الازدهار، ولدولة الكويت أقول إنها بلد الأمن والأمان وهي عزيزة بشعبها وأتمنى أن تبقى منارة، لأن الكويت كانت وستبقى مقصداً لكل مَن يطلب الأمن والأمان.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي