انتصار ناقص للثنائي المسيحي في جزين واليسار هزّ شباك الثنائية الشيعية
لبنان «بين عاصفتيْ» الجنوب والشمال ... رياح الرئاسة تهبّ
فوز مريح للحريري في صيدا عوّض النتيجة الباهتة في بيروت
وهاب: الراعي زار سورية ناقلاً رسالة من هولاند
وهاب: الراعي زار سورية ناقلاً رسالة من هولاند
يقترب «بازل» الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان من الاكتمال الأحد المقبل، مع الجولة الأخيرة في محافظتيْ الشمال وعكار، لتُسدل الستارة على استحقاق شغل البلاد من أقصاها الى أقصاها وتحوّلت صناديق اقتراعه «استفتاءات» جوّالة على التمثيل والأحجام للقوى السياسية والحزبية، التي أرادت توجيه رسائل متعددة الاتجاه، ربطاً بملفات داهمة، ما زالت عالقة، او بمحطات مقبلة، اعتُبرت «بلديات 2016» بمثابة «تمرين انتخابي» لها.
وفي حين انهمكت بيروت في «تحليل» نتائج المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية، التي جرت في الجنوب، أول من امس (بلغت نسبة الاقتراع فيها نحو 48 في المئة) ولم تحمل مفاجآت كبرى للقوى الرئيسة، التي خرجت بانتصارات متوقّعة، مع تسجيل بعض الخروق المعبّرة، كما في «بلدية جزين» (للائحة المدعومة من العماد ميشال عون والقوات اللبنانية) وبعض لوائح «حزب الله» وحركة «أمل» في أكثر من بلدة، فإن الأيام الفاصلة عن «العنقود الأخير» من هذا الاستحقاق تبدو مزدحمة بالعناوين السياسية، التي ستطغى على لوحة المعارك المتوقّعة في الشمال، والتي لا تختلف في رمزيّتها عما شهدته الجولات الثلاث السابقة.
وتُعتبر الزيارة المرتقبة خلال ثلاثة أيام لوزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت المحطة الأبرز في هذا السياق، وسط توقّعات بأن محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين ستركّز على عنوانيْن:
الأول ملف النازحين السوريين، الذي اكتسب بُعداً آخر، بعد الكشف عن تقرير للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أثار «غضبة» بيروت، التي اعتبرته دعوة الى توطين هؤلاء ومنحهم الجنسية اللبنانية، قبل ان تُطَمْئنَ المنظمة الدولية لبنان الى ان التقرير هو في سياق سياسة عالمية تتناول اللجوء عموماً، فيما كان رئيس الحكومة تمام سلام يؤكد امام القمة العالمية الانسانية في إسطنبول «تمسّكنا بقاعدة ثابتة ومكرّسة في نصّ الدستور اللبناني بأن لبنان ليس بلداً لتوطين الآخرين على أرضه».
أما العنوان الثاني فهو الشغور في رئاسة الجمهورية، الذي يدخل غداً عامه الثالث، وسط معاودة فرنسا تحرّكها على خط محاولة إنهاء هذه الأزمة، وصولاً الى مساعيها إلى عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان، والتفكير في إمكان توسيعها، وذلك بالتوازي مع حركة داخلية، عبّر عنها في شكل رئيس تطوران:
الاول مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري إلى طرح مخارج للأزمة الرئاسية، إما على قاعدة انتخابات نيابية مبكرة، مع التزام مسبق من القوى السياسية بانتخاب فوري بعدها لرئيس الجمهورية، واما من خلال «دوحة لبنانية» توفّر انتخاب رئيس من ضمن سلّة متكاملة.
والثاني الدخول السعودي على خط المأزق السياسي في لبنان، عبر العشاء الجامع الذي أقامه السفير علي عواض عسيري لنحو 150 شخصية من مختلف المشارب، باستثناء «حزب الله»، داعياً فيه الى «حوار إنقاذي» يُنتج رئيساً بحلول عيد الفطر.
وكان لافتاً، تَقاطُع هذا المناخ مع كلام للوزير السابق وئام وهاب (القريب من النظام السوري و«حزب الله») أعلن فيه ان عون سيُنتخب رئيساً للجمهورية في أغسطس المقبل، لافتاً إلى أن الرئيس سعد الحريري سيوافق على هذا المخرج، وكاشفاً ان «البطريرك الراعي الذي لم تتوقف مساعيه لايجاد حلّ للملف الرئاسي، زار سورية (لم يحدّد التاريخ) والتقى مسؤولين فيها ناقلاً رسالة من هولاند (كان التقى الراعي إبان زيارته لبيروت في 16 ابريل الماضي، ثم استقبله في الإليزيه قبل اسبوعين) حول طلب بدايةِ تعاون في موضوع الارهاب وأمور أخرى ذات صلة بالعلاقات الثنائية».
ولم ينفِ وهاب إمكانية حصول لقاء بين الراعي والامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وذلك رداً على معلومات كشفها الإعلامي مرسيل غانم ليل أول من أمس، عن ان هذا اللقاء جرى قبل مدّة في كنيسة مار يوسف في حارة حريك (الضاحية الجنوبية) واستمرّ ساعة، بحضور رئيس أساقفة بيروت للموارنة بولس مطر.
وانقشع غبار المعارك الانتخابية في جنوب لبنان عن الوقائع الآتية:
* تحقيق الثنائي المسيحي عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، «فوزاً ناقصاً» في الاستحقاق المزدوج الذي شهدته جزين، مع الانتخابات النيابية الفرعية على مستوى القضاء، والتي انتهت الى فوز المرشح المدعوم من هذا الثنائي أمل ابو زيد بفارق أكثر من 7 آلاف صوت عن إبرهيم عازار (المدعوم من القومي ونجل النائب السابق سمير عازار حليف الرئيس نبيه بري)، لتسجّل الانتخابات البلدية في مدينة جزين مفاجأة، تمثّلت في خرقها من اللائحة المدعومة من عازار بأربعة مقاعد من اصل 18، وكان الأبرز على هذا الصعيد سقوط رئيس لائحة الثنائي - المسيحي خليل حرفوش. وقد عُزي هذا التطور الى اعتبارات عدة، بينها القوة التجييرية التي تبيّن ان عازار يملكها في المدينة، اضافة الى أعمال تشطيب «بين أبناء اللائحة الواحدة» ردّها البعض الى اعتراضات أطياف من آل حلو (عائلة النائب الراحل ميشال حلو الذي خلفه ابو زيد) على رفْض قيادة «التيار الحر» تمثيلها في رئاسة البلدية، كما الى تحسُّس ابناء جزين من تمثيلهم نيابياً بمرشح من خارج المدينة.
* نجاح الحريري في صيدا، مسقط آل الحريري وأحد أبرز معاقل الزعامة السنّية في لبنان، بتسجيل انتصار مريح للائحة الذي دعمها برئاسة محمد السعودي، الأمر الذي مثّل تعويضاً معنوياً للنتيجة الباهتة التي كانت تحققت في بيروت، وهو ما يتيح له الذهاب الى انتخابات طرابلس الأحد المقبل، بفائض من الارتياح الى التوافق الذي أبرمه مع شخصيات من المدينة.
* اهتزاز «شِباك» الثنائي الشيعي «حزب الله» وحركة «أمل» في عدد لا يستهان به من البلدات، حيث سُجلت خروق للوائحهما (الفائزة) نتيجة مناخ اعتراضي، تقدّمه اليسار والمستقلون وبعض العائلات التي رفضت سياسة فرض المرشحين من الأحزاب.
وفيما كانت بارزة الانتكاسة التي منيت بها «حركة أمل» في منطقة حارة صيدا، فإن هذه الخروق لم تقلّل من أهمية الحصيلة التي حققتها لوائح «حزب الله» والحركة التي فازت في الغالبية العظمى من القرى، بعدما اعتُبر الاستحقاق استفتاء على «خط المقاومة».
وفي حين انهمكت بيروت في «تحليل» نتائج المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية، التي جرت في الجنوب، أول من امس (بلغت نسبة الاقتراع فيها نحو 48 في المئة) ولم تحمل مفاجآت كبرى للقوى الرئيسة، التي خرجت بانتصارات متوقّعة، مع تسجيل بعض الخروق المعبّرة، كما في «بلدية جزين» (للائحة المدعومة من العماد ميشال عون والقوات اللبنانية) وبعض لوائح «حزب الله» وحركة «أمل» في أكثر من بلدة، فإن الأيام الفاصلة عن «العنقود الأخير» من هذا الاستحقاق تبدو مزدحمة بالعناوين السياسية، التي ستطغى على لوحة المعارك المتوقّعة في الشمال، والتي لا تختلف في رمزيّتها عما شهدته الجولات الثلاث السابقة.
وتُعتبر الزيارة المرتقبة خلال ثلاثة أيام لوزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت المحطة الأبرز في هذا السياق، وسط توقّعات بأن محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين ستركّز على عنوانيْن:
الأول ملف النازحين السوريين، الذي اكتسب بُعداً آخر، بعد الكشف عن تقرير للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أثار «غضبة» بيروت، التي اعتبرته دعوة الى توطين هؤلاء ومنحهم الجنسية اللبنانية، قبل ان تُطَمْئنَ المنظمة الدولية لبنان الى ان التقرير هو في سياق سياسة عالمية تتناول اللجوء عموماً، فيما كان رئيس الحكومة تمام سلام يؤكد امام القمة العالمية الانسانية في إسطنبول «تمسّكنا بقاعدة ثابتة ومكرّسة في نصّ الدستور اللبناني بأن لبنان ليس بلداً لتوطين الآخرين على أرضه».
أما العنوان الثاني فهو الشغور في رئاسة الجمهورية، الذي يدخل غداً عامه الثالث، وسط معاودة فرنسا تحرّكها على خط محاولة إنهاء هذه الأزمة، وصولاً الى مساعيها إلى عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان، والتفكير في إمكان توسيعها، وذلك بالتوازي مع حركة داخلية، عبّر عنها في شكل رئيس تطوران:
الاول مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري إلى طرح مخارج للأزمة الرئاسية، إما على قاعدة انتخابات نيابية مبكرة، مع التزام مسبق من القوى السياسية بانتخاب فوري بعدها لرئيس الجمهورية، واما من خلال «دوحة لبنانية» توفّر انتخاب رئيس من ضمن سلّة متكاملة.
والثاني الدخول السعودي على خط المأزق السياسي في لبنان، عبر العشاء الجامع الذي أقامه السفير علي عواض عسيري لنحو 150 شخصية من مختلف المشارب، باستثناء «حزب الله»، داعياً فيه الى «حوار إنقاذي» يُنتج رئيساً بحلول عيد الفطر.
وكان لافتاً، تَقاطُع هذا المناخ مع كلام للوزير السابق وئام وهاب (القريب من النظام السوري و«حزب الله») أعلن فيه ان عون سيُنتخب رئيساً للجمهورية في أغسطس المقبل، لافتاً إلى أن الرئيس سعد الحريري سيوافق على هذا المخرج، وكاشفاً ان «البطريرك الراعي الذي لم تتوقف مساعيه لايجاد حلّ للملف الرئاسي، زار سورية (لم يحدّد التاريخ) والتقى مسؤولين فيها ناقلاً رسالة من هولاند (كان التقى الراعي إبان زيارته لبيروت في 16 ابريل الماضي، ثم استقبله في الإليزيه قبل اسبوعين) حول طلب بدايةِ تعاون في موضوع الارهاب وأمور أخرى ذات صلة بالعلاقات الثنائية».
ولم ينفِ وهاب إمكانية حصول لقاء بين الراعي والامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وذلك رداً على معلومات كشفها الإعلامي مرسيل غانم ليل أول من أمس، عن ان هذا اللقاء جرى قبل مدّة في كنيسة مار يوسف في حارة حريك (الضاحية الجنوبية) واستمرّ ساعة، بحضور رئيس أساقفة بيروت للموارنة بولس مطر.
وانقشع غبار المعارك الانتخابية في جنوب لبنان عن الوقائع الآتية:
* تحقيق الثنائي المسيحي عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، «فوزاً ناقصاً» في الاستحقاق المزدوج الذي شهدته جزين، مع الانتخابات النيابية الفرعية على مستوى القضاء، والتي انتهت الى فوز المرشح المدعوم من هذا الثنائي أمل ابو زيد بفارق أكثر من 7 آلاف صوت عن إبرهيم عازار (المدعوم من القومي ونجل النائب السابق سمير عازار حليف الرئيس نبيه بري)، لتسجّل الانتخابات البلدية في مدينة جزين مفاجأة، تمثّلت في خرقها من اللائحة المدعومة من عازار بأربعة مقاعد من اصل 18، وكان الأبرز على هذا الصعيد سقوط رئيس لائحة الثنائي - المسيحي خليل حرفوش. وقد عُزي هذا التطور الى اعتبارات عدة، بينها القوة التجييرية التي تبيّن ان عازار يملكها في المدينة، اضافة الى أعمال تشطيب «بين أبناء اللائحة الواحدة» ردّها البعض الى اعتراضات أطياف من آل حلو (عائلة النائب الراحل ميشال حلو الذي خلفه ابو زيد) على رفْض قيادة «التيار الحر» تمثيلها في رئاسة البلدية، كما الى تحسُّس ابناء جزين من تمثيلهم نيابياً بمرشح من خارج المدينة.
* نجاح الحريري في صيدا، مسقط آل الحريري وأحد أبرز معاقل الزعامة السنّية في لبنان، بتسجيل انتصار مريح للائحة الذي دعمها برئاسة محمد السعودي، الأمر الذي مثّل تعويضاً معنوياً للنتيجة الباهتة التي كانت تحققت في بيروت، وهو ما يتيح له الذهاب الى انتخابات طرابلس الأحد المقبل، بفائض من الارتياح الى التوافق الذي أبرمه مع شخصيات من المدينة.
* اهتزاز «شِباك» الثنائي الشيعي «حزب الله» وحركة «أمل» في عدد لا يستهان به من البلدات، حيث سُجلت خروق للوائحهما (الفائزة) نتيجة مناخ اعتراضي، تقدّمه اليسار والمستقلون وبعض العائلات التي رفضت سياسة فرض المرشحين من الأحزاب.
وفيما كانت بارزة الانتكاسة التي منيت بها «حركة أمل» في منطقة حارة صيدا، فإن هذه الخروق لم تقلّل من أهمية الحصيلة التي حققتها لوائح «حزب الله» والحركة التي فازت في الغالبية العظمى من القرى، بعدما اعتُبر الاستحقاق استفتاء على «خط المقاومة».