أزمة الثقة بين الحريري وحلفائه المسيحيين تتفاعل
المخاض البلدي في لبنان كشف «القلوب المليانة» بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله»
الأنظار تتجه إلى معارك «تحديد الأحجام» في جبل لبنان وفرعية جزين النيابية
على مشارف ثلاثة أيام من فتح صناديق الاقتراع، في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، التي ستجري في محافظة جبل لبنان، بدت القوى السياسية، عيناً على ما سيفضي اليه الأحد المقبل من خلاصات بالأرقام والدلالات، وعيْناً أخرى على استمرار تشظّيات نتائج الجولة الأولى في بيروت والبقاع، التي انتهت الى انتصارات غير مريحة للأحزاب الرئيسة، والى إعادة العلاقة بين «تيار المستقبل» وحلفائه المسيحيين، لاسيما «القوات اللبنانية» الى مربّع «الثقة المفقودة»، في موازاة تظهير مناخ غير مسبوق في العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» التي برزت إشارات عدة إلى أنها ليست «على ما يرام».
وفي حين تبدو خريطة المعارك واضحة في جبل لبنان، لا سيما في المناطق المسيحية، حيث يخوض طرفا التحالف المسيحي المستجدّ «القوات» و«التيار الحر» معارك جنباً الى جنب في بلدات، فإن تقابُلهما في بلدات أخرى «منافسات رياضية» يحمل طابع تحديد الأحجام داخل التحالف المستجدّ، ربطاً بحصص كل منهما في اي انتخابات نيابية مقبلة يخوضانها يداً بيد.
وفيما يسود ترقُّب للجولة الثانية من الاستحقاق البلدي، وسط رصْد لما إذا كان الثنائي المسيحي سينجح حيث ينخرط في معارك بلوائح مشتركة في تعويض الصورة غير الحاسمة التي ظهرت عليها شعبيّتهما في المرحلة الاولى من الانتخابات، بدا لافتاً ان مجريات انتخابات بيروت والبقاع ظهّرت في شكل «فاقع» ما شهدته الأشهر الأخيرة في لبنان من استعادة الاصطفافات الطائفية على خلفية أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية، التي أعادت خلط أوراق التحالفات وأنهت عملياً «التقابل التقليدي» بين محوريْ «8 آذار» و«14 آذار».
وأمس، استمرّ «التنقيب» في صناديق الاقتراع، لا سيما في بيروت، من «تيار المستقبل» الذي أصيب بـ «صدمة» جراء فوز لائحة «البيارتة» التي شكّلها بالتحالف مع كل الأحزاب المسيحية، وبينها «التيار الحر» (رغم الخصومة معه) وآخرين بفارق 15 ألف صوت عن لائحة «بيروت مدينتي» مع تسجيل فارق 7 آلاف صوت بين آخر الفائزين على لائحة الأحزاب وأول الخاسرين ضمن «ائتلاف المجتمع المدني».
وفي هذا السياق، ركّز «المستقبل» قراءته للأرقام على جانبيْن: الاول يتعلق بـ «عدم وفاء» الحلفاء المسيحيين سواء داخل «14 آذار» او في اللائحة، بوعودهم بالتصويت لها، بحيث صبّت نحو 70 في المئة من اصوات الناخبين المسيحيين في مصلحة «بيروت مدينتي» التي نالت نحو 9 آلاف صوت في الدائرة الاولى وفازت على «البيارتة» التي لم تحصد سوى 6 آلاف صوت.
وبدا واضحاً استياء الحريري، الذي يشعر بأنه «طُعن» من حلفائه، الذين كان توجّه اليهم بنبرة حادة، غداة صدور نتائج انتخابات بيروت، على خلفية سلوكهم «غير المشرّف»، فيما كانت اوساطه تبلور ما لم يقله بالفم الملآن، لجهة ان البعض دخل لائحته واستفاد من قوّتها الانتخابية، من دون ان يعطيها أصواته، واضعة عدم التزام الأحزاب المسيحية (التيار الحر والقوات والكتائب) في سياق، إما تعمُّد التفلت من التصويت لـ «البيارتة» وإما ان الوهن الشعبي اصابهم لدرجة انهم باتوا أعجز عن ضمان التزام قواعدهم بما يقرّرونه «وكلا الحالتين ترتّبان معاني سياسية للمرحلة المقبلة من انتخابات نيابية وغيرها».
أما الجانب الثاني، فيتمثّل في التحرّي عن خلفيات حصول لائحة «بيروت مدينتي» على 17 ألف صوت في دائرة بيروت الثالثة (ذات الغالبية السنّية) مقابل 27 ألفاً لـ «البيارتة»، وهو ما يؤشر الى رسالة وجّهها جمهور «المستقبل» الى قيادته، على خلفية سوء أداء المجلس البلدي السابق ورغبته في تغيير حقيقي، وربما كردّ فعل على ضمّ لائحة الأحزاب لـ «التيار الحر».
وفي سياق آخر، خرجت الى العلن ملامح «قلوب مليانة» بين «التيار الحر» و«حزب الله» بدت امتداداتها ذات صلة بالانتخابات الرئاسية وشعور قواعد التيار بأن الحزب غير جدي في دعمه ترشيح زعيم «التيار الوطني الحر» ميشال عون للرئاسة لعدم ممارسته ضغطاً على النائب سليمان فرنجية للانسحاب من السباق لمصلحته.
وجاءت الانتخابات البلدية في زحلة خصوصاً لتظهّر «الحساسيات» بين الجانبين ولا سيما بعد الرسالة السياسية التي استبطنت قرار «حزب الله» دعم 3 حلفاء «بالتساوي» توزّعوا على اللوائح المتنافسة في زحلة وبينهم «التيار» الذي بدا غير ممتنّ لتعاطي الحزب معه على قدم المساواة مع النائب نقولا فتوش وميريام سكاف.
وبرز الارتياب المتبادل من خلال خروج مستشار عون، الكاتب الصحافي والاعلامي جان عزيز عبر موقع «فيسبوك» ليكتب: «إذا بالرئاسة في هيدي عين (عون) وهيدي عين (فرنجية) وبزحلة صار في 3 عيون (سكاف وفتوش و عون)، لكن بكرا بانتخابات جزين واصلين على السبع أعين... جنرال، سيد، ما بعرف إذا عارفين. واجبي قلكن إنو سوء التفاهم بألف خير».
ولم يتأخّر بعض إعلام «8 آذار» في كشْف بعض «المستور» في هذا السياق، من خلال سرد مآخذ على عون، بينها اكتفاؤه في انتخابات بيروت بإدارة الظهر لـ «حزب الله» وتكليفه جعجع المفاوضة باسمه على حصته في لائحة «البيارتة» التي غاب عنها الحزب، بعدما كان «ضحّى» عام 2010 بمقعده البلدي، احتجاجاً على عدم نجاح مفاوضات انضمام «التيار الحر» الى اللائحة الائتلافية البيروتية.
والأهمّ، كان الإشارة الى إمكان حصول تداعيات للتباين بين «حزب الله» وعون في انتخابات جزين النيابية الفرعية التي تجري في 22 الجاري (بالتزامن مع الانتخابات البلدية)، وسط رصْد لما اذا كان الحزب سيماشي حليفه الرئيس نبيه بري، الذي يدعم تقليدياً النائب السابق سمير عازار، الذي ترشح نجله إبراهيم بوجه مرشح التيار و«القوات» أمل ابو زيد، وإن كان بري نأى بنفسه عن ترشيح عازار.
وفي حين تبدو خريطة المعارك واضحة في جبل لبنان، لا سيما في المناطق المسيحية، حيث يخوض طرفا التحالف المسيحي المستجدّ «القوات» و«التيار الحر» معارك جنباً الى جنب في بلدات، فإن تقابُلهما في بلدات أخرى «منافسات رياضية» يحمل طابع تحديد الأحجام داخل التحالف المستجدّ، ربطاً بحصص كل منهما في اي انتخابات نيابية مقبلة يخوضانها يداً بيد.
وفيما يسود ترقُّب للجولة الثانية من الاستحقاق البلدي، وسط رصْد لما إذا كان الثنائي المسيحي سينجح حيث ينخرط في معارك بلوائح مشتركة في تعويض الصورة غير الحاسمة التي ظهرت عليها شعبيّتهما في المرحلة الاولى من الانتخابات، بدا لافتاً ان مجريات انتخابات بيروت والبقاع ظهّرت في شكل «فاقع» ما شهدته الأشهر الأخيرة في لبنان من استعادة الاصطفافات الطائفية على خلفية أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية، التي أعادت خلط أوراق التحالفات وأنهت عملياً «التقابل التقليدي» بين محوريْ «8 آذار» و«14 آذار».
وأمس، استمرّ «التنقيب» في صناديق الاقتراع، لا سيما في بيروت، من «تيار المستقبل» الذي أصيب بـ «صدمة» جراء فوز لائحة «البيارتة» التي شكّلها بالتحالف مع كل الأحزاب المسيحية، وبينها «التيار الحر» (رغم الخصومة معه) وآخرين بفارق 15 ألف صوت عن لائحة «بيروت مدينتي» مع تسجيل فارق 7 آلاف صوت بين آخر الفائزين على لائحة الأحزاب وأول الخاسرين ضمن «ائتلاف المجتمع المدني».
وفي هذا السياق، ركّز «المستقبل» قراءته للأرقام على جانبيْن: الاول يتعلق بـ «عدم وفاء» الحلفاء المسيحيين سواء داخل «14 آذار» او في اللائحة، بوعودهم بالتصويت لها، بحيث صبّت نحو 70 في المئة من اصوات الناخبين المسيحيين في مصلحة «بيروت مدينتي» التي نالت نحو 9 آلاف صوت في الدائرة الاولى وفازت على «البيارتة» التي لم تحصد سوى 6 آلاف صوت.
وبدا واضحاً استياء الحريري، الذي يشعر بأنه «طُعن» من حلفائه، الذين كان توجّه اليهم بنبرة حادة، غداة صدور نتائج انتخابات بيروت، على خلفية سلوكهم «غير المشرّف»، فيما كانت اوساطه تبلور ما لم يقله بالفم الملآن، لجهة ان البعض دخل لائحته واستفاد من قوّتها الانتخابية، من دون ان يعطيها أصواته، واضعة عدم التزام الأحزاب المسيحية (التيار الحر والقوات والكتائب) في سياق، إما تعمُّد التفلت من التصويت لـ «البيارتة» وإما ان الوهن الشعبي اصابهم لدرجة انهم باتوا أعجز عن ضمان التزام قواعدهم بما يقرّرونه «وكلا الحالتين ترتّبان معاني سياسية للمرحلة المقبلة من انتخابات نيابية وغيرها».
أما الجانب الثاني، فيتمثّل في التحرّي عن خلفيات حصول لائحة «بيروت مدينتي» على 17 ألف صوت في دائرة بيروت الثالثة (ذات الغالبية السنّية) مقابل 27 ألفاً لـ «البيارتة»، وهو ما يؤشر الى رسالة وجّهها جمهور «المستقبل» الى قيادته، على خلفية سوء أداء المجلس البلدي السابق ورغبته في تغيير حقيقي، وربما كردّ فعل على ضمّ لائحة الأحزاب لـ «التيار الحر».
وفي سياق آخر، خرجت الى العلن ملامح «قلوب مليانة» بين «التيار الحر» و«حزب الله» بدت امتداداتها ذات صلة بالانتخابات الرئاسية وشعور قواعد التيار بأن الحزب غير جدي في دعمه ترشيح زعيم «التيار الوطني الحر» ميشال عون للرئاسة لعدم ممارسته ضغطاً على النائب سليمان فرنجية للانسحاب من السباق لمصلحته.
وجاءت الانتخابات البلدية في زحلة خصوصاً لتظهّر «الحساسيات» بين الجانبين ولا سيما بعد الرسالة السياسية التي استبطنت قرار «حزب الله» دعم 3 حلفاء «بالتساوي» توزّعوا على اللوائح المتنافسة في زحلة وبينهم «التيار» الذي بدا غير ممتنّ لتعاطي الحزب معه على قدم المساواة مع النائب نقولا فتوش وميريام سكاف.
وبرز الارتياب المتبادل من خلال خروج مستشار عون، الكاتب الصحافي والاعلامي جان عزيز عبر موقع «فيسبوك» ليكتب: «إذا بالرئاسة في هيدي عين (عون) وهيدي عين (فرنجية) وبزحلة صار في 3 عيون (سكاف وفتوش و عون)، لكن بكرا بانتخابات جزين واصلين على السبع أعين... جنرال، سيد، ما بعرف إذا عارفين. واجبي قلكن إنو سوء التفاهم بألف خير».
ولم يتأخّر بعض إعلام «8 آذار» في كشْف بعض «المستور» في هذا السياق، من خلال سرد مآخذ على عون، بينها اكتفاؤه في انتخابات بيروت بإدارة الظهر لـ «حزب الله» وتكليفه جعجع المفاوضة باسمه على حصته في لائحة «البيارتة» التي غاب عنها الحزب، بعدما كان «ضحّى» عام 2010 بمقعده البلدي، احتجاجاً على عدم نجاح مفاوضات انضمام «التيار الحر» الى اللائحة الائتلافية البيروتية.
والأهمّ، كان الإشارة الى إمكان حصول تداعيات للتباين بين «حزب الله» وعون في انتخابات جزين النيابية الفرعية التي تجري في 22 الجاري (بالتزامن مع الانتخابات البلدية)، وسط رصْد لما اذا كان الحزب سيماشي حليفه الرئيس نبيه بري، الذي يدعم تقليدياً النائب السابق سمير عازار، الذي ترشح نجله إبراهيم بوجه مرشح التيار و«القوات» أمل ابو زيد، وإن كان بري نأى بنفسه عن ترشيح عازار.