رأى أن تطوير التعليم قضية تحتاج وقتاً «فنحن لا نبني عمارة بل إنساناً»
بدر العيسى: حاولنا إزالة الطائفية والقبلية من المناهج لكن لا نستطيع السيطرة على المدرّس في القاعة أو خارجها
العيسى والأنصاري وعريف الندوة طه الفراج
جانب من الحضور (تصوير جلال معوض)
كصنّاع قرار نواجه تحديات التعليم بالتعاون مع الحكومة والمشرّعين والمجتمع
لا يمكننا أن نحسّن مستوى التعليم طالما هناك تكدّس في كليات كثيرة خصوصاً في التربية والشريعة
المفترض أن نتلمس نتائج الخطة الخمسية خلال 12 سنة مقبلة حتى نستشعر التغيير الشامل
الأنصاري: ولي الأمر فقد ثقته في المدارس الحكومية و50 ألفاً يتجهون سنوياً إلى التعليم الخاص
لا يمكننا أن نحسّن مستوى التعليم طالما هناك تكدّس في كليات كثيرة خصوصاً في التربية والشريعة
المفترض أن نتلمس نتائج الخطة الخمسية خلال 12 سنة مقبلة حتى نستشعر التغيير الشامل
الأنصاري: ولي الأمر فقد ثقته في المدارس الحكومية و50 ألفاً يتجهون سنوياً إلى التعليم الخاص
اعتبر وزير التربية والتعليم العالي الدكتور بدر العيسى، أن هناك العديد من التحديات التي تواجه التعليم في الكويت، منها التحديات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية والثقافية، مبيناً أن الناس دائماً ما يعتقدون أن تحسين مستوى التعليم متركز على وزارة التربية فقط، إلا أن الواقع يؤكد لنا أن العملية التعليمية مسألة مشتركة ما بين الوزارة والمدرسة وأولياء الأمور والمجتمع كله، مشيراً إلى مساعيه في محاولة إزالة «النهج الطائفي والقبلي من الوزراة... والعنف من المناهج»، والذي كان سائداً قبل تسلمه الوزارة.
وقال العيسى خلال ندوة «إصلاح التعليم» والتي نظمتها كتلة الوحدة الدستورية «كود» مساء أمس الأول في منطقة السلام، بمشاركة المستشار الثقافي السابق في القاهرة الأستاذ في كلية التربية الأساسية الدكتور عيسى الأنصاري، «لا يمكننا أن نبرئ النظام التعليمي، فنحن كصناع قرار يجب أن نواجه التحديات التي تواجه التعليم، بالتعاون مع الحكومة والمشرعين والمجتمع»، لافتاً إلى أن «الوزارة في بعض الأحيان تضع سياسة معينة، تحاول من خلالها النهوض بالتعليم، لكنها تكون غير متفقة مع المجلس التشريعي فنضطر إلى أن نغيرها».
وأشار إلى أنه قبل أن يتسلم الوزارة «كان يوجد فيها نهج طائفي وقبلي، ونهج يدعو إلى العنف، وقد كان هذا النهج موجوداً في المناهج، وحاولنا إزالة كل ذلك، لكننا لا نستطيع أن نسيطر على المدرس سواء في قاعة الدرس أو خارجها، وفي المخيمات الكشفية أو برامج التدريب، وقد كان على وزارة التربية أن تراقب كل هذه المواقع لعدم إبراز الطائفية والقبلية».
وزاد قائلاً «وقبل تسلمنا للوزارة كان معظم المدرسين غير مدربين على استخذام التقنية الحديثة في توصيل المعلومة، وقد اتفقنا مع شركة مايكروسوفت لتدريب المدرسين لتوصيل المعلومة عن طريق التابلت، لكننا وجدنا أن بعض المدرسين ضد هذه الفكرة بسبب تعودهم على الطريقة التقليدية في التعليم»، مضيفاً «هناك أناس صعب عليهم التغيير لأن التغيير يحتاج الكثير من الجهد لمواكبة التطور، إلى درجة أن بعضهم لا يريد تسلم التابلت»، مستطرداً «نحن في الوزارة مستعدون دائماً لمواكبة التطور، لكن التعليم قضية تحتاج إلى وقت، فنحن لا نبني عمارة، بل نبني إنساناً، وقطار التنمية دائماً في مقدمته التعليم، والذي نهيئ له أن يسير بأمن وأمان وتحقيق نتائج حقيقية».
ولفت العيسى إلى وجود تشريعات تعوق التطوير في التعليم، مبيناً أننا اليوم (أمس الأول) في مجلس الوزراء «وافقنا على مشروع الجامعات الحكومية، وقد كان من أحد بنود هذا المشروع هو فصل جامعة الكويت عن جامعة الشدادية، لكن مع الأسف وجدنا أن بعض القياديين في الدولة غير مقتنعين بهذا الفصل»، لافتاً إلى أن «الطاقة الاستيعابية لجامعة الكويت تستطيع أن تغطي 25 ألف طالب، بينما ما هو موجود الآن فوق هذه الطاقة الاستيعابية حيث يبلغ عدد الطلبة في الجامعة اليوم ما يقارب 38 ألفاً، وبالتالي لا يمكننا أن نحسن مستوى التعليم، طالما هناك تكدس في كليات كثيرة خصوصاً في كليتي التربية والشريعة».
وبين العيسى أن «مطبخ المعلمين (كلية التربية في جامعة الكويت وكلية التربية الأساسية في التطبيقي) يفترض أن تكون فيهما النخبة من الطلاب لتعليم أولادنا، لكن ما يحصل أن الكليات العلمية الأخرى تختار ما تحتاجه من الطلبة والبقية يتكدسون في التربية والشريعة والكليات الأخرى»، مبيناً أنه «ما يقارب النصف من مجموع من يذهب إلى كلية التربية ليست لديهم الرغبة في التدريس، وغالبية من يدخلون كلية التربية يتجهون إلى التخصصات السهلة كالاجتماعيات ورياض الأطفال والاقتصاد المنزلي، وهذه التخصصات لدينا تشبع فيها، في المقابل لدينا نقص في تخصصات الرياضيات والعلوم الفيزياء، وهذا يضطرنا إلى أن نستقطب معلمين من خارج الكويت»، مبيناً أن «هناك تكدساً إداريا في إدارات وزارة التربية بسبب بعض المدرسين الذين تحولوا إلى هذه الإدارات، نتيجة لتقريرهم الضعيف في التدريس».
وأشار الى أنه وبسبب هذه المشكلة في الطاقة الاستيعابية «نفكر أن تكون كلية التربية، كما هو موجودد في كثير من المجتمعات المتطورة في التعليم، تقدم فقط درجة الماجستير أو الدكتوراه». وقال «نسعى إلى وضع السياسات التعليمية التي تشمل تخطيط البرامج والانشطة وما يتعلق بالموارد المالية وتحسين البيئة المدرسية»، مبيناً أن من «المفترض أن نتلمس نتائج هذه الخطة الخمسية خلال 12 سنة مقبلة حتى نستشعر التغيير الشامل».
من جهته، قال الأنصاري «مرّ على تاريخ وزارة التربية تميز قيادي، وتميز وزراء من داخل وخارج الجسم التربوي وطرحوا ما لديهم بابداع، كم من القيادات المستمر والمتميز وحرص الدولة مع الحضور اللافت للنظرومسابقات على مستوى الخليج والوطن العربي نجد أن المدرس والإداري والمشروع الكويتي يحصلون على جوائز متميزة، ورغم ذلك فنحن في المرتبة الأخيرة على مستوى الخليج».
ولفت الأنصاري إلى أن ولي الأمر بدأ يفقد ثقته في المدارس الحكومية، والدليل وجود 50 ألف طالب وطالبة يتجهون سنوياً إلى التعليم الخاص والنسبة في تزايد، مبيناً أن المدارس الخاصة ليست أفضل من المدارس الحكومية.
انتهاء التحقيق في «الشهادات المزوّرة»
في رده على سؤال «الراي» حول مستجدات أعمال لجنة التحقيق التي شكلت لبحث قضية الشهادات المزوّرة، قال وزير التربية والتعليم العالي بدر العيسى، ان اللجنة انتهت من أعمالها أخيراً «وإلى الآن لم أتسلم التحقيق».
آخر تقليعة في الغش من الثانوي إلى الجامعة
حول ظاهرة الغش في الامتحانات، أعلن العيسى أن «هناك تطوراً تكنولوجياً في الوسائل نكتشفها كل عام، وكانت آخر تقليعة أن وضع أحد الطلبة سماعة صغيرة في فمه وعند دخوله قاعة الامتحان يضعها في أذنه، وهذه السماعة لا يمكن استخراجها إلا بالملقاط أو المغناطيس، ويكون معه بطاقة أشبه ببطاقة Credit Card، ومن يخرج من الامتحان مبكراً ينشر الاسئلة، وقد يكون مستقبل الاسئلة من خارج الكويت ليرسل له الاجابة»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «هناك حالات عديدة لا يمكن أن نكتشفها»، مشيراً إلى أن «البعض يعتبر الغش حقاً بالنسبة له، وللأسف استخدام الوسائل الحديثة في الغش ليست متوقفة على المدارس فقط، بل هي موجودة في الجامعة وأصبحت تنافس المرحلة الثانوية».
لا قانون يمنع الدروس الخصوصية
قال العيسى ان الوزارة وضعت للطلبة دروس تقوية بعد الظهر، لكن الإقبال عليها ضعيف جداً، لتفضيلهم أن تكون الدروس في البيت أو في المقاهي، مضيفاً «ليس لدينا قانون يمنع الدروس الخصوصية، إلا إذا كان مدرساً بالتربية فبإمكاننا أن نتعامل معه، ومعظم من يعطي الدروس الخصوصية من خارج المنظومة التربوية».
وقال العيسى خلال ندوة «إصلاح التعليم» والتي نظمتها كتلة الوحدة الدستورية «كود» مساء أمس الأول في منطقة السلام، بمشاركة المستشار الثقافي السابق في القاهرة الأستاذ في كلية التربية الأساسية الدكتور عيسى الأنصاري، «لا يمكننا أن نبرئ النظام التعليمي، فنحن كصناع قرار يجب أن نواجه التحديات التي تواجه التعليم، بالتعاون مع الحكومة والمشرعين والمجتمع»، لافتاً إلى أن «الوزارة في بعض الأحيان تضع سياسة معينة، تحاول من خلالها النهوض بالتعليم، لكنها تكون غير متفقة مع المجلس التشريعي فنضطر إلى أن نغيرها».
وأشار إلى أنه قبل أن يتسلم الوزارة «كان يوجد فيها نهج طائفي وقبلي، ونهج يدعو إلى العنف، وقد كان هذا النهج موجوداً في المناهج، وحاولنا إزالة كل ذلك، لكننا لا نستطيع أن نسيطر على المدرس سواء في قاعة الدرس أو خارجها، وفي المخيمات الكشفية أو برامج التدريب، وقد كان على وزارة التربية أن تراقب كل هذه المواقع لعدم إبراز الطائفية والقبلية».
وزاد قائلاً «وقبل تسلمنا للوزارة كان معظم المدرسين غير مدربين على استخذام التقنية الحديثة في توصيل المعلومة، وقد اتفقنا مع شركة مايكروسوفت لتدريب المدرسين لتوصيل المعلومة عن طريق التابلت، لكننا وجدنا أن بعض المدرسين ضد هذه الفكرة بسبب تعودهم على الطريقة التقليدية في التعليم»، مضيفاً «هناك أناس صعب عليهم التغيير لأن التغيير يحتاج الكثير من الجهد لمواكبة التطور، إلى درجة أن بعضهم لا يريد تسلم التابلت»، مستطرداً «نحن في الوزارة مستعدون دائماً لمواكبة التطور، لكن التعليم قضية تحتاج إلى وقت، فنحن لا نبني عمارة، بل نبني إنساناً، وقطار التنمية دائماً في مقدمته التعليم، والذي نهيئ له أن يسير بأمن وأمان وتحقيق نتائج حقيقية».
ولفت العيسى إلى وجود تشريعات تعوق التطوير في التعليم، مبيناً أننا اليوم (أمس الأول) في مجلس الوزراء «وافقنا على مشروع الجامعات الحكومية، وقد كان من أحد بنود هذا المشروع هو فصل جامعة الكويت عن جامعة الشدادية، لكن مع الأسف وجدنا أن بعض القياديين في الدولة غير مقتنعين بهذا الفصل»، لافتاً إلى أن «الطاقة الاستيعابية لجامعة الكويت تستطيع أن تغطي 25 ألف طالب، بينما ما هو موجود الآن فوق هذه الطاقة الاستيعابية حيث يبلغ عدد الطلبة في الجامعة اليوم ما يقارب 38 ألفاً، وبالتالي لا يمكننا أن نحسن مستوى التعليم، طالما هناك تكدس في كليات كثيرة خصوصاً في كليتي التربية والشريعة».
وبين العيسى أن «مطبخ المعلمين (كلية التربية في جامعة الكويت وكلية التربية الأساسية في التطبيقي) يفترض أن تكون فيهما النخبة من الطلاب لتعليم أولادنا، لكن ما يحصل أن الكليات العلمية الأخرى تختار ما تحتاجه من الطلبة والبقية يتكدسون في التربية والشريعة والكليات الأخرى»، مبيناً أنه «ما يقارب النصف من مجموع من يذهب إلى كلية التربية ليست لديهم الرغبة في التدريس، وغالبية من يدخلون كلية التربية يتجهون إلى التخصصات السهلة كالاجتماعيات ورياض الأطفال والاقتصاد المنزلي، وهذه التخصصات لدينا تشبع فيها، في المقابل لدينا نقص في تخصصات الرياضيات والعلوم الفيزياء، وهذا يضطرنا إلى أن نستقطب معلمين من خارج الكويت»، مبيناً أن «هناك تكدساً إداريا في إدارات وزارة التربية بسبب بعض المدرسين الذين تحولوا إلى هذه الإدارات، نتيجة لتقريرهم الضعيف في التدريس».
وأشار الى أنه وبسبب هذه المشكلة في الطاقة الاستيعابية «نفكر أن تكون كلية التربية، كما هو موجودد في كثير من المجتمعات المتطورة في التعليم، تقدم فقط درجة الماجستير أو الدكتوراه». وقال «نسعى إلى وضع السياسات التعليمية التي تشمل تخطيط البرامج والانشطة وما يتعلق بالموارد المالية وتحسين البيئة المدرسية»، مبيناً أن من «المفترض أن نتلمس نتائج هذه الخطة الخمسية خلال 12 سنة مقبلة حتى نستشعر التغيير الشامل».
من جهته، قال الأنصاري «مرّ على تاريخ وزارة التربية تميز قيادي، وتميز وزراء من داخل وخارج الجسم التربوي وطرحوا ما لديهم بابداع، كم من القيادات المستمر والمتميز وحرص الدولة مع الحضور اللافت للنظرومسابقات على مستوى الخليج والوطن العربي نجد أن المدرس والإداري والمشروع الكويتي يحصلون على جوائز متميزة، ورغم ذلك فنحن في المرتبة الأخيرة على مستوى الخليج».
ولفت الأنصاري إلى أن ولي الأمر بدأ يفقد ثقته في المدارس الحكومية، والدليل وجود 50 ألف طالب وطالبة يتجهون سنوياً إلى التعليم الخاص والنسبة في تزايد، مبيناً أن المدارس الخاصة ليست أفضل من المدارس الحكومية.
انتهاء التحقيق في «الشهادات المزوّرة»
في رده على سؤال «الراي» حول مستجدات أعمال لجنة التحقيق التي شكلت لبحث قضية الشهادات المزوّرة، قال وزير التربية والتعليم العالي بدر العيسى، ان اللجنة انتهت من أعمالها أخيراً «وإلى الآن لم أتسلم التحقيق».
آخر تقليعة في الغش من الثانوي إلى الجامعة
حول ظاهرة الغش في الامتحانات، أعلن العيسى أن «هناك تطوراً تكنولوجياً في الوسائل نكتشفها كل عام، وكانت آخر تقليعة أن وضع أحد الطلبة سماعة صغيرة في فمه وعند دخوله قاعة الامتحان يضعها في أذنه، وهذه السماعة لا يمكن استخراجها إلا بالملقاط أو المغناطيس، ويكون معه بطاقة أشبه ببطاقة Credit Card، ومن يخرج من الامتحان مبكراً ينشر الاسئلة، وقد يكون مستقبل الاسئلة من خارج الكويت ليرسل له الاجابة»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «هناك حالات عديدة لا يمكن أن نكتشفها»، مشيراً إلى أن «البعض يعتبر الغش حقاً بالنسبة له، وللأسف استخدام الوسائل الحديثة في الغش ليست متوقفة على المدارس فقط، بل هي موجودة في الجامعة وأصبحت تنافس المرحلة الثانوية».
لا قانون يمنع الدروس الخصوصية
قال العيسى ان الوزارة وضعت للطلبة دروس تقوية بعد الظهر، لكن الإقبال عليها ضعيف جداً، لتفضيلهم أن تكون الدروس في البيت أو في المقاهي، مضيفاً «ليس لدينا قانون يمنع الدروس الخصوصية، إلا إذا كان مدرساً بالتربية فبإمكاننا أن نتعامل معه، ومعظم من يعطي الدروس الخصوصية من خارج المنظومة التربوية».