صفوة الإنسان
فطرة الطواف
|أحمد سلمان|
ما أجمل هذه الكعبة المكعبة... بلباسها وحلتها الذهبية... وما أجلّ الطواف حولها.
إنها لفطرة، فطر الله الكون عليها، وهي فطرة الطواف، التي كتبها الله على الكائنات جميعا من أدقها إلى أكبرها...
إن هذا الطواف الكوني له علاقة بالانفجار الكوني الذي بدأ من ذرة صغيرة جدا، كما إن له علاقة بالنقطة التي تحت الباء في بداية البسملة... إنها ترمز إلى النقطة التي تحيطها دائرة (أي الجزء والكل)، فإن الألكترونات جزء من الذرة، والذرة جزء من الجزيء، والجزيء جزء من العضو، والعضو جزء من جهاز، والجهاز جزء من الإنسان، والإنسان جزء من مجتمع، وهذا الأخير جزء من أمة، والأمة جزء من قارة والقارة جزء من الأرض، والأرض جزء من المجموعة الشمسية، الذي هو جزء من مجرة، و المجرة جزء من الدنيا...!
إنها لمعجزة... طواف الألكترونات و البروتونات حول النواة، و بطوافها تشبه طواف الكواكب حول الشمس... إن الطواف يكون من الذرة و إلى المجرة في حركة دائمة مستمرة، وما أكبر الإنسان عن الذرة، و ما أصغره في المجرة... فسبحان الذي فطر الكون كلة كي يسبحه و يمجده.
و إنني لم أذكر النقطة التي تحت الباء، ولا الإنفجار الكوني الذي بدأ من الذرة، إلا لأن النقطة ترمز إلى الذبذبة، و لم يحصل الانفجار الكوني الذي يشبه انقسام الذرة في القنبلة الننوية إلا بفعل الذبذبة التي تعتبر هي روح الذرة، ولولا الذبذبة لما طاف الألكترون حول النواة!
إن الذبذبة سر من أسرار الله و تجلي من تجلياته، ولولا الذبذبات في الكون لمات الكون بسبب توقف طواف الألكترون حول النواة وبالتالي توقف المجرات... حتى الصوت، فإنه عبارة عن ذبذبات تنتقل و تطوف الأرض، كذلك العين تلتقط ذبذبات الضوء عن طريق حاسة البصر.
وفي هذه الحركة الدائرية التي تشبه طواف العباد حول الكعبة الشريفة، بها حركة (الذكر والأنثى)، فهناك الطواف الذي يتماشى مع عقارب الساعة، وآخر عكس عقارب الساعة، كاللغة العربية مثلا، فإنها تطوف من اليمين إلى اليسار وهذا طواف المسلمين حول الكعبة، أما اللغة الإنكليزية فإنها تطوف من اليسار إلى اليمين.
كذلك تأمل في حركة المياة حول الأرض... من تبخر مياة البحر، حتى يصعد إلى الغيوم، فينزل مطرا يحيي الأرض، فيكون على صورة جداول وأنهار، راجعا مرة أخرى إلى مياة البحر... إنها حركة دائرية دائمة... وإن أردت أن ترى هذا الطواف الكوني العظيم، فتأمل ذاتك لأنك كتابا مفتوحا أبدا، تأمل في خطوط يدك، فإنك ستجد منحنيات وخطوطا تاخذ شكلا دائريا... كما يمكنك ان تتأمل قمة الرأس، عند منبت الشعر (النافوخ) فإنك ستجد شكلا حلزوني... وحتى الدم ففي صعودة وهبوطه في الجسم خلال الشرايين والأوردة فإنه يرسم حركة دائرية، وكذلك تجد الطواف جليا في شكل الـ(D.N.A) على شكل حلزونين متلاقيين في الوسط، إحداهما مع عقارب الساعة آخر عكس عقارب الساعة، وهذا ما يعطي الـ(D.N.A) الشكل اللولبي... إن كل هذه الأسرار هي أبواب لتدخل وتخرج عبرها الطاقة النورانية العظيمة.
لهذا فطر الله الكون بفطرة الطواف، حتى تستمر الحياة، وما الحياة إلا حركة مستمرة... لهذا على الإنسن الطواف حول الكعبة الشريفة حتى يطهر نفسه ويستقبل الفيض الإلهي، لأنها بوابة السماء ولأن مكة هي اول ما مهد الله الأرض حين خلقها، وهي اول بيت للعابدين.
ولو كان يسعنى المجال هنا، لكتبنا في هذا الموضوع بفيض، إنما نترك الباقي فرصة للتأمل والتدبر والتفكر... في شهر الصيام المبارك عليكم... والسلام.
* المعهد العالي للفنون المسرحية
[email protected]
ما أجمل هذه الكعبة المكعبة... بلباسها وحلتها الذهبية... وما أجلّ الطواف حولها.
إنها لفطرة، فطر الله الكون عليها، وهي فطرة الطواف، التي كتبها الله على الكائنات جميعا من أدقها إلى أكبرها...
إن هذا الطواف الكوني له علاقة بالانفجار الكوني الذي بدأ من ذرة صغيرة جدا، كما إن له علاقة بالنقطة التي تحت الباء في بداية البسملة... إنها ترمز إلى النقطة التي تحيطها دائرة (أي الجزء والكل)، فإن الألكترونات جزء من الذرة، والذرة جزء من الجزيء، والجزيء جزء من العضو، والعضو جزء من جهاز، والجهاز جزء من الإنسان، والإنسان جزء من مجتمع، وهذا الأخير جزء من أمة، والأمة جزء من قارة والقارة جزء من الأرض، والأرض جزء من المجموعة الشمسية، الذي هو جزء من مجرة، و المجرة جزء من الدنيا...!
إنها لمعجزة... طواف الألكترونات و البروتونات حول النواة، و بطوافها تشبه طواف الكواكب حول الشمس... إن الطواف يكون من الذرة و إلى المجرة في حركة دائمة مستمرة، وما أكبر الإنسان عن الذرة، و ما أصغره في المجرة... فسبحان الذي فطر الكون كلة كي يسبحه و يمجده.
و إنني لم أذكر النقطة التي تحت الباء، ولا الإنفجار الكوني الذي بدأ من الذرة، إلا لأن النقطة ترمز إلى الذبذبة، و لم يحصل الانفجار الكوني الذي يشبه انقسام الذرة في القنبلة الننوية إلا بفعل الذبذبة التي تعتبر هي روح الذرة، ولولا الذبذبة لما طاف الألكترون حول النواة!
إن الذبذبة سر من أسرار الله و تجلي من تجلياته، ولولا الذبذبات في الكون لمات الكون بسبب توقف طواف الألكترون حول النواة وبالتالي توقف المجرات... حتى الصوت، فإنه عبارة عن ذبذبات تنتقل و تطوف الأرض، كذلك العين تلتقط ذبذبات الضوء عن طريق حاسة البصر.
وفي هذه الحركة الدائرية التي تشبه طواف العباد حول الكعبة الشريفة، بها حركة (الذكر والأنثى)، فهناك الطواف الذي يتماشى مع عقارب الساعة، وآخر عكس عقارب الساعة، كاللغة العربية مثلا، فإنها تطوف من اليمين إلى اليسار وهذا طواف المسلمين حول الكعبة، أما اللغة الإنكليزية فإنها تطوف من اليسار إلى اليمين.
كذلك تأمل في حركة المياة حول الأرض... من تبخر مياة البحر، حتى يصعد إلى الغيوم، فينزل مطرا يحيي الأرض، فيكون على صورة جداول وأنهار، راجعا مرة أخرى إلى مياة البحر... إنها حركة دائرية دائمة... وإن أردت أن ترى هذا الطواف الكوني العظيم، فتأمل ذاتك لأنك كتابا مفتوحا أبدا، تأمل في خطوط يدك، فإنك ستجد منحنيات وخطوطا تاخذ شكلا دائريا... كما يمكنك ان تتأمل قمة الرأس، عند منبت الشعر (النافوخ) فإنك ستجد شكلا حلزوني... وحتى الدم ففي صعودة وهبوطه في الجسم خلال الشرايين والأوردة فإنه يرسم حركة دائرية، وكذلك تجد الطواف جليا في شكل الـ(D.N.A) على شكل حلزونين متلاقيين في الوسط، إحداهما مع عقارب الساعة آخر عكس عقارب الساعة، وهذا ما يعطي الـ(D.N.A) الشكل اللولبي... إن كل هذه الأسرار هي أبواب لتدخل وتخرج عبرها الطاقة النورانية العظيمة.
لهذا فطر الله الكون بفطرة الطواف، حتى تستمر الحياة، وما الحياة إلا حركة مستمرة... لهذا على الإنسن الطواف حول الكعبة الشريفة حتى يطهر نفسه ويستقبل الفيض الإلهي، لأنها بوابة السماء ولأن مكة هي اول ما مهد الله الأرض حين خلقها، وهي اول بيت للعابدين.
ولو كان يسعنى المجال هنا، لكتبنا في هذا الموضوع بفيض، إنما نترك الباقي فرصة للتأمل والتدبر والتفكر... في شهر الصيام المبارك عليكم... والسلام.
* المعهد العالي للفنون المسرحية
[email protected]