دشّنت موسم المهرجانات الصيفية باحتفالية رفيعة... تحت «القبة البيضاء»

«رواية بيروت»... نوستالجيا الدمار والحضارة

u0627u0644u0639u0644u0645 u0627u0644u0644u0628u0646u0627u0646u064a u064au0644u0641 u0627u0644u0645u0643u0627u0646
العلم اللبناني يلف المكان
تصغير
تكبير
احتفالية تقنية على أرفع مستوى استحقتها بيروت، مع افتتاح موسم المهرجانات الصيفية الذي يضم عادة أكثر من 110 مهرجانات غناء ورقص وتمثيل، بالعرض العالمي المدوّي «رواية بيروت» تحت القبة البيضاء العملاقة التي استقدمت خصيصاً من الولايات المتحدة، استناداً إلى فكرة لمخرج العرض داني الجر، الذي يعمل منذ أكثر من عام على ترجمة الفكرة، وتولى التنفيذ فريق قاده إميل عضيمي، مستعيناً بنص للفنان جورج خباز، أدّاه الممثل والمخرج جوزيف بو نصار، وبالمؤلف والموزع الموسيقي غي مانوكيان المعروف عالمياً بالمهرجانات الكبيرة التي يقيمها من وقت إلى آخر في العواصم العالمية، مع سبعين عازفاً من عناصر الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية، ألهبوا المسرح الشاسع والذي استوعب معهم راقصين وسيارات عسكرية مع عناصر ميليشياوية أضفت واقعية على مشاهد القصف المتبادل والمعارك الطاحنة التي عرفتها العاصمة بين عامي 1975 و1990.

1500 شخص التقوا تحت القبة،، وما عرفوا عن العرض كقبة وتقنيات من تكلفة (دفعها الرئيس نجيب ميقاتي)، والكل تحدث عن الثلاثة أبعاد (3D) التقنية التي نفذت على أرفع صورة.


المشهدية ساحرة بامتياز أمام عملقة المشاهد التي كانت تروي تاريخ المدينة العريق منذ ولادة الحروف والحضارة القديمة، وظهور الصناعات المختلفة وتصديرها إلى شواطئ العالم أيام الفينيقيين، وتلاحقت على شاشة بنطاق 360 درجة، ملامح تلك الحضارة فتطايرت الحروف وتداخلت اللقطات ثم أطلت ساعة العبد العملاقة (بطول 12 متراً) مع ما توحي به من ساحة النجمة الملاصقة لمبنى المجلس النيابي، بما يعني مركز القرار الشعبي في البرلمان، وتعاقبت الحقب، خصوصاً تلك التي شهدت غزوات وحروباً، وصولاً إلى إعلان استقلال لبنان العام 1943 حيث زنّر العلم اللبناني كامل الشاشة المتداخلة وصدح النشيد الوطني بقوة ووقف جميع الحاضرين بفرح وعزة تحية واحتراماً، ثم كان العصر الذهبي بدءاً من الستينات وتناثرت على امتداد الشاشة عناوين وأسماء شملت المعالم من مسارح ومطاعم غيّبتها الذاكرة من تلك الأيام الرائعة كما عبر الترامواي ولفّ لفّة كاملة.

الساعة لعبت دور المؤشر على الحقب بكل ما تحمله من معان وأوصاف وخصوصية، وكلما غزلت العقارب هبطت المشاهد كلها إلى أسفل لتبرز معالم أخرى من زمن آخر وتملأ الشاشة التي تغطّي كامل مساحة القبة من الداخل.

وفجأة شعر الحضور وكأن انفجاراً هز المكان. الموسيقى بأعلى طبقاتها أعلنت بدء الحرب على لبنان، والتهبت كامل مساحة الشاشة بالحرائق والانهيارات، إلى أن تم الانتقال إلى الراهن مع أغنية «راجع يتعمر»، حيث انقلبت اللقطات سريعاً من النار إلى الخضرة والأبنية والمشاريع الكبيرة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي