ولي رأي

«مشتهية ومستحية»

تصغير
تكبير
«الإخوان المسلمون» أو الحركة الدستورية الإسلامية واختصارها «حدس»، هي أقدم التيارات السياسية الإسلامية التي ظهرت على الساحة السياسية الكويتية منذ أوائل خمسينات القرن الماضي، واستمرت في التصاعد والتطور ونشر فكرها الخاص حتى عام 1976، وهو العام الذي حُلَّ فيه مجلس الأمة وأغلقت بعض جمعيات النفع العام، وعقدت فيه الحركة تحالفاً مع الحكومة ضد هذه الجمعيات، وبعد انتخابات عام 1981 أصبحت الحركة هي القوى السياسية الكبرى في البلاد، وأطلقت الحكومة أيديها في مفاصل البلد كله، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى جمعيات النفع العام والأندية الرياضية، وتم تعيين أعضاء منها قياديين في الوزارات، حتى جاءت ساعة الانفصال عام 2009 عندما نظمت الحركة وقادت الحراك الشعبي الذي طالب بسقوط الحكومة وحل مجلس الأمة وتغيير الدستور، وتشكيل حكومة شعبية، مطالب نقلت «الإخوان» من كراسي الحلفاء إلى طابور الخصوم، وانهالت عليهم نيران الحكومة وحلفاؤها الجدد من دون هوادة، وسحب منهم كل ما اكتسبوه خلال العقود الأربعة السابقة، ولم يبق بأيديهم إلا اتحاد طلبة الجامعة وجمعية المعلمين.

واليوم ومع البداية الجديدة وقرب انتخابات 2017، يبدو ان الحركة الدستورية الإسلامية لا تزال متوحدة - قيادة وقاعدة - وتحظى بشعبية كبيرة، ومعلنة عن رفض مرسوم الصوت الواحد، حالها حال غالبية مجلس 2009 المبطل، ولكن استمرار هذه المقاطعة يبدو أنه محل سؤال، وأن هناك ثلاثة احتمالات للتعامل مع الانتخابات المقبلة، وهي: استمرار المقاطعة حرجاً وحياء ممن قادتهم الحركة إلى هذه المقاطعة، ورفض الصوت الواحد، أو ترك الحرية لمن يشاء من أعضائها للترشيح مع عدم التعهد بالدعم الرسمي المعلن لهم.


أما الاحتمال الثالث - والذي يبدو لي أنه الأقرب - فهو انهيار المقاطعة والإقدام على الترشيح والانتخاب بقوة وفي الدوائر الانتخابية الخمس، بحجة أن المقاطعة «ترك البلد للمفسدين»، وهذا ما أراه وما أسمعه ممن التقيهم خصوصاً الشباب، الذين يظهرون رغبة عارمة بالمشاركة، فقد ذاقوا حلاوة الكراسي الخضراء فترة بسيطة واضطروا لتركها بسبب إبطال المجلس ومقاطعة الانتخابات، ولكنهم لا يستطيعون مخالفة وحدة الحركة، وحالهم كما يقول المثل الشعبي الكويتي: «مشتهية ومستحية»، وأظن والله أعلم أن الاحتمال الثالث هو الأقرب، فللأضواء سحر يجمع الفراشات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي