رصاصات الغدر فشلت في أن تكتم صوت «المحارب الشرس» فشلّته ليكون أول نائب يدخل البرلمان على كرسي متحرك

حمد الجوعان الشهيد - الحي... وداعاً

تصغير
تكبير
الغانم مؤبناً «الصابر بعد رصاص الغدر»: فقدنا فارساً وقدوة ورمزاً ومعلماً

الغانم نعاه: قدوة ومعلم ورمز ومثال يحتذى به في الشرف والعمل المخلص والوطنية الحقة

- أحد فرسان الكويت الذين كانت لهم صولات وجولات في ميادين السياسة والعمل البرلماني والعام
...وترجّل الفارس حمد الجوعان، عن صهوة جواده ليعانق تراب الكويت التي أحبها...فأحبته.

«هو الصابر على ما ابتلاه منذ رصاصات الغدر التي حاولت النيل منه قبل 25 عاما، مؤمنا بأن الله بشر الصابرين على الابتلاء، فكان مؤمنا صابرا ومحتسبا».


هكذا نعاه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، واصفا إياه بأنه أحد فرسان الكويت «الذي كان قدوة ورمزا ومعلما ومثالا يحتذى به في الشرف والعمل المخلص والوطنية الحقة».

فبعد رحلة طويلة أمضاها في محاربة الفساد والتصدي لسراق المال العام، أرخى النائب السابق الجوعان جسده على ثرى الكويت متوسدا ترابها، ومودعا الفانية.

الجوعان الذي وافته المنية أمس تاريخ يحكى، وصفحات لا تغيب شمسها، فرد جناحيه المبللين بحب الوطن والشموخ وصد رصاصات الغدر التي حاولت اغتياله قبل 25 عاما.

ورغم أن يد الغدر أرادت كتم صوت الجوعان في 1991/2/28 إلا أنه تدثر بسترة الكويت، فوقته من شرورهم، ومع أن الجوعان أمضى حياته على كرسي متحرك، إلا أن صوته كان يرج أسماع الكويتيين الذين اعتبروه رمزا وطنيا شامخا وعلامة فارقة في تاريخ الكويت الحديث.

وعندما أراد خصومه اسكات صوته في 1991 اختاره الكويتيون نائبا يمثل الوطن في مجلس 1992، فكان أول نائب يدخل المجلس على كرسي متحرك متأثرا من محاولة اغتياله التي سببت له شللا.

ودخل الجوعان مجلس الأمة للمرة الأولى في مجلس 1985 عن الدائرة الثانية (ضاحية عبدالله السالم)، وقدم في العام نفسه استجوابا لوزير العدل والشؤون الإدارية وقتذاك الشيخ سلمان الدعيج الصباح، انتصارا ودفاعا عن المال العام، وظل متيقظا ومتربصا بالفساد يتحين الفرصة لينقض عليه، حتى انتدبه مجلس الأمة للتحقيق في الفضائح المالية التي اتهم فيها البنك المركزي، ولم يدم التحقيق طويلا إذ حُلّ المجلس حلا غير دستوري، وظل الجوعان محاربا شرسا حتى عاد الى البرلمان على مقعده المتحرك في مجلس 1992.

ويحسب للجوعان أنه صاحب فكرة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وتبنى هذه الفكرة ووضع قوانين هذه المؤسسة، وكان أول مدير عام لها وقدم في مجلس 92 اقتراحا بقانون بمنح المرأة حقوقها السياسية وتخفيض سن الناخب الى 18 عاما، ويحسب له تطوير قانون حماية الأموال العامة والتوسع بعقوبتها لتصل إلى السجن 25 عاما.

ونعى رئيس مجلس الامة أمس عضو مجلس الامة السابق حمد الجوعان الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض.

وقال الغانم في تصريح صحافي «نعزي انفسنا والشعب الكويتي وأسرة الجوعان الكريمة برحيل البرلماني الفذ والسياسي الحر العم الفاضل حمد الجوعان، متضرعين الى الباري جلت قدرته ان يتغمده بواسع رحمته وان يجعل الفردوس الاعلى مأواه الاخير انه سميع مجيب».

وأضاف الغانم «منذ رصاصات الغدر التي حاولت النيل منه قبل 25 عاما والعم حمد الجوعان صابر على ما ابتلاه، مؤمنا بأن الله بشر الصابرين على الابتلاء فكان المرحوم مؤمنا صابرا ومحتسبا».

وقال «الكويت اليوم فقدت احد فرسانها الذين كانت لهم صولات وجولات في ميادين السياسة والعمل البرلماني والعام».

وأضاف «رحمك الله يا ابا عبدالله فقد كنت لنا وللكثير من ابناء الكويت قدوة ورمزا ومعلما ومثالا يحتذى به في الشرف والعمل المخلص والوطنية الحقة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي