فاصلة / عيوننا إليك... ترحل كل يوم
لم أكن متوقعا أن تشكل زيارتي لفلسطين قبل أكثر من أسبوع، إنعطافة مهمة. جاءت الزيارة رسمية ضمن وفد ثقافي مشارك بمعرض الكتاب برعاية كريمة وحضور معالي وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، لكون دولة الكويت ضيف الشرف.
كذلك كانت الزيارة روحية، ستعيد تشكيل وعيي وهويتي نحو فلسطين، الأرض، الناس، التاريخ، نعم ، ما كان لي لولا هذه الفرصة التي قد لا تتحقق ثانية في العمر، لتقبيل الأرض هناك، ليأخذ المدى اتساعه في عيوني تحت زرقة السماء التي حلمت بها كثيرا، فينعكس فيها الأفق الحزين، السجين. منبع هذا الحنين، قلوب أهلها الصابرين الصامدين الساكنين بها كما هي ساكنة بهم أينما كانوا، مفعمين بالأمل لحظة رؤيتنا لهم و رؤيتنا، محتشدين بالحب للكويت، لكون الكثير منهم من مواليدها أو ممن كان مقيما فيها لعقود. فتبادلنا ذات الحب.
أول ما استقبلنا هناك رائحة البساتين الخضراء في أريحا، مدينة القمر، لنتنفس عطر المحبة بعد ساعات الانتظار المريرة في المعبر الإسرائيلي، مستشعرا حجم المعاناة اليومية لأهلنا المسجونين هناك وسط صمت العالم وسطوة السجان، لأتعرف مباشرة على قصص و حجم المأساة التي يعانونها في هذا السجن الكبير.
فكان لزاما منا و مستقبلا لأن نكون هناك، ونستثمر كل فرصة لكسر الحصار المفروض عليهم، وسأحكي المزيد مستقبلا عن هذه الزيارة المختلفة في حياتي ولا أعتقد أن توازيها أخرى بنفس أهميتها.
لا أستطيع وصف مشاعري المضطربة لحظة دخولنا فلسطين، أو أثناء تجولي في رام الله وبيت لحم وأطراف مدينة القدس حتى لحظة مغادرتنا، وقد ازدحمت فيها العاطفة، العاصفة، بكل الحب والشوق للعودة ثانية دون تسويف أو تأجيل.
في الختام، أتوجه بالشكر والتقدير للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأخص بالشكر أمينه العام المهندس علي اليوحة، على دعوتهم الكريمة لي للمشاركة في ندوة فلسطين في الأدب الكويتي، كذلك أدين بالعرفان والشكر الجزيل كأحد أعضاء الوفد ونيابة عنهم، لرئيس الوفد المشارك الأستاذ منصور العنزي مدير إدارة النشر بالمجلس، وجنود المجلس المجهولين الأخوة الأعزاء من إدارة المعارض وإدارة الآثار والمتحف و إدارة العلاقات العامة و الإعلام في المجلس: سعد العنزي، جمال الملا، عبدالله الناصر، ناصر الحسينان، عبدالله المطيري، طلال الساعي. الذي تحملوا و تعنوا صعوبة الانتقال والإشراف على راحة الوفد و تجهيز الجناح. والشكر موصول للأخوة في وزارة الثقافة الفلسطينية على رأسهم معالي الدكتور إيهاب بسيسو على حسن الضيافة والاستقبال.
وكل الحب لأرضنا وأهلنا في فلسطين، وعلى الوعد بالعودة قريبا، رغم أنف المحتل، كما قال هارون رشيد في رائعته:
سنرجع يوماً إلى حينا
ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان
وتنأى المسافات ما بيننا
يعز علينا غداً
أن تعود رفوف الطيور ونحن هنا.
هنالك عند التلال تلال
تنام وتصحو على عهدنا
وناس هم الحب أيامهم
هدوء انتظار شجي الغنا.
والعاقبة لمن يعقل ويتدبر.
* كاتب وناقد كويتي
@bo_salem72
كذلك كانت الزيارة روحية، ستعيد تشكيل وعيي وهويتي نحو فلسطين، الأرض، الناس، التاريخ، نعم ، ما كان لي لولا هذه الفرصة التي قد لا تتحقق ثانية في العمر، لتقبيل الأرض هناك، ليأخذ المدى اتساعه في عيوني تحت زرقة السماء التي حلمت بها كثيرا، فينعكس فيها الأفق الحزين، السجين. منبع هذا الحنين، قلوب أهلها الصابرين الصامدين الساكنين بها كما هي ساكنة بهم أينما كانوا، مفعمين بالأمل لحظة رؤيتنا لهم و رؤيتنا، محتشدين بالحب للكويت، لكون الكثير منهم من مواليدها أو ممن كان مقيما فيها لعقود. فتبادلنا ذات الحب.
أول ما استقبلنا هناك رائحة البساتين الخضراء في أريحا، مدينة القمر، لنتنفس عطر المحبة بعد ساعات الانتظار المريرة في المعبر الإسرائيلي، مستشعرا حجم المعاناة اليومية لأهلنا المسجونين هناك وسط صمت العالم وسطوة السجان، لأتعرف مباشرة على قصص و حجم المأساة التي يعانونها في هذا السجن الكبير.
فكان لزاما منا و مستقبلا لأن نكون هناك، ونستثمر كل فرصة لكسر الحصار المفروض عليهم، وسأحكي المزيد مستقبلا عن هذه الزيارة المختلفة في حياتي ولا أعتقد أن توازيها أخرى بنفس أهميتها.
لا أستطيع وصف مشاعري المضطربة لحظة دخولنا فلسطين، أو أثناء تجولي في رام الله وبيت لحم وأطراف مدينة القدس حتى لحظة مغادرتنا، وقد ازدحمت فيها العاطفة، العاصفة، بكل الحب والشوق للعودة ثانية دون تسويف أو تأجيل.
في الختام، أتوجه بالشكر والتقدير للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأخص بالشكر أمينه العام المهندس علي اليوحة، على دعوتهم الكريمة لي للمشاركة في ندوة فلسطين في الأدب الكويتي، كذلك أدين بالعرفان والشكر الجزيل كأحد أعضاء الوفد ونيابة عنهم، لرئيس الوفد المشارك الأستاذ منصور العنزي مدير إدارة النشر بالمجلس، وجنود المجلس المجهولين الأخوة الأعزاء من إدارة المعارض وإدارة الآثار والمتحف و إدارة العلاقات العامة و الإعلام في المجلس: سعد العنزي، جمال الملا، عبدالله الناصر، ناصر الحسينان، عبدالله المطيري، طلال الساعي. الذي تحملوا و تعنوا صعوبة الانتقال والإشراف على راحة الوفد و تجهيز الجناح. والشكر موصول للأخوة في وزارة الثقافة الفلسطينية على رأسهم معالي الدكتور إيهاب بسيسو على حسن الضيافة والاستقبال.
وكل الحب لأرضنا وأهلنا في فلسطين، وعلى الوعد بالعودة قريبا، رغم أنف المحتل، كما قال هارون رشيد في رائعته:
سنرجع يوماً إلى حينا
ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان
وتنأى المسافات ما بيننا
يعز علينا غداً
أن تعود رفوف الطيور ونحن هنا.
هنالك عند التلال تلال
تنام وتصحو على عهدنا
وناس هم الحب أيامهم
هدوء انتظار شجي الغنا.
والعاقبة لمن يعقل ويتدبر.
* كاتب وناقد كويتي
@bo_salem72