مسرحية لينا أبيض لا تحمل بصيص أمل

«بس أنا بحبِّك»... نساء معنّفات لا يتركن ستراً مغطّى للرجال

u0645u0644u0635u0642 u0627u0644u0645u0633u0631u062du064au0629
ملصق المسرحية
تصغير
تكبير
المخرجة تحاملت على كل الرجال واتهمتهم بالتعدّي على نسائهم
مشكلة عميقة تتوالد بين الرجال والنساء سببها ممارسات سلبية سيئة وأحياناً إجرامية، من رجال بلا أخلاق أو مبادئ أو رجولة يعنّفون زوجاتهم ويتطاولون عليهن أو يضربوهن حتى الموت.

المخرجة اللبنانية لينا أبيض، تطرقت إلى هذا الموضوع منذ فترة في مسرحية بعنوان «هيدا مش فيلم مصري»، تحاملت فيها على كل الرجال واتهمتهم بالتعدّي على نسائهم من دون سبب واضح، وها هي تُعيد الكرّة مع مسرحية تحمل عنواناً هو كناية عن عبارة يكررها الرجال عديمو الأخلاق لزوجاتهم بعد تعنيفهن وضربهن وإهانتهن «بس أنا بحبِّك»، بما يعني أنه يحبها ويحب أن يمر القطار فوقها ويقضي عليها.


استناداً إلى هذا المنطق، أنجزت أبيض مسرحية سوداء، لا تحمل أي أمل ولو بسيط في الخروج من دوّامة العنف المرفوض قطعاً ضد النساء تحت أي حجة أو مبرر. حيث لم تورد المسرحية أي إيجابيات عن الرجال الذين عنّفوا نساءهم، ولم تذكر أي خلفيات اجتماعية دفعتهم إلى أفعالهم الشنيعة بحق نسائهم، فهكذا ولد الرجال الأربعة أبطال المسرحية وحوشاً كاسرة انقضّت على ضحاياها من النساء.

أما المخيف، فهو ما الذي ستقوله الصبايا العازبات وهن يتابعن الأجواء الكالحة السواد لحياة الأزواج تحت سقف واحد، إذ لا توجد أي إشارة إلى أن هذه النماذج الذكورية لا تمثل كل الرجال، بل حفنة جاهلة منهم.

المسرحية التي استضافها المسرح الصغير في «مونو» ببيروت انعكس موضوعها على الدخول إليها والذي بدا كالدخول إلى مجلس عزاء، حيث اصطفت الكراسي على جانبي المكان غير الرحب، وتوزعت على أرضه عشرات الصحون المتكسّرة على الطريقة اليونانية التي تعتبر تكسير الصحون طرداً للحظ العاثر عند الشخص المعني، والذين زاروا الحي اللاتيني في باريس يعرفون ممارسة واقعية لأصحاب المطاعم من اليونانيين الذين يستقبلون الزبائن برمي الصحون بين أرجلهم عربون حظ.

وجسدت شخصيات النساء الأربع لينا أبيض (المخرجة)، مي أوغدن سميث، دارين شمس الدين، وديما ميخائيل متى، وتراوحت الروايات الحقيقية والميدانية - وفق المخرجة - بين الشتم وقلة الاحترام والضرب، مع تفاصيل مهينة لا يقبلها ولا يقرّها عقل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي