حروف باسمة

... «وباجر نطوي الكريش»

تصغير
تكبير
عبق طيب لأصالة عريقة لمشاهد متعددة من تراث هذه الديرة الحبيبة، انه عبق الاولين تتذوقه الأجيال وتعمل على تفعيله وتعليمه للأجيال اللاحقة حتى لا يختفي هذا الأثر ولا ينسى هذا العبق الذي ترتاح الأجيال الى ان تتنفسه وتعيش ذكراه وتحتفل به وتخلده.

مشهد جديد من عبق الماضي يجسد ذكرى القريش. هذا اليوم الذي تحتفل به اسر هذه الديرة، فيقام الغداء وتتداول القنجات بين بيوت الفريج والاسرة جميعها تجلس حول سفرة ملونة بألوان بهيجة المنظر تصنع من سعف النخيل وهم يتناولون طعام الغداء وهم يتذكرون مثلهم القائل:


اليوم القريش «وباجر نطوي الكريش»

عزيزي القارئ، يوم القريش هو اليوم الـ 30 من شهر شعبان، يكون في الشهر الوافي ولا يحتفل به في الشهر الهافي الذي يكون فيه شهر شعبان 29 يوما.

فجميع الذين يحتفلون في ذكرى القريش قبل يوم الـ 30 من شهر شعبان لم يدركوا ولم يفعلوا الذكرى ولا يكون الاحتفال في اوقات العمل وقبل شهر رمضان بأسبوع ولا يحتاج القريش الى نصب البوفيهات وعدد الاكل والاحتفال في المطاعم ومراكز العمل والبذخ، فإن الذكرى تفعل كما فعلها الأهلون من قبل وفي أذهانهم القناعة والألفة والتزاور وتفقد بعضهم بعضا.

نسأل الله الكريم أن يعين المسلمين على بلوغ الشهر المبارك، واهل هذه الديرة يرفلون بأثواب الهناء ويتمتعون بالسماحة والعطف والحنان والتماسك والتعاضد ويكون الخير في القلوب وعلى صفحات الأوجه وفي فلتات اللسان.

ومالنا الا ان نستمتع بما قاله الشاعر عبدالله سنان يرحمه الله في احدى روائعه:

ومموش قابلته في جلسة

على السماط وحوله دقوس

فسألته من اين جئت الى هنا

والعهد ان غداءهم مكبوس

قال الذي اتفقوا على تقديمه

ملخبط معفوس

وجاءوا بقنجات كبار

فوقها حشو وربيان له محموس

صافحته بالخمس ثم رفعته لفمي

اقبله وبي تهويس

لو اطعمت بلقيس منه لقمة

لتشوقت لخواله بلقيس
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي