أكد أن حكومة بلاده دعمت بقوة الطلب الكويتي لإلغاء تأشيرة «الشينغن»
وزير خارجية مالطا لـ«الراي»: الكويتيون سيجدون في ربوعنا مكاناً رائعاً للسياحة والاصطياف
جورج فيلا
عناصر مشتركة كثيرة تجمع شعبي البلدين منها ما يتعلق بالثقافة وتقارب اللغة إلى حد كبير
للسفارة المالطية بالكويت دور في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين
عضويتنا في الاتحاد الأوروبي جلبت لنا الاستقرار وفتحت أبوابنا للاستثمارات الأوروبية
مالطا مكان ملائم للاستثمار مع تشجيع الحكومة للاستثمارات الخارجية وتوفير المناخ المناسب لها
للسفارة المالطية بالكويت دور في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين
عضويتنا في الاتحاد الأوروبي جلبت لنا الاستقرار وفتحت أبوابنا للاستثمارات الأوروبية
مالطا مكان ملائم للاستثمار مع تشجيع الحكومة للاستثمارات الخارجية وتوفير المناخ المناسب لها
دعا وزير خارجية جمهورية مالطا الدكتور جورج فيلا الكويتيين إلى الاستمتاع بالأجواء السياحية الفردية في بلاده، مشيرا إلى أنهم «سيجدون في مالطا مكانا رائعا، ولاسيما أن صغر حجم الارخبيل المالطي سيسهل عليهم الاستمتاع بكل مقومات بلدنا السياحية، فمالطا بلد غني بثقافته وجميع سبل المتعة بالاضافة لقربه من دول الاتحاد الاوروبي وهذا ما يجعل الكويتيين يختارون مالطا لقضاء عطلتهم».
وقال فيلا، في حوار مع «الراي» إن بين شعبي الكويت ومالطا الكثير من العناصر المشتركة فيما يتعلق بالثقافة وتقارب اللغة الى حد كبير، بالاضافة للفن المعماري العربي الذي تأثرت به مالطا والذي سيجده السائح لا يزال حاضرا لدينا، بالاضافة الى شواطئها الجميلة ومناخها الرائع وشمسها المشرقة وتعتبر ايضا المكان الملائم لهواة الرياضات المائية وعشاق الغوص، بالاضافة للفنادق الفخمة والرائعة.
وذكر ان بلاده أيدت بشكل كبير الطلب المقدم من الكويت لإعفاء مواطنيها من تأشيرة الشينغن، مستشهدا برسالة أرسلت للكويت في 4 يونيو 2014، ذكر فيها أن مالطا تؤيد إلغاء التأشيرة السياحية ذات الاقامة القصيرة للكويتيين.
وأضاف ان العالم العربي يشهد تطورات كبيرة، صحبتها تحديات وتحولات وظواهر جديدة أدت لتفاقم التطرف والإرهاب، مشيرا إلى ان مالطا ومنذ عقود تسعى إلى المضي قدما من أجل السلام في الشرق الأوسط من خلال جدول أعمال سياستها الخارجية، معربا عن قلقهم ازاء الحالة الانسانية لليبيا بسبب انتشار الارهاب وتوسع داعش. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
• كيف تقيم العلاقات الثنائية بين البلدين؟ كما تعلم، ان العلاقات الديبلوماسية بين مالطا والكويت تأسست رسميا عام 1972، ومنذ ذاك الحين مر البلدان في ظروف وأوقات مختلفة أثبتت مدى صلابة هذه العلاقات، فأستطيع ان اصفها بالعلاقات الديناميكية والتي يتم تعزيزها باستمرار في جميع المناسبات وفي شتى المجالات، وخير دليل على ذلك وجود التمثيل الديبلوماسي بيننا والذي يعتبر حلقة وصل بين حكومتي وشعبي البلدين، وهذا ما يجعلني أؤكد ان علاقاتنا تعتبر ايجابية بشكل كبير في شتى المجالات اضافة للصداقة المتينة بين شعبينا.
• ماذا عن علاقاتكم مع دول المجلس الخليجي والدول العربية؟ علاقة مالطا بدول الخليج والدول العربية أيضا قديمة جدا، كما تمتاز علاقاتنا الديبلوماسية معهم بالودية والحميمة أيضا، وكانت بداية علاقاتنا مع بلدان شمال افريقية في ستينات القرن الماضي وتوسعت لمنطقة الخليج في السبعينات، حيث فتحنا اول سفارة لنا في الرياض بداية الثمانينات، وفي السنوات الأخيرة عززت مالطا شبكة الممثليات الديبلوماسية لها في منطقة الخليج مع افتتاح سفارة في الكويت والاستعدادات جارية حاليا لفتح سفارة في ابو ظبي، أما في شمال افريقيا فقد اعدنا افتتاح قنصليتنا في العاصمة الجزائرية أخيراً، بالاضافة لسفاراتنا الموجودة في تونس والقاهرة وطرابلس. وأنا كوزير للخارجية المالطية قمت بالعديد من الزيارات الرسمية الى كل من الكويت وقطر والامارات والبحرين وعمان وفلسطين وتونس وليبيا والمغرب وموريتانيا، بالاضافة لمشاركة مالطا في الحوار المستمر بين دول مجلس التعاون وجامعة الدول العربية. وفي هذا الصدد، أود أن أذكركم بـ «مبادرة مالطة»، حيث شجعت مالطة الاتحاد الأوروبي للنظر في جوارها العربي كما ينظر إلى آسيا وأفريقيا، وقد أسفر «الاجتماع الوزاري» الأول للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية الذي جري في مالطا في فبراير 2008، عن إنشاء اللجنة الأوروبية ومكتب الاتصال مع الدول العربية «اكلاسل» في مالطا والذي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية عن طريق تقديم دورات تدريبية عديدة تغطي مجموعة واسعة من القضايا بما في ذلك الهجرة والمجتمع المدني، والقضايا النوعية، والشباب ووسائط الإعلام. ويواصل هذا المكتب العمل لتوفير الحافز المناسب للتطورات المستقبلية بطريقة أكثر إيجابية للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية. هل زرتم الكويت من قبل؟ كانت آخر زيارة رسمية لي إلى الكويت في 20 و21 يناير 2015، وكان لي شرف إجراء مناقشات مع سمو رئيس مجلس الوزراء، ووزير خارجية الكويت، فضلا عن لقائي مع كبار الشخصيات الأخرى. وخلال هذه الزيارة كان لي شرف افتتاح القسم القنصلي داخل سفارة مالطا في مدينة الكويت.
• كيف رأيتم دور بعثتكم الديبلوماسية، في محاولة خلق الفرص التجارية بين الكويت ومالطا؟ الممثليات الديبلوماسية تلعب دوراً أساسيا في مجال الديبلوماسية التجارية التي تسعى إلى تعزيز التجارة البينة، وتعزيز فرص الاستثمار بين مالطا والبلد الذي تتواجد به عن طريق تقديم جميع المعلومات والفرص الاستثمارية المتوافرة في مالطا وقد يساعد وجود البعثات الديبلوماسية في كل من مالطا والكويت على تعزيز وتشجيع العلاقات التجارية والاستثمارية.
• هل تؤيدون ملف الكويت للإعفاء من التأشيرة شينغن؟ أيدت مالطا بشكل كبير الطلب المقدم من الكويت لإعفاء مواطنيها من تأشيرة الشينغن، وأذكر كذلك أنه في 4 يونيو 2014، وجهت رسالة إلى السلطات الكويتية أبلغتهم أن مالطا تؤيد إلغاء التأشيرة السياحية ذات الاقامة القصيرة للكويتيين.
• ماذا يمكنك القول عن عضويتكم في الاتحاد الأوروبي؟ وما التغييرات الإيجابية التي حدثت في بلادكم منذ العضوية؟ شعورنا بالانتماء للقارة الاوروبية كان الدافع الأكبر لنا للانضمام للاتحاد الاوروبي، وهذه العضوية فتحت لنا التبادل المثمر في شتى المجالات مع دول المجموعة وبكافة المستويات، وهو ما أدى للاستقرار الاقتصادي لدينا، حيث تلقت مالطا قدرا كبيرا من المساعدات المالية من دول الاتحاد استخدمت في عدد كبير من المشاريع المختلفة في مجالات التعليم والتدريب والبنية التحتية والزراعة والبيئة.
• هل تعتقد أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى إعادة هيكلة وبعض الإصلاحات؟ وما أهم القوانين التي ينبغي يغيرها الاتحاد الأوروبي؟ معاهدة ليسبون تعمل على تقوية اواصر الاتحاد الاوروبي وجعلت منه اتحادا اكثر ديموقراطية، كما دعمت دور الاتحاد كعامل دولي فعال وخصوصا مع تأسيس لجنة العلاقات الخارجية الاوروبية في الاتحاد، وكان تأسيسها بمثابة تطور اسهم مساهمة فاعلة في تقوية العلاقات الأوروبية مع مختلف دول العالم، بما في ذلك ازالة العوائق الاجرائية أمام التهديدات الأمنية والارهاب ولذلك يجب على الاتحاد الاوروبي ان يعمل مع شركائه لتحقيق كل هذه الاهداف على مختلف الجبهات. وفي هذا الصدد فان التعاون مع الامم المتحدة بحاجة ان يبقى هدفنا الرئيسي بالتوازي مع شركائنا الاقليميين، مثل منظمة الأمن والتعاون والمجلس الأوروبي ودول الـ5+5 وشركائنا في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الاتحاد الاوروبي ان يسخر سياسته وادواته لمواجهة التحديات المتعلقة بالهجرة غير الشرعية. وعلى الرغم من التطورات والانجازات التي حققها الاتحاد الاوروبي مازال امامنا الكثير لنفعله وعلى الاتحاد ان يعطي اهمية بالغة للاعبين الدوليين الاخرين الذين يشاركوننا نفس الاهتمامات والمصالح تحديدا في مجالات التجارة وامن الطاقة والتغير المناخي.
• ما ابرز ملامح الاقتصاد المالطي؟ حقق الاقتصاد المالطي نموا حقيقيا على صعيد المنتجات المنزلية بنسبة 6.3 في المئة عام 2015 اي ما يعادل ثلاث مرات فوق متوسط معدلات الارتفاع في الدول الاوروبية، منذ ان انضمت مالطا للاتحاد. وللاقتصاد المالطي محركات رئيسية اهمها الاستثمارات في مشروعات الطاقة المستدامة، والسياحة مما ادى لرفع حجم الفوائض المالية لدينا كما أسفرت عن خلق فرص عمل مستدامة بحيث اصبحنا في المرتبة الثالثة للدول الأقل في معدلات البطالة وفقط بنسبة 5.1 في المئة مما ادى الى انخفاض معدلات البطالة لدينا مع ارتفاع الانتاجية وانخفاض العجز الحكومي بنسبة 1.6 في المئة ادى لانخفاض معدل الدين العام لمالطا بنسبة 64 في المئة بعد خفض ضريبة الدخل عام 2013 مما اعطى الاقتصاد المالطي دفعة قوية للأمام. وأحد اهم اسباب نمو واستقرار الاقتصاد المالطي وقدرته على التوظيف يرجع الى ابداع وتكيف صناعتنا المحلية مع المتطلبات المتغيرة والتنافسية للسوق العالمية وعلاوة على ذلك فان مالطا مكان ملائم للاستثمار في ظل تشجيع الحكومة للاستثمارات الخارجية وتوفير المناخ المناسب لهم، والاقتصاد المالطي يتميز بالتنوع من خلال الصناعات الأولية والثانوية والتي أسهمت في رفع الناتج القومي للبلد، ولدينا العديد من الصناعات الواعدة في الآلات والمعدات والصناعات المطاطية والقطع الكهربائية، اما فيما يتعلق بقطاع الخدمات فلدينا الكثير من الامكانات في هذا المجال مثل الخدمات التأمينية والتمويلية والعناية الصحية والتعليم والسياحة والبرمجيات والمعدات البحرية وصيانة الطائرات.
• ما ابرز الفرص الاستثمارية في مالطا؟ وما التسهيلات التي تقدمونها للمستثمرين؟ فيما يتعلق بدعم المستثمرين الاجانب، فان مالطا تقدم العديد من المبادرات والتسهيلات للمستثمرين والمبادرين لاقناعهم باختيار مالطا كبيئة ملائمة لمشاريعهم الاستثمارية، مثل توفير البيئة القانونية والتسهيلات المشجعة على ذلك، فموقعها الاستراتيجي ما بين اسواق الشرق والغرب يجعلها مكانا ملائما للشركات المصدرة، كما ان لدينا عمالة ماهرة ومدربة تجيد اللغات الاجنبية، وعلى الرغم من افتقادنا للموارد الطبيعية الا ان مالطا تستثمر وتعول على قواها البشرية من خلال التركيز على جودة التعليم ومخرجاته ليتناسب مع متطلبات سوق العمل، كما ان لدينا بنية تحتية مميزة تساهم في تهيئة الاجواء للصناعات الواعدة وبأسعار ملائمة، كما لدينا مكتب لتقديم الخدمات التمويلية.
• كيف تردون على الاتهامات الموجهة لمالطا بالعنصرية ضد الاجانب على مواقع التواصل الاجتماعي؟ الشعب المالطي معروف لدى الجميع بأنه شعب ودود ومضياف وخصوصا مع الاجانب، ولكن التدفق الكبير للمهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين للجزيرة أثر على الكثافة السكانية فيها وخلق حالة من التوتر لدى السكان، فهذا العدد الكبير من المهاجرين كان له تأثير اجتماعي على ردود افعال الناس. ولكن لا احد في مالطا يستطيع التحدث بعنصرية ونحن نبذل قصارى جهدنا لدمج الاجانب في المجتمع وهذا بحاجة لوقت طويل وخصوصا ان بعض الاجانب غير مهيئين للتكيف مع طبيعة المجتمع المالطي.
• ما نصيحتكم للكويتيين الراغبين بزيارة مالطا؟ ضيوفنا من الكويت سيجدون في مالطا مكانا رائعا، فصغر حجم الارخبيل المالطي سيسهل عليهم الاستمتاع بكل مقومات بلدنا السياحية، فمالطا بلد غني بثقافته وجميع سبل المتعة بالاضافة لقربه من دول الاتحاد الاوروبي وهذا ما يجعل الكويتيين يختارون مالطا لقضاء عطلتهم، كما ان بيننا وبين الكويتيين الكثير من العناصر المشتركة فيما يتعلق بالثقافة وتقارب اللغة الى حد كبير، بالاضافة للفن المعماري العربي الذي تأثرت به مالطا والذي سيجده السائح لا يزال حاضرا لدينا، بالاضافة الى شواطئها الجميلة ومناخها الرائع وشمسها المشرقة وتعتبر ايضا المكان الملائم لهواة الرياضات المائية وعشاق الغوص، بالاضافة للفنادق الفخمة والرائعة، كما ان مالطا تعتبر من دول الترانزيت المهمة في اوروبا والتي تربطها شبكة خطوط طيران يومية الى جميع العواصم الاوروبية.
وقال فيلا، في حوار مع «الراي» إن بين شعبي الكويت ومالطا الكثير من العناصر المشتركة فيما يتعلق بالثقافة وتقارب اللغة الى حد كبير، بالاضافة للفن المعماري العربي الذي تأثرت به مالطا والذي سيجده السائح لا يزال حاضرا لدينا، بالاضافة الى شواطئها الجميلة ومناخها الرائع وشمسها المشرقة وتعتبر ايضا المكان الملائم لهواة الرياضات المائية وعشاق الغوص، بالاضافة للفنادق الفخمة والرائعة.
وذكر ان بلاده أيدت بشكل كبير الطلب المقدم من الكويت لإعفاء مواطنيها من تأشيرة الشينغن، مستشهدا برسالة أرسلت للكويت في 4 يونيو 2014، ذكر فيها أن مالطا تؤيد إلغاء التأشيرة السياحية ذات الاقامة القصيرة للكويتيين.
وأضاف ان العالم العربي يشهد تطورات كبيرة، صحبتها تحديات وتحولات وظواهر جديدة أدت لتفاقم التطرف والإرهاب، مشيرا إلى ان مالطا ومنذ عقود تسعى إلى المضي قدما من أجل السلام في الشرق الأوسط من خلال جدول أعمال سياستها الخارجية، معربا عن قلقهم ازاء الحالة الانسانية لليبيا بسبب انتشار الارهاب وتوسع داعش. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
• كيف تقيم العلاقات الثنائية بين البلدين؟ كما تعلم، ان العلاقات الديبلوماسية بين مالطا والكويت تأسست رسميا عام 1972، ومنذ ذاك الحين مر البلدان في ظروف وأوقات مختلفة أثبتت مدى صلابة هذه العلاقات، فأستطيع ان اصفها بالعلاقات الديناميكية والتي يتم تعزيزها باستمرار في جميع المناسبات وفي شتى المجالات، وخير دليل على ذلك وجود التمثيل الديبلوماسي بيننا والذي يعتبر حلقة وصل بين حكومتي وشعبي البلدين، وهذا ما يجعلني أؤكد ان علاقاتنا تعتبر ايجابية بشكل كبير في شتى المجالات اضافة للصداقة المتينة بين شعبينا.
• ماذا عن علاقاتكم مع دول المجلس الخليجي والدول العربية؟ علاقة مالطا بدول الخليج والدول العربية أيضا قديمة جدا، كما تمتاز علاقاتنا الديبلوماسية معهم بالودية والحميمة أيضا، وكانت بداية علاقاتنا مع بلدان شمال افريقية في ستينات القرن الماضي وتوسعت لمنطقة الخليج في السبعينات، حيث فتحنا اول سفارة لنا في الرياض بداية الثمانينات، وفي السنوات الأخيرة عززت مالطا شبكة الممثليات الديبلوماسية لها في منطقة الخليج مع افتتاح سفارة في الكويت والاستعدادات جارية حاليا لفتح سفارة في ابو ظبي، أما في شمال افريقيا فقد اعدنا افتتاح قنصليتنا في العاصمة الجزائرية أخيراً، بالاضافة لسفاراتنا الموجودة في تونس والقاهرة وطرابلس. وأنا كوزير للخارجية المالطية قمت بالعديد من الزيارات الرسمية الى كل من الكويت وقطر والامارات والبحرين وعمان وفلسطين وتونس وليبيا والمغرب وموريتانيا، بالاضافة لمشاركة مالطا في الحوار المستمر بين دول مجلس التعاون وجامعة الدول العربية. وفي هذا الصدد، أود أن أذكركم بـ «مبادرة مالطة»، حيث شجعت مالطة الاتحاد الأوروبي للنظر في جوارها العربي كما ينظر إلى آسيا وأفريقيا، وقد أسفر «الاجتماع الوزاري» الأول للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية الذي جري في مالطا في فبراير 2008، عن إنشاء اللجنة الأوروبية ومكتب الاتصال مع الدول العربية «اكلاسل» في مالطا والذي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية عن طريق تقديم دورات تدريبية عديدة تغطي مجموعة واسعة من القضايا بما في ذلك الهجرة والمجتمع المدني، والقضايا النوعية، والشباب ووسائط الإعلام. ويواصل هذا المكتب العمل لتوفير الحافز المناسب للتطورات المستقبلية بطريقة أكثر إيجابية للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية. هل زرتم الكويت من قبل؟ كانت آخر زيارة رسمية لي إلى الكويت في 20 و21 يناير 2015، وكان لي شرف إجراء مناقشات مع سمو رئيس مجلس الوزراء، ووزير خارجية الكويت، فضلا عن لقائي مع كبار الشخصيات الأخرى. وخلال هذه الزيارة كان لي شرف افتتاح القسم القنصلي داخل سفارة مالطا في مدينة الكويت.
• كيف رأيتم دور بعثتكم الديبلوماسية، في محاولة خلق الفرص التجارية بين الكويت ومالطا؟ الممثليات الديبلوماسية تلعب دوراً أساسيا في مجال الديبلوماسية التجارية التي تسعى إلى تعزيز التجارة البينة، وتعزيز فرص الاستثمار بين مالطا والبلد الذي تتواجد به عن طريق تقديم جميع المعلومات والفرص الاستثمارية المتوافرة في مالطا وقد يساعد وجود البعثات الديبلوماسية في كل من مالطا والكويت على تعزيز وتشجيع العلاقات التجارية والاستثمارية.
• هل تؤيدون ملف الكويت للإعفاء من التأشيرة شينغن؟ أيدت مالطا بشكل كبير الطلب المقدم من الكويت لإعفاء مواطنيها من تأشيرة الشينغن، وأذكر كذلك أنه في 4 يونيو 2014، وجهت رسالة إلى السلطات الكويتية أبلغتهم أن مالطا تؤيد إلغاء التأشيرة السياحية ذات الاقامة القصيرة للكويتيين.
• ماذا يمكنك القول عن عضويتكم في الاتحاد الأوروبي؟ وما التغييرات الإيجابية التي حدثت في بلادكم منذ العضوية؟ شعورنا بالانتماء للقارة الاوروبية كان الدافع الأكبر لنا للانضمام للاتحاد الاوروبي، وهذه العضوية فتحت لنا التبادل المثمر في شتى المجالات مع دول المجموعة وبكافة المستويات، وهو ما أدى للاستقرار الاقتصادي لدينا، حيث تلقت مالطا قدرا كبيرا من المساعدات المالية من دول الاتحاد استخدمت في عدد كبير من المشاريع المختلفة في مجالات التعليم والتدريب والبنية التحتية والزراعة والبيئة.
• هل تعتقد أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى إعادة هيكلة وبعض الإصلاحات؟ وما أهم القوانين التي ينبغي يغيرها الاتحاد الأوروبي؟ معاهدة ليسبون تعمل على تقوية اواصر الاتحاد الاوروبي وجعلت منه اتحادا اكثر ديموقراطية، كما دعمت دور الاتحاد كعامل دولي فعال وخصوصا مع تأسيس لجنة العلاقات الخارجية الاوروبية في الاتحاد، وكان تأسيسها بمثابة تطور اسهم مساهمة فاعلة في تقوية العلاقات الأوروبية مع مختلف دول العالم، بما في ذلك ازالة العوائق الاجرائية أمام التهديدات الأمنية والارهاب ولذلك يجب على الاتحاد الاوروبي ان يعمل مع شركائه لتحقيق كل هذه الاهداف على مختلف الجبهات. وفي هذا الصدد فان التعاون مع الامم المتحدة بحاجة ان يبقى هدفنا الرئيسي بالتوازي مع شركائنا الاقليميين، مثل منظمة الأمن والتعاون والمجلس الأوروبي ودول الـ5+5 وشركائنا في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الاتحاد الاوروبي ان يسخر سياسته وادواته لمواجهة التحديات المتعلقة بالهجرة غير الشرعية. وعلى الرغم من التطورات والانجازات التي حققها الاتحاد الاوروبي مازال امامنا الكثير لنفعله وعلى الاتحاد ان يعطي اهمية بالغة للاعبين الدوليين الاخرين الذين يشاركوننا نفس الاهتمامات والمصالح تحديدا في مجالات التجارة وامن الطاقة والتغير المناخي.
• ما ابرز ملامح الاقتصاد المالطي؟ حقق الاقتصاد المالطي نموا حقيقيا على صعيد المنتجات المنزلية بنسبة 6.3 في المئة عام 2015 اي ما يعادل ثلاث مرات فوق متوسط معدلات الارتفاع في الدول الاوروبية، منذ ان انضمت مالطا للاتحاد. وللاقتصاد المالطي محركات رئيسية اهمها الاستثمارات في مشروعات الطاقة المستدامة، والسياحة مما ادى لرفع حجم الفوائض المالية لدينا كما أسفرت عن خلق فرص عمل مستدامة بحيث اصبحنا في المرتبة الثالثة للدول الأقل في معدلات البطالة وفقط بنسبة 5.1 في المئة مما ادى الى انخفاض معدلات البطالة لدينا مع ارتفاع الانتاجية وانخفاض العجز الحكومي بنسبة 1.6 في المئة ادى لانخفاض معدل الدين العام لمالطا بنسبة 64 في المئة بعد خفض ضريبة الدخل عام 2013 مما اعطى الاقتصاد المالطي دفعة قوية للأمام. وأحد اهم اسباب نمو واستقرار الاقتصاد المالطي وقدرته على التوظيف يرجع الى ابداع وتكيف صناعتنا المحلية مع المتطلبات المتغيرة والتنافسية للسوق العالمية وعلاوة على ذلك فان مالطا مكان ملائم للاستثمار في ظل تشجيع الحكومة للاستثمارات الخارجية وتوفير المناخ المناسب لهم، والاقتصاد المالطي يتميز بالتنوع من خلال الصناعات الأولية والثانوية والتي أسهمت في رفع الناتج القومي للبلد، ولدينا العديد من الصناعات الواعدة في الآلات والمعدات والصناعات المطاطية والقطع الكهربائية، اما فيما يتعلق بقطاع الخدمات فلدينا الكثير من الامكانات في هذا المجال مثل الخدمات التأمينية والتمويلية والعناية الصحية والتعليم والسياحة والبرمجيات والمعدات البحرية وصيانة الطائرات.
• ما ابرز الفرص الاستثمارية في مالطا؟ وما التسهيلات التي تقدمونها للمستثمرين؟ فيما يتعلق بدعم المستثمرين الاجانب، فان مالطا تقدم العديد من المبادرات والتسهيلات للمستثمرين والمبادرين لاقناعهم باختيار مالطا كبيئة ملائمة لمشاريعهم الاستثمارية، مثل توفير البيئة القانونية والتسهيلات المشجعة على ذلك، فموقعها الاستراتيجي ما بين اسواق الشرق والغرب يجعلها مكانا ملائما للشركات المصدرة، كما ان لدينا عمالة ماهرة ومدربة تجيد اللغات الاجنبية، وعلى الرغم من افتقادنا للموارد الطبيعية الا ان مالطا تستثمر وتعول على قواها البشرية من خلال التركيز على جودة التعليم ومخرجاته ليتناسب مع متطلبات سوق العمل، كما ان لدينا بنية تحتية مميزة تساهم في تهيئة الاجواء للصناعات الواعدة وبأسعار ملائمة، كما لدينا مكتب لتقديم الخدمات التمويلية.
• كيف تردون على الاتهامات الموجهة لمالطا بالعنصرية ضد الاجانب على مواقع التواصل الاجتماعي؟ الشعب المالطي معروف لدى الجميع بأنه شعب ودود ومضياف وخصوصا مع الاجانب، ولكن التدفق الكبير للمهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين للجزيرة أثر على الكثافة السكانية فيها وخلق حالة من التوتر لدى السكان، فهذا العدد الكبير من المهاجرين كان له تأثير اجتماعي على ردود افعال الناس. ولكن لا احد في مالطا يستطيع التحدث بعنصرية ونحن نبذل قصارى جهدنا لدمج الاجانب في المجتمع وهذا بحاجة لوقت طويل وخصوصا ان بعض الاجانب غير مهيئين للتكيف مع طبيعة المجتمع المالطي.
• ما نصيحتكم للكويتيين الراغبين بزيارة مالطا؟ ضيوفنا من الكويت سيجدون في مالطا مكانا رائعا، فصغر حجم الارخبيل المالطي سيسهل عليهم الاستمتاع بكل مقومات بلدنا السياحية، فمالطا بلد غني بثقافته وجميع سبل المتعة بالاضافة لقربه من دول الاتحاد الاوروبي وهذا ما يجعل الكويتيين يختارون مالطا لقضاء عطلتهم، كما ان بيننا وبين الكويتيين الكثير من العناصر المشتركة فيما يتعلق بالثقافة وتقارب اللغة الى حد كبير، بالاضافة للفن المعماري العربي الذي تأثرت به مالطا والذي سيجده السائح لا يزال حاضرا لدينا، بالاضافة الى شواطئها الجميلة ومناخها الرائع وشمسها المشرقة وتعتبر ايضا المكان الملائم لهواة الرياضات المائية وعشاق الغوص، بالاضافة للفنادق الفخمة والرائعة، كما ان مالطا تعتبر من دول الترانزيت المهمة في اوروبا والتي تربطها شبكة خطوط طيران يومية الى جميع العواصم الاوروبية.