«الراي» جالت على عاليه وبحمدون وصوفر والشبانية عشية فتح صناديق الاقتراع
الكويتيون في قلب المعركة على البلديات داخل «المربّع الذهبي» بقرى الاصطياف
عاليه... عروس المصايف اللبنانية
الشبانية
سمير نعمة وجرجس جبور وإيلي خيرالله في بحمدون الضيعة
رفيق شيا
شراكة في الشبانية
حليم عبيد
منير فياض
مختار عاليه: نتمنى أن يعاود الكويتيون زيارتنا فهم أحبابنا ويعرفون عنا نحن أهل الكرم والضيافة
بحمدون «ضيعة الكويتيين» ويملكون ما يقارب 35 في المئة من بيوتها ومحالها التجارية
خيرالله: متأكدون أن الكويتيين يبادلوننا الشعور ولن يتأخروا في قصد لبنان متى سنحت لهم الظروف
صوفر تتطلع لمعاودة الخليجيين ولاسيما الكويتيين الذين يملكون عدداً كبيراً من العقارات للاستجمام في ربوعها
رعد: الهدف المشترك لأهالي الشبانية رؤية المصطافين الكويتيين الذين يملكون 400 وحدة سكنية منها مجمع النجم الفضي
بحمدون «ضيعة الكويتيين» ويملكون ما يقارب 35 في المئة من بيوتها ومحالها التجارية
خيرالله: متأكدون أن الكويتيين يبادلوننا الشعور ولن يتأخروا في قصد لبنان متى سنحت لهم الظروف
صوفر تتطلع لمعاودة الخليجيين ولاسيما الكويتيين الذين يملكون عدداً كبيراً من العقارات للاستجمام في ربوعها
رعد: الهدف المشترك لأهالي الشبانية رؤية المصطافين الكويتيين الذين يملكون 400 وحدة سكنية منها مجمع النجم الفضي
يعيش لبنان هذه الأيام متنقلاً بين معركة وأخرى، في زمن المنافسات السياسية - الحزبية - العائلية على المقاعد البلدية والاختيارية.
الجولة الأولى من الانتخابات اتخذت من بيروت والبقاع أرضاً لها، وانتهت عملية التصويت فيها الى نتائج أحدثت «تشققات» في التحالفات السياسية تم التعبير عنها «بالصوت العالي» وستظلّل الجولة الثانية من الاستحقاق البلدي التي سيكون مسرح المعارك فيها غداً محافظة جبل لبنان التي تضم 6 أقضية والمترامية الأطراف من الشوف وعاليه إلى كسروان، مروراً بـ بعبدا والمتن وصولاً الى جبيل، والتي تحوط بالعاصمة بيروت من الجهات الثلاث الجنوب والشرق والشمال.
واذ كانت عيون اللبنانيين شاخصة على فتح صناديق الاقتراع في جبل لبنان، الذي شكل قلب إمارة جبل لبنان قبل الاستقلال، ويُعتبر أحد أهم المراكز الاقتصادية في «بلاد الأرز» حالياً، فإن للكويتيين «حصة» من الاهتمام بهذا الاستحقاق من زاوية الروابط التي تجمعهم بالعديد من بلدات هذه المحافظة ولا سيما في بعبدا وعاليه حيث بات لهم «ضيع» صاروا جزءاً من صيفياتها العامرة وسجلاّتها الذهبية التي تضجّ بذكريات... لا تموت.
فكيف هي الاستعدادات في «المربع الكويتي»، عاليه وصوفر وبحمدون والشبانية، الذي يقصده الكويتيون منذ عقود ويملكون فيه العديد من العقارات والذي صار بمنزلة بيتهم الثاني يتطلعون الى خريطة الإنماء فيه وخطط النهوض به، من البوابة البلدية، وأي باب آخر؟
«الراي» جالت على تلك البلدات، بدءاً من عروس المصايف عاليه.
... «عجقة» ناس في الأسواق، لا صور ولا يافطات تدلّ على أنّ معركة ستشهدها البلدة، وهذا ما أكده احد مخاتيرها حليم عبيد، قبيل بلوغ تسوية مساء الخميس، أدّت الى فوز اللائحة التي يترأسها رئيس البلدية الحالي وجدي مراد بالتزكية: «قد لا نتجه الى صناديق الاقتراع، الأمور تسير نحو التزكية لايصال ثمانية عشر عضواً إلى المجلس البلدي اثبتوا جدارتهم منذ العام 1998. هناك عائلة واحدة تعارض الأمر، يجري التفاوض معها». اما بالنسبة للمقاعد الاختيارية فتحدّث عن صراع حيث قال: «يوجد أربعة احياء أساسية، كل واحد منها يضم نحو 3500 نسمة، حسم الأمر في اثنين منها هما القبلة الذي يضم ثلاثة مخاتير والحي الغربي ويضم ثلاثة ايضا تمت تزكيتهم، لكن هناك صراعاً على المقاعد في الحي الوسطاني والشمالي».
الأهالي راضون جداً عن المجلس البلدي ورئيسه وجدي مراد، كونه كما قال أحدهم «يمثّل الطبقة العاملة والمتوسطة والأغنياء، رجل شهم وصادق لديه مجموعة تعمل معه بكل صدق للبلدة»، وهنا قاطعه المختار: «نحو 85 في المئة من هذه البلدة كان مدمراً نتيجة الحرب التي مرّت على لبنان، عمّر مراد المدمّر، حتى باتت هذه المدينة التي تضم نحو 14 الف شقة سكنية، عروس المصايف بكل ما للكلمة من معنى، كما اعيد بناء السوق بالتوافق بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والامير طلال ارسلان، ما شجّع الخليجيين على شراء عقارات جديدة وترميم المدمر من شققهم ومنهم اخواننا الكويتيون»، متمنياً «ان يعاود الكويتيون زيارتنا فهم أحبابنا، وكما يعرفون عنا نحن اهل الكرم والضيافة»، مضيفاً: «الأميرة موزة لديها مشاريع ضخمة الآن في عاليه التي تضم خمس كنائس واربعة جوامع وعشرين خلوة فهي مدينة تمثل التعايش».
بحمدون، «ضيعة الكويتيين» التي يملكون ما يقارب 35 في المئة من بيوتها ومحالها التجارية، ستشهد معركة ولن تشهد معركة.
ففي بحمدون - المحطّة «عُدّة» المعركة جاهزة من لافتات وصور، وسيخوض رئيس البلدية الحالي أسطه ابو رجيلي «المنازلة» على رأس لائحة من 9 أعضاء بوجه لائحة منافِسة من العائلات، وهو رفع لـ «المواجهة» عناوين انمائية فـ «كما كانت معركتنا في السابق من اجل تأمين افضل الخدمات لعيش كريم، فهذه المعركة لن تتوقف بل ستستمر وبزخم أكبر من اجل خدمة كل مواطن بحمدوني او مقيم فيها ممن أحب هواءها وبيوتها ومرافقها وخدماتها وسياحتها وجمال موقعها».
اما في «بحمدون الضيعة» فقد حُسم الأمر بالتزكية لمصلحة لائحة رئيس البلدية الحالي وليد انيس خير الله (من خمسة عشر عضواً)، لتنحصر الانتخابات فقط على مقعدين اختياريين، كون هناك ثلاثة مرشحين هم طونيوس تابت وجورج تابت وفؤاد جبور الذين توزعت صور قليلة لهم على واجهات المحال.
السكون يعمّ بحمدون الضيعة، فلا حركة وكأنها خالية من السكان. تكسر المشهد صورة كبيرة لرئيس البلدية وليد انيس خير الله معلّقة على احد الابنية، وعجوزان «يلعبان الورق» أمام محل للسمانة قبل ان ينضم اليهم ثالث يراقب مَن سيفوز، وهم سمير نعمة، جرجس جبور، وايلي خيرالله.
أهالي المنطقة يعبّرون عن رضاهم عن رئيس البلدية وما قدّمه من خدمات جعلت من بحمدون واحة من الراحة وبذْله جهوداً كبرى لتوفير الكهرباء والماء وتحسين الطرق. ولفت ايلي خيرالله الى ان «نحو مئتي شخص فقط يسكنون بحمدون موزَّعين على نحو خمسين منزلاً، فغالبية أهالي البلدة هاجروا الى اوروبا وبالأخص الى كندا ومع ذلك بدأت البلدة تشهد منذ فترة إعماراً، وكل عام نجده أفضل من الذي سبقه على هذا الصعيد، وأهاليها بدأوا يتشجعون فيقصدونها لكننا محرومون من زيارة إخواننا الخليجيين ربما بسبب الظروف في المنطقة، لذلك نتمنى ان تُحل القضايا العربية وان تنتهي الحروب في المنطقة كي يعودوا الى وطنهم الثاني، هم يأتون كمقيمين وليس فقط سياحا. ورغم عدم قدرتهم على التواجد هنا، فانهم في قلوبنا ونحن متأكدون أنهم يبادلوننا الشعور ولن يتأخروا في قصد لبنان متى سنحت لهم الظروف».
فوق الأودية ترتفع بلدة لبنانية فريدة وأصيلة هي صوفر، والتِّي سمِّيت كذلك نسبةً لصفير هوائها صيفاً وشتاءً. الهدوء يخيم على أجوائها، ولا صور توحي بأن نحو 48 ساعة تفصل عن الانتخابات البلدية. لكن على خلاف زميلتيها من البلدات ستشهد معركة انتخابية حامية بين لائحتين من العائلة نفسها.
وقد شرح العضو السابق في المجلس البلدي رفيق شيا السبب قائلاً: «في الاساس اعتقد أهالي صوفر ان الأمور متجهة الى تزكية المحامي بسام شيا ومعه فريق من 11 شخصاً بعدما رشحه مسؤول في الحزب التقدمي الاشتراكي (يتزعمه النائب وليد جنبلاط)، لكن بعد اسبوع تفاجأنا بانقلابه عليه ما أدى الى انسحابه، وظهور لائحتين متنافستين الاولى يرأسها كمال شيا والاخرى يرأسها اكرم شيا، ما قلب الموازين». وأضاف: «راجعنا النائب وليد جنبلاط فقال: «نحن لن نتدخل ولنترك لصناديق الاقتراع الامر. كما لا تزكية للمقاعد الاختيارية، فهناك ثلاثة مرشحين على مقعدين وسيحدد 1200 ناخب من سيصل منهم».
صوفر مركز الارستقراطية في لبنان، ومصيف رؤساء الجمهورية والحكومات، وأعرق مناطق لبنان في السياحة، كان للحرب اللبنانية تأثير كبيرعليها.
ولفت العضو السابق للمجلس البلدي منير فياض الى أن «في صوفر اول بلدية بعد بلدية دير القمر في جبل لبنان، تأسست العام 1913 وعملت المجالس البلدية التي مرت على تحسنيها لكن المطلوب كان اكثر من ذلك كي تعود صوفر الى مستوى المصايف الممتازة، وليعاود اخواننا الخليجيون
زيارتها والاستجمام في ربوعها، ولاسيما الكويتيون الذين يملكون عدداً كبيراً من العقارات.
واضاف: «اليوم بيوت الكويتيين مغلقة، ونتمنى ان يعاودوا فتحها. نعم هناك مَن يأتي منهم ليوم أو اثنين للاطمئنان على املاكه ويسارع في الرحيل، حتى اننا لا نشعر بزيارته على أمل ان تعود الأمور الى سابق عهدها ويشرّفونا بزيارة طويلة فهم أعزاء على قلوبنا».
الشبانية
على مدخل بلدة الشبانية (قضاء بعبدا) لافتة كبيرة كتب عليها «شراكة ومحبة حتى الشبانية تحكي» ما يعني ان هناك معركة يُحضّر لها. لكن المشهد من قلب البلدة مغاير، صمت مطبق، وكأننا في مدينة اشباح مهجورة منذ زمن، الا من شخص يدخن النارجيلة على احدى الشرفات.
المنافسة في الشبانية ستدور بين لائحتين: الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي رئيس اتحاد بلديات المتن الأعلى كريم سركيس، والثانية برئاسة يوسف مونّس. مواجهة طابعها عائلي بعيداً عن السياسة، فاللائحتان تضمان مرشحين من جميع الاحزاب. وبحسب ابن البلدة جو رعد: «حاولنا القيام بتوافق. ثلاث دورات على مدى ثمانية عشر عاماً وهم يقومون بالأمر نفسه وفي النهاية يفوز كريم سركيس»، موضحاً ان «في الشبانية نحو 2000 ناخب صوّت 1100 منهم في الانتخابات السابقة لإيصال مجلس بلدي من 12 عضواً. كما تضم هذه البلدة مختاراً واحدا هو فؤاد سركيس، الذي ترشحتْ في وجهه هذه المرة مي مونس، ومع ذلك يمكن القول ان الاجواء سليمة لا نعرات ولا مشاكل».
من جانبه اعتبر «طوني»، الذي صودف مروره برفقة كلبه ان لائحة مونس «فرصة للتخلص من المركزية وتحقيق نهضة انمائية لتصبح الشبانية في قائمة القرى الاكثر استقطاباً للسياح، وأتمنى ان تفوز لائحة مونس على سركيس الذي يحظى بدعم غير مباشر من الحزب التقدمي الاشتراكي».
الهدف المشترك بين جميع اهالي البلدة هو عودة الشبانية الى عزها وجذب المصطافين لاسيما الخليجيين وبالأخص الكويتيون الذين يملكون كما قال رعد «400 وحدة سكنية منها مجمع النجم الفضي، اذ في الأعوام العشرة الأخيرة زادوا من امتلاكهم للعقارات بعد انخفاض سعر الأراضي في البلدة، لكن الحرب السورية أثّرت على مجيئهم وذلك لان غالبيّتهم كانت تقصد لبنان مع عائلاتهم بسياراتهم».
الجولة الأولى من الانتخابات اتخذت من بيروت والبقاع أرضاً لها، وانتهت عملية التصويت فيها الى نتائج أحدثت «تشققات» في التحالفات السياسية تم التعبير عنها «بالصوت العالي» وستظلّل الجولة الثانية من الاستحقاق البلدي التي سيكون مسرح المعارك فيها غداً محافظة جبل لبنان التي تضم 6 أقضية والمترامية الأطراف من الشوف وعاليه إلى كسروان، مروراً بـ بعبدا والمتن وصولاً الى جبيل، والتي تحوط بالعاصمة بيروت من الجهات الثلاث الجنوب والشرق والشمال.
واذ كانت عيون اللبنانيين شاخصة على فتح صناديق الاقتراع في جبل لبنان، الذي شكل قلب إمارة جبل لبنان قبل الاستقلال، ويُعتبر أحد أهم المراكز الاقتصادية في «بلاد الأرز» حالياً، فإن للكويتيين «حصة» من الاهتمام بهذا الاستحقاق من زاوية الروابط التي تجمعهم بالعديد من بلدات هذه المحافظة ولا سيما في بعبدا وعاليه حيث بات لهم «ضيع» صاروا جزءاً من صيفياتها العامرة وسجلاّتها الذهبية التي تضجّ بذكريات... لا تموت.
فكيف هي الاستعدادات في «المربع الكويتي»، عاليه وصوفر وبحمدون والشبانية، الذي يقصده الكويتيون منذ عقود ويملكون فيه العديد من العقارات والذي صار بمنزلة بيتهم الثاني يتطلعون الى خريطة الإنماء فيه وخطط النهوض به، من البوابة البلدية، وأي باب آخر؟
«الراي» جالت على تلك البلدات، بدءاً من عروس المصايف عاليه.
... «عجقة» ناس في الأسواق، لا صور ولا يافطات تدلّ على أنّ معركة ستشهدها البلدة، وهذا ما أكده احد مخاتيرها حليم عبيد، قبيل بلوغ تسوية مساء الخميس، أدّت الى فوز اللائحة التي يترأسها رئيس البلدية الحالي وجدي مراد بالتزكية: «قد لا نتجه الى صناديق الاقتراع، الأمور تسير نحو التزكية لايصال ثمانية عشر عضواً إلى المجلس البلدي اثبتوا جدارتهم منذ العام 1998. هناك عائلة واحدة تعارض الأمر، يجري التفاوض معها». اما بالنسبة للمقاعد الاختيارية فتحدّث عن صراع حيث قال: «يوجد أربعة احياء أساسية، كل واحد منها يضم نحو 3500 نسمة، حسم الأمر في اثنين منها هما القبلة الذي يضم ثلاثة مخاتير والحي الغربي ويضم ثلاثة ايضا تمت تزكيتهم، لكن هناك صراعاً على المقاعد في الحي الوسطاني والشمالي».
الأهالي راضون جداً عن المجلس البلدي ورئيسه وجدي مراد، كونه كما قال أحدهم «يمثّل الطبقة العاملة والمتوسطة والأغنياء، رجل شهم وصادق لديه مجموعة تعمل معه بكل صدق للبلدة»، وهنا قاطعه المختار: «نحو 85 في المئة من هذه البلدة كان مدمراً نتيجة الحرب التي مرّت على لبنان، عمّر مراد المدمّر، حتى باتت هذه المدينة التي تضم نحو 14 الف شقة سكنية، عروس المصايف بكل ما للكلمة من معنى، كما اعيد بناء السوق بالتوافق بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والامير طلال ارسلان، ما شجّع الخليجيين على شراء عقارات جديدة وترميم المدمر من شققهم ومنهم اخواننا الكويتيون»، متمنياً «ان يعاود الكويتيون زيارتنا فهم أحبابنا، وكما يعرفون عنا نحن اهل الكرم والضيافة»، مضيفاً: «الأميرة موزة لديها مشاريع ضخمة الآن في عاليه التي تضم خمس كنائس واربعة جوامع وعشرين خلوة فهي مدينة تمثل التعايش».
بحمدون، «ضيعة الكويتيين» التي يملكون ما يقارب 35 في المئة من بيوتها ومحالها التجارية، ستشهد معركة ولن تشهد معركة.
ففي بحمدون - المحطّة «عُدّة» المعركة جاهزة من لافتات وصور، وسيخوض رئيس البلدية الحالي أسطه ابو رجيلي «المنازلة» على رأس لائحة من 9 أعضاء بوجه لائحة منافِسة من العائلات، وهو رفع لـ «المواجهة» عناوين انمائية فـ «كما كانت معركتنا في السابق من اجل تأمين افضل الخدمات لعيش كريم، فهذه المعركة لن تتوقف بل ستستمر وبزخم أكبر من اجل خدمة كل مواطن بحمدوني او مقيم فيها ممن أحب هواءها وبيوتها ومرافقها وخدماتها وسياحتها وجمال موقعها».
اما في «بحمدون الضيعة» فقد حُسم الأمر بالتزكية لمصلحة لائحة رئيس البلدية الحالي وليد انيس خير الله (من خمسة عشر عضواً)، لتنحصر الانتخابات فقط على مقعدين اختياريين، كون هناك ثلاثة مرشحين هم طونيوس تابت وجورج تابت وفؤاد جبور الذين توزعت صور قليلة لهم على واجهات المحال.
السكون يعمّ بحمدون الضيعة، فلا حركة وكأنها خالية من السكان. تكسر المشهد صورة كبيرة لرئيس البلدية وليد انيس خير الله معلّقة على احد الابنية، وعجوزان «يلعبان الورق» أمام محل للسمانة قبل ان ينضم اليهم ثالث يراقب مَن سيفوز، وهم سمير نعمة، جرجس جبور، وايلي خيرالله.
أهالي المنطقة يعبّرون عن رضاهم عن رئيس البلدية وما قدّمه من خدمات جعلت من بحمدون واحة من الراحة وبذْله جهوداً كبرى لتوفير الكهرباء والماء وتحسين الطرق. ولفت ايلي خيرالله الى ان «نحو مئتي شخص فقط يسكنون بحمدون موزَّعين على نحو خمسين منزلاً، فغالبية أهالي البلدة هاجروا الى اوروبا وبالأخص الى كندا ومع ذلك بدأت البلدة تشهد منذ فترة إعماراً، وكل عام نجده أفضل من الذي سبقه على هذا الصعيد، وأهاليها بدأوا يتشجعون فيقصدونها لكننا محرومون من زيارة إخواننا الخليجيين ربما بسبب الظروف في المنطقة، لذلك نتمنى ان تُحل القضايا العربية وان تنتهي الحروب في المنطقة كي يعودوا الى وطنهم الثاني، هم يأتون كمقيمين وليس فقط سياحا. ورغم عدم قدرتهم على التواجد هنا، فانهم في قلوبنا ونحن متأكدون أنهم يبادلوننا الشعور ولن يتأخروا في قصد لبنان متى سنحت لهم الظروف».
فوق الأودية ترتفع بلدة لبنانية فريدة وأصيلة هي صوفر، والتِّي سمِّيت كذلك نسبةً لصفير هوائها صيفاً وشتاءً. الهدوء يخيم على أجوائها، ولا صور توحي بأن نحو 48 ساعة تفصل عن الانتخابات البلدية. لكن على خلاف زميلتيها من البلدات ستشهد معركة انتخابية حامية بين لائحتين من العائلة نفسها.
وقد شرح العضو السابق في المجلس البلدي رفيق شيا السبب قائلاً: «في الاساس اعتقد أهالي صوفر ان الأمور متجهة الى تزكية المحامي بسام شيا ومعه فريق من 11 شخصاً بعدما رشحه مسؤول في الحزب التقدمي الاشتراكي (يتزعمه النائب وليد جنبلاط)، لكن بعد اسبوع تفاجأنا بانقلابه عليه ما أدى الى انسحابه، وظهور لائحتين متنافستين الاولى يرأسها كمال شيا والاخرى يرأسها اكرم شيا، ما قلب الموازين». وأضاف: «راجعنا النائب وليد جنبلاط فقال: «نحن لن نتدخل ولنترك لصناديق الاقتراع الامر. كما لا تزكية للمقاعد الاختيارية، فهناك ثلاثة مرشحين على مقعدين وسيحدد 1200 ناخب من سيصل منهم».
صوفر مركز الارستقراطية في لبنان، ومصيف رؤساء الجمهورية والحكومات، وأعرق مناطق لبنان في السياحة، كان للحرب اللبنانية تأثير كبيرعليها.
ولفت العضو السابق للمجلس البلدي منير فياض الى أن «في صوفر اول بلدية بعد بلدية دير القمر في جبل لبنان، تأسست العام 1913 وعملت المجالس البلدية التي مرت على تحسنيها لكن المطلوب كان اكثر من ذلك كي تعود صوفر الى مستوى المصايف الممتازة، وليعاود اخواننا الخليجيون
زيارتها والاستجمام في ربوعها، ولاسيما الكويتيون الذين يملكون عدداً كبيراً من العقارات.
واضاف: «اليوم بيوت الكويتيين مغلقة، ونتمنى ان يعاودوا فتحها. نعم هناك مَن يأتي منهم ليوم أو اثنين للاطمئنان على املاكه ويسارع في الرحيل، حتى اننا لا نشعر بزيارته على أمل ان تعود الأمور الى سابق عهدها ويشرّفونا بزيارة طويلة فهم أعزاء على قلوبنا».
الشبانية
على مدخل بلدة الشبانية (قضاء بعبدا) لافتة كبيرة كتب عليها «شراكة ومحبة حتى الشبانية تحكي» ما يعني ان هناك معركة يُحضّر لها. لكن المشهد من قلب البلدة مغاير، صمت مطبق، وكأننا في مدينة اشباح مهجورة منذ زمن، الا من شخص يدخن النارجيلة على احدى الشرفات.
المنافسة في الشبانية ستدور بين لائحتين: الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي رئيس اتحاد بلديات المتن الأعلى كريم سركيس، والثانية برئاسة يوسف مونّس. مواجهة طابعها عائلي بعيداً عن السياسة، فاللائحتان تضمان مرشحين من جميع الاحزاب. وبحسب ابن البلدة جو رعد: «حاولنا القيام بتوافق. ثلاث دورات على مدى ثمانية عشر عاماً وهم يقومون بالأمر نفسه وفي النهاية يفوز كريم سركيس»، موضحاً ان «في الشبانية نحو 2000 ناخب صوّت 1100 منهم في الانتخابات السابقة لإيصال مجلس بلدي من 12 عضواً. كما تضم هذه البلدة مختاراً واحدا هو فؤاد سركيس، الذي ترشحتْ في وجهه هذه المرة مي مونس، ومع ذلك يمكن القول ان الاجواء سليمة لا نعرات ولا مشاكل».
من جانبه اعتبر «طوني»، الذي صودف مروره برفقة كلبه ان لائحة مونس «فرصة للتخلص من المركزية وتحقيق نهضة انمائية لتصبح الشبانية في قائمة القرى الاكثر استقطاباً للسياح، وأتمنى ان تفوز لائحة مونس على سركيس الذي يحظى بدعم غير مباشر من الحزب التقدمي الاشتراكي».
الهدف المشترك بين جميع اهالي البلدة هو عودة الشبانية الى عزها وجذب المصطافين لاسيما الخليجيين وبالأخص الكويتيون الذين يملكون كما قال رعد «400 وحدة سكنية منها مجمع النجم الفضي، اذ في الأعوام العشرة الأخيرة زادوا من امتلاكهم للعقارات بعد انخفاض سعر الأراضي في البلدة، لكن الحرب السورية أثّرت على مجيئهم وذلك لان غالبيّتهم كانت تقصد لبنان مع عائلاتهم بسياراتهم».